نكمل روايتنا(ضحايا المنتصف)بقلم سلسبيل كوبك..
الفصل ال٢٣..
_________________________
تقدمت كنز منهم و هي تنظر لأكمل باندهاش لتردف متسائلة:
-في إيه بيحصل هنا؟
تقدمت ورد من كنز قائلة بنبرة خجولة:
-أحنا هنا عشان مش عايزين نعمل حاجة غلط أنا و علاء، عايزنكم تسمعونا و تسمعوا نفسكم.
نظرت لأكمل الذي رفع كتفيه لأعلى لتتنهد و يجلسا الأربعة على تلك الطاولة التي جلبها علاء إلى ذلك المكان الهاديء.
ليسيطر الصمت عليهم بعدما قام كلا من علاء و ورد شرح حبهم و أنهم ليسوا جزء من عداوة العائلتين، فهما أحبوا بعضهم متناسين كل التقاليد و العادات متسائلين بنهاية حديثهم أهل حبهم خاطيء؟؟
تراجعت كنز لتستند على المقعد، لتجد أكمل يردف قائلا:
-أنا مقدرش أثق فيك، أنت من عائلة الهواري العائلة اللي حاولت تأذيني ده أنت تربية شريف الهواري اللي حاول يقتل بنت أخوه أنت عايزني أطمن على أختي و بنتي معاك!!!!
تقدمت من الطاولة و هي تشبك يدها قائلة بتعجب:
-لحظة لحظة، أنت بتتكلم عن نفسك صح!
-علاء غيرك هو راجل ب.
-قدامك سوسن مثلا!
-سيبني أكمل كلامي لو سمحت.
-علاء راجل بيعرف يقدر اللي معاه، و من أول ما عرف أختك و هو بقى ملتزم في دراسته و بيسعى عشان يقدر يحصل عليها.
-أختك بنت زيي و مش هقدر أسمح ليها أنها تتدمر ولولا إني شايفة إن علاء فعلا يستحقها مكنتش وافقت من الأساس أنه يحبها أو حتى يحاول يقرب منها ولكن حبه صادق على غير ناس.
-عندك حق على غير ناس زي عائلتكم كدة.
-أنت جاي تخبط في عائلتنا يا أكمل و لا إيه!
-أنتِ اللي بدأتي؟
نظر كلا من علاء و ورد لبعضهم مرتبكين من أن يتحول النقاش لمشاجرة كبيرة تنتهي بخلاف أكبر و اسوأ.
-أحنا جايين نحل مش نتخانق علفكرة.
نظروا جميعا لـ علاء، ليكمل أكمل حديثه قائلا:
-عرفت ازاي أنك بتحب؟
-إعجاب أتحول لحب.
-مش إجابة نموذجية.
-هو أحنا في إمتحان!
-لنفترض إني وافقت، و العائلة؟
صمتوا جميعا يفكروا في إجابة ذلك السؤال، لتجيب كنز و تقول:
-نحطهم قدام الأمر الواقع.
-أختي مش هتتجوز بالطريقة دِ و لو حصل إيه.
-خلاص فكر في طريقة.
-بقولكم إيه جواز من العائلتين مستحيل يحصل و لا أنتم هتوافقوا و لا أحنا، الأحسن انساها و هي تنساك النسيان محتاج شوية وقت.
-و اسأل بنت عمك أو اسألني النسيان مفيش أسهل منه.
لينظر أكمل إلى كنز لتبتسم له نصف ابتسامه ولكنها كانت تبدو حزينة، فحينما أخبرتك أني نسيتك كنت أقصد أني لطالما تذكرتك في كل مرة حاولت فيها نسيانك.
نهض أكمل ليجمع متعلقاته قائلا و هو يمسك يد أخته:
-انساها يا ابن الناس عشان دِ أخر مرة هتهاون معاك فيها.
غادر أكمل مع أخته التي ذهبت و قلبها محطم، فمعنى حديث أخيها بأن لا فائدة هناك من حبهما لتمتليء عيناها بالدموع، اقترب علاء من كنز لترى تلك الدموع التي تحارب من أجل الهبوط على وجنته لتحتضنه في محاولة منها للتخفيف عنه.
عادوا سويا و أكمل يحاول نسيانها، فكلما أغمض جفنه ظهرت أمامه مرة أخرى بملامحها.
صعدت ورد لغرفتها، ليجد أكمل الخادمة تخبره بأن نهلة تريده ليصعد لها.
-ست الكل.
ابتسمت له نهلة لينام على قدمها قائلا:
-طلبتيني ليه؟
-عشان ورد.
-مالها؟
-أنا عارفة اللي بيدور يا أكمل، براحة على أختك دِ بنت و محتاجة معاملة خاصة.
-تعرفي من امتى؟
-أي أم بتعرف لما بنتها تتغير و تحب يا أكمل، مكنتش أعرف مين ولكني كنت واثقة في بنتي و أنها هتيجي و تحكي ليا لغاية ما جت فعلا و حكت ليا كنت ساعتها أنت عرفت.
-ورد مغلطتش لما حبت يا أكمل، هي غلطت لما خبت لما بقت تقابله من ورانا كل مرة عشان خاطر عداوة ملكوش ذنب فيها.
-للأسف، أنتم ضحايا.
نظر أكمل لأمه ليتسائل قائلا:
-وكنز؟
نظرت له أمه باستفهام ليكمل أكمل سؤاله قائلا:
-ضحية!
لم تستطع أن تجيب على سؤاله، ليشعر أكمل بالقهر قائلا بابتسامه حزينة:
-الإجابة معروفة.
نهض أكمل ليترك أمه و يذهب إلى غرفته ليجد ابنه مازال مستيقظا ليقترب منه و يحتضنه مما أثار تعجب أسر لينام أكمل في أحضان ابنه متذكرا تلك الليلة التي كان سيرزق بها بمولوده الأول.
-يا صباح الحلويات.
نظرت له كنز ثم نظرت أرضًا مرة أخرى ليستغربها أكمل و يقترب منها قائلا:
-في حاجة؟
نفت كنز برأسها لتبتسم له بتوتر ملحوظ، حملها أكمل على الفور لتشهق و يدلف بها إلى المطبخ ليضعها على الطاولة و يقول:
-تحبي تفطري إيه؟
بدأ أكمل في تحضير الفطار و كنز تنظر له و قدميها يهتزان بشدة ليقترب منها أكمل واضعًا يده على قدمها قائلا باستفسار:
-في حاجة جديدة حصلت؟
-أكمل أنا عايزة أقولك حاجة و خايفة.
تنهد أكمل ليقول بضيق:
-كنز بطلي كلمة خايفة دِ، بتحسسيني إني مش قادر أسعدك.
استندت كنز عليه لتهبط و تقف أمامه لتقول و هي تنظر أمامه و تخرج من جيب بنطالها اختبار حمل إيجابي لتضعه بين يديه قائلة:
-أكمل أنا حامل.
كانت تشعر بالذنب من ذلك الذي فعلته ليصل بها الأمر حامل دون علم أهلها، تقدم أكمل منها ليحتضنها بقوة كبيرة كادت أن تحطم عظامها ليرفعها قليلا من الأرض و هو يبتسم بفرحة كبيرة متناسيةً تلك الكواراث التي ستحدث حينما يعلم الجميع بحملها.
-أحلى خبر في حياتي كلها.
ابتلعت كنز لعابها لتنظر أرضًا قائلة:
-أكمل هتحصل مشاكل كتيرة إن عرفوا.
-يا حبيبتي مش مهم أي حاجة، و أنا في أقرب وقت هأخدك أنتِ و ابننا و نمشي من هنا بعيد عنهم.
-طب و أهلي؟
-ما أنا كمان هسيب أهلي يا كنز.
-هيبان عليا التعب يا أكمل و هيشكوا.
-أنتِ فاضلك شهرين و تخلصي جامعة أول ما تخلصي هأخدك و نمشي.
قبّلها أكمل على جبينها قائلا بحب و فرحة:
-أجمل خبر على الصبح كدة.
نظرت كنز لفرحة أكمل بها لتبتسم و هي تحاول ألا تفكر في القادم فيكفي فرحته بذلك الطفل لتشعر هي الأخرى بالفرحة و هي تطغي عليها شعور الأمومة، ليضعا كلاهما يدهم على بطن كنز لتشعر كنز بالفرحة و تبتسم لأكمل الذي قبّلها مرة أخرى و هو يتخيل حياتهم بعدما تلد كنز و يبقوا سويا.
استيقظت كنز من نومها و هي تتذكر ذلك اليوم الذي خسرت به ابنها لتشعر بالألم في قلبها و تغادر فراشها لترتدي معطف و تهبط لأسفل لتجد حازم يجلس بالحديقة صامتا، جلست بجانبه و كلا منهما يفكر في أمر ما يخصه حتى فاقت كنز من شرودها و هي توجه حديثها لحازم الصامت:
-لسة بتحبها؟
-هي مين؟
-مفيش غيرها.
-لا أنا مش بحبها.
-كداب يا حازم.
-و حتى لو بحبها يا كنز مننفعش لبعض.
-يبقى أنت بتضيع الفرصة التانية من حياتك و صدقني الفرصة دِ لو ضاعت مش هتلاقي فرصة تالتة و هتعيش ندمان طول حياتك للمرة التانية.
تركها حازم و غادر ليحاول ألا يستمع لها و إلى حديثها فهو لا يريد أن يفكر بها أو تلك الأمور التي تخصهم.
لتجلس كنز بمفردها في الحديقة و هي تواجه نفسها بتلك المشاعر التي تحيطها، تعلم بأنه منذ أن عاد إلى أرض الوطن و هي أصبحت تائهه لا تعلم ماذا تفعل و كيف تتعامل.
شعرت بأنها على وشك الانهيار ليأتي هو في كل مرة تراه ينقذها من العدم؛ لتشعر بالكره تارة، و الحقد تارة، ونار الانتقام تارة؛ للفقدان تارة؛ و للأمان تارة، و أخيرا للاشتياق و الحب.
لتشعر بأنها لم يعد بإستطاعتها المقاومة مرة أخرى لتشعر بأنه عاد ليسيطر عليها من جديد بالرغم من أن عقلها يحارب تلك الفكرة كثيرا.
_________________________
هبط أكمل من غرفته ليجد الخادمات يقوموا بتزيين القصر ليتعجب و يتسائل عن الأمر ليجد خلفه عادل و يجيب على سؤاله بابتسامه خبيثة:
-بنحتفل.
-بإيه؟
-بموت عمر الهواري، أصله ده اليوم اللي مات فيه و من ساعتها مبقناش أقل من عائلتهم في حاجة و أحيانا بنبقى أقوى.
جلس باسل واضعا قدم فوق الأخرى ليكمل حديث ابنه بغل و غيظ:
-طول ما هو موجود مكنش بيسمح لينا نعلى مرة.
نظر أكمل لهم باحتقار فكيف يمكنهم الاحتفال بوفاة أحدهم، ليتقدم منه حسام و يطلب منه المجيء معه للخارج ليلبي طلبه.
-متزعلش يا أكمل.
-ولا يهمك، أنا عارف أن سامي كان أقرب واحد ليك.
-كنت طالب منك خدمة.
-أطلب.
-تيجي معايا لبيت عائلة الهواري.
نظر له أكمل ليتسائل بداخله، أهذا القدر الذي أرسله لرؤيتها في تلك اللحظة.
كان يقف أمام قصر عائلة الهواري كلا من أكمل، وحسام و زوجته، و أسر مع شذى.
ليقف أمامهم الحرس و يأخذوا الأذن من جلال، ليمنحهم الأذن.
دلفوا جميعا ليجلسوا بغرفة المعيشة، ليضع أكمل قدم فوق الأخرى و بجانبه ابنه أسر الذي فرح كثيرا لأنه سيرى كنز.
دلف كلا من جلال و شريف و حازم للغرفة لينهضوا جميعا و يلقوا التحية عليهم، ليسيطر الصمت.
صعدت جميلة لغرفة كنز لتجدها تستعد للرحيل بثياب سوداء و نظرة حزينة، لتتسائل عن الأمر:
-في حاجة يا جميلة؟
-عائلة الصالح تحت يا هانم و طالبين يشوفوا علياء هانم.
-و مفيش حد في البيت غير علياء و خايفة تنزل، و كمان معاهم واحدة ست كدة غريبة.
اومأت لها كنز لتقول بنبرة رزينة:
-ابعتي لعلياء تلبس و قوليلها كنز منتظراكِ تحت.
هبطت كنز لأسفل و دلفت لغرفة المعيشة لتلقي السلام، ولكنها وجدت أكمل ينهض ليمد يده لها قائلا:
-البقاء لله.
صافحته كنز و هي تنظر له بنظرة حقودة لم يفهم معناها لتقول بنبرة قوية أشعرته بالحزن على حالها:
-متأخرة يا ابن الصالح، دِ عائلتك كلها مشيت في الجنازة إلا أنت.
-تعالي يا كنز.
أشار لها جلال لتجلس بجانبه واضعة قدم فوق الأخرى لتقترب منها أمل قائلة:
-متعرفناش كويس.
-مفيش تعارف بين عائلة الصالح و الهواري.
أردف حسام بنبرة حادة قائلا:
-أنا جاي عشان أعتذر لعلياء و أعوضها بالشكل اللي تحبه.
-و أنت فاكر في تمن للي عملته فيها غير الإعدام!
شهقت أمل لتقول بخوف:
-كلنا بنغلط و في اسوأ من اللي حصل لعلياء ده، أنا مش واقفة ضدها ولكني خايفة على جوزي أحنا عندنا بنت.
اقترب أسر من كنز ليحتضنها و يجلس بأحضانها لتبتسم له و ظلا يتحدثان سويا حتى شعرت شذى بالحزن لتشير لها.
-السلام عليكم.
نظر الجميع لعلياء، لتجري شذى نحوها لتحتضنها شعرت علياء بالفرحة لتبادلها حضنها و تقبّلها.
-وحشتيني أوي أوي
-أنتِ أكتر.
ابتسمت شذى لها لتتقدم علياء و تجلس بجانب أمل، ليردف شريف قائلا و هو يحاول التصرف بعقلانية:
-علياء حسام جاي عشان.
-أنا سمعته و أنا موافقة و مش محتاجة تعويض كل اللي بطلبه يبعد عني و عن أذيتي.
-عايزة تتخلي عن حقك يا علياء!
نظرت لحازم الذي كان في أعلى درجات غضبه، ليقول أكمل بعقلانية و هدوء:
-الحق حقها هي أعتقد مش من حقك أنك تتدخل، و أحنا مستعدين للتعويض و كمان سامي كان عزيز على حسام أوي و لما علياء حاولت إجهاض ابن أخوه زاد غضبه ليها و اتصرف بالهمجية دِ و أحنا بنعتذر عن الأمر ده.
-ممكن نوصل لحل، كفاية إن العائلتين فيهم مشاكل.
-لا يا راجل، هو مين كان السبب مش أنت اللي جيت و هددتها عنادا في كنز.
أغمضت كنز عيناها و هي تحاول التحكم في ذلك الغضب المسيطر عليها، لتفتحهم مرة أخرى و تنظر لحازم قائلة:
-نركز على الموضوع الأساسي يا حازم، و الموضوع يخص علياء و هي مسامحة خلص الأمر و لا رأيك إيه يا جدو؟
حرك جلال رأسه عدة مرات ليقول:
-أحنا مش عايزين منكم حاجة، بس قولوا لجدكم يبعد عن عائلتنا أحنا في حالنا و أنتم في حالكم.
نهض أكمل و هو يعدل ياقة قميصه قائلا:
-تمام تشرفنا.
نهضوا جميعا ليستعد أكمل للمغادرة مع بقية أفراد عائلته ولكن أسر تمسك بكنز قائلا:
-بابا سبني مع كنز.
-بس كنز راحة تزور باباها.
-هأجي معاكِ اقرأ الفاتحة.
نظرت كنز لأكمل الذي اومأ برأسه ليقول:
-خليك معاها و أنا هعدي عليك.
اقترب أكمل من كنز ليقول يصوت خافت:
-مش هوصيكِ على ابني.
قاطعته كنز لتقول و هي تحتضن أسر:
-أحنا مش بننتقم من أطفال يا ابن الصالح.
غادروا جميعا لتودع شذى علياء التي كانت سعيدة لإنهاء تلك الخلافات شعرت بالحرية الآن.
احتضنت أمل حسام بقوة و هي سعيدة أنه قام بإنهاء ذلك الظلم الذي يحيط قلبه لتقبّله على وجنته بقوة، ليبتسم أكمل قائلا:
-هتجيبوا أخ لشذى امتى؟
-في بيتنا.
ضحك كلا من أكمل و حسام بقوة لتخجل أمل و تنظر أرضًا، كادت كنز أن تغادر ليوقفها صوت حازم:
-أنتِ بتقابليه من ورانا!
-افندم يا حازم!
ليردف جلال بحدة لـ حازم و يقول:
-امشي يا كنز يلا، و أنت يا حازم تعالى معايا على المكتب.
غادروا جميعا ليتقدم شريف من علياء قائلا:
-يا عيني سعرك رخيص.
تركها شريف ليترك علياء عابسة من جملته فهو لا يخرج من فمه حديث جميل يسعد النفس، لطالما كان حديثه كالأفعى سام.
على الجهة الأخرى،،
كان يحاول أحمد تقبيل ليلى لتدلف أمه إلى الغرفة لتصرخ ليلى بإحراج و تبتعد عنه على الفور لتذهب إلى المرحاض و تغلق الباب.
-جيت في وقت مش مناسب!
أردف أحمد و هو يخلع قميصه بضيق:
-تنوري في أي لحظة يا أمي.
-طب كويس يا حبيبي، المهم أنا قررت أعزم عائلة مراتك و عائلتي.
-اعملي اللي يريحك يا أمي.
-مالك يا أحمد؟
-مليش يا حبيبة قلبي مليش يا روحي، تحبي أقوم أرقص و أنا بكلمك يا أمي.
كانت تضحك ليلى بالداخل على صبر أحمد الذي بدأ ينفذ من تصرفات أمه التي تحاول أن تعكر صفوه كلما حاول الاقتراب من ليلى.
-طيب ابقى قول لست الحسن بتاعتك تعزمهم بعد بكرة على العشا.
اومأ أحمد بابتسامه مجاملة لتغادر كوثر، و تخرج ليلى من المرحاض بعدما أبدلت ثيابها لينظر لها أحمد و يلقي بجسده على الفراش قائلا:
-تصبحي على خير يا أخرة صبري.
ضحكت ليلى لتنام بجانبه على الفراش ليبتسم أحمد و يغلق الأضواء ليحتضنها و يقبّل جبينها قائلا:
-اعزمي أهلك بعد بكرة على العشا.
اومأت ليلى لتقول بابتسامه صادقة:
-تصبح على خير.
ناما سويا، فبالرغم من تلك المشكلات التي تفتعلها كوثر ألا و أنهم مازالوا يتمسكان ببعضهم فهو لن يتخلى عنها مرة أخرى لن يستطيع أن يراها مدمرة بسببه.
__________________________
كانت تجلس كنز على فراشها و بجانبها أسر النائم، فلم يأتي أكمل إلى الآن و أصبح الظلام يزين السماء ليتعالى رنين هاتفها لتجيب ولكنه قاطعها بقوله:
-أسف نسيت خالص، أسر لسة عندك صح؟
-أه.
-طب أنا جاي حالا.
-تمام.
قاد أكمل سيارته نحو منزل كنز حيث المكان الذي كانا يلتقان فيه دوما، نهضت كنز و هي ترتدي معطف فالجو ليلا بارد لتحاول إيقاظ أسر الذي نهض و وجهه عابس.
-يلا بابي جاي يأخدنا في الطريق.
نهض أسر مع كنز و تمسك بيدها لتهبط لأسفل و هي تتفحص المكان، فهي لا تريد أن تفتعل مشاجرات في منتصف الليل لتغادر الفيلا و تؤمر حراسها ليفتحوا البوابة الخارجية.
تقدمت كنز من الحديقة التي تكون بجانب منزل عائلة الهواري ولكنها على بُعد قليل لا يمكن لأحد رؤيتهم سويا.
تقدمت منه كنز حينما رأته يستند على السيارة لتحمحم ليعتدل في وقفته، ليقف أسر أمام كنز لتحاوطه بيدها قائلة:
-هو شبه نايم.
ابتسم لها أكمل ليمد يده لابنه الذي كان بين اليقظة و النوم ليحمله و يضعه بالسيارة ليلتفت لكنز التي كانت تضع يدها بجيب سترتها.
-شكرا أنك قضيتِ معاه اليوم.
-أسر طفل محتاج اللي يهتم بيه، حاول تدور على مربية ليه أو زوجة ليك و تبقى أم ليه.
-أتجوز تاني ليه اتجننت!
-كانت مكرهاك في عيشتك و لا إيه؟ صراحة تتساهل.
ابتسم أكمل ليستند على السيارة و يقول:
-بالعكس، مايا كانت تتمنى الرضا ارضى.
ابتسمت كنز بمجاملة لتقول و هي تنظر حولها:
-الحمدلله أسر مطلعش شبهك.
عقد أكمل ذراعيه أمام صدره العريض ليقول بابتسامه:
-أنتِ متجوزتيش ليه؟
شعرت كنز بالارتباك قليلا لتجيب بنبرة هادئة:
-عشان شوفت إن الزواج و الحب دول حلم البنات المراهقة و ركزت كل اهتمامي على الشغل و عائلتي.
وقفا سويا و الصمت هو المسيطر، هي تريد أن تغادر ولكنها عاجزة عن الحديث تشعر بأن قدميها مثبتة في الأرض بينما هو كان يراقب تصرفاتها و حركة يدها يحاول بقدر استطاعته أن يحفر ملامحها بداخله.
ليتحدثا سويا في آن واحد، ليبتسموا و تقول كنز:
-اتفضل.
-قولي أنتِ الأول.
-هنعزم على بعض أنجز قول.
اقترب أكمل من كنز ليفك ربطة شعرها و يقوم بوضعه خلف ظهرها قائلا بنبرة خافتة:
-كدة أحلى.
ابتلعت كنز لعابها بارتباك، فهي لم تكن على ذلك القرب منه منذ فترة بعيدة لتحاول أن تبتعد للخلف ليقربها منه مرة أخرى و ينظر لعينيها التي كانت تحاول أن تهرب منه بأي شكل؛ فهي لا تريد أن تستسلم لتلك اللحظة العابرة لتحاول أن تبعده ولكنه كان ينظر بداخل عينيها ليرى تلك الذكريات الجميلة التي جمعتهم سويا ليشرد قليلا متناسيا ما بينهم من حقد و كره.
نظرت كنز أرضًا و هي تحاول تجميع شتات نفسها، لتقترب من أكمل خطوة ممسكة بياقة قميصه قائلة بحدة جعلته يتعجب لتلك الفتاة التي تبدلت بلحظة:
-اللي كان بينا أنتهى من تمن سنين يا أكمل، أبعد عني لأني لو فتحت في الدفاتر القديمة مش هيكفيني عمرك.
دفعته بقوة لتتركه و تغادر و هي تحاول ألا تبكي حينما تذكرت أبيها الذي توفى بسببها، فمازالت تشعر بالذنب اتجاه والديها هي سبب تلك المشاجرة الكبيرة التي حدثت لينتهى الأمر بقتل أبيها و من ثم أمها التي ماتت قهرا على زوجها و حبيبها.
_________________________
كان يجلس باسل على مقعده في الشركة الخاصة به متفحصا بعض الأوراق، ليتقدم نحوه إحدى رجاله المخلصين و الذي قام بوضع ملف أمامه هامسا بجانب أذنه ببعض الكلمات التي تعجب لها باسل ليفتح الملف حتى يتمكن من رؤية صدق كلماته لتتسع عيناه غضبا من هول تلك الكارثة التي أمامه.
.
.
بقلم/سلسبيل كوبك.
.
يتبع::::::::::::::::::::::::
____________________________
يكش تطمر فيكم الفصول اللي بنزلها دِ!!يعني أنا بنزل فصل و بتعب، أنت مش بتتفاعل ليه ها ليه!؟
أنت تقرأ
ضحايا المنتصف..
Romanceاستدارت مستجيبة لِـندائه، فَزادت من قبضتها على حقيبة السفر و هي تنظر له يسير تجاهها. لم يجرؤ أحدهم على الحديث التزموا الصمت، و كأن لسانه لُجِم. فعقدت حاجبيها و هي تلتف؛ لتذهب و تجر حقيبتها خلفها، ولكنها توقفت مرة أخرى عندما أردف بكلمته الوحيدة: -متم...