الفصل الثامن و العشرون..

695 41 39
                                    

هفضل كل فصل أقول تفاعل ولا إيه يا جماعة مش كدة🚶🏼‍♀️🤡
أكتب كومنتات حلوة شبهك و أعمل تصويت🚶🏼‍♀️❤️
__________________________
نكمل روايتنا(ضحايا المنتصف) بقلم سلسبيل كوبك..
الفصل ال٢٨..
___________________________
كان تشعر نهلة بالخوف على ابنها لتدلف إلى غرفة المشفى و هي تهتف باسمه لتجد الممرضة تطمئن على صحته، تقدمت نهلة منه لتتسائل:
-هو كويس؟
نظرت الممرضة لأكمل الغائب عن الوعي أثر ذلك المخدر لتقول:
-الدكتور قدر يخرج الرصاصة ولكن لسة هنقدر نحدد حالته الصبح إن شاء الله لما يفوق.
لتقول هدى و هي تنظر لحالة حفيدها:
-يعني هيبقى كويس يا حبيبتي؟
-إن شاء الله، عن أذنكم.
غادرت الممرضة، ليلتفت الجميع حوله وهم ينظرون لحالته نظر كلا من عادل و باسل لبعضهما البعض ليخبره باسل بصمت أرأيت ماحدث؟
بكت نهلة و هي تقبّل ابنها، لتقول ورد بخفوت:
-ومين ممكن يعمل كدة!
لم يجيب أحد ليتعلق ذلك السؤال بذهنهم ولكن لم يجرؤ أحد على الحديث بعدما أردف عادل:
-أنا هتصرف في الحكاية دِ محدش ليه دعوة.
-طب أحنا لازم نمشي، مش هينفع كلنا نبات في المستشفى.
نظروا جميعا لـ سامي ليومأ باسل بصمت و أردف:
-يلا كلنا اطمنا عليه و أنا هكلم الممرضة يلا يلا.
غادروا جميعا بأمر من باسل الذي وصى الممرضة على أكمل حتى تعتني به جيدا و غادر هو الأخر خلفهم.
بينما على الجهة الأخرى،،
عادت كنز للمنزل لتجد الجميع ينظر لها، لتجلس على الأريكة التي وجدتها و رجعت برأسها للخلف لتبدأ في تنظيم أنفاسها.
كانت عائشة بغرفتها في الأعلى تحتضر أثر وفاة زوجها، حبيبها، روح فؤادها لتبكي بصمت على فراقه قائلة:
-هونت عليك يا عمر؟
بالأسفل،،
صُدم الجميع عندما أردفت كنز بنبرة هادئة غريبة و بنظرات حقودة، ليقسم أدم بأن كنز توفت بوفاة أبيها:
-أنا حامل.
سقطت سميرة على المقعد خلفها و هي تشهق بقوة، ألم يكفي ما فعلته! ألم تكتفي بوفاة أبيها و حبّها لذلك الحقير أيضا هي حامل!
بينما جلال أسقط عكازه أرضًا أثر كلماتها، ليشعر كلا من حازم و أدم بخيبة أمل بينما ليلى احتضنتها علياء و هي تراها تبكي على ماحدث بعائلتهم.
لتقترب فاطمة من كنز و تجلس بجانبها، ولكن شريف هو الذي لم يستطيع الصمت و الاندهاش مثلهم ليقول بغضب:
-أنتِ اتجننتِ! أنتِ بتقولي إيه؟
-مش كفاية فضيحتك.
-عايزة تفضحينا أكتر و أكتر يا هانم، و يا ترى من مين؟ من البيه نفسه برضو و لا كنتِ مقضياها مع كتير!
صرخ جلال في ابنه قائلا:
-أخرس.
-إياك تقول الكلام ده تاني على بنت أخوك.
-وهو فين أخويا! اللي مات من قهرته.
-ومتجوزة.
تعجبوا كثيرا لتقول كنز بعدما نهضت لتشبك ذراعيها أمامها:
-أنا و أكمل متجوزين و أنا حامل.
-لم.
قاطع حديث كنز صراخ جميلة و التي صعدت لتوها لتطمئن على عايشة لتجدها قاطعة النفس، صعدت كنز بأقصى سرعتها لأعلى لتقترب من أمها و تمسك يدها لتقول و قد أغرورقت عينيها بالدموع:
-ماما! أنتِ كمان!
-أرجوكِ.
نهضت كنز و أبتعدت عن أمها وهي تنفي برأسها وفاتها، لن تستطيع التخلي عنهما سويا.
تراجعت للخلف وهي تنظر لهم كيف متجمعين حولها، لتصطدم بأدم خلفها التفتت على الفور لتحتضنه بقوة و هي تبكي.
ربت أدم على كتفها وهو ينظر لزوجة خاله، ليحزن أدم على كنز التي أصبحت يتيمة الأب و الأم في آن واحد.
-ماما ماتت يا أدم.
أردف جلال وهو ينظر لحالة حفيدته قائلا:
-لا حول ولا قوة إلا بالله، البقاء لله.
-شريف جهز أمور الدفن، عائشة هتدفن جمب جوزها.
نظر شريف لـ عائشة بخبث و عاد ببصره لكنز، فهي أصبحت وحيدة ليس لديها أحد يحميها و سيتمكن من سحب جميع أموال أبيها من بين يدها بسهولة.
تمت إجراءات الدفن، لتُوضع بجانب زوجها و كنز تفقد النطق أثر تلك الصدمات المتتالية لتقاطعها سميرة فهي السبب في وفاة كلا من أخيها و زوجته.
لتلتزم كنز غرفتها و لا تخرج منها، حتى أنهم يعطوها بعض المحاليل ليتمكن جسدها من التغذية؛ فهي ترفض الطعام و الشراب.
على الجهة الأخرى،
كان أكمل يشعر بدوامة كبيرة، متسائلا أحقا هي من غدرت به؟
هو من حارب من أجلها، وهي كانت تحركه كالدمية بين يده، ولكن كيف وتلك المشاعر التي كان يشعر بها، عينيها والتي كانت تحمل دفء العالم بأكمله! أكان ذلك تمثيل!
خرج أكمل من المشفى ومعه كلا من باسل و نهلة أمه، طيلة فترة المشفى لم يصمتا كلا من باسل و عادل عن ذلك الأمر و قاموا بزرع الشك بداخله بكثرة لـيصبح قلبه مصدقا لتلك الكذبة التي قاموا باختلاقها.
أردفت نهلة بهمس وهو يستند عليها:
-مش المفروض تكلم كنز تطمنها عليك، زمانها قلقانة.
ابتسم أكمل بسخرية ليقول:
-هي مشغولة الفترة دِ بتعليمات أبوها.
ابتسم باسل وهو يسير خلفهم ليعلم بأن خطته سارت بشكل صحيح وفعال.
عاد أكمل للمنزل لتحتضنه هدى و تقبّله، ابتسم لها أكمل وغادر ليصعد لغرفته.
دلفت هدى لغرفتها لتجد بها باسل ابتسمت و تسائلت:
-هو أكمل فيه حاجة؟
-أه.
-ماله؟
-كان بيحب بنت الهواري.
نظرت له هدى لتسأل بنبرة هادئة:
-مين فيهم؟
-اللي اسمها كنز دِ.
تذكرت هدى ملامحها لتعترف بأنها حقا جميلة و تتحلى بالأخلاق، لتقول:
-و طبعا أنت اعترضت.
-هو كان متمسك بيها جدا لغاية.
-لغاية إيه!
سرد عليها ما فعله هو و ابنه عادل لتشهق بصدمة من فعلة زوجها، لتقول وهي مازالت تستوعب حديثه:
-يعني أنتوا عشان تبعدوا الواد عنها تبوظوا سمعتها و تبعتوها لأبوها على بيته، أنت اتجننت!
-وطي صوتك يا هدى.
-اوطي صوتي إيه حرام عليكم!
اقترب منها باسل ليقول بغضب و نبرة حادة:
-قسما بالله لو حد عرف يا هدى و بالذات أكمل لأكون دافن عائلة الهواري كلهم في أرضي.
صمتت هدى وهي تفكر في تلك المصيبة، كيف ابنها وافق على تلك الفعلة لتنظر لباسل بحقد و تقول:
-أنت مش بني أدم.
-و أنا مستحيل أعيش مع واحد زيك اتقي ربنا ده أنت عندك بنتين.
-قصدك إيه يا هدى؟
-أقصد يا تصلح اللي عملته يا نتطلق.
نظر لها بتحدي ليقول بحدة:
-و أنا مش هصلح حاجة يا هدى.
خلعت هدى خاتم زواجها لتضعه بيد باسل:
-يبقى نتطلق بهدوء و احترام.
-أنتِ عايزانا نتطلق عشان حتة بت من عائلة الهواري.
-أنا ميهمنيش مين هي البنت، اللي يهمني شرف البنت و سمعتها اللي راحوا في التراب أبوها و أمها اللي اتصدموا في بنتهم.
-عائلتها اللي هتفقد الثقة فيها، أنت جيت على واحدة ست يا باسل و ربنا ميرضاش بالظلم.
-و كمان بعيدا عن البنت، مهانش عليك حفيدك عاجبك حاله!
طلبت هدى الطلاق ليتعجب الكثير و يحاولوا تغيير رأيها، ولكنها صممت ليتم بالفعل الطلاق و تذهب لذلك المنزل والذي كان يملكه أبيها.
علمت أفنان بذلك الخبر وحينها كانت في الخارج مع ابنتها نور والتي لم تراهم من قبل أبدا.
لتقرر أفنان بأنها ستصفي جميع حسابات زوجها المتوفي لتعود إلى الوطن و تظل مع أمها ولا تتركها.
__________________________
كانت نائمة على فراشها صامتة تنظر للأعلى، ألتلك الدرجة أصبحت حياتها هلاك!
استمعت لصوت في شرفتها، ولكنها لم تعير الأمر اهتمام لتستمع لطرق على الشرفة لتنهض و تقترب منها و قامت بفتحها لتجده يقبض على عنقها و يرجع بها للخلف وهو يغلق الشرفة خلفه.
لتشهق كنز بقوة و تنظر له، لتجد عيناه تشتعلان بغضب لتتعجب هو الغاضب! لتنظر إلى الدماء التي خرجت من يدها حينما جذبها بعنف و أزال المحاليل.
لم تستطيع النطق، فهي مازالت في صدمتها لتجده يخرج من المعطف الخاص به ورقة و قلم ليجذب يدها بعنف قائلا وهو يجعلها تمسك بالقلم:
-أمضي.
نظرت له بغضب لتحاول أن تبعده عنها ولكنه أحكم القبض عليها لتبتلع لعابها وهي تنظر نحو الباب لتفكر في الهروب؛ فهي غير قادرة على مواجهته بما فعله بها الآن.
-ميشرفنيش إنك تبقي على ذمتي.
نظرت كنز للورقة لتعلم بأنها ورقة الطلاق، لتجذب القلم و تمضي بعنف لينظر لها ليجدها تنظر له بكره ليجزم بأنها لم تحبه يوما.
شعر بغصة في حلقه، ليجذب الأوراق مرة أخرى لتشير كنز على الشرفة بسبابتها ليتركها ويغادر ولكن من الباب لتجحظ عينيها من هول الصدمة إن رأه أحد لن يكتفوا بتلك المشاكل التي حدثت.
جرت خلفه، ولكنها وجدت كلا من أدم و حازم ليغضب أدم و يجري نحوه ليلكمه بقوة تراجع للخلف وهو يضع يده على شفتيه.
جذب حازم كنز نحوه ليصرخ بقوة قائلا:
-جميلة نادي الحراس.
نظرت كنز لهم ليأتي الجميع على صوت حازم و شجار أدم و أكمل فكلاهما كانوا يسددون اللكمات لبعضهم البعض.
ليأتي جلال على الفور و يبعدهم، ليقول أكمل بحدة:
-أنت فاكر أنك راجل يا ابن الهواري!
نظر جلال لـ كنز والتي كانت تنظر لهم و ترتجف ليقول:
-خديها يا فاطمة.
اومأت فاطمة لتحتضن كنز و تذهب بها لغرفتها، لينظر جلال لحراسه و يؤمرهم بأن يهبطوا لأسفل.
-كنت بتعمل إيه في قصرنا يا ابن الصالح؟
ابتسم أكمل ببرود ليقول وهو يتقدم من جلال و يخرج تلك الورقة:
-هي أنسة كنز.
توقف أكمل ليكمل حديثه بسخرية وهو ينظر لأدم:
-أقصد مدام كنز مقالتش أنها اتجوزتني.
جرى أدم نحوه ليضربه مرة أخرى ولكن حازم مسكه، ليستند جلال على عكازه قائلا وهو ينظر لأكمل:
-هو أنت ملكش كبير؟
-و كبيري ماله بالموضوع ده!، الدور على حفيدتك اللي معملتش حساب لكبير عائلتكم.
تقدم جلال من أكمل ليجذبه معه لأسفل وهو يقول:
-مش عايز حد معايا.
ليعود أكمل إلى منزله بعدما تحدث إليه جلال، ليجلس على الأريكة و تتقدم منه أمه نهلة:
-أخبار كنز إيه؟
أردف أكمل بتأثر و عينيه اغرورقت بالدموع:
-ممنعتنيش ليه! سيبتيني أحبها ليه؟
تعجبت نهلة من حديث ابنها لتجلس بجانبه وتجده يضع رأسه على كتفها لتبتلع ريقها وهي تشعر بحزن ابنها.
لتنقلب الحياة رأسًا على عقب، وتتحول حيوات الجميع للأسوأ و يتبدل حال العائلتين.
قرر أكمل السفر بعدما مر شهر على تلك الأحداث، ليحزم أمتعته و يهبط لأسفل تفاجيء الجميع ليقول عدة كلمات و يتركهم دون أن يفسر شيء:
-هسافر و مش عايز أسمع اعتراض من حد، أنا قادر أعرف مصلحتي.
تركهم وغادر دون احتضانهم، فهو يريد أن يربت أحدهم على جروحه لا أن يزيد جروحه جرحا أخر وهو فراق أحبابه كـ أمه و أخته.
بينما على الجهة الأخرى،،
دخلت كنز لمصحة نفسية، فقد طال صمتها للغاية و أنهار جسدها وتحولت من روح إلى جسد بلا حياة لتصبح كالدمية الحقيقة و تقوم عائلتها بتحريكها.
تعاطت كنز عدة أدوية و مهدئات و التي تسببت في إجهاضها لتستيقظ منذ ذلك الحين و تصبح كالآلة التي لا تتوقف أبدا.
__________________________
شعر أكمل بأنه على وشك فقد وعيه أثر ما قالته أمه، فهي أخبرته بما فعله كلا من عادل و باسل بكنز ولم تخبره بالبقية فهو يعلمه ولكن دون أن توضح الأمور أمام عينيه.
تراجع للخلف خطوة، لينظر لهم جميعا و يرى تعابير وجههم كيف استطاع أبيه أن يفعل به هذا كيف تمكن من إيذائه بذلك الأمر، و جده ألتلك الدرجة رخيص يقوم بفضح فتاة من أجل تلك العداوة السخيفة.
و جدته كيف تمكنت من الصمت عن ذلك الأمر، كيف تحملت رؤية ألامه!!
تركهم أكمل على الفور ليجري إلى الخارج كالتائه من أمه، الضال بطريقه.
ليستقل سيارته و يغادر دون أن يعلم وجهته، كاد أن يصطدم بعدة حراس ولكنه تفادهم ليشعر حقا بأنه يود الموت الآن لقد ضاع من عمره سنوات بعيدا عنها.
كان يسأل نفسه كل ليلة، ماذا فعل لتكرهه لذلك الحد، و تفضّل الأذية على حبّه؟
وجد نفسه يتوقف أمام العمارة التي كان يقطن بها من قبل معها، ليهبط من سيارته وهو يرفع رأسه للأعلى ليقع بصره على تلك الشقة ولكنه وجد الأضواء مضاءة.
لينظر إلى يمينه ويرى سيارتها ليبتلع لعابه و يعود ببصره للأعلى مرة أخرى، تقدم أكمل من العمارة ليدخلها و يصعد للطابق الذي يسكن به ليقف أمام الشقة و يأخذ نفسًا عميقًا، فتح أكمل الباب بالمفتاح التي أعطته له كنز من قبل.
دلف للشقة ليغلق الباب خلفه و يستمع إلى صوت خفيف يأتي من غرفة نومهما ليتقدم نحو الغرفة، ليجدها تفتح الباب و تخرج من الغرفة لتشهق بقوة حينما رأته وهي تشعر بالصدمة لتشعر كنز بنبضات قلبها تتسارع بقوة.
كانت تمسك مقبض الباب لتزداد في قبضتها عليه وهي تشعر بالتوتر منه لتنظر أرضًا وهي تبحث عن مبرر لتواجدها هنا.
لتردف بنبرة مرتبكة و أحرف مبعثرة:
-أنا ا كنت يعني.
كان يقف ثابتًا لينظر لتعابير وجهها المرتبكة و الخجولة، ليشعر هو بالارتباك وكأنه مراهق ينظر إلى محبوبته ويخاف من الاعتراف لها.
قالت كنز وهي ترتدي حقيبتها:
-أنا كنت بجيب حاجة و همشي، أسفة إني جيت فجأة و متخافش مش هتتكرر تاني.
تركته كنز لتغادر ولكنه مسك يدها لتشعر كنز بنبضات قلبها تحارب حتى تصرخ بقوة و تخبره بألا يمسكها بذلك الدفء و لمعان عينيه.
شعرت كنز بأنه غير قادرة على الحديث لتظل تنظر بعينيه باستمرار، بينما هو أحاطها بين جسده و الحائط خلفها لتشعر بالريبة.
كان أكمل يريد أن تتوقف الحياة بتلك اللحظة وهي بين يديه تنظر له بمشاعر أخرى غير الكره، الانتقام، الحقد إنها ليست حب ولكن على الأقل ليس شعور سيء.
ابتلع أكمل تلك الغصة بحلقه ليقول بنبرة خافتة تحمل الاشتياق في داخلها:
-أحنا كنا ضحية لعائلتنا.
__________________________
قررت سندس أن تجري بالكمبوند قليلا لتشعر بأحدهم خلفها لترتبك و تحاول الفرار سريعا للمنزل، كلما زادت سرعتها كلما شعرت به خلفها لتسقط أرضًا و تصرخ بألم.
-سندس!
جرى نحوها على الفور لتتراجع للخلف حتى أزال جاسر ما على رأسه، لتشهق سندس وتقول:
-أنت!
صرخت سندس به بقوة لتقول:
-أنت عايز تموتني! بتعمل إيه دلوقتي؟
اقترب جاسر منها وهو يتفحص قدمها لتشعر بالألم، لينظر لها متسائلا:
-تحبي نروح المستشفى؟
نفت سندس برأسها لتنهض ولكنها سقطت مرة أخرى لتحتضنها يد جاسر والذي حاول أن يمنعها من السقوط مرة أخرى لتصرخ بألم، فقدمها انزلقت بقوة ليساعدها جاسر و يجعلها تستند عليه لتقول:
-ده بسببك.
-يا ستي أسف.
شعرت سندس بأنه حزين لتقول وهي تمشي معه نحو سيارته:
-مالك؟
-مفيش حاجة.
استقلت سندس سيارته ليقودها نحو المشفى، كانت سندس تشعر بالتوتر فهي لأول مرة تراه حزين بذلك الشكل لتشعر بتأنيب الضمير و أنها صرخت بوجهه لتفرك يدها بارتباك.
وُضعت بغرفة الطواريء لتتم معالجتها، تعالى رنين هاتفها لتجد أمها تتصل بها لتنظر إلى الساعة وتجد بأنها لأكثر من ساعتين بالخارج، فهي بعدما غادر أكمل شعرت بالاختناق، أمن الممكن أنها تحب جاسر و يحدث ما يجعلهم يفترقوا!
لتشعر بالخنقة من المنزل و تغادر لتجري قليلا، لمحها جاسر وهي تجري فهو كان آتي لها.
-ألو.
-أنتِ فين يا سندس؟
-راجعة.
-طب يلا بسرعة.
غادرت سندس مع جاسر بعدما دفع الرسوم و عالجوا قدمها، لتسأل مرة أخرى:
-مش هتقولي مالك؟
-شوية مشاكل في الشغل.
-كنت جاي ليه؟
ابتسم جاسر حينما نظر لها لتخجل و يزداد خجلها حينما أجاب:
-بحس براحة لما أكون معاكِ.
-للدرجة دِ!
اومأ لها لتبتسم بخفوت و فرحة و تهبط على الفور حينما توقف أمام القصر، ليهبط هو الأخر و يساعدها لتدلف للداخل وتجد أمها و نهلة و هدى يجلسون بانتظار مجيء أكمل؛ فهو أغلق هاتفه ولم يجيب على اتصال أي منهم.
غادر جاسر على الفور بعدما ودع سندس، لتجلس بجانبهم وهي تشعر بحزن نهلة لتشهق عزة متسائلة:
-إيه اللي عمل في رجلك كدة؟
-وقعت وروحت المستشفى بس.
أردفت هدى بهدوء و الحزن في نبرتها:
-قومي نامي يا سندس.
اومأت سندس لتنهض و تدلف لغرفتها، وجدت بها شذى النائمة لتقترب منها و تقبّلها؛ ففي الآونة الأخيرة تقربت شذى من عمتها سندس لتحبها و تتعلق بها حتى أنها أحيانا تنام بغرفتها.
__________________________
ابتلعت لعابها ونظرت أرضًا وهي تتحاشى النظر في عينيه، لتتسائل بداخلها لما يقول مثل تلك العبارات!
رفعت كنز بصرها نحوه لتردف:
-قصدك.
توقفت كنز عن الحديث حينما وجدته يرفع كف يده نحو وجنتها اليسرى لتشعر بجفاف حلقها أثر فعلته تلك.
-كنز أحنا مش مذنبين، أنا و أنتِ كنا مجرد ضحايا لعداوتهم.
نظرت له كنز وهي تفسر كلامه، لتقول وهي ترفع يدها اليمنى نحو أكمل:
-فات الآوان يا ابن الصالح.
نظر أكمل ليدها ليرى خاتم خطوبتها يزين إصبعها، ليحيط وجهها بكلتا يده قائلا:
-لا لسة يا كنز، لسة في وقت.
-أنا و أنتِ بنحب بعض.
أبعدته كنز وهي تقول بنبرة جادة و حادة:
-اللي بينا انتهى من تمن سنين يا أكمل، من يوم ما عائلتك كانت السبب في موت عمر الهواري و من يوم ما قررت تسافر و يوم ما قررت تتجوز غيري و يوم ما خلفت من غيري و نسيت ابننا.
-اللي بينا منتهي من البداية يا أكمل أنا اللي عاندت وقولت هنحارب و هنفوز.
-ولكن.
توقفت كنز عن الحديث وهي تنظر له كيف يعلو صدره و ينخفض بعنف، أثر اضطراب أنفاسه لتقول:
-ولا أقولك مفيش فايدة من الكلام.
تركته كنز و غادرت ليجذبها نحوه بقوة وهو يقول:
-أنا ولا يوم نسيتك يا كنز، أنا حبيتك و بحبك و هحبك أنا كنت بكابر بضحك على نفسي ولكن عمر ما حبي ليكِ قل.
-بس الأهم لازم تفهميني، اللي حصل زمان ا.
قاطعته كنز وهي تكمل حديثه قائلة:
-اللي حصل زمان أنا عارفاه، و اللي حصل كانت لعبة كبيرة علينا أنا و أنت ولكنك بعتني يا أكمل.
وضع يده أسفل رأسها ليجذبها بقوة نحوه وهو يخلع قميصه مشيرا إلى أثر تلك الرصاصة بصدره منذ ثمانٍ سنوات قائلا:
-أنا ضحية زيي زيك.
-أنتِ اللي لقيتي أول فرصة تخلصي فيها مني.
-أنتِ اللي سيبتيني و مشيتي و أنا بموت قدامك في الأرض بستنجد بيكِ و مديت إيدي ليكِ و أنتِ مشيتي.
ليكمل حديثه بانفعال قوي:
-دوستي على قلبي و كسرتيه و مشيتي.
-على الأقل أنا مأذتكيش بالشكل ده.
صرخت كنز بوجهه قائلة بغضب و انفعال هي الأخرى:
-أذتني، أذتني بكل طريقة ممكنة.
-أذتني لما قبلت تتجوزني من وراهم أنا مجنونة أنت عاقل، أذتني يوم ما أقنعتني أنك هتيجي و تتقدم و مش هتسبني و معملتش كل ده، أذتني يوم ما قبلت تدخل والدك وجدك في علاقتنا، أذتني في كل مرة كنت بكدب عليهم عشانك، أذتني يوم ما أهلي ماتوا و بقيت يتيمة لأن الأذى جاي من عائلتك، أذتني في كل مرة كنت بتبص ليا، أذتني يوم ما بعت ليا رسالة قبل سفرك، أذتني يوم ما سافرت و سبتني في المصحة لوحدي، أذتني يوم ما اتجوزت و قابلت غيري، أذتني يوم ما حبيت غيري و قبلت تخلف منها.
-تحب أكمل أذتني في إيه تاني!
سقطت كنز أرضًا وهي تشعر بحرارة جسدها ترتفع و قلبها كاد أن يتوقف من شدة الضغط، لتبدأ في البكاء وهي تضع يدها على وجهها تحاول ألا تصدر صوت.
تصلب جسده أثر كلماتها، ألتلك الدرجة كان مؤذي لها؟
أيؤذي المُحبّ حبيبه؟، و إن كان هناك أذى لتحمّله على عاتقه بابتسامه تخبر الأخر بأنه هنا من أجله هو فقط.
شهقت عدة مرات أثناء بكائها، لينظر لها تجلس أسفله ليضرب الحائط أمامه بقوة عدة مرات وهو يصرخ بغضب.
ظلوا على هذا الحال لفترة حتى هدئت كنز لتنهض وهي تستند على الحائط لتزيل تلك الدموع المتعلقة بوجنتيها، ابتلعت كنز لعابها لتقول بنبرة باكية:
-فات الآوان على التصليح، أنا و أنت من طريق.
اقتربت منه لتعدل ياقة قميصه قائلة:
-فرحي كمان شهر، هنتظرك.
تركته كنز وغادرت، تركت قلب ينزف دماءً من فرط الجروح و الحزن.
بما استفاد الجميع من أذيته! يستغلون الأوضاع لأذيتك أو الضغط عليك، ليصبح البشر كـ ذئاب لا ترحم كل من تراه و تفتك به حتى الموت.
.
.
بقلم/سلسبيل كوبك.
.
يتبع::::::::::::::::::::::::::
__________________________

ضحايا المنتصف..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن