نكمل روايتنا(ضحايا المنتصف)بقلم سلسبيل كوبك.
الفصل ال٥..
_________________________
كانت تبدل ثيابها لتهبط لأسفل و تشارك عائلتها في الطعام، كادت أن تخرج حتى وجدته يدلف من الشرفة و يقف أمامها شعرت بالقلق و تراجعت للخلف و هي تسأله بعيناها عن سبب تواجده.
تقدم منها عدة خطوات، فجرت مسرعة نحو الباب ممكسة بمقبضه و هي تنظر له بحذر.
مشى حتى وصل لها و وقف أمامها على بُعد بسيط منها فأخذت نفسا عميق تحاول السيطرة على ذلك الخوف الذي اجتاحها.
حاولت التحدث ولكنها لم تستطع، كان الجو متوترا حتى قطعه أكمل بسؤاله.
-عادل الصالح هو السبب و لا لا؟
كانت تنظر له بحذر و صمت، فكرر سؤاله مرةً أخرى ولكنها لم تجيبه فغضب و كاد أن يحطم الباب خلفها من شدة قبضته.
جذبت هاتفها سريعا و كتبت عليه رسالة توضح له ما يحدث مضمونها"فقدت النطق مؤقتا، وليس لديك السلطة لكي تعرف أمرا يخصني".
أغمض عيناه و هو يحاول التحكم في نبرة صوته و غضبه و حاول التحدث بصوت هاديء مكررا سؤاله:
-هو و لا لا؟
أجابت عليه بالكتابة"أخبرتك ليس لك شأن بذلك الأمر أنه يخصني وحدي، غادر الآن".
استمعا الاثنان إلى طرق على باب غرفة كنز فاختبيء أكمل خلف الباب و تقدمت كنز لتفتح الباب وجدتها الخادمة:
-كلهم منتظرينك يا هانم تحت.
أشارت لها كنز بأنها متعبة و ستنام، فرحلت الخادمة و أغلقت كنز الباب و نظرت إلى أكمل و أشارت له على الشرفة ليغادر مثلما أتى.
حاولت عدة مرات التحدث ولكن صوتها لم يخرج فحزنت و نظرت له لتكتب على هاتفها"أرحل الآن حتى لا أخبرهم بوجودك و تنقلب الطاولة عليكم يا عائلة الصالح".
تقدم أكمل من كنز و جذبها له من ذراعها قائلا ما عكر صفو كنز المتعبة:
-أنا جيت لحد هنا عشان أعرف إجابة سؤالي اللي هتجاوبيني عليه، ولكن ده ميمنعش إني بكرهك أنتِ و عائلتك كلها و لو أطول أقتلك، ولكني مستحيل أعمل كدة عشان ابني اللي أغلى منك أنتِ و عائلتك.
نظرت له بلامبالاة و ذهبت نحو الشرفة لتخبره بأن يذهب الآن فلا مزيد من النقاشات بينهم.
غادر أكمل الذي أتى فقط ليعلم إن كان والده صادق، ولكنه للآن لم يحصل على إجابة فعاد لمنزله وجد أمه بإنتظاره و ضمته لحضنها مقبلة إياه بينما هو سكن بأحضانها.
على الجهة الأخرى،،
جلست كنز على سريرها و قد غرزت يدها بشعرها و هي تغمض عيناها لما تشعر به و تلك الذكريات التي تجتاحها عن أبيها و أمها.
_
كانت تجلس على ركبتيها أمام أبيها الجالس على كرسيه صامت تعابير وجهه لا تبشر بخير ينظر للاشيء، بينما هي كانت تبكي بقوة و هي تمسك يديه كأنها تبكي لها و للزمن كما يقولون.
-أنا أسفة.
لم ينظر لها فقط نهض و تركها تكمل بكائها و هي تنظر لموضع أبيها الفارغ و استمعت لكلماته قبل أن يرحل:
-اطلعي أوضتك.
_
تتذكر ذلك اليوم جيدا و ما حدث به لا يمكن نسيانه، لقد خسرت أبيها بذلك اليوم.
استعدت لتنام و لكن ذكرياتها تهاجمها لتفسد مزاجها أكثر من مجيء أكمل.
________________________
على ما يبدو استيقظت بعد أن قام برش بعض المياه على وجهها، فتحت عيناها لترأه أمامها و تستغرب لما هي متواجدة هنا و تردف قائلة:
-دكتور!! إيه اللي جابني هنا؟
تذكرت أنه أخبرها أن تأتي خلفه و كانت تشعر بالفرح و لكنها لا تتذكر شيء أخر فقد كانت تشعر بالغيثان و التعب قبل دلوفها ثم سقطت مغشيا عليها أثر المجهود التي تقوم به.
-أسفة لو أزعجت حضرتك.
أردف قائلا:
-لا عادي، حاسة بإيه دلوقتي؟ اطلب دكتورة الجامعة؟
هزت رأسها بالنفي قائلة:
-لا شكرا، أسفة تعبتك معايا.
نهضت لتستعد للمغادرة بينما هو أمسك ذراعها مما أربكها و جعلها تنظر أرضا بخجل.
-أنتِ مش فاكرة حاجة من اللي قولتها ليكِ؟
عقدت حاجبيها و هي تحاول أن تتذكر ولكن فشلت في التذكر فأجابت قائلة:
-لا مش فاكرة، كان في حاجة مهمة؟
-بعدين بعدين، يلا امشي.
-ممكن تقول تاني عادي؟
-لا يلا امشي وراكِ محاضرات.
عاد ليجلس على كرسيه، بينما هي غادرت لصديقتها التي كانت قلقة عليها و تنتظرها أمام غرفة الدكتور فهي قد تأخرت قليلا.
-إيه اللي أخرك كدة؟
أجابتها صديقتها و قد عاد لها الغيثان مرةً أخرى.
-تعبت و الدكتور فوقني بعد ما أغمى عليا.
-طب تحبي تروحي؟ ألف سلامة عليكِ تعالي أوصلك.
___________________
تسلل من غرفته ليخرج من منزله و يذهب لإحدى الأماكن القريبة من منزله في انتظار تلك التي سلبت قلبه.
احتضنها عند رؤيتها، ولكنها قلقت و نظرت حولها لتتحدث:
-ليه أصريت نتقابل؟
-وحشتيني.
تنهدت و ابتسمت له بتوتر ملحوظ على تعابير وجهها فأردفت قائلة:
-طب خلاص شوفنا بعض ممكن أروح.
تنهد و احتضنها مرة أخرى، فجرت سريعا نحو منزلها و عاود هو لمنزله و هو يتمنى لو أن يأخذ حبيبته و يهرب بها إلى مكان لا يوجد سواهم.
في الصباح الباكر،،
باشر الجميع أعماله في كلا عائلتي الصالح و الهواري.
جرى أسر نحو جدته نهلة التي احتضنته و همست له بأذنه قائلة:
-تعالى نسيب بابا نايم و ننزل نفطر.
هز أسر رأسه بالإيجاب و هبط لأسفل مع جدته لتعد له الفطور، فقد غادر الجميع سوى ابنها و أخت زوجها عادل بينما كلا من سندس و ورد ذهبوا ليتسوقوا قليلا.
أعدت نهلة الفطور لحفيدها أسر و جلست تتناول الفطور بجانبه لتسأله:
-شكل ماما عامل ازاي؟
أردف أسر بحزن:
-كانت جميلة جدا، عندها عيون زرقة، و بشرة بيضة، و شعرها أشقر؛ وبابا بيقول كانت قصيرة.
-يعني أنت جميل كدة لماما.
ابتسم أسر و أكمل طعامه، و نظر لأبيه الذي ألقى التحية و ذهب ليجلس بجانبهم على طاولة المطبخ مردفا:
-إيه الأكل الحلو ده؟
استأذن أسر ليصعد لغرفته، بينما نهلة شعرت بالحزن عليه و جلست بجانب أكمل لتربت على كتفه فهي تشعر بما يعتري قلبه؛ ولكنها تفاجأت عندما استمعت لسؤاله:
-هو اللي عمل كدة صح؟
ترددت قليلا فهي تعلم من يقصد بحديثه فهي ليست واثقة بمن الفاعل، هل زوجها أم أحد أخر؟ فأجابت :
-أكيد هي هتقول.
-مش بتتكلم، الموضوع شكله أثر عليها و مبقتش تتكلم.
تنهدت نهلة و وضعت أطباق الفطور أمام ابنها ليفطر هو الأخر.
-و أنت إيه اللي عرفك؟
تردد أكمل قليلا في إخبارها ثم أردف قائلا:
-قابلتها إمبارح عشان اسألها و أرتاح.
-و ارتاحت؟
لم يجيب فعلمت هي الإجابة و جلست بجانبه تربت على كف يده و قامت بإطعامه في صمت.
على الجهة الأخرى،،
كانت تستقل سيارتها لتستعد للذهاب ولكنها توقفت حينما استمعت لنداء جدها فعادت له.
-راحة فين؟
-أكيد راحة الشغل صح؟ هتروحي الشغل ازاي جنابك؟
-أنتِ في اجازه لحد ما تستعيدي عافيتك و من هنا و رايح وراكِ حراسة و ليكِ أنك تشرفي على الشغل من البيت.
تركها جلال و غادر بينما هي شعرت بالغيظ و ضربت الأرض بقدميها و التفت حينما استمعت لصوت أحمد خطيب ليلى قادم.
-مالك؟
لم تجيبه و ذهبت للداخل و هو خلفها.
-استني يا بنتي يا كنز اصبري.
توقف حينما استمع لنداء ليلى.
-مالها؟
-مش عارف، جيت لقيتها كدة.
-معلش هتلاقيها متضايقة شوية اللي حصل مش قليل.
ابتسم أحمد و جذب ليلى بعيدا عن الأنظار قائلا:
-هو البيت ده ناوي يفرح امتى ها؟ أنا جاهز.
ابتسمت ليلى بخجل و نظرت أرضا مردفة:
-عايز إيه دلوقتي؟
تصنع أحمد التفكير ثم أردف:
-نتجوز.
-دلوقتي!!!
-والله نفسي.
حاولت ليلى الذهاب بعيدا عنه ولكنه لم يترك لها مجال فتذمرت.
اقترب أحمد قليلا من ليلى التي أغمضت عيناها بإرتباك، انتفضا كليهما عندما استمعا لصوت علاء.
-أحمد إيه اللي بتعمله ده؟
-الله يخرببيتك كنت لحقت أعمل حاجة!
ابتعد أحمد عن ليلى التي جرت سريعا لغرفتها و هي تكاد تموت من الخجل.
-متنساش أنها أختي و مش هسمح بالغلط.
تنهد أحمد و أردف قائلا:
-يا عم عارف.
_________________________
استقل طيارته و هو يشعر بالألم يعصر قلبه لفراقه تلك البلد الحبيبة و موطنه.
جلس على مقعده و أخرج هاتفه ليرى صور عائلته الوحيده ثم ذهب في سبات عميق متذكرا لذكرياته الجميلة حتى أخبرته المضيفة بأنهم قد وصلوا فاستيقظ و هبط من الطائرة مقررا نسيان الماضي و أنه الآن على وشك بدء حياة جديدة.
-يمكنني مساعدتك.
أعطاها حقيبته و غادر المطار لكي يذهب لفندقه الذي حجز به و معه تلك الفتاة التي تجر حقيبته خلفها و وضعتها بسيارة الأجرة التي أوقفها فأعطاها مبلغ مالي و غادر.
كانت تجلس بغرفتها و هي تشعر بالغيظ، فهي ممنوعة من العمل أو ممارسة حياتها بطبيعية حتى دلفت ليلى لغرفتها فنظرت لها كنز.
-مش عايزة تشوفي فستان حفلتي أنا و أحمد؟
هزت كنز رأسها ببطء و صمت، فتقدمت منها ليلى و هي تريها فستانها الذي اختارته لكي تحضر به حفلة مع أحمد.
ربتت كنز على كتف ليلى التي احتضنتها، ثم نظرت نحو الباب حيث دلفت فاطمة التي ابتسمت لها.
-عاملة إيه دلوقتي؟
نهضت كنز لتحتضن فاطمة التي هي بمثابة أم لها بعد أمها، ابتسمت فاطمة لـ ليلى التي تحزن من أجل كنز.
_______________________
مرت عدة أيام، كانت كنز تحاول التحدث و ذهبت لطبيب مختص حتى استطاعت التحدث ولكنها مازالت تذهب لذلك الطبيب و هي تحاول تذكر أحداث الحادثة فمازال ما حدث مشوش بعقلها.
خرجت من عيادة الطبيب و هي تحاول أن تمنع سقوط دموعها، ولكن بدلا من دموعها كادت أن تسقط هي حتى امتدت يد أكمل الذي انتبه لها، فهو أتى ليرى صديقه الوحيد هنا بمصر مع ابنه أسر الذي سعد كثيرا برؤية كنز.
نظر أكمل لكنز التي نظرت أرضا حتى لا يرى تلك الدموع التي تحارب من أجل الظهور، بينما أسر احتضن كنز التي تفاجأت من فعلته.
هبطت كنز لمستوى أسر و أزالت دمعتها المتعلقة بعيناها و ابتسمت له.
-أخبارك يا بطل؟
-كويس.
-طب كويس، مبسوط في مصر؟
-مش أوي، مش بخرج كتير و مش بزور أماكن كتيرة و مش لاقي حد ألعب معاه.
قبل أن تتحدث كنز قاطعها أسر مكملا حديثه:
-إيه رأيك تقضي معايا وقت قبل ما أسافر؟
-أسر يلا بينا احنا مش فاضين.
نهضت كنز و هي تنظر لأكمل و هي عاقدة حاجبيها مرددة:
-في حاجة يا أستاذ أكمل بدل ما تقول ألف سلامة، و لا أه نسيت.
-تسببوا جرح و تحطوا عليه ملح مش كدة!
أغمض أكمل عيناه و تقدم من كنز جاذبا ذراعها له مردفا قائلا من بين أسنانه و بصوت خافض حتى لا يسمعه ابنه:
-امشي من هنا، مش عايز ابني يتعلق بواحدة زيك.
جذبت ذراعها بعنف و نظرت لأسر بإبتسامه قائلة:
-أشوفك بعدين يا أسر.
كادت أن ترحل حتى توقفت ثم عادت مرة أخرى لأكمل تعدل ياقة قميصه مردفة ببرود مزعج للأعصاب:
-متخافش عائلة الهواري ملهاش في دم الأطفال.
-أستاذة كنز، ايه ده!!!
-أكمل!
احتضن الطبيب أكمل صديقه منذ الطفولة، نظر الطبيب لكنز مردفا:
-أسف، بس كنت عايز أقولك في حفلة كمان يومين إيه رأيك تحضريها تغيير جو.
-طب و أنا؟
نظر الطبيب لأسر متعجبا ثم نظر لأكمل بصدمة:
-أنت اتجوزت و خلفت؟!
نظر حينها أكمل لكنز التي ذهبت مرددة:
-أسفة دكتور سيف، عندي شغل.
غادرت كنز بعد تلك المقابلة المشحونة بالتوتر و الطاقة السلبية، تساءل سيف عن الأمر:
-أنت تعرفها؟ مالكم في إيه؟
-كانت بتعمل إيه هنا؟
-كنت بساعدها على تذكر الحادثة بعد ما جالها فقدان مؤقت.
تساءل أكمل عن الأمر سريعا:
-هي افتكرت؟؟؟
-لا لسة، لكن أنت تعرفها منين؟
جذب أكمل أسر للأعلى مع صديقه سيف حيث عيادته مردفا بنبرة ساخرة و هو يستقل المصعد:
-كنز الهواري حفيدة عائلة الهواري يعني من أعدائنا يا سيف.
-تصدق إني مسألتش عن اسم عائلتها، و مجاش في بالي خالص.
-بس هي غيرهم أسلوبها و تصرفاتها مش همجي زيهم.
-اتكلم في حاجة غير دِ يا سيف.
-خلاص يا عم متزعلش نفسك، خلفت ازاي و من مين؟
-سافرت لندن و قابلت مايا هناك و اتجوزنا و جابتلي أسر و بعدها توفت.
-أه ربنا يخليه ليك، شبهك.
بالأسفل،،
كانت كنز على وشك أن تستقل سيارتها حتى شعرت بصداع يجتاحها و بعض الذكريات المشوشة.
-ارميها هنا.
تقدم منها رجل كانت ملامحه مشوشة بالنسبة لكنز الملقية أرضا تحاول أن تفتح عينها، ولكنها لا تستطيع أثر تلك الحادثة التي تعرضت لها منذ ساعات.
جثى على ركبتيه ليبعد تلك الخصلات التي تزعج عيناها مردفا:
-كبيرة عائلة الهواري قريب مصيرك هيبقى الموت لو مسمعتيش الكلمتين دول مني.
ضغط ذلك الرجل على جرح رأسها فصرخت بألم و هي تغمض عيناها من شدة الألم.
سقطت كنز أرضا و هي تحاول تذكر البقية ولكنها لم تستطع فرأسها يؤلمها بشدة كانت تتعرق بشدة ولكنها تحاملت لكي تقف مرة أخرى و تستقل سيارتها التي ظلت بها غير قادرة على القيادة.
هبط سيف مع أكمل ليكملوا حديثهم بمكان أخر، ولكن أكمل نظر إلى سيارة كنز باستغراب و تساءل مرددا بداخله:
-ليه ممشيتش؟
غادر أكمل مع سيف، بينما كنز ظلت بسيارتها حتى شعرت بأنها قادرة على القيادة و العودة للمنزل.
____________________
وصل للفندق الذي حجز به ليصعد لغرفته حتى ينال قسطا من الراحة و يستطيع التصرف كما يريد.
أتى الليل ليستيقظ ذلك النائم و يشعر بطرق على الباب من موظفة التنظيف، نهض ليفتح الباب ليتفاجيء بالفتاة التي ساعدته بالمطار يبدو أنها تعمل بوظيفتين.
-سيدي هل تحتاج إلى خدمة التنظيف؟
أردف قائلا:
-شكرا، بالغد سأحتاج.
اومأت بصمت و غادرت لتكمل عملها، بينما هو عاد للداخل ليبدل ثيابه و قام بفتح حاسوبه ليرى أين المكان الذي سيعمل به من الغد.
_
أردف سيف قائلا:
-أنا بشوف شغلي يا أكمل، مليش دعوة بمشاكل عائلتكم.
-حد قالك حاجة يا سيف؟
-ما أنت عارف باسل بيه يقدر يهدها فوق دماغي لو عرف.
-متقلقش.
-طب قولي ناوي تقعد قد إيه في مصر؟
صمت أكمل قليلا و هو ينظر لابنه أسر الذي يمسك هاتفه و منشغلا به.
-عايز أمشي بس مش عارف ليه لسة موجود، كل ما أكون قررت إني هسافر و أبعد عن أي مشاكل و أعيش أنا و ابني بس معملش كدة.
-السبب واضح يا أكمل أنت اللي مش عايز تصدقه.
ضحك أكمل استخفافا بكلام صديقه و نهض ليستعد للمغادرة.
-ابقى خلينا نشوفك.
-إن شاء الله يا سيف.
غادر أكمل مع ابنه، بينما ظل سيف بمكانه شاردا بما يحدث من حوله في محاولة منه لكي يحل الأمور المعقدة و الغريبة.
على الجهة الأخرى،،
كانت تقود كنز سيارتها بسرعة بطيئة فهي تشعر بالتعب قليلا و أنها غير قادرة على القيادة و تريد العودة إلى المنزل الآن، ولكن تلك الذكريات أتت مرة أخرى لتعكر صفوها.
لا تعلم كم مر من الوقت على بقائها هنا، فقط تستمع لصوت شخص ما مألوف بالنسبة لها يأتي ليجعلها تغادر موطنها ولكنها لا تجيبه؛ فيأمر رجاله أن يقوموا بضربها.
تتذكر أنها تحدثت له لمرة و كأنها عرفت من هو ذلك الشخص الذي افتعل الحادثة و قام باختطافها لثلاث أيام يقوم بتعذيبها حتى انتهى بِه المطاف برميها بإحدى الأماكن فقد سئم من عِنادها.
توقفت كنز فجأةً و هي تتذكر ملامح الرجل أمامها لتردف بدهشة:
-أنت!!
.
.
بقلم/سلسبيل كوبك.
.
يتبع::::::::::::::::::::::
___________________________
أنت تقرأ
ضحايا المنتصف..
Romanceاستدارت مستجيبة لِـندائه، فَزادت من قبضتها على حقيبة السفر و هي تنظر له يسير تجاهها. لم يجرؤ أحدهم على الحديث التزموا الصمت، و كأن لسانه لُجِم. فعقدت حاجبيها و هي تلتف؛ لتذهب و تجر حقيبتها خلفها، ولكنها توقفت مرة أخرى عندما أردف بكلمته الوحيدة: -متم...