الفصل الرابع..

951 49 45
                                    

نكمل روايتنا(ضحايا المنتصف)بقلم سلسبيل كوبك.
الفصل ال٤..
__________________________
وجدوا كنز ملقية بأحد الأماكن المهجورة بعد أن تعرضت للضرب و أيضا لذلك الحادث.
سقطت فاطمة مغشيا عليها بعد أن رأتها و هي بتلك الحال، بينما ليلى صرخت بقوة فاحتضنها أدم الذي حزن على حال ابنة خاله.
تقدموا منها أفراد الإسعاف و كانوا يجهزوها ليضعوها على السرير الناقل، بينما هي أردفت أخر كلماتها بخفوت لم يسمعه سوى حازم:
-ع ا د ل.
تم نقل كنز للمشفى سريعا لأخذ الإجراءات اللازمة حيالُها، تم نقل فاطمة لأحد الغرف حتى تفيق.
كانت تبكي ليلى و حزينة على ما حدث لابنة خالها، أتى أحمد عندما علم بالخبر و ظل مع ليلى حتى تتجاوز ما حدث.
كان يجلس جلال يفكر بما يفعل، حتى رفع رأسه نحو ابنه شريف و أشار له أن يأتي و قبل أن يتحدث نهض حازم و ألقى بكلاماته و غادر سريعا:
-متزعلوش من اللي هيحصل في ابن الصالح.
جرى خلفه كلا من أدم و علاء، فحازم مندفع للغاية.
-يا ابني استنى هنا، نطمن على كنز و بعدها نتصرف.
توقف حازم و التف لهم ليتحدث بعصبية مفرطة:
-و استنى ليه و أنا عارف مين اللي عمل كدة!
تسائل علاء قائلا:
-و يا ترى عرفت منين؟ و لا هو مين أصلا؟
-مفيش غيره عادل الكلب.
نقل أدم بصره بينهما ثم تحدث قائلا:
-طب ايه اللي عرفك؟ عشان لو هو صدقني كلنا هنقلب الترابيزة عليهم.
-قبل ما تفقد وعيها ذكرت اسمه.
عند البقية،،
كانوا منتظرين أمام غرفة العمليات ليطمئنوا عليها، حتى خرج الطبيب و هجم الجميع عليه سوى كلا من سميرة و شريف.
تسائل جلال بنبرة قلقة على حال حفيدته:
-هي عاملة ايه طمني يا ابني؟
-متقلقش يا فندم هي بخير، و لكن هتفضل تحت الرعاية لفترة الحادثة أثرت عليها بشكل كبير.
دلفت ليلى لـ فاطمة التي بدأت تستيقظ للتو و تسائلت عن كنز، فأجابت ليلى:
-هي بخير و الدكتور خرج من العمليات و طمنا.
-بجد يا ليلى؟
ابتسمت ليلى لها و احتضنتها، فنهضت فاطمة لترى كنز فهي بمثابة ابنة لها.
كان يتحدث جلال بالهاتف بانزعاج و صوت مرتفع:
-أنتم ازاي تسيبوني و تمشوا كدة!؟ مش عارفين إني ممكن احتاجكم.
جذب حازم الهاتف من أدم و تحدث هو إلى جده:
-احنا رايحين نجيب حق كنز، حتى لو فيها موتي.
أغلق حازم الهاتف و ألقاه بجانبه بإهمال، تحدث علاء بهدوء:
-ممكن نهديء التسرع مش هيساعدنا، و كمان احنا تلاتة رايحين بيت كامل بالحراس هنعمل إيه!!!
تحدث أدم قائلا:
-تهديد يا علاء عشان يعرف أن اللعبة ابتدت.
توقف حازم أمام منزل عائلة الصالح و هبط من السيارة كالأخرين، أوقفهم حارسين متسائلين عن سبب تواجدهم.
-عايزين عادل الصالح.
غادر الحارس ليبلغ عادل الذي كان يتناول عشاؤه مع عائلته بالإضافة إلى أكمل و ابنه الذي قرر عدم الرحيل بتلك الفترة حتى لا يشكون به بالرغم من براءته.
استغرب عادل من تواجد أفراد عائلة الهواري و سمح لهم بالدخول.
-لو كنت فاكر أننا مش هنجيبك تبقى غلطان.
نهضت ورد سريعا و هي قلقة من منظر حازم الذي يحمل بيده سلاحا و كذلك سندس.
أردف باسل بهدوء موجها حديثه لأفراد عائلته:
-كله يطلع فوق، خدوا أسر معاكم يا ورد.
ظل كلا من باسل و عادل و أكمل الذي نهض متسائلا عن الأمر، فدفعه أدم بقوة و لكمه بوجهه.
غضب أكمل و كاد أن يضربه و لكن أوقفه صوت جده المليء بالحزم و الحدة، نظر لهم أكمل بغضب شديد و حاول تمالك نفسه بقوة و لكنه لم يستطع و اقترب من أدم ليضربه مرةً أخرى، فك كلا من علاء و حازم الشجار و وقف أكمل بجانب أبيه.
نظر لهم حازم و أردف قائلا:
-كنز تقوم بالسلامة و ساعتها صدقني مش هرحمك.
انفعل عادل و تقدم من حازم مشيرا له بسبابته:
-روح شوف مين اللي عمل كدة فيها بعيد عني و عن عائلتي احنا لما بنيجي نتعامل بنتعامل مع رجالة مش حتة بنت لا راحت و لا جت.
-شوف مين اللي رماك علينا و حاسبه.
همس علاء بجانب أذن حازم لتهدئة الأمور:
-حازم تعالى نرجع دلوقتي نطمن على كنز.
تعالى رنين هاتف أدم فاجأب سريعا:
-أدم كنز خرجت من العمليات.
-تمام يا ليلى، احنا جايين في السكة.
-حازم يلا نمشي دلوقتي كنز خرجت.
أشار حازم محذرا لعادل:
-صدقني مش هسيبك.
غادروا ثلاثتهم، بينما أكمل اقترب من أبيه متسائلا:
-انت السبب؟
انفعل عادل على ابنه قائلا:
-لا طبعا.
غادر عادل، بينما أكمل نظر لباسل بتحذير و تركه و غادر.
_
-خليكِ في حالك بقى.
نظرت لها صديقتها مردفة:
-هو أنا روحت قولت في وشه بحبك.
عقدت حاجبيها و توقفت أمامها قائلة:
-لو عليكِ تروحي تقوليله اتجوزني.
-على أساس هو بقى بيحبني.
-يخربيت برأتك، يا بت اتهدي باين عليكِ أنك واقعة و بتحبيه.
صمتت صديقتها و هي تعطيها ظهرها لتذهب نحو مدرجها فاغتاظت منها صديقتها و ذهبت هي الأخرى لمحاضرتها.
كادت أن تدخل حتى وجدته يستعد هو الأخر للدخول.
-اتفضلِ.
لم تجيب عليه فهي كانت منشغلة بعيناه و لكنها انتبهت سريعا و أرفت:
-شكرا يا دكتور.
دلفت للداخل و هو خلفها ليبدأ في شرح مادته و هو يتفحصها من حين لأخر فكم تبدو هادئة و جميلة.
انتهت المحاضرة و كادت أن تغادر و لكنها استمعت لندائه فعادت له مرة أخرى، بينما هو انتظر خروج الجميع و لكنه ظل البعض داخل المدرج.
-مستنيكِ في مكتبي بعد ربع ساعة.
غادر المدرج بوقاره المعتاد و لحقته و هي تشعر باضطراب نبضات قلبها.
-رايحة فين؟
ابتسمت و التفتت لصديقتها مردفة بحماس:
-طلبني في مكتبه يا علياء.
لوت علياء فمها بسخرية و أردفت:
-مبسوطة كدة ليه!!! و كمان بتحبيه على إيه!
تركتها و غادرت نحو مكتبه و هي ترتب خصلات شعرها و ثيابها و طرقت الباب ليسمح لها بالدلوف.
-قربي.
-حضرتك طلبتني.
-متوترة ليه؟
نظرت له عندما شعرت به على مقربة منها فتراجعت للخلف و لكنه أمسك يدها.
-قلقانة ليه!
ارتجفت و شعرت بالقلق منه قليلا:
-مش قلقانة، بس ممكن تسيب ايدي لأنه ميصحش.
-حاضر يا ستي، ممكن اتكلم كلمتين بقى؟
-اتفضل.
ابتعدت عنه و سحبت يدها بعيدا عنه بابتسامه متوترة.
-أنا عايزك، تبقي معايا و جمبي في كل لحظة.
-أنا معجب بيكِ.
صمت لبرهة ثم أردف بقلق و هو يلتقطها بين يديه:
-أنتِ كويسة!!!!!!!!!
_
تركته و غادرت لا تعلم إلى أين ستذهب و أين هي و لكنها لم تبالي.
وصلت للطريق الرئيسي بعد الكثير من المشي و التعب و التفكير الذي أرهق عقلها و سبّب لها صداعًا يؤلمها.
جلست كنز على الطريق و هي تحيط رأسها بيدها فتشعر بأنها على وشك الانفجار.
أخرجت كنز هاتفها و اتصلت بـِ حازم الذي أجاب سريعا لأن القلق كاد أن يفتك رأسه.
-أنتِ فين؟ كنت هكلم البوليس، أنتِ كويسة؟
أردفت كنز قائلة:
-احجزلي تذكرة لألمانيا بعد يومين.
تساءل حازم عن الأمر و لكنها لم تجيب و أغلقت هاتفها و استقلت إحدى سيارات الأجرة لتعاود الديار و وجدت علاء يجلس بالحديقة يتحدث إلى إحدهن بالهاتف.
-كنز!
أغلق علاء سريعا و نهض ليرى معالم الارهاق بادية على وجهها فتساءل عن الأمر.
-أنا كويسة.
-طب كنتِ فين؟
-كان عندي شغل.
رأها أدم الذي كان يقف بشرفته و هبط لها سريعا.
-كنتِ فين ده كله؟ عملك حاجة!!
-مين ده؟
-مفيش يا علاء، تعالي معايا.
جذبها أدم للداخل و صعد للأعلى حيث غرفتها و ظل واقفا بالخارج و تحدث لها.
-حصل إيه؟
تحدثت كنز قائلة كلماتها لتنهي الحديث:
-كنت بتمشى شوية يا أدم، و لو حصلت حاجة كنت بلغتك.
أغلقت الباب و دلفت لغرفتها لتجلس على سريرها تجهز حقيبتها، ثم أبدلت ثيابها لتغفو و تستقيظ على صوت طرقات على باب غرفتها.
صاحت بصوت مرتفع:
-مين؟
-جميلة يا هانم، الفطار جاهز.
-انزلي يا جميلة جاية وراكِ.
نهضت كنز و هي تشعر بصداع يكاد يفتك برأسها و لكنها تحاملت و دلفت للمرحاض ثم أبدلت ثيابها لتهبط لأسفل و تجد الجميع يفطر سوى علاء الذي ذهب لجامعته، و ليلى التي ذهبت مع خطيبها.
-صباح الخير.
جلست لتشرع في تناول طعامها و لكن قاطعها حازم الذي أردف قائلا:
-التذاكر حجزتها، ممكن تبلغيني ليه بقى؟
قبل أن تتحدث تساءل جلال عن الأمر:
-في إيه؟ و سفر إيه اللي بتتكلم عنه!؟
أجابت كنز على سؤاله مردفة:
-ناوية أسافر ألمانيا لفترة، هشتري أرض و ابني عليها فرع جديد من شركات بابا ده كان حلمه قبل ما يتوفى.
أردفت فاطمة بقلق:
-أيوه هتقعدي قد إيه؟ يوم يومين!
صمتت كنز لبرهة ثم أردفت قائلة:
-لا، شهر شهرين ممكن توصل لسنة أو استقر هناك.
صاح جلال بانفعال قائلا:
-و أنتِ مين اللي اداكِ الحق أنك تأخدي القرار ده لوحدك.
-مش هتتحركي من هنا فاهمة.
نهضت كنز لتتحدث هي الأخرى بانفعال:
-لا أنا مش محبوسة و من حقي إني أسافر وقت ما أنا عايزة شغلك و ماشي مظبوط مطلوب مني إيه تاني!!!!
غادرت كنز نحو الخارج و لكنها توقفت حينما استمعت لحديث جدها الحازم:
-لو سافرتي يا كنز، يبقى أخر يوم تشوفي فيه جدك.
غادر جلال و أيضا كنز التي غضبت بشدة.
بينما سميرة كانت تبتسم بفرحة تحاول أن تخفيها و لكنها فشلت، ظهر على وجه شريف الإنزعاج و نهض ليغادر.
بينما وجههت فاطمة حديثها نحو كلا من حازم و أدم الذي لم يتفوه بحرف منذ أن جلس.
-حاولوا تقنعوها، كنز عايزة تسيب البيت هنا ليه؟
_
دلف الدكتور لها ليفحصها كان جبينها مليء بالكدمات و يدها اليسرى جُبِست و أعصاب قدميها ضعيفة لقد تعرضت للضرب المبرح بالإضافة إلى الحادثة التي يبدو أنها كانت عن عمد.
فتحت عيناها بضعف شديد ثم أغمضتها مرة أخرى فالضوء قوي.
-كنز هانم حضرتك سمعاني!؟
لم تجيب فقط هزت رأسها مرة بصمت، فعاد الطبيب سؤالها:
-طب ممكن تفتحي عينك؟
حاولت تلك المرة أن تفتح عيناها و استطاعت، فتحدث لها:
-حضرتك حاسة بإيه؟
لم تجيب، نظر لها الطبيب بأسف و فحصها ثم غادر بعد أن بلغ الممرضة ببعض التعليمات.
-دكتور دكتور طمني على بنتي.
-اتفضلِ معايا على المكتب.
بكت ليلى بجانب خطيبها أحمد الذي دلف خلف فاطمة التي أرادت أن تعلم ما مر بابنتها.
-خير يا دكتور، طمنا.
-الحالة الجسمانية طبعا شايفين حالتها بسبب الحادثة و الضرب اللي اتعرضت ليه و بلغنا البوليس و هيحققوا معاكم، و هي دلوقتي فاقت و أرجح أنها فقدت النطق أثر الصدمة ممكن الضرب المبرح ده أثر اعتداء عليها حد حاول يتعرضلها و هي قاومته.
تسائلت فاطمة بقلق:
-يعني إيه!! بنتي مش هتتكلم تاني!
ابتسم الطبيب مطمئنا لهم قائلا:
-لا هي مجرد مرحلة و هترجع تاني تتكلم و لكن الآن هيبقى صعب أخذ أقوالها.
-مش مهم ننتظر..
-ده أسلم حل يا أستاذ أحمد، معالجتها أهم بكتير دلوقتي.
-أكيد، شكرا يا دكتور زياد.
ألقى أحمد السلام و خرج مع فاطمة للخارج، و ذهبت فاطمة لتطمئن على كنز.
احتضنت فاطمة كنز التي كانت صامته هادئة لا تتحدث و تنظر إلى اللاشيء.
-الدكتور قالك إيه يا أحمد؟
-هتبقى كويسة إن شاء الله يا ليلى و لكنها من الصدمة هتلتزم الصمت لفترة مؤقتة، يلا ادخلِ ليها و أنا هبلغ جلال بيه.
دلفت ليلى لغرفة كنز التي نظرت لها ثم عادت بنظرها لتلك النقطة من جديد.
-كنز مين اللي عمل فيكِ كدة!
لم تتحدث لم تظهر أي تعابير على وجهها فقط أغمضت عيناها و هي تتدكر أحداث ذلك اليوم.
كانت تقود سيارتها تتحدث على الهاتف مع أدم الذي يحاول أن يجعلها تتراجع عن قرارها بعدما أقنعت جدها و وافق على مضض.
-يا أدم أنا قولت مش هستقر خلاص هناك هشتري الأرض و ابنيها و أرجع.
-كنز أنتِ بتضحكِ عليا و لا على نفسك!
-اقفل دلوقتي يا أدم هكلمك لما أوصل المطار.
أغلقت الهاتف و قادت نحو المطار و كادت أن تسافر، ولكنها تراجعت لتعود مرة أخرى إلى سيارتها و تبلغهم بأنها ألغت السفر لتستقل سيارتها و تعود، و لكنها وجدت سيارتين تطاردها فأسرعت و هي تحاول تفادي إحدى السيارات حتى اصطدمت بشجرة كبيرة أدى إلى اصطدامها هي الأخرى بقوة فقدت الوعي.
-كنز كنز.
حاولت ليلى إيقاظها و لكنها وجدتها نائمة، فتركوها و غادروا الغرفة لكي تنال قسطا من الراحة فيبدو أنها متعبة للغاية.
-إيه الأخبار؟
-مش بترد علينا يا جدو.
ألقت ليلى نفسها بأحضان جدها و هي تبكي و حزينة على ابنة خالها.
-هتبقى بخير يا حبيبتي اهدأي.
-إيه يا فاطمة اقدر ادخلها؟
-لا يا حاج نامت.
هز رأسه بتفهم و ظلوا أمام غرفتها حتى استيقظت مساءا و قد أتى كلا من حازم و أدم بينما علاء كان لديه مذاكرة فظل بالمنزل.
-ها يا دكتور طمنا عليها؟
-زي ما بلغت أستاذ أحمد هي تعرضت لصدمة فبالتالي مش هتقدر تتكلم لفترة ده اللي باين عندي فمش قدامنا حل غير أننا ننتظر.
-طب ينفع احنا نتكلم معاها؟
-أكيد طبعا و ده أفضل ليها.
-خلاص يا أدم سيب الدكتور نازل فيه أسئلة.
-مش بطمن على بنت خالي.
دلف كلا من حازم و أدم إلى كنز التي نظرت لهم، فأردف حازم قائلا:
-أنا عارف أنه مش وقته و لكن لازم يا كنز، عادل هو اللي عمل كدة صح؟
لم تجيب و لم تتغير تعابير وجهها، فتساءل حازم عن الأمر مجددا.
-خلاص يا حازم سيبها دلوقتي أكيد تعبانة و أكيد مش حابة حقها يضيع، صح يا كنز؟
صداع اجتاحها فأغمضت عيناها دلالة على نهاية النقاش، دلف البقية ليطمئنوا عليها ثم غادروا إلى منزلهم و غفت كنز التي كانت تتألم من الألم الذي يغزو جسدها أثر الضربات التي أخذتها.
في منتصف الليل،،
كانت كنز نائمة حتى شعرت بيدا تحاول خنقها بوسادة حاولت الصراخ عدة مرات و لكن صوتها لا يخرج حاولت المقاومة و لكنها كانت تتألم، حتى دلفت إحدى الممرضات التي كانت تمر على الغرف فصرخت.
_
تجمع الناس حول حادث كنز و كادوا أن يطلبوا الإسعاف لولا تدخل هؤلاء الذين كانوا يطاردوها.
-كنز هانم، لازم ننقلها للمستشفى.
تساءل أحد الواقفين:
-أنتوا مين!
-حرس كنز هانم و لازم ننقلها المستشفى.
تم نقل كنز لإحدى سيارات المطاردين و غادروا سريعا قبل أن يشك بهم أحد.
_
تقدم منها ذلك الشخص الذي حاول قتل كنز و أمسك الممرضة قبل أن تهرب و عرض عليها فلوس كثيرة حتى وافقت و غادر ذلك الشخص الخفي.
تقدمت الممرضة لتفحص نبضات كنز التي نظرت لها بغضب فهي قد باعت ضميرها من أجل بضعة أموال.
غادرت الممرضة و لم تستطع كنز النوم سوى الصباح.
في الصباح الباكر،،
استيقظ عادل و نهض من على سريره لكي يذهب للمرحاض و لكنه توقف عندما استمع لنداء زوجته و حديثها:
-أنت فعلا اللي اتعرضت لبنت الهواري يا عادل؟
أغمض عادل عينه ثم عاود فتحهما مرة أخرى و نظر لنهلة زوجته قائلا:
-يوم ما أتعامل مع عائلة الهواري هتعامل مع رجالة يا نهلة، قومي شوفي الفطار جهز و لا لا عشان أنا عايز أروح شركتي بدري.
دلف للمرحاض بينما هي كانت قلقة بسبب الارتباك الذي حل على عينيه و لكنها نهضت و فعلت كما أخبرها فقابلتها عزة قائلة:
-إيه اللي مصحي الهانم بدري كدة!؟
-قدر و نصيب بقى، أخوكِ عايز يروح شركته بدري.
-يا حرام!
-مش فايقالك يا عزة ابعدي.
استيقظ أكمل على صوت ابنه الذي يحاول أن يوقظه منذ فترة ليست طويلة.
-خير يا أسر؟
-قوم معايا أنت نايم بقالك كتير و أنا عايز أخرج أنا نازل مصر عشان ألعب واتفسح، هو أنا مش ابنك حقي عليك تخرجني و تفسحني.
-مش فايق يا أسر روح قول لعمتك ورد.
-لا أنا مش بحب حد هنا خالص كلهم وحشين.
-إلا كنز.
انتبه أكمل لاسم كنز و اعتدل في جلسته و جعل ابنه يجلس أمامه ليردف قائلا:
-أنت قولت إيه؟
-كنز هي اللي عاملتني حلو من ساعة ما جيت.
-بجد!
-اه يا بابا، هي طيبة و جميلة و بتحب الأطفال.
-طب ما مايا كانت طيبة و جميلة و بتحبك.
حزن أسر عندما تذكر أمه التي لم يرأها كثيرا لأنها توفت في صغره.
-أنا عايز أخرج يا بابا.
-هخرجك بس بشرط.
-قول.
-إياك تجيب سيرة كنز دِ تاني و بالذات في البيت ده فاهم.
-ليه؟
-عشان كنز إنسانة وحشة و مش بتحب الخير لحد و بتحب نفسها و مصلحتها و ممكن تكون عايزة تخطفك عشان في عداوة بينا و بين عائلتها فهي عايزة تنتقم.
صمت أسر قليلا يفكر في كلام أبيه و اومأ له بالموافقة على حديثه.
-ماشي يا بابا، بس يلا نخرج.
هبط أكمل مع ابنه لأسفل و لكنه اصطدم بـِ سندس ابنة عمته.
-أكمل.
-أخبارك يا سندس؟
-بخير، رايحين فين؟
أردف أسر قائلا:
-نتفسح، يلا يا بابا عشان منتأخرش.
استأذن أكمل من سندس و غادر المنزل مع ابنه.
________________________
بمكان أخر،،،
استيقظت كنز في الصباح التالي وجدت فاطمة تجلس بجانبها، فاطمئنت قليلا و دلف الطبيب ليفحصها و حاول التحدث معها ولكنها مازالت على تلك الحالة.
ظلت كنز بالمشفى لشهرين مازالت تلتزم صمتها ولكن على ما يبدو جروحها الجسدية تعافت.
-كدة تقدري تخرجي، ولكن هتابعي مع أخصائية نفسية.
تسائل أدم عن الأمر قائلا:
-و لو تابعت مع أخصائية نفسية هتتعالج يا دكتور؟
-إن شاء الله.
عادت كنز لمنزلها مع كلا من فاطمة و أدم و ليلى، وجدت في استقبالها البقية سلمت عليهم و صعدت لغرفتها لترتاح قليلا.
في المساء،،
كانت تبدل ثيابها لتهبط لأسفل و تشارك عائلتها في الطعام، كادت أن تخرج حتى وجدته يدلف من الشرفة و يقف أمامها شعرت بالقلق و تراجعت للخلف و هي تسأله بعيناها عن سبب تواجده.
.
.
بقلم/سلسبيل كوبك.
.
يتبع:::::::::::::::::::
_____________________

ضحايا المنتصف..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن