الفصل الثاني و العشرون..

611 36 26
                                    

نكمل روايتنا(ضحايا المنتصف)بقلم سلسبيل كوبك..
الفصل ال٢٢..
________________________
استيقظت علياء في الليل لتهبط لأسفل و تجلس بالحديقة ساكنة حتى أصبحت تبكي بانهيار على ما حدث لها في حياتها، تعلم بأنها خسرت حب حياتها للأبد في تلك اللحظة التي قررت بها الزواج من سامي ذلك المعتوه الذي أحبها بتملك و فعل الكثير ليجبرها على زواجها منه.
كان يقف بشرفته ينظر لها من الأعلى و قلبه يؤلمه بشدة، لم يحاول لمرة أن ينقذها من براكين ذلك المتملك؛ لأنه كان يرى بأنه ليس لديه الحق بها طالما لم يعترف لها بحبه و لم يطلب يدها للزواج قبل ذلك الحقير.
دلف حازم لغرفته و هو يشعر بنيران تأكل قلبه و تحرقه ليغضب و يجذب ذلك المقعد الخشبي ليحطمه مصدرا صوت عالي انتبهت له علياء التي علمت من أين يأتي مصدر الصوت حينما رأت إضاءة غرفته ليزداد حزنها.
_________________________
دلفت مايا لغرفة أكمل الذي كان يحضر مادته التي يقوم بشرحها في إحدى الجامعات التي يعمل بها في لندن.
-ألن تتناول الفطور معي؟
-لا، شكرا مايا.
تقدمت مايا من أكمل لتجلس أمامه على المكتب قائلة و هي تضع يدها على وجنته لتبتسم قائلة:
-بعد شهر أو شهرين سنتمكن من معرفة نوع الجنين.
ابتسم لها أكمل بمجاملة ليركز على عمله، ولكن مايا قاطعته مرة أخرى لتجلس على قدمه قائلة بحزن:
-هل قمت بإزعاجك؟
-مايا أنا لدي بعض الأعمال الآن.
حاولت مايا تقبّيله ولكنه ابتعد عنها قائلا:
-أنتِ مريضة الآن، اذهبِ للراحة.
نهضت مايا و هي تشعر بالضيق منه لتذهب إلى المطبخ و تبدأ في البكاء حتى شعرت به يأتي لها يقبّل جبينها لتبتسم له و تزيل دموعها ليبتسم أكمل قائلا:
-تعلمين بأنك جميلة؟
-أهناك أجمل مني في عيناك؟
تردد أكمل قليلا ليتفحص وجه مايا ولكنه لا يعلم ما حدث لقد تبدلت ملامحها إلى كنز ليبتعد عنها على الفور قائلا بتوتر:
-أن.
تبدلت ملامح مايا ليتنفس أكمل الصعداء و يبتسم لمايا بتوتر و يتركها ليذهب إلى غرفته ليغلق الباب خلفه و هو يشعر بأنه كان في سباق طويل لم ينتهي بعد ليقف أمام المرآة ينظر إلى نفسه كيف يحاول التقاط أنفاسه ليغضب و يلقى كل ما يتواجد على طاولة الزينة أرضًا في محاولة منه لإنهاء تلك الحرب بداخله.
أغلق أسر الدفتر لينظر لأبيه النائم ليتقدم منه قائلا باللهجة الإنجليزية:
-لدوما أحببتها يا أبي.
___________________________
تقدمت أمل من حسام لتجده نائم ولكنها قامت بإيقاظه لينظر إلى الساعة و يتعجب ليتسائل ما سبب إيقاظها له في ذلك الوقت، لتجيب أمل قائلة:
-حسام أنا مش مرتاحة.
اعتدل حسام في جلسته لينظر إلى أمل و يجدها تبكي ليندهش و يحتضنها على الفور في محاولة منه لتهدئتها.
-أنتِ حلمتي بحاجة؟
اومأت أمل له ليربت على ظهرها قائلا بنبرة مطمئنة:
-أنا جمبك.
هدأت أمل قليلا لينظر لها حسام متسائلا:
-إيه الحلم اللي ضايقك؟
-حسام أنا خايفة عليك و كل أحلامي الفترة دِ عبارة عن الخطر اللي أنت فيه.
-أنت ظلمت علياء و لسة بتظلمها و متنساش ظلم أخوك ليها.
-أنا عارفة أنك غضبان عشانها سقطت البيبي ولكنها مكنتش مستوعبة اللي بيحصل حوليها فجأة اتجوزت أخوك و متنكرش هو كان بيعاملها ازاي.
-ما صدقت أنه مات و أنا أسفة إني بقول كدة ولكن البنت كانت متجوزاه غصب فمتتوقعش منها أنها تحبه بمعاملته دِ.
-يعني عايزة إيه يا أمل؟
-تحاول تصلح الأمور.
-ولو صلحتها؟ تفتكري هتنتهي العداوة اللي مابين العائلتين!
-أنا مش عايزة العداوة تنتهي، أنا عايزة الخطر اللي عليك يتشال ممكن في أي لحظة تلاقي قضية مرفوعة عليك، ممكن يحاولوا يقتلوك ممكن يعملوا أي حاجة أنا خايفة عليك يا حسام أنت ليه مش مستوعب ده أنا خايفة على بنتنا.
-خلينا نرجع بعيد عن هنا يا حسام أن.
شعر حسام بإنهيارها ليحتضنها مرة أخرى و هو يردف بجانب أذنها:
-أوعدك حاضر بس عشان خاطري متعيطيش.
ربت على كتفها حتى نامت ليظل حسام مستيقظا يفكر في حديثها و خوفها عليه ليشعر بالضيق؛ لأنه لا يحب أن يراها تبكي أمامه و الأسوأ أنه سبب تلك الدموع.
__________________________
كان الجميع يجلس على مائدة الطعام يتناولون فطورهم، لتردف نور و تقول و هي تنظر إلى أكمل:
-أنا قررت أرجع أعيش مع تيتة و ماما.
تعجبت نهلة لتقول:
-في حد ضايقك؟
-لا أنا بخير، ولكني فهمت إن ده مش مكاني من غير تيتة و ماما.
تركتهم نور لتنهض و تصعد لغرفتها لتنظر إلى أرجائها و جذبت تلك الحقيبة التي قامت بتحضيرها في الأمس؛ لأنها ظلت طيلة الليل تفكر في ذلك الأمر.
هبطت نور للأسفل بحقيبتها لينهض أكمل و يجذب الحقيبة منها قائلا:
-هوصلك.
غادر أكمل بعدما قبّل ابنه ليضع حقيبة نور بسيارته، ابتسمت نور لهم بحزن ليشعر الجميع بالحزن أيضا فهما قد اعتادوا عليها تركتهم نور و غادرت سريعا حتى لا تضعف لتستقل السيارة بجانب أكمل الذي قادها و خرج من الفيلا.
استندت نور برأسها على زجاج السيارة، ليشعر أكمل بالندم اتجاهها ربما كان قاسيا معها قليلا.
على الجهة الأخرى،،
كانت كنز تقود سيارتها بسرعة كبيرة و بجانبها أدم لتقف أمام مقر الشركة الخاص بهم.
-افردي وشك.
تركته كنز و غادرت فهي لا تريد افتعال شجار الآن، صعدت لمكتبها لتبدأ في العمل طيلة اليوم حتى دلف أدم لغرفتها دون الطرق لتغضب عليه بينما هو لم يعير لغضبها اهتمام ليقول:
-عايز أتكلم معاكِ النهاردة.
-حددي مكان و بلغيني.
تركها و غادر لتمسك ذلك الملف بيدها و تلقيه خلفه أرضًا، فهي على وشك قتل أدم لتصرفاته المتهورة في الفترة الأخيرة.
________________________
كانت تقف أمامه تنظر له باندهاش من إجابته و تتسائل بداخلها لما دلف لغرفة أبيها و ما كان الغرض منها!
ابتعدت كنز عنه عندما حاول الاقتراب منها ليقول و هو يرى رفضها له:
-لو كنت بخون ثقتك مكنتش قولتلك إني دخلت المكتب.
-أنا كنت هناك لسبب مش خيانتك صدقيني.
اقترب أكمل من كنز ليمسك يدها و يقبّلها، كانت كنز تنظر له و عيناها مغرورقة بالدموع ليحاوط وجنتيها بيده قائلا:
-أنا مستحيل أخون ثقتك يا كنز.
نظرت له في عينيه ليكمل حديثه:
-إياكِ تشكي فيا تاني لأني بحبك و اللي بيحب مش بيخون.
-اومال كنت هناك ليه؟
-كان نفسي لمرة أحس إني مش حرامي داخل يسرق و يمشي كان نفسي أخرج من الباب عادي زي كل الناس أو حتى الباب الخلفي مش زي كل مرة بلكونة و حسيت بحد ورايا و ملقتش حل غير أوضة والدك اللي مكنتش أعرف إيه هي أصلا.
-أنا يا كنز لو عايز حاجة كنت عملتها، أو كنت رميتك و اتخليت عنك من أول ما خدت اللي انا عايزه منك.
-بلاش تدخلي الشك ما بينا.
اومأت له كنز ليحتضنها أكمل و يقبّل رأسها و هو يشعر بالضيق، ليبدأ يمرر يده على جسدها قائلا بجانب أذنها:
-الحاجة الوحيدة اللي إياكِ تشكي فيها هي حبي.
اومأت له كنز و أغمضت عيناها و هي تحاول تخطي تلك الفكرة التي تسيطر عليها.
____________________________
دلف أكمل إلى المنزل مع نور لتتفاجيء أفنان و تحتضنه ليقبّل جبينها و يتسائل عن هدى:
-اومال فين تيتة؟
-بتصلي و جاية.
-تمام.
صعدت نور للأعلى دون أن تسلم على والدتها لتتعجب و تسأل أكمل عن الأمر:
-فهمت الحياة.
-أسفة يا أكمل.
-و لا يهمك يا عمتي.
-برضو مش عايزين تقولوا إيه السبب اللي جابكم هنا و تيتة اتطلقت من جدو.
أتت لهم هدى لترحب بأكمل و تحتضنه بينما هو قبّل يدها ليطرح السؤال مرة أخرى، هربت أفنان إلى المطبخ حتى لا تجيب بينما هدى نظرت له و هي ترى الإصرار بعينيه.
-و أنت فاكر أنك قد الحقيقة يا أكمل!
-قصدك إيه؟
-قصدي إن الحقيقة مش هتصيب غيرك يا أكمل، فبلاش خليك زي ما أنت.
زاد إصرار أكمل ليتسائل عن الأمر بإصرار ولكن هدى لم تريحه، فهي تعلم بأن الحقيقة ستصيب قلبه و تجرحه بشدة فهو أساس تلك المشكلة.
-نورت يا حبيبي ابقى كرر الزيارة.
اومأ لها أكمل ليستقل سيارته و يغادر و هو يتذكر حديث كنز عن ورد و علاء ليقرر مقابلتها و يخرج هاتفه ليتصل بها ولكنها لم تجيب لأنها كانت تعمل و مغلقة هاتفها حتى تستطيع إنهاء عملها قبل أخذ الإجازة.
أنهت كنز عملها لتجذب هاتفها و تجده يتصل بها لتتعجب لِمَا يتصل بها، أجابت كنز لتجده يقول:
-منتظرك قدام شركتك.
التفت كنز سريعا و هر ترى من زجاج مكتبها لتراه يهبط من سيارته و يشير لها لتتصدم و تنهض سريعا و هي تجذب متعلقاتها لتغادر و هي تهاتفه و تقول:
-أنت اتجننت عايز تعملي مشكلة؟
-حبيت ألف شوية بالعربية.
-هو أنت عشان معندكش شغلة و لا مشغلة.
استقلت كنز الدرجات و هبطت لأسفل ولكنها اصطدمت بأدم الذي حملها قبل أن تسقط، انتفضت كنز من مكانها لتبعده و تنظر لهاتفه لينظر أدم بتلقائية إلى هاتفها متسائلا:
-في حاجة؟
نفت كنز برأسها لتتركه و تغادر ولكنه مسك يدها قبل أن تغادر ليقول:
-هنتقابل النهاردة زي ما اتفقنا.
-طيب طيب، ممكن أشم هوا!
تركته كنز لتجري و تغادر الشركة لتتقدم من أكمل و تتنفس الصعداء.
-أنت مجنون؟ لو حد شافك هيبقى كويس.
-و يكتبوا في العنوان الأول، شاهد كلا من أكمل الصالح و كنز الهواري يعودان من جديد!
-عايز تعملي مصيبة!
-و أنتِ مخوفتيش لما جيتي لغاية بيتي لوحدك.
اقترب أكمل من كنز لتبتعد عنه ولكنه أحاطها بينه و بين السيارة لتشعر كنز بالارتباك ولكنها نظرت له لتقول:
-لو سمحت احترم نفسك كدة عيب و ميصحش.
رفعت سبابتها بوجهه ليبتسم أكمل و يقبّل سبابتها لتخفضه كنز على الفور و هي تبتلع لعابها بتوتر.
انتفضت كنز بين أحضان أكمل حينما استمعت لنداء أدم الغاضب خلفهم، لتنظر لأسفل بينما أكمل لم يلتفت ولكنه همس بأذنها قائلا:
-طول عمري مش بطيقه.
التفت أكمل لأدم ولكنه لم يستوعب تلك اللكمة التي تلقاها على الفور من أدم الغاضب ليختل توازنه و يسقط أرضًا، تقدمت منه كنز سريعا و هي تسنده قائلة:
-يادي النيلة.
-هو أنا اتضربت و لا متهيألي!
تقدم منهم أدم ليجذب أكمل من ياقة قميصه، فصرخت كنز على الأمن حتى يأتوا و يقوموا بوقف ذلك الشجار، فأكمل لم يظل ساكنًا قام بتسديد له بعض الضربات.
وقفت كنز بينهم لتصرخ بهم و تقول:
-بطلوا شغل عيال كل مرة تشوفوا فيها بعض.
-و هو يقربلك بتاع إيه؟
-أنت مالك غيران أوي كدة ليه؟
-أنا مش غيران ولكنها بنت عمي و مسؤولة مني و كمان أغير مغيرش ملكش فيه أنت مالك.
-مبقاش غير ابن عيلة الصالح يتكلم.
-عارف ده شغل إيه؟ شغل ستات و أنا مش فايق للشغل ده.
-أنا مضطر أتعامل مع بنت عمك عشان أختي غير كدة و لا كنت عبرتكم أنتوا عائلة تتعاشر أصلا.
تركتهم كنز و هي تستقل سيارتها قائلة:
-اولعوا بجاز و لا أنت عائلتك تتعاشر و لا أنتوا عائلة تتعاشر.
غادرت كنز و هي تتنفس الصعداء بأنها تخلصت من تلك الفوضى، نظر أكمل في أثرها بغضب ليترك أدم و يغادر هو الأخر ولكن أدم كان يشعر بأعلى درجات الغضب و يكاد أن يُصاب بجلطة أثر تلك النيران التي تأكل في قلبها نعم يحبها و يعترف بهذا لنفسه؛ فهو يحبها منذ الصغر ولكنه لم يبوح بهذا لها.
____________________________
كانوا يتناولون الطعام على المائدة، لتردف كوثر متسائلة:
-أنتِ عائلتك مش ناوية تزورنا!
توترت ليلى قليلا ولكنها رفعت رأسها لتجيب بنبرة ثابتة:
-عائلتي مبتحبش تبقى متواجدة في مكان مش مرغوبة فيه.
-و أنتِ مش طالعالهم ليه؟
نظرت ليلى لأحمد الذي تنهد و نظر لأمه ليردف:
-عشان ليلى بتفهم في الأصول و شارية جوزها و بيتها يا أمي.
تنهدت كوثر لتجذب هاتفها و لم تعيرهم اهتمام، ولكن أحمد مسك يد ليلى ليقبّلها بابتسامه حب لتبادله ليلى قائلة:
-ممكن أروح لعائلتي؟
-أكيد تحبي أوصلك؟
-ماشي شكرا يا حبيبي.
نظرت لهم كوثر لتتفحصهم من أسفل لأعلى، لتنهض و تغادر و تتركهم سويا ليحاول أحمد التخفيف على ليلى فهي تتعب كثيرا حينما تجلس مع أمه وحدهم ولكن ما باليد حيلة.
نهضا كلاهما ليغادروا المنزل و يقود سيارته نحو منزل عائلة الهواري ليودعها و يذهب إلى عمله.
ابتسمت له ليلى لتدلف إلى الداخل و تلقي التحية و تتسائل عن أخيها أدم.
-و أنا موحشتكيش؟
-ازاي يا ماما وحشاني أوي ولكن عايزة أسلم على أدم.
-في أوضته بيعمل تمارين.
صعدت ليلى للأعلى حيث غرفة أخيها ولكنها استمعت لشجارهُ مع كنز و صوتها المرتفع.
-أنت أخرة اللي بتعمله ده إيه؟
اغتاظت كنز حينما لم يجيب عليها لتصرخ عليه قائلة:
-اسمع يا أدم أنا مش طفلة عشان تفضل تحاسبني، و كمان أكمل كان صفحة و أنتهت من زمان اللي بينا فقط عشان أخته و عشان علاء أنا مستحيل أفكر فيه تاني.
-متحاولش تعمل فيها ابن العم الشهم يا أدم، خلينا زي ما كنا عشان العلاقة متبوظش أرجوك.
استمعوا لطرق على الباب لتردف كنز و تقول:
-مش دلوقتي.
نظر لها أدم و هو يصب عرقا أثر تمريناته الرياضية المنزلية لينهض من الأرض و يتقدم نحوها و جذب معصمها لتنظر له كنز ولكنه قاطعها بقوله:
-ليه عايزة تستفردي بيا!
-دماغك زبالة.
أبعدته عنها لتقول و هي ترفع سبابتها له:
-إياك تفكر إني هسيبك تتحكم فيا.
نظرت كنز لسبابتها لتتذكر قبّلة أكمل له لتخفضه على الفور و تغادر.
على الجهة الأخرى،،
كانت علياء تجلس بجانب حازم على مائدة الطعام؛ فهما الاثنان لم يتناولوا فطورهم.
-أنت زعلان مني؟
نظر لها حازم ليجدها تنظر أرضا بتوتر، ليجيب قائلا:
-و هزعل منك ليه!!! في حاجة؟
-تؤ، ولكن.
-ولكن؟
-خلاص مفيش حاجة.
اندهشت ليلى حينما رأت علياء لتصرخ بحماس و تحتضنها بقوة ليتعلق الأكل بحلقها لتبدأ في السعال ليتقدم حازم منها سريعا بالمياه.
-حازم بقالي كتير مشوفتكش.
ارتشفت علياء المياه لتشكر حازم الذي احتضن ليلى و تركهم ليغادر، لتقول علياء:
-عرفت أنك اتجوزتِ مبروك.
-الله يبارك فيكِ وحشاني أوي.
-بجد كنت مشتاقة لأيام زمان.
ظلا سويا يتحدثان عن أيام الماضي و يمزحوا قليلا حتى انضمت لهم كنز و التي رحبت بليلى كثيرا.
________________________
كانت ورد تستمع لما يقوله الدكتور الخاص بالمادة لتجد علاء جلس بجانبها و يردف بجانب أذنها:
-وحشتيني.
شعرت ورد قليلا بالضيق لتبتعد عنه قليلا، ليتعجب علاء من تصرفها لتنتهي تلك المحاضرة و يتسائل علاء عن الأمر:
-علاء لو سمحت ياريت تقدر أننا مش مرتبطين رسمي أنا بحس لما بكون معاك إني عاملة مصيبة كارثة.
-لما ببقى معاك ببقى خايفة.
شعر علاء بالإهانة لتصحح ورد قولها:
-أقصد ببقى خايفة لأني بعمل شيء غلط و ممكن عائلتي تعرف و ساعتها هندمر و حبنا هينتهي زي أكمل و كنز.
نهضت ورد و هي تلملم متعلقاتها لتغادر ولكنها توقفت حينما هتف باسمها، ليقول:
-تعرفي نجمعهم زي المرة اللي فاتت.
-مجابتش نتيجة، كان حلم ماشيين وراه.
-نحاول تاني يا ورد.
-صدقني مش صح، هيرفض أكتر.
-ممكن تساعديني المرة دِ بس.
تنهدت ورد لتقول بيأس:
-حاضر.
غادرت ورد لتعود إلى المنزل و تخبر أخيها بأنها تريد الذهاب معه كما كانوا يخرجوا في الماضي، فأكمل كان قريب جدا من ورد في الماضي و كان دوما يخرجوا سويا ليلبي أكمل طلبها، و على الجهة الاخرى أيضا طلب علاء من كنز الذهاب معه لمكانًا ما لتوافق و هي ترى تلك اللمعة الحزينة بعينيه.
أرسل كلا من ورد و علاء المكان الخاص بهما لكلا من كنز و أكمل، لترتدي كنز ثيابها و كذلك أكمل ليستقل كلا منهما سيارته و يتجه نحو المكان الذي قاموا بإرساله.
ليصل أكمل أولا و يستشيط غضبا حينما يراها معه ليصرخ عليها لتتقدم نحوه قائلة:
-ممكن تدينا فرصة؟
ليقول علاء هو الأخر:
-كنز جاية في الطريق.
نظر له أكمل و إلى ورد التي كانت تطلب منه برجاء أن يظل ليحلوا ذلك الأمر سويًا، ليلتفت أكمل حينما شعر بها خلفه ليراها و هي تتقدم نحوهم كملاك خجول لتندهش حينما تراه، ولكن زادت دهشتها حينما رأت تلك اللمعة التي لطالما ظل ينظر بها في الماضي لها هي فقط.
.
.
بقلم/سلسبيل كوبك.
.
يتبع::::::::::::::::::::::::::
____________________________

ضحايا المنتصف..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن