الفصل العاشر..

825 39 50
                                    

نكمل روايتنا(ضحايا المنتصف)بقلم سلسبيل كوبك..
الفصل ١٠..
_________________________
كانت تجلس بغرفتها منزعجة منذ الصباح، لم تأكل و غاضبة من أكمل؛ لتتفاجيء به يدلف من شرفتها فتنهض سريعا بقلق من أن يكون رأه أحد، لتردف بهمس حاد:
-أنت مجنون!! ازاي تيجي هنا!
-حبيبتي وحشتني، مجيش أشوفها!
اقترب أكمل من كنز لتتركه و تذهب لتغلق الباب و تذهب للشرفة و تغلقها جيدا بعد أن تأكدت أنه ليس هناك شخص من الممكن أن يكون رأه، لتعود لأكمل الذي جلس على السرير براحة تامة فتهتف بإنزعاج:
-أنت ازاي تطلع على سريري بالشكل ده مجنون!
-بتكلميني أنا؟
-قوم أقف و امشي فورا.
-لا.
-أكمل أنا بجد متضايقة منك جدا فقوم امشي.
نهض أكمل ليتقدم من كنز التي تراجعت للخلف خوفا من ضعفها أمامه؛ ليجذبها أكمل بقوة لأحضانه مردفا:
-واحدة و بتحاول تلطف الدنيا معايا أنا ذنبي إيه!!!
-و كمان أنتِ عارفة إني بحبك.
-أكمل اطلع بره.
لتسمع خطوات قادمة و أحدا يحاول أن يفتح بابها هاتفا باسمها، لترتبك كثيرا و تخاف فهي لأول مرة تخبيء أمرا فكيف لها أن تخبيء وجود أكثر شخص مكروه من عائلتها لتلطم على وجنتيها و يقبّلها أكمل بابتسامه، لتهمس بحدة:
-أنت مجنون اتصرف ازاي أنا!؟
تركها أكمل و دلف للمرحاض، لتتقدم كنز من الباب و تفتحه و هي مرتكبة لتجد أبيها يدلف للداخل و يحتضن وجها بين يده متساءلا:
-مالك؟ قلقتيني عليكِ.
-مفيش يا بابا كنت مرهقة شوية من الجامعة.
-خلاص خدي اجازه.
-هشوف كدة حاضر.
- مش هتتعشي؟
-لا بكرة بقى يا حبيبي.
ليلاحظ عمر أن كنز لأول مرة تناديه بحبيبي، و يشتم رائحة عطر رجالي ليغمض عينه و يحاول التحكم بأعصابه و يبتسم قائلا:
-خلاص يا حبيبتي نامي.
قبّلها على جبينها ليتركها و يغادر، بينما هي أغلقت الباب لتسقط أرضا من كثرة التوتر ليخرج أكمل من المرحاض و يتقدم منها و يجلس أمامها مردفا:
-عدت على خير.
-متجيش هنا تاني فاهم.
-خلاص بقى.
-المهم ذاكري عشان امتحانك.
لينهض أكمل مستعدا للمغادرة و لكنه يتوقف عندما استمع لكنز:
-و هو مش حبيبي دكتور المادة و هينجحني.
ابتسم أكمل و عاد لكنز مردفا:
-لا يا حبيبتي، حبيبي دِ بيني و بينك و لكن الامتحان هتحليه زيك زي أي طالب عندي.
نظرت له كنز بغيظ، ليتركها و يغادر بينما هي ابتسمت بحب و فرح و صعدت على سريرها لتغمض عيناها و هي تسرح بخيالها.
لتفتح عيناها بعد عدة مرات من المحاولة و تنهض بكسل لترتدي ثيابها و تستعد للذهاب إلى العمل، لترتدي فستانا يبرز جمالها التي لا تهتم به فهي منذ وفاة أبيها اهتمت بالعمل فقط، هبطت لأسفل و جلست على مائدة الطعام و شرعت في تناول الطعام لتنظر لحازم الذي تجاهلها و يلاحظ الجميع ما حدث، فتنقل ببصرها نحو علاء لتجده حزينا شاردا، فتعود لأدم لتجده يفكر بشأن أمرا ما، و ظلت تنتقل ببصرها نحو الجميع لتخمن بما يفكرون كـ شريف الذي يفكر كيف يحافظ على مستقبل أبنائه، و فاطمة التي لا تتمنى شيء سوى راحة البال، و سميرة التي تسعى دوما لحماية أبنائها و الحفاظ عليهم، نظرت لجلال ليبادلها نظراته هو الأخرى الوحيد التي لم تتمكن من معرفة ما يدور بخاطره على ما يبدو أنه غامض ولكن.
انتبهت على صوت فاطمة التي هتفت باسمها عدة مرات، لتجيب:
-نعم؟
-إيه يا حبيبتي مالك مش بتأكلي ليه؟
-مفيش عن أذنكم.
نهضت لتغادر، لا تعلم لما شعرت بالاختناق فجأة هكذا لتستقل سيارتها و تقودها نحو العمل، أوقفت سيارتها بجانب الطريق لتبكي و كأنها فقدت عزيزا للتو، أو كأنها لم تبكِ قط.
لتغمض عيناها و هي تحاول أن تهدأ، حتى سمعت طرق على زجاج سيارتها لتفتح الزجاج و تنظر لذلك الطفل الجميل ولكن الظروف جبرته على العيش بمستوى دنيء؛ ابتسم لها و أعطاها وردة ليختفي ترجلت من سيارتها سريعا لتبحث عنه ولكنها لم تجده؛ لتنظر إلى الوردة بيدها و تبتسم بتلقائية لِلطافة الموقف.
و ما أغرب البراءة في عالم البشر!!
_________________________
كان يقف أدم في النيابة، لأنه تم الإبلاغ عن عدنان بأنه من قام باختطاف كلا من كنز و أكمل و بالفعل تم إصدار أمر بالضبط و الإحضار و قاموا بالعديد من التحقيقات، و حُبس عدنان لعدة أيام أخرى حتى يتم عرضه للنيابة بعد أيام قليلة.
تنهد أدم بعدما أنهى حديثه مع المحامي الخاص بالقضية، ليغادر نحو سيارته و يستقلها و يتجه بها نحو الشركة و هو شارد و لم يشعر سوى باصطدامه بإحدى الشجرات.
استيقظ أدم بعد فترة، فوجد نفسه بغرفة في إحدى المستشفيات ليجد طبيب يطمئن على حالته و على الجهة الأخرى كنز ممسكة بيده قلقة؛ فأدم ليس ابن عمها بل ابنها الذي لم تنجبه فهو أقرب لها من حازم و علاء و حتى ليلى.
-أستاذ أدم حضرتك سامعني؟
اومأ أدم برأسها و نظر لكنز ليردف قائلا:
-حادثة صغيرة قلقانة ليه بقى؟
-مش قلقانة مين قال إني قلقانة لا خالص مش قلقانة.
-المهم طمني عليك، حاسس بوجع؟
-تؤ.
-طيب الحمدلله.
فحص الطبيب أدم ليطمئنهم و يغادر، فجلست كنز بجانب أدم لتتساءل عن الأمر:
-حصل إيه؟
-في إيه؟
-دِ مش حادثة مدبرة، ولكن شكلك كنت سرحان.
-كنت سرحان في إيه يا روميو؟
-هموت امتى.
-بعد الشر عليك، بتتريق يا حيوان؟
ضحك أدم و مسك كف كنز ليقبّله بابتسامه، لتنهض و هي تجذب حقيبتها قائلة:
-ورايا اجتماع هخلصه و اجي أخرجك.
-ماشي خلي بالك من نفسك.
غادرت كنز المشفى، بينما أدم جلس يفكر بما يحدث له و أنه إلى الآن لا يمكنه تخطي حبّه القديم.
تنهد أدم و أغمض عيناه و هو يتذكر محبوبته الجميلة بعيناها، و شعرها، ويداها التي يتمنى لو يمسكهم بحرية.
_______________________
-علياء.
التفت علياء لـ كنز لتتقدم منها قائلة:
-اتأخرتِ يا كنز!
-معلش كنت بظبط نفسي.
تنهدت علياء و دلفت مع كنز للمدرج لتعتذر للدكتور و تدلف للداخل و يبدأوا بتوزيع الورق، لتنظر كنز لأكمل الذي يجلس ممسكا بهاتفه ولكنه نظر لها ليبتسم و يعاود النظر إلى الهاتف ثم يغلقه و ينهض ليتحدث قائلا:
-قدامكم عشر دقايق لو في أي مشكلة في الورق، في الأسئلة.
بعد فترة،،
كانت كنز تنظر حولها محاولة منها في نقل بعض الأسئلة، لتنظر إلى أكمل بيأس ولكنه تجاهلها.
نهض أكمل ليقف بجانب كنز كأنه يراقب الجميع و ينظر إلى ورقتها ثم يغادر؛ لتستشيط كنز غضبا من فعلته تلك و تنهض تسلم ورقتها و تغادر و هي تتوعد له.
في المساء،،
كانت تتحدث كنز مع أكمل بحدة و هي تردف:
-جنابك حتى مرضيتش تقولي و لا سؤال.
-كنز قولتلك الشغل شغل.
-يعني إيه الشغل شغل!! ده أنا حبيبتك.
-كنت تحاول تساعدني، دلوقتي لو شيلت هتبقى مبسوط، و أنا عايزة أخلص أخر سنة بتقدير.
-كنز لو كنت عارف أنك مش هتنجحي مكنتش هسيبك، انهي الموضوع بقى.
-المهم دلوقتي.
-كنز، كنز.
-عايز إيه؟
-عايز أصالحك.
-ازاي؟
-بعد امتحاناتك ليكِ عندي مفاجأة.
تحمست كنز و نست الامتحان و أكملت حديثها مع أكمل حتى شعرت بشخصا ما خلفها لتنظر و لم تجد أحد، فتنهدت بارتياح لتغلق مع أكمل بعد فترة و تذهب للنوم.
لتستيقظ صباحا بعد عودتها مع أدم ليلا دون أن يرأهم أحد سويا و يتساءل عن الجروح و الكدمات التي بأدم، ارتدت ثياب مريحة لتغادر الغرفة بعد أن جذبت حقيبتها وجدت صوت مرتفع غاضب يأتي من الأسفل فهبطت لأسفل و هي ترى عمتها توبخ أدم الذي كان يجلس على مائدة الطعام حتى وجدت سميرة تنتبه لها و تردف بغضب:
-ست الحسن و الجمال و المصايب جت.
تجاهلتها كنز و تقدمت من مائدة الطعام لتجلس بجوار أدم، لتردف سميرة بصوت مرتفع:
-أنتِ مش هترتاحي إلا لما تخلصي من ابني!
-اهدأي يا سميرة، كنز بتقدم للعائلة كتير.
-قوليلها يا مرات عمي.
نظرت لها فاطمة فتنهدت كنز التي نظرت لحازم و أردفت قائلة:
-بتزعقي ليه يا سمورة، عادي حادثة زي أي حادثة حصل خير يعني مش لازم نعمل من الحبة قبة بتكبري المشكلة ليه؟
-طبعا هو أنتِ حصلك إيه!! أنا اللي كنت هخسر ابني و أنتِ هتحسي احساس الامومة ازاي و أنتِ داخلة على التلاتين و لسة مخلفتيش.
ضحك شريف، فنظرت له كنز و هي ترى نظرات السخرية و الشماته على وجهه لتبتسم ببرود في محاولة منها لكتم غيظها و غضبها.
-والله يا عمتو كان نفسي اتجوز و أخلف بس خايفة الواد يطلع لجده أو لجدته و ساعتها يقولوا عليا معرفتيش تربي.
إهانة كبيرة لكلا من سميرة و شريف الذين اغتاظوا من كنز التي نهضت و هي تعدل ياقة قميصها لتبتسم و تغادر غرفة الطعام و تذهب للحديقة تروي القليل من الأزهار بابتسامه و تغادر، فاليوم لديها موعد في إحدى المستشفيات.
صعد أدم لجده جلال الذي علم بمرضه و جلس بجانبه مردفا:
-إيه يا جدو عجزت بدري و لا إيه!
-بس يا قليل الأدب.
-بطمن على صحتك الاه!
-المهم، طمني على كنز و أحوالها.
-أحوال متطمنش يا جدي.
-حصل إيه يا أدم؟
قص أدم كل ما حدث على جده جلال، ليحزن جلال على حال أحفاده و يردف:
-حسبي الله و نعم الوكيل.
-مش عارف ألاقيها من إيه بالظبط! أتصرف ازاي و لا اتكلم مع مين.
-تسيب المركب زي ما هي ماشية يا حاج، بس الأهم فين فلوسي؟
-فلوس إيه؟
-مش أنا بفتن على العائلة و شغال عندك العصفورة وديني فلوس مكافأة ده أنا حتى بتعب يا أخي.
-مش عارف شغلنتنا صعبة ازاي؟ ده انا بتعب تعب.
ضحك جلال و جذب محفظته ليخرج بعض الورقيات؛ ليجذبها أدم و يغادر وهو يجري فيتنهد جلال و يرجع رأسه للخلف يفكر كيف حل أمور أحفاده.
_________________________
استيقظ أكمل صباحا و لم يجد ابنه بجانبه؛ لينهض سريعا و هو يهتف باسمه و بحث عنه بالغرفة ولم يجده ليخرج و هو ينادي الخادمة لتأتي له سريعا و هي تنظر أرضا و تردف قائلة:
-اؤمر يا بيه؟
-فين أسر!
-مع والدة جنابك، لأنه كان تعبان أوي إمبارح.
قاطعها أكمل بمغادرته سريعا نحو غرفته أمه ليرى ابنه، كيف يتعب وهو لا يعلم بذلك؟
ليدلف للغرفة سريعا و لم يطرق الباب ليجد أمه تقف بجانب أبيه و تساعده في ارتداء ثيابه، و ابنه نائم على السرير ليتقدم منه و هو يرى حرارته، ليسأل عن حال ابنه:
-متقلقش يا أكمل، حرارته عليت شوية إمبارح بس.
حمله أكمل و كاد أن يغادر حتى هتف عادل باسمه، ليكمل حديثه:
-مش المفروض تسلم عليا؟
لم يعيره أكمل اهتمام ليكمل خطواته و يذهب ليبدل ثيابه و هو يحاول أن يوقظه، ليفتح أسر عيناه و هو ينظر لأبيه الذي كان قلقا عليه للغاية.
حمله أكمل بعد أن أبدل ثيابه و ثياب أسر و غادر القصر ليذهب إلى مشفى، بينما عادل كان غاضبا من تصرف أكمل ليردف بغضب:
-شايفة تربيتك!!
-ابنه تعبان مش المفروض تراعي.
-وهو الباشا من ساعة ما جه رافع رأسه للسماء ليه!!!
-عايز منه إيه تاني! كفاية اللي حصل سيبه يعيش مرتاح بقى زي ما هو عايز.
غادرت نهلة لتهبط لأسفل و تبحث عن ورد.
ذهب أكمل للمشفى و هو يبحث عن طبيب أطفال، لتنظر له كنز و هي تتحدث إلى أحد الأطباء ثم تركته لتذهب إلى أسر الذي يبدو بأنه متعب.
حاولت أن تتفقد حرارته ليبعدها أكمل بغضب و هو ينظر لها:
-أنتِ جاية ليه!! ورايا حتى هنا؟
-عايزة دكتور أطفال هنا.
تقدم منه طبيب ليأخذ منه أسر و يذهب خلفه أكمل ليطمئن عليه، فهو خائف كثيرا من فكرة فقدانه.
بينما كنز وقفت بمكانها و هي تنظر لأسر و قلقت عليه، أتاها أحدهم من خلفها ليتحدث:
-يا كنز هانم.
-ها!
-المستشفى زي ما أنتِ شايفة بحالة كويس و أطباء خبرة و الحالات بتروح و تيجي على المستشفى كتير، يعني لو اشتريتيها مش هتخسري كتير.
-المفروض أصدق أنكم مش خسرانين!
-خلينا نتفق على سعر يناسب الطرفين، لا تيجي عليا و لا اجي عليك.
تنهد المدير ليردف قائلا:
-يا هانم السعر اللي اتفقنا عليه مناسب.
-فين مديرك؟
-اجازه النهاردة.
-النهاردة هستكشف المكان أكتر و بكرة ليا كلام مع مديرك.
-تمام يا فندم براحتك.
بدأت كنز تتجول داخل المشفى، فهي فكرت كثيرا كانت تريد أن تنوع بين أعمالها لتجد فكرة شراء مشفى خاصة ليست سيئة.
-ها يا دكتور طمني؟
-حرارته عليت بسبب تغيير المناخ و عايز رعاية.
-طب أقدر أشوفه؟
-أكيد اتفضل.
ليدلف أكمل إلى غرفة ابنه و يطمئن عليه، ليردف قائلا:
-عامل إيه يا حبيبي؟
-كويس.
-حاسس بوجع؟
-لا.
-طيب يا حبيبي الدكتور هيكتب شوية أدوية و هنمشي من هنا.
اومأ أسر رأسه ليغمض عينه بتعب، ليمسك بيده مستعدا للمغادرة بعد أن تحدث للطبيب و ذهب لجلب الأدوية.
بالأعلى،،
صعدت كنز لسطح المشفى، لتجد أحدهم يجلس بجانب أحد الأشخاص يبدو بأنه قام بقتله لتفزع كنز و تصرخ؛ لتحاول الهرب سريعا ولكنه جرى نحوها ليجذبها من شعرها بقوة مانعا لها أن تهرب.
لتردف كنز و هي تنظر للشاب الذي ملقي أمامها و غارق بدمائه:
-أنت عايز إيه!
-مينفعش تعيشي ما أنا مش هدخل السجن عشانك يا قطة.
دفعها لتسقط أرضا و هي تتراجع للخلف حتى اصطدمت بسور السطح، لتنظر لذلك المختل كما أطلقت عليه بذهنها.
وجدته يقترب منها بحبل و بدأ يقيد يدها وهي تبحث عن فرصة للهروب، حتى وجدته يصعد بها لحافة السور لتنظر كنز لأسفل و تجد بأن المسافة عالية للغاية و إن سقطت ستموت لا محال.
ليراها أحد أفراد الأمن و ينبه الجميع، لتردف كنز:
-أنت عملت كدة ليه؟
-عشان ألحق أهرب عقبال ما يجوا ينقذوكِ.
حاول الشاب أن يهرب و ترك كنز بمفردها وهي تحاول ألا تسقط و شعرت بخفقان بقلبها، حتى وجدت بعد قليل يدلف ذلك الرجل مرة أخرى وهو مذعور؛ لأنه رأى العديد من الحراس قادمون ليقف بجانب كنز و يصوب المسدس على رأسها لتصدم.
أمر قائد الحراس حراسه بأن يتراجعوا، و كانت كنز تنظر لأسفل بخوف من فكرة السقوط من هذا المبنى.
ليجلبوا وسادة أمان كبيرة حتى إن سقطت لا يحدث لها ضرر، كاد أكمل أن يغادر ولكن أسر كان يرى ذلك التجمع و نظر للأعلى فوجد كنز فصرخ باسمها على الفور، لينزعج أكمل من اسمها و من ابنه الذي يحبها ليردف:
-خير يا أسر ليه جبت في سيرتها؟
-بتنتحر.
نظر أكمل حيثما أشار أسر ليرى كنز على حافة السور حتى دقق في النظر ليرأها مكبلة و بجانب أحدهم.
ليساعد ابنه و يضعه بالسيارة و يغلق الباب ليتقدم من الجميع و يتساءل عن الامر:
-واضح أن في امر خطير فوق، و شخص بيهدد أنه هيرميها لو حد طلع يساعدها أو حد قبض عليه.
ليصعد أكمل على الدرج، فالمصعد تعطل ليصعد للدور الأخير و يأخذ نفسه بعنف فهو بذل مجهود كبير بصعوده فالمشفى كبيرة.
حاول أن يفتح الباب عدة مرات حتى وجده يُفتح و المسدس مصوب اتجاهه ليتحدث ذلك الرجل:
-عايز إيه؟
-نتفاوض.
سمح له الرجل بالدخول لتنظر له كنز و كادت أن تسقط بسبب توازنها المختل لتقف باتزان حتى لا تسقط.
-سيبها تنزل.
-و هستفاد إيه؟
-أنا كدة كدة هيتقبض عليا.
تنهد أكمل ولكمه بقوة في وجهه، ليسقط الرجل أرضا و يصعد أكمل لكنز التي كانت على وشك البكاء.
كان يحاول أن يزيل تلك الأحبال المقيدة ليدها، كان حذرا في التعامل فالسور لا يسعهم باتزان.
لينهض ذلك الرجل و هو ينظر لجثة الأخر الذي قتله و نظر لكنز بشر ليقطع الحبل الذي كان يقيده من الطرف الأخر حتى لا تسقط.
لتفزع كنز و هي تفقد توازنها و تميل للخلف لتسقط و هي تغمض عيناها ليردف أكمل باسمها و يعود لذلك الرجل يبرحه ضربا حتى صعدت القوات لأعلى، و سقطت كنز مغشيا عليها بعد أن سقطت داخل الوسادة الكبيرة.
_________________________
كانت تحاول الهرب، بالرغم من الذي حدث بها ألا و أنها ستحاول الخروج من ذلك البيت المظلم لن تستسلم حتى بعد أن فقدت جنينها ستظل متمسكة بالحياة، لتتسلل للخارج بخطوات تكاد تُسمع فتحت الباب لتتقدم للخارج ولكنها وجدت العديد من الأسلحة ذي ضوء أحمر أمامها؛ لتتقدم بدون خوف و يستعد الجميع لإطلاق النار.
.
.
بقلم/سلسبيل كوبك.
.
يتبع:::::::::::::::::::::::
__________________________

ضحايا المنتصف..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن