نكمل روايتنا(ضحايا المنتصف)بقلم سلسبيل كوبك..
الفصل ال١١..
________________________
هبط أكمل بأقصى سرعة لديه حتى يرى إلى أي مدى تأذت، ليتقدم منها و ينظر الناس له متساءلين عن ماهيته.
قام بإزالة خصلاتها التي غطت وجهها، ليرى السكون كاد أن يحملها حتى أوقفته إحدى الممرضات لتردف:
-هنطمن عليها.
اومأ أكمل برأسه، ليحملها بعدها و يدلف بها إلى المشفى و هو ينظر لها تارة و إلى الطريق أمامه تارة.
لتتقدم تلك الفتاة التي كانت تصور ما يحدث خطوتين للأمام، لتردف قائلة:
-أكمل و كنز رجعوا!!
تقدم العديد لفحص كنز؛ فهي كانت في خطر شديد يهدد حياتها ليعود أكمل إلى سيارته و يستقلها ليقود إلى المنزل بصمت بعد أن طمئن ابنه الذي أغمض عيناه من تعبه.
لتعود تلك الفتاة سريعا إلى منزلها و هي متحمسة، لتردف:
-ماما ماما تيتة يا تيتة.
-في إيه يا نور؟
-عندي ليكِ خبر مش هتصدقيه.
-خير؟
تقدمت الجدة على هتاف ابنة ابنتها، وقفت أمها لتتساءل عن الأمر لتردف نور:
-حصلت النهاردة حادثة في المستشفى اللي كنت بكشف فيها و تخيلوا لقيت مين.
-لقيت أكمل و كنز.
لتتفاجيء الجدة و تفتح عيناها على مصرعيه، بينما الأم كانت تحاول أن تستوعب ما تفوهت به نور قبل قليل، لتردف نور مرة أخرى و هي مازالت متحمسة من ذلك الخبر المفاجيء:
-صورتهم، هو اللي أنقذها.
لتريهم الفيديو و تدلف إلى المطبخ، لتردف الجدة:
-هاتي كوباية ماية يا أفنان بسرعة.
لتجري أفنان و تجلب كوب مياه لترتشف الجدة منه ببطء و تجلس بجانبها ابنتها أفنان قائلة:
-ماما، احنا ملناش دعوة بيهم.
-تفتكري رجعوا لبعض تاني؟
-عادي يا ماما، ملناش دعوة منهم لعائلتهم.
-و هو أنتِ اسمك إيه يا أفنان؟ مش أفنان باسل الصالح.
لتنهض أفنان و تذهب إلى المطبخ، و تنظر الجدة حولها و إلى البيت البسيط التي تعيش فيه على أطراف المدينة البيت المليء بالدفء و أثاثه الرقيق، لتصعد نور إلى غرفتها في الطابق العلوي الذي لا يحتوي سوى على غرفتها و حمام خاص بها لتجلس على سريرها و هي تنظر إلى شاشة هاتفها مردفة:
-يا أحلى قصة حكتها تيتة ليا.
صعدت أفنان لابنتها و هي تردف:
-نور.
-نعم يا ماما؟
-إياكِ تفكري أنك تروحي لبيت الصالح أو حتى تشوفيهم من بعيد، فاهمة؟
-إيه لازمة الكلام ده يا ماما؟ يعني أنا من امتى بروح ليهم و لا هما يعرفوا أصلا إني عايشة!!!
-أنا بحذرك، إياكِ تختلطي مع العائلة دِ.
اومأت نور برأسها لتذهب أمها و تشعر نور بالضيق لأنها تعيش بذلك المنزل البسيط متوسط الحال بينما الأخرون يعيشون بمنزل أشبه إلى القصر مليء بالحرس و الخدم و كل ما تشتهيه النفس.
_________________
كانت تجلس على إحدى المقاعد بينما هو خلفها يجلس على مقعد مقابل لها، لتردف:
-هتفضل تحبني؟
-لأخر عمري.
-و أكمل؟
-لو الدنيا كلها وقفت ضدي هختارك يا ورد.
لتشعر ورد بالفرح من رده و الشوق يسيطر عليها و هي لا تستطيع أن تجلس بجانبه و أن يخبروا العالم عن حبهما بسبب تلك العداوة بين عائلتهم لتهمس بحزن:
-و أنا بحبك يا علاء و تأكد أنه مفيش غيرك.
لتنهض بعدها و تذهب إلى محاضرتها، بينما هو يراقبها حتى تختفي من أمامه ليتعالى رنين هاتفه و يجد أخيه حازم ليتساءل عن السبب و هو مستغرب من اتصال أخيه.
-ألو.
-علاء تعالى على الشركة.
-حاضر، في حاجة؟
-لا عايزك تعالى.
-حاضر.
لينهض علاء و يذهب لأخيه و هي يتساءل عن السبب و يصور عقله له العديد من الاحداث و الأسباب برأسه.
على الجهة الأخرى،،
كان يجلس أكمل مع أبيه بشركته بعد أن طلب أبيه أن يأتي له على الفور.
ليتحدث أكمل و هو يجلس أمام أبيه متساءلا عن سبب تواجده هنا، ليجيب عادل قائلا:
-أنت هنا بقالك فترة، و مش بتشتغل عشان كدة عايز أستفيد منك أحنا بنواجه مشكلة في الشركة و أنت دارس و عارف أكتر مننا.
-أعتقد أنك عارف أنكم أخر شركة ممكن أساعدها.
-هتضطر تساعدنا يا أكمل مش بمزاجك، لأنه لو الشركة وقعت اسم عائلة الصالح كله هيقع.
-و أكيد مش هتكون حابب أن شركات عائلة الهواري تبقى أفضل من شركات عائلتنا.
-أنت عارف أنه مش بيهمني لا شركاتك و شركاتهم أنا مش بيهمني غيري أنا و ابني حتى أنت مش مهم بالنسبة ليا.
لينهض عادل و هو غاضب من أكمل ليقف أمامه مردفا:
-هتتحمل نتيجة كل كلمة قولتها ليا يا أكمل.
-هتندم.
-الندم مش في قاموسي، و أنت عارف كويس إني بعرف أصرف أموري.
-لولا أنك واثق في عقلي و ذكائي مكنتش طلبت مني المساعدة، صح؟
-المهم ده مش موضوعنا، ياريت تقولي إيه مشكلتك و ساعتها هقرر أساعدك و لا لا.
لينهي أكمل النقاش و يجلس أمام أبيه الغاضب الذي لم يتحرك من موضعه ليردف أكمل و هو ينظر في ساعة يده:
-وقتي مش ملكي و أنت عارف.
___________________________
-هتفضل زعلان مني كتير؟
جذبها لتجلس بجانبه و يحتضنها، ليردف من بعدها:
-مقدرش يا ليلى أنا تعبت كتير عشان أوصلك.
-مقدرش أسيبك و أبعد أو حتى أخاصمك دقيقة.
لتفرح ليلى و تزيد من احتضانها له و تبتسم بخجل و حب من حبيبها الذي حارب كثيرا لتظل بجانبه و يتزوجا سويا، بالرغم من أنها حزينة على فراقه لأهله ألا و أنها تحبه و بشدة و تتمنى أن تظل معه للأبد فهو الوحيد القادر على شعورها بالأمان بعد أخيها أدم.
-عايزة أخرج يا أحمد.
-خروج ممنوع، خليكِ معايا شوية كمان.
-الأجازه هتخلص و أنا مش هخرج يا أحمد.
-مش خرجتك أول ما جينا هنا.
-يومين بس يا أحمد!
-بحبك.
-طب ما أنا عارفة و عشان بتحبني أكيد هتخرجني، صح؟
-زي ما تحبي يا عيون أحمد.
لتمسك يده و تقبّلها بابتسامه تزين ثغرها، فهو حبيبها و زوجها الذي لن تجد مثله.
ليأخذها و يخرجا سويا بعد أن أبدلا ثيابهم، ليلف ذراعه على كتفها و يقبّل رأسها و يتقدما يستكشفان المكان، بينما أحمد يبدو أنه يستكشف ضحكة ليلى التي تخطف أنفاسه.
ليجد هاتفه يتعالى رنينه و يستغرب بأن المكالمة من مصر و أنه أخبر الجميع ألا يتصل به حتى يعود، تجاهل المكالمة حتى رن الهاتف مرة أخرى ليجيب:
-ألو.
-أستاذ أحمد.
-أيوه، مين؟
-مدير أعمال والدك.
-أه أهلا و سهلا، في حاجة؟
-للأسف، والدة حضرتك في المستشفى دلوقتي و بلغتني أنها عايزة تشوفك.
صُدِم أحمد الذي سقط منه الهاتف و هو لا يحاول أن يستوعب الحديث، كيف أمه؟ و ماذا حدث لها حتى تدخل المشفى؟ ليشعر بالذنب و أنه تركها بمفردها لفترة كبيرة.
_______________________
فتحت عيناها لتشعر بهمسات الأطباء بجانبها، فتردف قائلة:
-أنا فين؟
-في المستشفى يا كنز هانم.
لتستوعب كنز ما حدث و تحمد ربها لأنها مازالت على قيد الحياة، نهضت لتشعر بصداع يجتاحها فتتآوه بصمت.
لتشعر بالذعر من دخول أدم المفاجيء و المندفع، ليذهب لها سريعا يتفحصها بقلق مردفا:
-حاسة بوجع؟ طمنيني عنك؟
-مش بتردي ليه أنا قلقت عليكِ جدا، طمنيني؟
-أنا كويسة اهدأ، مش كدة يا أدم.
-هي حالتها إيه يا دكتور؟
-آنسة كنز بخير الحمدلله، هو بس سقوطها من مكان مرتفع زي ده خلاها تقع مغمي عليها و الحمدلله هي بخير دلوقتي و قبضوا على المجرم و بيحققوا في القضية.
-شكرا.
-خلاص اطمنت، اهدأ بقى.
-الحمدلله.
قبّلها أدم على جبينها و هو ممتن لله لأنها مازالت على قيد الحياة.
-مش همشي؟
-أكيد.
كادت أن تنهض كنز حتى وجدت أدم يحملها و يخرج من الغرفة، لتتفاجيء و من صدمتها لم تستطع التحدث حتى أردفت قائلة:
-أنت اتجننت؟ نزلني يا أدم نزلني بقولك.
-مش عايزك تتعبي.
-أنت كدة بتحرجني قدام الناس.
أغمضت كنز عيناها و خبأت وجهها بيدها، ذهب أدم لسيارته ليضعها بها و يستقل السيارة ليقودها و يعود للمنزل.
نظرت كنز إلى أدم بهدوء، ولكنها فضّلت الصمت و هي تغمض عيناها لتتذكر أحداث تلك الليلة.
-هسمحلك تخرجي بشرط واحد.
استطاعت أن تتعرف على نبرة الصوت، استطاعت أن تميزها جيدا.
لتبتسم بخفوت و هي تردف قائلة:
-يبقى شكلي قاعدة معاك علطول.
لتتلقى ضربة قوية على رأسها لتصرخ بألم، ليردف الطرف الأخر قائلا:
-اضحكِ كويس، و هنشوف مين اللي هيجيب أخر التاني.
لتشعر كنز بالدماء على وجهها و تحاول حبس أنفاسها قليلا لتتحكم في أعصابها و لا تغضب، لتحاول أن تتحدث رغم شعورها بالألم:
-خلينا قاعدين.
ليغضب الرجل كثيرا و كاد أن يضربها مرة أخرى ولكنه تراجع فلا يستطع أن يقتلها، لينهض و يضرب الحائط أمامه لتبتسم كنز قائلة:
-هي الأوامر وصلت أنه مينفعش أموت!
-شوفتي ازاي حياتك غالية!
جذبها بقوة من شعرها ليضع رأسها بمياه ثم يرفعها؛ لتشهق كنز بقوة و هي تنظر إلى أدم الذي كان يحاول أن يوقظها فيبدو أنها غفت بمكانها لتحاول أن تلتقط أنفاسها التي كادت أن تذهب منها و تنظر له ثم تفتح باب السيارة و تغادر بخطوات سريعة و هي تحاول أن تتحكم بأعصابها، مازال ذلك الرجل حي يرزق لا يمكنها أخذ حقها منه إلى الآن.
-كنز كنز كنز.
لتقف كنز بمكانها، فتقدمت منها فاطمة لتطمئن عليها يبدو أنها متعبة لتجد أدم يجري نحو كنز متساءلا:
-مالك يا كنز؟
-مالك يا حبيبتي في إيه؟
-أنا كويسة يا جماعة تعبانة شوية عايزة ارتاح.
صعدت لغرفتها ولكنها ترددت قليلا لتتقدم نحو غرفة سميرة لتطرق على الباب و تسمع صوت عمتها لتدلف إلى الداخل و تتفاجيء سميرة لتواجدها، لتذهب لها كنز و تجلس بجانبها بصمت بينما سميرة نظرت لها و على وجهها علامات التساؤل.
_______________________
كانت تجلس تبكي بقوة حتى أتت لها أمل و هي تردف:
-كفاية عشان خاطري.
-أنا تعبت من جوزك المريض ده.
-أنا أسفة، بس أنتِ عارفة حسام.
-أنا مكنتش متجوزة حسام أنا كنت متجوزة أخوه كانت جوازة سودة.
-يارب خلصني منه بقى.
-خلاص يا طنط عشان خاطري كفاية تعيطي.
أغمضت عيناها بقوة و هي تدعو ربها أن يخلصها من بين يد ذلك الوحش الذي ينتقم منها دون سبب.
لتحتضنها أمل و لكنها انتفضت حينما استمعت لنداء حسام، لتترك ابنتها مع الفتاة و تذهب له و هي غاضبة منه لتقف أمامه و كادت أن تتحدث حتى وجدته يجذبها نحوه و هو يحيطها بيده ليردف بجانب أذنها:
-وحشتيني.
-و أنت لا يا حسام، و أقولك على حاجة يا حسام إياك تقرب ليا طول ما أنت بتظلم البنت الغلبانة دِ اللي ملهاش ذنب إلا أنها اتجوزت أخوك.
-أمل مش فايق لجو الستات النكدية ده.
-مش هي حاولت تهرب! تتحمل النتيجة.
-لا يا حسام مش هسمحلك تأذيها تاني.
-براحتك يا أمل، وسعي ده أنتِ نكدية.
تركها حسام و صعد لغرفته، لتضرب بيدها الحائط و هي غاضبة من حسام و أفعاله لتتساءل أين ذلك الحبيب الذي وعدها بالأمان بقية حياتهما؟، فمنذ موت أخيه و هو تبدل كثيرا.
_________________________
عاد أكمل لمنزله وجد الجميع يجلس على المائدة سوى عادل، ليطمئن على حال أسر.
-بخير يا حبيبي متقلقش نايم.
-طيب.
-عايزك في أوضة المكتب يا أكمل.
-هطمن على ابني و اجي.
صعد أكمل لغرفته، ليجد ابنه مستيقظا و يمسك بيده ألبوم صوره مع أمه و أبيه في لندن ليتقدم منه و يجلس بجانبه و يحتضنه.
-عامل إيه؟
-الحمدلله.
-كدة تقلقني عليك؟
-أسف.
-بابا.
-نعم؟
-ماما وحشتني.
تنهد أكمل و أرجع رأسه للخلف ليردف:
-و وحشتني أنا كمان، بس هنعمل إيه ربنا افتكرها يا أسر.
-أنا عايز امشي من هنا.
-حاضر أوعدك هخلص كام حاجة و نمشي.
حزن أسر و ابتعد معطيا ظهره لأبيه، لينهض أكمل و يترك الغرفة ولكنه ذهب لغرفة ورد فلم يجدها ليهبط لأسفل متساءلا عنها فهو لم يرأها اليوم و لم تكن تتواجد على مائدة الطعام و الوقت أصبح ليلا.
-هي فين ورد؟
-قالت هتخرج مع صاحبتها النهاردة.
-صاحبتها مين!
-جوري.
خرج أكمل للجنينة و سأل الحرس عنها.
-خرجت من ساعة كدة يا بيه و مرضيتش حد يجي معاها أو حتى تأخد عربية بسواق.
غرز أكمل أصابعه بشعره ليشعر بالغضب الشديد، فربما هي الآن بين أحضان ابن الهواري ليزداد غضبا و هو يخرج هاتفه ليتصل بها ولكنها لم تجيب، ليأخذ عنوان بيت جوري من أمه و يستقل سيارته ليقودها إلى البيت.
-حضرتك عايزني؟
-خلي ورد تنزل.
نظرت حولها بتوتر لتردف بكلمات عشوائية:
-هي قالت أقصد نايمة فوق قالت هتبات عندي يعني مش هتروح.
-أنا أسف يا جوري ولكن لو مقولتيش ورد فين صدقيني هطلع عن هدوئي و صمتي و هدمرلك الدنيا.
-صدقني نايمة.
-و أنا مصدقك.
ليصعد أكمل لمنزل جوري التي ركضت خلفه و هي تكاد تبكي لتوقفه.
-خلاص خلاص هقولك بس متقولش لبابا.
-ورد مع علاء الهواري في في.
-انطقي فين؟
-في شقة في عمارة مش فاكرة المكان ولكنها بعتت اللوكيشن(location).
-ابعتيه.
-حاضر، بس أرجوك متأذهاش.
-لو خايفة عليها أوي كدة كنتِ تمنعيها مش تحرضيها على كدة يا جوري.
تركها و استقل سيارته ليقودها و هو يشعر بغليان في قلبه، يريد أن يلوث ابنته البريئة بيده.
أبدلت كنز ثيابها لترتدي منامة قطنية قطعة واحد و ترفع شعرها لأعلى على هيئة كعكة؛ لتستعد للنوم فجلست على سريرها و هي تضع كريم مرطب على يدها و تأخذ نفس عميق لتخرجه بانتظام و تضع رأسها على الوسادة لكي تنعم بقسطا من الراحة، ولكن أيتركها ذلك الغاضب تنعم بالراحة فتستيقظ على مكالمته و تُجبر أن تجيب على اتصاله، فأكمل لا يتصل إلا في حدوث المصائب فقط.
-ألو.
-خمس دقائق و ألاقيكِ في الجنينة اللي جمبك.
-أفندم! و مين قالك إني جاية!
-خلاص متجيش بس لما ترجعلك جثة ابن عمك متندميش.
كاد أن يغلق و لكنها هتفت باسمه، لتنهض على الفور و هي ترتدي حذاء رياضي بقدميها و تتحدث معه على الهاتف:
-خليك عندك عشر دقائق و جاية.
لتغلق معه و تذهب تتفقد غرفة علاء فلم تجده، لتغضب و تسبّه بداخلها.
كانت تمشي ببطء و هدوء حتى لا يستيقظ أحد على صوتها و يتساءل عن الأمر و حينها ستحدث مشكلة كبيرة أكبر من علاقة حب علاء و ورد.
لتذهب من الباب الخلفي للجنينة و تتفقد الحراس لتجدهم غير منتبهين لها فتجري سريعا حتى لا يرأها أحد و تستطيع الذهاب لأكمل لتجده يقف مستندا على سيارته و هو يحاول التحكم بغضبه ولكنه يفشل في كل مرة حتى رأها تتقدم نحوه لينظر لها و يردف:
-قسما بالله لولا إني مش عايز تحصل مشاكل أكبر من اللي موجودة كان زماني قتلته و فضحتكم.
لترفع كنز سبابتها بوجهه لتردف بحدة قائلة:
-إياك تتكلم بالنبرة دِ معايا، متنساش أنا مين يا ابن الصالح و لا تنسى مقام عائلة الهواري.
-لو كنت ناسي عمر الهواري اللي كان بيرعبكم أفكرك.
-و هو فين عمر الهواري! مدفون تحت الأرض دلوقتي مات.
سحبت كنز سبابته و هي تنظر إلى أكمل بألم فهو يعرف أن أبيها أغلى شخص على قلبها بالرغم من معاملته معها ألا و أنه الحبيب الأول بالنسبة لأي فتاة، ابتسمت كنز بالرغم من تلك الدمعة التي سقطت على وجنتها كاد أن يتحدث أكمل بالرغم من كرهه لها ألا أنه شخص إنساني ولكن كنز تركته لتستقل سيارته بصمت.
استقل أكمل بجانبها ليقود نحو البيت التي تتواجد به أخته مع ابن عائلة عدوه، توقف أمام المنزل لتهبط كنز دون انتظاره لتردف:
-هما فين؟
-في الدرو الرابع.
استقلت كنز مع أكمل المصعد، ليقفا سويا أمام الشقة ترددت كنز قليلا ولكنها طمأنت نفسها ليطرق أكمل الباب بهدوء حتى لا يثير الجدل فالوقت متأخرا، بينما ورد ارتبكت و تمسكت بيد علاء و هي تردف:
-مين؟
-متقلقيش يا حبيبتي، هتلاقي راجل الدليفري.
اومأت بصمت و هي تنتظر عودة علاء الذي قام بفتح الباب ليجد أمامه أكمل الذي دفعه إلى الداخل و خلفه كنز التي نظرت حولها، لتجد مكانا رومانسي للغاية مليء بالأضواء الخافته و الشموع ذات رائحة عطر نفاذة و فستان ورد الساحر و بدلة علاء الرسمية التي تظهر وسامته؛ بالرغم من تلك الأحداث الجميلة للبعض ألا و أنها شعرت بغيثان لتستند على الحائط حتى لا تسقط.
لتهتف بصوت مرتجف خافت:
-ممكن نتكلم بره؟
لتتقدم منها ورد و هي ترى علامات التعب على وجهها، لتردف هي الأخرى:
-تعالوا نخرج من هنا.
تقدم أكمل من كنز، بينما علاء نظر لها بضعف و هو خائف غير قادر على الذهاب لها فهو قد وعدها من قبل أنه سيحاول أن ينسى ورد ولكنه لم يستطع فهو يحبها و بشدة لا يمكنه خذلان ورد و لا يمكنه الوفي بوعده لكنز؛ شعر بالعجز من مساعدتها.
تفقد أكمل النبض وجده سريع ليحملها بين يده و يغادر المنزل مردفا:
-ورايا.
على الجهة الأخرى،،
-فين مفاجأتي بقى؟ ها ها؟
ابتسم أكمل و هو ينظر لها كيف متحمسة، ليضع كف يده على وجنتها اليمنى قائلا:
-مستعدة تشوفيها؟
-أكيد طبعا.
-تعالي معايا.
لينهض أكمل و يضع الحساب على الطاولة، و يمسك بيد كنز ليجذبها خلفه برفق توقف أمام سيارته بينما كنز نظرت له بارتباك.
-هنروح فين؟
-لسة مش واثقة فيا؟
-بسأل.
-هنروح عشان مفاجأتك.
استقلت كنز سيارة أكمل ليعود و يستقل هو الأخر و يقود سيارته نحو عمارة اشترى بها شقة باسمه لكي يمكث بها حينما يريد أن يفصل عن العالم قليلا، فتح باب سيارة كنز، فترددت كثيرا ولكنها في الأخير خرجت من السيارة لتمسك بيده و تصعد معه للأعلى.
-هو متأكد أن المفاجأة هنا؟
ضحك أكمل و جذب كنز لتدخل خلفه و قبل أن تتحدث، التمعت عيناها بفرحة حينما رأت بعض البلالين التي تزين الصالة، و تلك الطاولة التي تزينها الشموع برائحة عطر نفاذة؛ و الأضواء الخافتة التي تثير الأجواء؛ و تلك الصورة التي بها كنز بأبهى صورة و ابتسامة متألقة، لتبتسم كنز بالفعل و هي تشعر بحب أكمل لها ليمسك يدها و يتقدم نحو الطاولة و يقف أمامها.
كانت تتنفس بصعوبة بالغة، هي الآن تقف بين يدي حبيبها و.
صمتت قليلا تفكر حبيبها و ماذا أيضا؟ لما تخشي الإجابة؛ لأنها تعرف جيدا من هو عدو أبيها أكمل عادل باسل الصالح.
لتفيق من شرودها على قبلة أكمل لها و تنظر له و هي تفكر الآن أن تتركه و تذهب أو، لتتفاجيء بجلوسه أمامها على إحدى ركبتيه ليخرج علبة بها خاتم ثمين و يسألها ذلك السؤال المعتاد في ذلك الموقف:
-تتجوزيني؟
.
.
بقلم/سلسبيل كوبك
.
يتبع::::::::::::::::
_________________________
أنت تقرأ
ضحايا المنتصف..
Romanceاستدارت مستجيبة لِـندائه، فَزادت من قبضتها على حقيبة السفر و هي تنظر له يسير تجاهها. لم يجرؤ أحدهم على الحديث التزموا الصمت، و كأن لسانه لُجِم. فعقدت حاجبيها و هي تلتف؛ لتذهب و تجر حقيبتها خلفها، ولكنها توقفت مرة أخرى عندما أردف بكلمته الوحيدة: -متم...