الفصل التاسع..

859 41 86
                                    

نكمل روايتنا(ضحايا المنتصف)بقلم سلسبيل كوبك..
الفصل ال٩..
__________________________
كانت تقف ليلى أمام المرآة لتعدل خصلات شعرها و ذهبت لتجلس بجانب زوجها أحمد الذي قبّلها بحب، ليحتضنها فتتحدث هي قائلة:
-هنرجع امتى؟
-زهقتي مني؟
-لا طبعا، ولكني حابة اطمن عليهم.
-كلها يومين و نرجع.
-ماشي.
صمتت لفترة حتى تحدث أحمد قائلا:
-عايزة تقولي إيه؟
-مفيش.
-قولي يا ليلى مفيش بينا حساسية في التعامل.
-أنا عايزة أشوف مامتك.
أغمض أحمد عيناه ثم نهض ليتقدم من السرير و يستعد للنوم مردفا:
-ابقي اقفلي التلفزيون.
استلقى أحمد على السرير ليغمض عينه متذكرا أخر لقاء مع أمه:
-يعني إيه عايز تتجوز بنت الهواري!!
-يعني بحب ليلى و عايز اتجوزها.
-أنت ناسي احنا نقرب لعائلة مين!!
-و فيها إيه أننا نقرب لعائلة الصالح، العلاقة مش قوية يعني.
-و كمان أنا بحبها يعني هتجوزها.
-إيه شغل العيال ده!!!
-مش هسمحلك تتجوزها طول ما أنا عايشة.
-أنا أسف ولكني فعلا هتجوزها و اتقدمت ليها أصلا.
-أنت مجنون يا أحمد.
-لا بحب ليلى.
-أنت قاصد تعصبني ليلى مين دِ اللي تبصلها أصلا في أحلى منها كتير.
-ولكن قلبي اختار ليلى.
-سيبك من الكلام ده، انساها هتقدر تنساها في يومين.
-كنتِ قدرتي تنسي بابا حتى بعد ما مات بعشر سنين.
نظرت له كوثر بحدة، فهو يلعب على الوتر الحساس الخاص بها لتردف قائلة:
-لو اتجوزت البنت دِ يا أحمد يبقى انسى إني أمك.
-ليلى بريئة و مش هسمح لعداوة ملناش دخل فيها تأثر على علاقتنا، أنا أسف يا أمي.
كاد أن يصعد لغرفته لتهتف أمه بصراخ:
-من النهاردة مش هتدخل البيت ده إلا لما تعقل يا أحمد.
أغمض أحمد عيناه و التقط مفتاح سيارته ليغادر المنزل، لقد اختار ليلى فهما ليس لهم علاقة بتلك العداوة التي بين العائلتين، لِمَا سيتنازل عن سعادته و محبوبته لأجل عائلة!
تقدمت ليلى من أحمد لتنام بجواره و تتحدث بخفوت:
-عايزة أتكلم معاه.
-نامي يا ليلى عشان متعصبش عليكِ.
-عايزة أفهم سر كرهها ليا أوي كدة.
غضب أحمد ليهتف بصوت مرتفع غاضب:
-مش عايز كلام في الموضوع ده يا ليلى خلص الكلام.
أغمض عيناه لينام، بينما هي أخذت تبكي بصمت و أعطته ظهرها حتى لا يشعر ببكائها.
_______________________
كانت تجلس كنز بجانب أمير و علياء و يتحدثان سويا، ولكنها مازالت تتذكر همسه باعترافه لها لتغمض عيناها بخجل حتى لا تراه كيف ينظر لها منتظرا إجابة منها فهي قد تركته و جرت لخارج الأتوبيس خجلا و ذهولا مما حدث.
-مالك يا كنز؟
-مالي يا علياء!
-مش على بعضك.
-مفيش.
-طيب يا ستي، المهم مقولتيش ليا هتقولي لعمو عمر على اللي حصل ليكِ.
-الولد هرب و معتقدش أن بابا هيلاقيه فهيضايق و هيمنعني اطلع رحلات تاني فمش هقوله.
صمتت علياء، لتضع رأسها على كتف كنز مستمتعة بأخر ليلة في الرحلة.
رأته يتجه بعيدا عنهم لتنهض و تنفض ثيابها من التراب لتردف:
-هتمشى شوية.
لتذهب خلفه حتى انعدمت الرؤية، فكان الجو مظلما للغاية لم تكن تسمع سوى صوت البحر و أمواجه.
لتحاول أن تخرج هاتفها و تنيره، حتى وجدته يسحبها من خصرها ليهمس بجانب أذنها:
-مفيش داعي من النور.
لتغلق الكشاف و تنظر له و هي مرتبكة ليردف:
-غريبة!
-إيه؟
-مسمعتش إجابتك.
-مش دلوقتي.
-اشمعنا؟
-عشان.
-عشان؟
-عشان.
-عشان؟
-هتفضل تردد كل كلمة هقولها!!
-حاسس أن في نبرة عالية كدة!
نظرت له بتوتر و اندهاش مصطنع:
-مين!!! أنا يا دكتور هو أنا أقدر!!!
هبط أكمل لمستوى وجه كنز لتختلط أنفاسهم سويا، لتغمض كنز عيناها مستمتعة بتلك اللحظة حتى لمحت أمامها صورة أبيها.
ماذا سيفعل حينما يعرف بأن ابنته خانته؟ و ليس مع شخص غريب بل مع ابن أكبر عدو له؟، بالتأكيد سيغضب لربما يفقد ثقته بها؛ لتحاول أن تبتعد عنه و لكنه كان يتمسك بها.
-مالك؟
-بابا.
-ماله؟
-هيزعل.
-من إيه؟
-لو أنا قبلت بعلاقتنا.
ابتسم أكمل ليردف قائلا:
-بتتقلي ليه طيب! طب ما أنا عارف أنك بتحبيني.
لتندهش كنز و تحاول الهروب من أمامه، فهي مرتبكة للغاية و تخجل منه.
ضحك أكمل على كنز التي أصبحت تتنفس بقوة و اضطراب و تحاول أن تبتعد ولكن دون جدوى، فهو يتمسك بها بقوة حتى لا تذهب بعيدا عنه.
قبّلها أكمل عدة مرات لتبتعد عنه كنز على الفور و تجري إلى خيمتها و تغلق عليها جيدا، و تجلس منكمشة على نفسها تفكر بما يحدث لها و حبها لذلك العدو.
كانت تأخذ غرفتها ذهابا و إيابا و هي تنتظر تلك المكالمة من حبيبها علاء، فهو منذ يومان لم يخاطبها قلقت عليه كثيرا.
تعالى رنين هاتفها لتلتقطه بلهفة و شوق و تجيب على حبيبها:
-علاء، عامل إيه وحشتني طمني عليك حد عملك حاجة؟
-متقلقيش يا ورد أنا كويس، المهم أكمل ضربك أو أذاكِ؟
-لا مكلمنيش من ساعتها أنا خايفة يا علاء.
-خايفة من إيه؟
-يفرقونا عن بعض.
-ولو حصل إيه يا ورد مش هسيبك، أنا معاكِ لحد ما أموت و لو موتنا هو الطريق عشان نبقى مع بعض.
-بعد الشر.
-أنا بحبك يا علاء، متسبنيش.
كاد أن يتحدث، ولكن كان أكمل قد جذب الهاتف من علاء ليتحدث بقوة و غضب:
-ما تبطل سفالة يا ابن الهواري عشان ماجيش دلوقتي و بطلقة واحدة أخلص عليك قدام عائلتك كلها.
-أنتوا إيه حيوانات!!! أحنا بنحب بعض ذنبنا إيه بعداوتكم؟
-روح اسأل أبوك، ولو قربت من ورد هقتلك صدقني متخلنيش أنفذ كلامي.
أغلق أكمل الهاتف ليرميه أرضا و يكسره، و يقترب من ورد يجذبها من شعرها لتبكي و تتألم.
-بتغفلينا كلنا يا بنت الصالح!
-مكنش بإيدي، حبيته.
-شوفي أخرة الحب هيعمل فيكِ إيه، حبك مرفوض في البيت ده يا ورد.
غادر أكمل الغرفة، لتدلف نهلة إلى الغرفة بعد أن استمعت لما حدث و أغلقت الباب لتحتضن ابنتها التي انهارت باكية.
-اهدأي عشان نعرف نتكلم.
على الجهة الأخرى،،
استطاع أكمل أن يأتي برقم كنز ليهاتفها و هو يريد أن ينفث غضبه، لتجيب كنز بعد دقيقة:
-ألو.
-أنتِ ازاي تسمحي للحيوان اللي عندك يكلم أختي تاني، مش قفلنا الموضوع ده؟
أغمضت كنز عيناها و تحدثت ببرود استفز أكمل:
-مين؟ لأن الرقم مش متسجل.
-وحياة أمك!
ضحكت كنز ليسمع أكمل ضحكاتها و يغتاظ كثيرا، ودّ لو يقتلع رأسها الآن أو يقطع لسانها.
لتردف قائلة:
-خلاص عرفتك من طريقتك الرخيصة اللي بتتكلم بيها.
صمت أكمل قليلا يعلم بأنها تحاول أن تجرحه مثلما جرح أنوثتها من قبل، ليتحدث بهدوء مفاجيء لم تستغربه كنز:
-هنتقابل بكرة في كافيه الجامعة هننهي كل حاجة، لأني لو عرفت أن ابن عمك حاول يكلمها تاني هقتله وسط بيتكم.
أغلقت كنز الهاتف بوجهه، لتلقي به على السرير و هي تضع رأسها بين يدها تفكر كثيرا بتلك المصائب التي تحدث لها و لعائلتها كيف يمكن حلهما جميعا.
دلف أدم لغرفة كنز دون أن يطرق الباب، لتستعجب كنز و تتساءل عن الأمر:
-في إيه يا أدم!
-حازم.
-ماله؟
-بيجهز خطة عشان يقضي على ابن الصالح.
وضعت يدها على جبينها لتغمض عيناها و تردف قائلة:
-امتى؟
-احتمال كبير الليلة، في شخص واقف قدام بيت الصالح منتظر خروجه في أي وقت.
انفعلت كنز قائلة:
-هو أنا هلاقيها منين و لا منين!
نهضت لتبدل ثيابها في المرحاض و هي تفكر كيف ستوقف تخطيط حازم، فهي تعرف حازم كثيرا يكره أكمل بل أنه يبغضه و يودّ لو أن يموت.
غادرت كنز غرفتها لتجد حازم يستعد للخروج، فرأها و تساءل عن الأمر:
-راحة فين في ساعة زي دِ؟
-هتمشى، تيجي؟
-لا عندي مشوار مهم.
-غريبة! في الوقت ده يا حازم.
-اه في الوقت ده.
تركها حازم ليغادر المنزل، بينما كنز نظرت لأدم الذي كان يختبيء و هبطا سويا؛ لتتفاجيء كنز بتواجد شريف في مكتب جدها لتدلف للداخل.
-بتعمل إيه؟
رفع شريف رأسه لكنز، ليردف قائلا:
-بشتغل.
-في الوقت ده!
-أيوه.
-أعتقد دِ أوضة جدو.
-و أنتِ مالك؟ مبقاش غير اللي زيك يتكلموا.
-بابا.
-طبعا أدم بيه هيدافع عن واحدة زي دِ.
كاد أدم أن يتحدث ولكن كنز أوقفته بإشارة يدها، لتتحدث قائلة:
-لينا كلام تاني يا عمي بس بعدين.
-يلا يا أدم.
غادرت كنز لتستقل سيارتها مع أدم الذي جلب سلاحه حتى يدافع عن نفسه و عن كنز.
قادت كنز سيارتها نحو منزل الصالح، لتنظر إلى الظلام الحالك بسخرية؛ لأنه أثناء الليل تظهر النوايا المختبئة بداخل نفوس جميع البشر إن كانت خير أو شر، الأغلبية شر لأنه يفعل ما يريد بالظلام الحالك ظنا منه لن يراه أحد.
عادت إلى منزلها لتجد أبيها بإنتظارها لم ينام لتذهب له و تقبّله، ليردف قائلا:
-اتأخرتِ.
-زي ما قولتلك في التليفون الأتوبيس اتعطل فقررنا نخيم ليلة كمان.
-انبسطتِ؟
-اه.
-اطلعِ ارتاحي دلوقتي و نكمل كلامنا بكرة.
صعدت كنز للأعلى و أغلقت الباب خلفها لتتقدم من السرير تستلقى عليه لتتذكر أكمل، ظلت طوال الليل تفكر كيف ستبقى معه دون أن تخون ثقة عائلتها حتى غفت من كثرة التفكير.
عاد أكمل إلى منزله ليجد أبيه في انتظاره يتحدث بغضب:
-وصلي اللي حصل، خير إيه اللي جنابك عملته ده؟
جلس أكمل أمام أبيه ليضع قدما فوق الأخرى مردفا:
-عملت إيه؟
-أنقذت بنت الهواري.
اندهش أكمل باصطناع ليردف قائلا:
-ازاي؟
غضب منه عادل لينهض و يتحدث بغضب عارم:
-بطل شغل الاستعباط ده، أنت عارف كويس بتكلم على إيه؟
-اطلع على أوضتك.
-بص حواليك و هتعرف أنك في أوضتي.
نظر عادل حوله ليجد نفسه داخل غرفة أكمل بالفعل ليغادر الغرفة سريعا و هو غاضب للغاية من أكمل.
ليغلق أكمل الباب و يدلف ليأخذ حماما دافيء، يفكر كيف سيبعد علاء عن أخته ورد لا يمكن أن يثق به و لا أن يثق بحب أخته لها فهي مازالت صغيرة في نظره لا تعلم أين مصلحتها تنجرف خلف مشاعر مؤذية و مؤلمة.
ليضرب الحائط بقبضة يده عندما تخيل ورد بأحضان ذلك المدعو علاء لابد و أنه يحاول أن يؤذيها ليؤذي بها العائلة بأكملها.
أنهى أكمل ثيابه ليجلس أمام مرآته يجفف شعره، شعر بالحر الشديد أثر نيرانه التي تحيط قلبه بسبب حب أخته الخاطيء.
قرر أن يهبط ليتمشى قليلا لعله يهديء.
كانت تجلس بجانب صديقتها علياء لتجده قادم عليها و هو غاضب فارتبكت.
-ماله دكتور أكمل؟
-وحياتك لو هعرف هقولك أنا معرفش.
-شباب.
التفت الجميع له بانتباه، ليتحدث أكمل مردفا:
-في ورق عملته ليكم، اللي محتاجه يبعت كنز ليا تأخده.
غادر أكمل هو يعلم بأنها ستأتي له بعد إلحاح الطلبة عليها، فلأول مرة يكتب أكمل ملخصات لمادته لطلابه.
لتذهب له بالفعل كنز بعد ضغط شديد من زملائها، لتطرق الباب و يبتسم هو و يسمح للطارق بالدخول.
-لو سمحت فين الملخصات؟
لتتفاجيء به يجذبها و يغلق الباب من خلفها، لتنظر له بصدمة و تنظر إلى الباب، لتحاول التحلي بالشجاعة و تردف قائلة:
-أنت عايز إيه بالظبط؟
-أنتِ عارفة بالظبط أنا عايز إيه، بتتجاهليني ليه؟ ولا بتحاولي تتقلي على دكتورك!
-أنا مبتقلش على حد، أنت اللي بتطلب شيء مستحيل.
-وهو المستحيل اتخلق ليه؟ مش عشان نحققه.
-فيلسوف أوي.
-شكرا.
-عايزة أخرج.
-كنز أنا بدأت اتعصب، بتتجاهليني ليه؟
-لو مش عايزة نرتبط خلاص قولي بدل اللف و الدوران ده.
ابتعد عنها أكمل ليعطيها ظهره، فيعم الصمت لبرهة حتى تقدمت كنز منه و هي تنظر أرضا بتوتر ملحوظ لتردف قائلة:
-أنا خايفة.
-من إيه؟
-عائلتي و عائلتك.
التفت أكمل لها، و تحدث مردفا:
-طالما بتحبيني يبقى ترمي كل حاجة ورا ضهرك و تفكري فينا.
صمتت كنز لفترة و كادت أن تتحدث حتى قاطعها أكمل و هو يضع سبابته على فمها ليقول بعدها:
-قبل ما تعرفي أنه في عداوة بين العائلتين، مش كنتِ بتحبيني؟
-انسي أن في عداوة بين العائلتين و خليكِ معايا.
-ولكن أنا بخون ثقة بابا.
-و أنا بحبك.
شعرت كنز بالتشوش حتى قادتها قدميها لتتوسط أحضان أكمل الذي ابتسم و قبّل رأسها بحب، ولكنها ابتعدت برأسها قليلا لتتساءل قائلة:
-مش هتسبني؟
-و هو في حد يبقى القمر في إيده و يسيبه!
ابتسمت كنز بخجل لتخبيء وجهها.
أغمضت عيناها و هي تقف أمام أكمل الذي تفاجيء من الموقف، كان في طريقه للعودة إلى منزله حتى وجد ليزر أحمر مصوب اتجاهه و كنز التي جرت نحوه حتى توقفت أمامه كجدار حماية له.
ليظهر حازم الغاضب و هو ممسك بسلاحه، لتردف كنز قائلة:
-بلاش مشاكل يا حازم.
-بتدافعي عنه لسة!!!
-حازم اهدأ احنا مش جايين نتخانق هنا.
-أنت اللي قولتلها يا أدم!
نظر أكمل لهم بملل ليردف قائلا:
-هنخلص من الليلة دِ امتى؟
تقدم حازم عدة خطوات من كنز التي تنظر له بتحذير، بالطبع ليس خوفا على أكمل بل على عائلتها بأكملها لا تريد أن يكرر الماضي نفسه ليتسجن حازم و تخسر ابن عمها من أجل عداوة كتلك.
-أنتِ اللي اخترتي يا كنز.
ليوجه سلاحه نحو كنز التي تفاجأت من ردة فعله، بينما أدم حاول التحدث إلى حازم الذي يتحدى كنز بعيناه و بالفعل أطلق الرصاصة.
ليجذب أكمل كنز أرضا على الفور حتى لا تُصيبها الطلقة، لتسقط كنز و هي تتآوه فالأرض صلبة ليأتي أدم على الفور يساعدها لكي تنهض.
نهض أكمل و هو ينفض الغبار من على ثيابه، ليتحدث حازم بغضب:
-شكله موتك مش النهاردة يا ابن الصالح و لكن الأكيد أنه على إيدي.
-روح طمن ماما عليك يا حمادة عشان ماما بتقلق عليك.
ليزداد حازم غضبا و يمسكه أدم و يجذبه معه ليغادر و يؤمر رجالته بالانسحاب.
تقدمت كنز من أكمل و هي تتفحص يدها على ما يبدو لقد أُصيبت بجرح بسيط.
-هتسافر امتى؟
ليرفع أكمل حاجبيه و هو يتساءل:
-للدرجة دِ وجودي مضايقك غريبة عندك دم و بتحسي!
-و الله ما هرد عليك، لأنك ماتستحق أصلا.
ضحك أكمل ليستفز كنز و تقدم من سيارته مردفا:
-تبقى قاعد في أمان الله تلاقي عائلة الهواري فوق رأسك و تعكر مزاجك، طول عمركم عيلة نكدية.
-خد ابنك و امشي يا أكمل عشان اللي جاي مش حلو، و بالذات على عائلتك.
لتستقل سيارتها و تغادر دون أن تتفوه بأي كلمة أخرى.
________________
كانت تبكي و هي تتحدث مع علاء، فعلى ما يبدو ليس هناك طريقة لبقاء حبهم، لتردف قائلة:
-أنا خايفة.
-طول ما أنا معاكِ متخافيش يا ورد.
-مش هتسبني؟
-مستحيل.
صعدت ورد للشرفة و هي تحاول أن تهديء قلبها، ليتحدث علاء قائلا:
-أوعدك هنكون لبعض، المهم أنتِ بتحبيني؟
-بحبك.
-خلاص يا حبيبتي نامي دلوقتي.
لتغلق ورد مع علاء و تنظر لأخيها الذي عاد للتو و نظر لها، عرف بما تمر به من حالتها و أنها كانت تتحدث مع ذلك المدعو علاء؛ ليغضب عندما يعلم بما يريد فعله.
صعد أكمل للأعلى ليصطدم بسندس التي كانت تهبط للأسفل تروي عطشها.
-أكمل.
-إيه يا سندس؟
-مبقناش نشوفك خالص في البيت، أنت مش جاي عشانا و لا إيه؟
-و الله كان نفسي مجيش خالص.
-ليه بس كدة!!
-عايزة إيه يا سندس؟
-مش عايزة بدردش معاك شوية.
-مش عايز.
صعد أكمل لغرفته ليجد أسر بإنتظاره وهو غاضب ليردف متسائلا عن حاله:
-إيه يا أسر؟
-أنت ناسي أنك خلفت ابن، أنا بدأت أشك أنك أبويا من ساعة ما رجعت مبقتش مركز معايا.
تنهد أكمل ليقترب من أسر و يحتضنه مردفا:
-أسف يا عم أسر هعمل كام حاجة و نرجع تاني و مش هبقى فاضي لغيرك يا جميل.
-بابا مفكرتش تتجوز؟
-و أتجوز ليه!
-يعني واحدة ترعاني و ترعاك.
-لا مفكرتش و مش بفكر، كلهم نكديين.
ضحك أسر و استعدا كلاهما للنوم، ليغمض أكمل عيناه و يغفو.
انتفض أكمل عندما اقتحمت كنز غرفة مكتبه، و تقدمت منه مردفة:
-أنا ممكن أستحمل أي حاجة إلا الكدب يا أكمل.
استغرب أكمل نبرة كنز التي تميل للبكاء أكثر، ليتقدم منها و هو يتساءل عن الأمر:
-و أنا كدبت عليكِ في إيه؟
-إبه اللي بينك و بين سارة؟
-سارة مين؟
-الدكتورة سارة، قال في واحد ظريف سألها مرتبطة يا دكتورة قالت أه و لمحت عليك.
رفع أكمل حاجبيه لكنز و كاد أن يتحدث حتى قاطعته كنز قائلة:
-طيب يا أكمل أنا هوريك.
لتغادر الغرفة و هي تغلق الباب خلفها بعنف، لحسن حظها لم يكن أحد بالطرقة ليشك بها و بعلاقتها بدكتور أكمل.
ضحك أكمل بقوة حتى أدمعت عيناه و سعل، ليردف قائلا:
-مجنونة.
_______________________
كانت تبكي بقوة و تصرخ قائلة:
-حرام عليكوا عايزين مني إيه؟
ليتقدم منها ذلك الظالم يجذبها من شعرها و يقربها منه ليردف بغضب:
-عايزة تمشي من هنا عشان ترجعي لحبيب القلب بعينك بعينك فاهمة.
-للدرجة دِ أخويا مش فارق.
ليضربها بقوة ببطنها، لتسقط أرضا و هي تبكي و تغمض عيناها من كثرة الضغط التي تمر به.
-حسام!
لتتقدم منه زوجته و تجذبه بعيدا عن الفتاة، و تتحدث قائلة:
-أنت اتجننت!!! هتفضل تعمل كدة فيها و في نفسك عايز تتعبنا كلنا ليه!!!
-أنت إيه مش بتحس!؟ أخوك مات فوق هي من حقها تعيش بعيد عننا.
نفى برأسه بقوة مردفا:
-مش هسيبها يا أمل فاهمة مش هسيبها.
-أنتِ عارفة أخويا كان بيحبها ازاي.
-و هي محبتهوش أفهم بقى.
-لا يا أمل أنا قولت كلمة.
ليصعد ذلك المريض النفسي للأعلى و هو يشعر بالغضب يريد ضربها بقوة، كيف تريد العودة و تبعد عن أخيه بعد وفاته.
لتقف على بُعد منه ابنته الخائفة منه، لينظر لها و يشير لها بأن تقترب؛ لتتقدم منه بخوف و قلق  فيحتضنها أبيها بقوة، و هو يبكي على فقدان أخيه لتواسيه ابنته الصغيرة و تربت على ظهره و تردف قائلة:
-مامي قالت أن عمو في مكان أحسن بكتير من هنا، و أن ربنا رحمه من عذابه.
اومأ حسام برأسها و قبّل رأسها، ليردف قائلا بعد أن تماسك قليلا:
-روحي لمامي يلا يا شذى.
اومأت له ابنته شذى و قبّلته لتجري للأسفل حيث والدتها تساعد زوجة أخو حسام.
.
.
.
يتبع:::::::::::::::::::::
_____________________________

ضحايا المنتصف..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن