نكمل روايتنا(ضحايا المنتصف)بقلم سلسبيل كوبك..
الفصل ال١٦..
__________________________
هبطت كنز من سيارتها و هي تمسك ثوبها الأبيض بيدها لتتقدم إلى ذلك المكتب و تجده بداخله يقف ببذلته رمادية اللون بقميص أبيض، بدأت في التقدم نحوه بينما هو كان مندهشا و هو يرى جمالها الزائد اليوم فهي تبدو كعروس بل بالفعل أنها اليوم عروس و ستصبح زوجته بذلك اليوم الذي لن ينساه أبدا.
توقفت أمامه و هي تنظر أرضا بخجل فاليوم زفافها و يسيطر عليها التوتر و الخجل لترجع خصلة للخلف و هي تبتسم بارتباك ظاهر.
رفع رأسها له ليبتسم و هو يردف قائلا:
-بسم الله ما شاء الله.
أحاط وجهها بين كفيه ليقبّل رأسها بابتسامه تزين ثغره توحي بأنه امتلك العالم بيده، لينظر للمأذون قائلا:
-ممكن نبدأ؟
-استنوا.
استمعوا جميعا لصوت أحدهم معترض، ليلتفت الجميع و يجد علياء و هي تحاول أن تلتقط أنفاسها و تتقدم من كنز قائلة:
-كنتِ هتتجوزي من غيري.
لتضربها بقوة على ظهرها لتتألم كنز قائلة:
-آه!!
جذبت علياء كنز لأحضانها و هي تردف في محاولة منها ألا تبكي:
-بسم الله ما شاء الله قمر يا كنز.
لتدمع عيني كنز و هي تنظر لصديقتها علياء التي ظلت معها بجميع سنوات حياتها، ابتسمت كنز و هي تنظر لأكمل الذي كان يشعر بالضجر فهو يريد أن يتزوجها الآن قبل ان تمر دقيقة أخرى، لينظر إلى علياء حينما وجهت حديثها له قائلة:
-تحطها في عينك دِ نور عيني دِ.
اومأ لها أكمل و هو يحاول ألا يقتلها الآن، لتمسك علياء يد كنز التي بدأت ترتجف حينما بدأوا في الإجراءات ليقول المأذون:
-وكيلك؟
صمتت كنز ليقول أكمل:
-هي بالغة و أعتقد القانون موديها رخصة الزواج بنفسها و أن تصبح وكيلة لنفسها طالما لا يوجد وكيل لها.
نظر لها المأذون ليبدأ في كتابة البيانات اللازمة، لتشبك كنز يدها بيد أكمل الذي ابتسم لها بحب ليرددا خلف المأذون كما يقول و يعلنهم زوج و زوجة.
-بالرفاء و البنين.
نهض أكمل ليحتضن كنز بقوة كادت أن تكسر عظامها، قبّل أكمل وجنتها بابتسامه قائلا:
-حاسس و كأني امتلكت الدنيا في ايدي.
ابتعد أكمل ليحيي أصدقائه الذين أتوا ليعملوا معه الواجب؛ لأنه ساعدهم عدة مرات من قبل غادروا لتظل علياء مع كنز طوال اليوم بينما أكمل كان يشعر بالضيق و الضجر.
-طيب يلا أوصلكم.
نهضت كنز و معها علياء لتتساءل كنز:
-هنروح؟
-أنتِ شايفة إيه؟ مش صاحبتك قرفتنا طول اليوم.
ضحكت علياء بسماجة أمام أكمل الذي استشاط غضبا ليجذب يد كنز و ذهب لتجري خلفهم علياء التي أصبحت تهتف باسم كنز ليقف أكمل و هو كاد أن يفتك بها و قبل أن يتحدث قاطعته كنز لتقول:
-خلاص حصل خير، ممكن نروح بقى؟
نظر أكمل لعلياء التي مسكت بيد كنز، ليذهب أكمل إلى السيارة و هو يلعن علياء بداخله.
جلست كنز بجانبه و صعدت علياء بالخلف، ليمسك أكمل يد كنز و يبدأ في القيادة نحو منزل علياء.
-باي.
-باي يا كنز.
ابتسمت كنز لعلياء صديقتها بامتنان على تواجدها معها طيلة اليوم، لتقول علياء و هي تدلف لمنزلها:
-متسبهاش يمسكها يا فوزية.
ضحكت كنز كثيرا و هي تنظر لتعابير وجه أكمل الغاضبة، قاد أكمل السيارة بأقصى سرعة مبتعدا عن منزل علياء.
-تحبي تروحي في حتة؟
-عادي مش فارقة، بس المهم لازم أوصل البيت الساعة ١٠.
اومأ أكمل برأسه ليقف بسيارته في إحدى الأماكن و هبط ليفتح الباب لكنز التي هبطت ببطء و هي تنظر له بابتسامه قائلة:
-هنعمل إيه؟
رفع كتفيه لأعلى قائلا:
-هنتمشى.
خلع أكمل معطف بذلته ليمسك بيد كنز و يبدأوا في السير سويا، لتبتسم كنز من حين لأخر كلما تذكرت ما حدث ظلا صامتين حتى قاطعه أكمل بقوله:
-مبسوطة؟
-خايفة.
توقف أكمل ليتساءل قائلا:
-خايفة! غريبة من إيه؟
-منك.
شعر أكمل بالغرابة أكثر ليقف و ينظر لها متساءلا:
-ليه يا حبيبتي؟
تقدمت كنز من أكمل و هي تعدل ياقة قميصه قائلة:
-إن كل اللي أنا عايشاه معاك حلم هينتهي بمجرد ما أصحى و مش هيبقى ليه أثر غير الذكريات.
جذبها له بحركة واحدة قاطعا تلك المسافة التي بينهما ليهمس بجانب أذنها:
-فعلا أنتِ عايشة في حلم بس في أحلام بتدوم يا كنز، و فيها إيه لو صنعنا ذكريات جميلة افتكرناها سوا في يوم من الأيام.
احتضنها لتلتف يدها حول عنقه و تغمض عينيها تستمتع بذلك العناق، ليعودا سويا إلى السيارة و يبديء أكمل رأيه في ثوبها قائلا:
-و كأنه صنع خصيصا ليكِ.
-ماما اشترته ليا من فترة، عجبك؟
-أكيد.
ابتسمت له بامتنان لتستقل السيارة معه و يقودها، ليقف على بُعد بسيط من منزلها لتقول و هي تودعه:
-أشوفك قريب.
جذبها له ليقبّل وجنتها بابتسامه قائلا:
-خلي بالك من نفسك.
ضحكت و هي تهبط من سيارته و تغادر، لتتركه يندم على عدم قتل علياء و أخذها لمنزلهم الخاص بهم لكي يبوح بمدى حبه لها.
دلفت كنز لمنزلها و هي تدعو ألا تقابل أحد ليبدأ في سؤالها، تقدمت للداخل و صعدت لغرفتها لتفتح الباب و تجد أبيها يغفو بداخلها لتدلف إلى المرحاض و هي تحاول نزع ثوبها حتى لا يستيقظ و يرأها هكذا أبدلت ثيابها و خرجت لكي توقظه قائلة:
-بابا!
فتح عينيه ليرى أمامه ابنته، فنهض ليتساءل:
-أنتِ جيتي امتى؟
-من شوية ولكني شوفتك نايم محبتش اصحيك.
اومأ عمر ليربت على كتفها و يتركها ليذهب إلى غرفته، بينما هي استلقت على السرير بإبتسامة تزين ثغرها تدل على مدى فرحتها لتغمض عينيها و تفتحهم مرة أخرى في الصباح لتنهض بملامح جادة على عكس تلك الفتاة التي كانت عليها منذ ثمانٍ سنوات.
أبدلت ثيابها و هبطت لأسفل بابتسامه بسيطة لتجلس على مائدة الطعام قائلة:
-صباح الخير.
ابتسم لها الجميع لينهض علاء قائلا:
-توصليني في طريقك؟
وافقت كنز لتنهض و هي تقبّل جدها و تغادر مع علاء الذي طلب منها القيادة لتوافق و تستقل بجانبه.
-كنت عايز أطلب طلب.
-خير؟ انا قولت طلبك ده مش من فراغ.
ضحك علاء ليردف قائلا:
-بكرة في حفلة في الجامعة عندنا حابب تيجي معايا.
لتتساءل كنز قائلة بابتسامه:
-و هي فين حبيبة القلب؟
توتر علاء لتردف كنز قائلة:
-فاكر إني مش عارفة أنكم لسة بتتقابلوا.
التزم علاء الصمت لتردف كنز تقول:
-تمام معنديش مانع.
ابتسم علاء لها ليقف أمام جامعته و يهبط من سيارتها، لتهبط هي الأخرى و تستقل مكان القيادة لتذهب نحو مقر شركتها بعد أن ودعته قائلة:
-خلي بالك.
على الجهة الأخرى،،
كانت تجلس ورد متوترة قليلا حتى دلفت لغرفتها أمها قائلة:
-ما يلا يا ورد ننزل.
-روحوا أنتوا يا ماما.
-ده مجرد تعارف يا ورد.
-ماشي يا ماما بعدين.
هبطت نهلة لأسفل و هي تقول:
-ورد تعبانة شوية مش هتروح، يلا بينا.
ذهبوا جميعا و تركوا كلا من ورد و نور و أكمل الذي كان يجلس بغرفته وحده، فأسر تركه ليذهب مع جدته و سندس فهم ذاهبون للقاء بعريس مناسب لسندس مع عائلته.
طرقت نور على باب غرفته ليسمح للطارق بالدلوف لتدلف نور و هي تنظر أرضا قائلة:
-ممكن أفهم واخد مني موقف ليه؟
أعتدل أكمل في جلسته ليردف:
-ومين قال إني واخد موقف!
-انا بقول كدة.
رفع كتفيه للأعلى قائلا:
-مفيش حاجة يا نور اتفضلِ على أوضتك.
شعرت نور بالغيظ لتذهب و تدلف بعدها ورد لغرفة أخيها الذي نظر إلى هاتفه ما أن دلفت ابتسمت ورد لتقول:
-أكمل.
-نعم؟
-ممكن أطلب طلب؟
-أتفضلِ.
-ممكن تيجي معايا بكرة لمكان.
-مكان إيه؟
-الجامعة.
-خير عملتِ مصيبة؟
-لا بس عايزاك معايا بكرة.
اومأ أكمل لتتحمس ورد و تذهب له تحتضنه قائلة:
-شكرا يا أحلى أخ في الدنيا.
ابتسم أكمل بخفوت ليقول و هو يحتضنها:
-خلي بالك من نفسك يا ورد.
اومأت له ورد لتذهب سريعا لتخبر علاء الذي ابتسم لموافقة أخيها، فهما سيحاولان حل الأمور بالغد سويا.
دلف أدم لمكتب كنز قائلا:
-ممكن أفهم مأخدتيش راحة يومين ليه؟
-أنا كويسة، كفاية تضييع وقت.
-تمام.
غادر أدم و هو يشعر بالغضب لتتنهد كنز و ترجع رأسها للخلف لفترة و هي تريح رأسها من كثرة الأفكار التي تتزاحم بداخل عقلها.
_______________________
أتى الصباح على جميع أبطالنا، ولكن اليوم مميز لكلا من علاء و ورد فهما يحاولون أخذ خطوة بحياتهم لا يمكنهم الوقوف مكبلين الأيدي.
دلف علاء لغرفة كنز بعد أن طرق الباب عدة مرات ولكنها لم تستجيب.
-كنز يا كنز قومي كنز.
فتحت عينيها لترى علاء أمامها و تصرخ بقوة و هي تحاول تدارك الموقف، فماذا يفعل ذلك الأحمق بغرفتها؟
-أنت بتعمل إيه هنا؟
-بصحيكِ.
-الساعة كام؟
-ستة الصبح.
جذبت كنز الوسادة لتلقيها على وجه علاء الذي تراجع للخلف قائلا:
-إيه!
-مصحيني من ستة أعمل إيه!
-ده كدة مش هنلحق، و كمان البنات بتأخد وقت.
نهضت كنز و هي تلعن علاء بداخلها لتطرده خارج غرفتها و تذهب للمرحاض لتغسل وجهها النائم، ذهب علاء لغرفته و هو يختار ثياب شبابية دون التقيد ببذلة.
أنهت كنز ثيابها و هي تضع عقد أبيها القديم و الذي يتكون من فص لؤلؤ صغير يزين عنقها، ألتفتت كنز حولها و هي ترى كم يبدو الثوب عليها فكانت ترتدي فستان طويل يتميز بفتحة قدم باللون الأحمر.
خرجت كنز من غرفتها و هي تهبط لأسفل لتجد كلا من أدم و حازم قد استيقظوا للتو، لتجد أدم ينظر لها و إلى قدمها البارزة ليردف:
-هتروحي كدة!
لم تعيره كنز انتباه لتتقدم من علاء الذي نظر لأدم بتوتر قائلا:
-ما الفستان حلو أهو يا أدم مش لازم تعقدها.
هز أدم رأسه ببطء و هدوء مريب لكنز.
-صباح الخير يا ولاد.
التفت الجميع لسميرة التي تهبط على الدرج و تتقدم منهم قائلة:
-رايحين فين؟
-حفلة و هأخد كنز معايا.
نظرت سميرة للساعة قائلة:
-حفلة دلوقتي!
-في الجامعة يا عمتو.
اومأت سميرة لهم لتجلس بجانب حازم قائلة:
-ماله اللي جمبك ده؟
-متضايق.
-ما أنا عارفة و واخدة بالي برضو ماله يعني إيه اللي ضايقه؟
رفع حازم كتفيه لأعلى دلالة على عدم معرفته للسبب، تركهم كلا من علاء و كنز التي كانت مترددة من قرارها هذا ولكن لتفتح مجالا للحديث مع علاء فيما يخص ورد.
وصل علاء إلى جامعته لتهبط كنز و هي تنظر حولها، بالفعل كان البعض يعملون على الحفلة و تزيينها لتردف كنز:
- جبتنا بدري ليه بقى؟
-عشان نستمتع بكل لحظة.
دلفت معه كنز و هي تشعر بالملل فقد مرت ساعة و لم يبدأوا بعد، لتجد علاء يتجه إلى الباب الرئيسي.
دلف أكمل مع أخته و حينما رأى علاء جذبها مرة أخرى ليغادر ذلك المكان مرددا:
-أنا غلطان إني سمعت كلامك.
تمسكت ورد بثياب أخيها لتردف:
-يا أكمل أنا جايباك عشان الحفلة صدقني.
نظرت ورد لعلاء الذي ذهب إلى سيارته و كأنه نسي شيء حتى يسمح لورد تقنع أخيها الذي قال:
-لو حصلت حاجة ضايقتني هأخدك و أروح.
اومأت له ورد و هي تجذبه للداخل ولكن وقعت عيناه على كنز التي كانت تبحث عن علاء بعينيها ولكنها لم تجده لتشعر بالضيق و تحاول مهاتفته ولكنه لا يجيب.
لتبدأ الحفلة و علاء مازال غائبا لتغضب كنز و كادت أن تغادر ولكن أعترض طريقها شابين ليردف الأول:
-طارق صاحب علاء.
-أهلا و سهلا حد شاف علاء لو سمحت؟
-أه هنا.
ليشاور الأخر بسبابته خلف إحدى المباني، لتشعر كنز بالريبة و تبتسم مجاملة لتبتعد عنهم ولكن هتف باسمها ذلك المدعو طارق فهو يعرفها:
-مش تيجي تشوفي علاء؟
حاولت كنز التماسك لترجع للخلف حتى اصطدمت بصدر أكمل العريض لتغمض عيناها و هي تلعن ذاتها فهي قد تعرفت عليه من رائحة البرفيوم الخاصة به فهو لم يغيريها منذ ثمانِ سنوات.
-مش هتيجي بقى؟
كاد طارق أن يمسك بيدها و يجذبها نحوه حتى سبقته يد أكمل الذي ابتسم بهدوء قائلا:
-خير في حاجة با برنس؟
-بنوجب مع أخت صاحبنا عندك مانع.
لينظر صديق طارق إلى ورد قائلا:
-إيه يا ورد جايبلنا حارس شخصي معاكِ؟
توترت ورد لتميل على أكمل قائلة بهمس سمعته كنز:
-أهو ده النوع اللي فاكر نفسه مشتري الجامعة دِ.
-خير مين الشبح؟
-الشبح لولا الظروف كان زمانه بيدرس للست الوالدة في الجامعة دِ.
-أنت بتغلط فيا؟
ليحاول طارق أن يضرب أكمل ولكنه تفادى تلك الضربة بسهولة ليفاجئه صديقه بسلاح أبيض يضعه بجانبه كتهديد له.
نظر أكمل لكنز قائلا بلهجة أمر:
-خدي ورد و أخرجي.
لم تتحرك كنز بل كانت تراقب موضع السلاح لتتقدم من أكمل و تشتت انتباه المسلح ولكن طارق كاد أن يجذبها له حتى مسك أكمل يدها بقوة، ليردف طارق قائلا:
-أبقى أشتمني بعد كدة يا خفيف.
ليضربه صديقه بقوة في بطنه فيقع أرضا و هو مازال ممسكا بيد كنز التي هتفت باسم الأمن و علاء حتى أتوا، ليهرب كلا من طارق و صديقه هبطت ورد لمستوى أخيها و هي تتفحصه بينما كنز أردفت قائلة:
-مكنش في داعي للشجاعة دِ!
نهض أكمل بمساعدة أخته ليتقدم من كنز قائلا:
-لو غيرك كان في المكان ده كنت هساعدها.
رفعت كنز كتفيها لأعلى قائلة:
-عمتا شكرا و متحاولش تعمل فيها چنتل مان قدامي تاني.
غادرت كنز الجامعة و خلفها كلا من أكمل و ورد، لتشهق كنز عندما لا تجد سيارتها و علاء ليس هنا الآن تقدمت ورد منها قائلة:
-تيجي نوصلك؟
-شكرا، هأخد تاكسي.
تقدم أكمل من كنز ليحملها على كتفه قائلا لورد:
-العنيد تعملي فيه إيه يا ورد، تشيليه و ترميه في العربية كدة.
لينهي حديثه و هو يغلق الباب على كنز التي شهقت و بدأت في الضرب على الزجاج، استقل كلاهما السيارة لتغضب عليه كنز قائلة:
-أنت مين أداك الحق تشيلني و ترميني كدة!
التفت لها أكمل قائلا:
-تحبي تنزلي تركبي تاكسي بفستانك ده! و اللي يسوى و اللي ميسواش يتفرج!
-و أنا هلاقي اللي ميسواش فين و أنت موجود!
تفاجأت ورد كثيرا لتضحك و هي ترسل لعلاء قائلة برسالة مضمونها"لقد تم الأمر".
قاد أكمل السيارة بأقصى سرعة له قائلا:
-أحلى حاجة يا ورد أنك تعملي اللي في دماغك.
-و الأحلى أنك متناقشيش الحمار ليه هو حمار.
أوقف أكمل السيارة لتصطدم كنز بمقعده قائلة:
-اهو الحمار مبيعرفش يسوق.
ليبتسم أكمل بخبث قائلا:
-تحبي تنزلي تسلمي على جدك.
شهقت كنز و هي تجلس أسفل مقعدها قائلة:
-أمشي أحسن ما يبقى يومي و يومك أسود.
كان جلال قرر الذهاب للشركة الذي يمتلكها حازم ليرى بعض الأمور فيها، ليردف سائقه:
-دِ عربية أكمل بيه.
-عدي اليوم من غير مشاكل.
تراجع أكمل للخلف ليترك للسائق مساحة حتى يغادر، و أكمل قيادته و هو يبتسم لتنهض كنز تجلس بمقعدها مرة أخرى قائلة:
-المشكلة الأكبر يا ورد إن الحمار مفكر نفسه ذكي ميعرفش أنه حمار.
نظرت ورد لأكمل أخيها الذي ابتسم بهدوء قائلا:
-يا العيب فيكم يا في عيونكم.
ألتزمت كنز الصمت و توقف أكمل بعد قليل عن القيادة ليقف في ذات المكان الذي كانا يتقابلان فيه في الماضي قبل خلافتهم، لتهبط كنز من السيارة و هي توجه حديثها لورد قائلة:
-أبقي قولي لعلاء إني مش هعدي الأمر بالساهل.
غادرت كنز ليقود أكمل سيارته نحو منزلهم قائلا قبل أن يهبطا منها:
-الهبل اللي حصل مش هيتكرر تاني، و الولدين دول تقوليلي أساميهم و أنا هظبطهم.
اومأت له ورد لتغادر سريعا السيارة و تصعد للأعلى حيث غرفتها و أغلقت الباب حتى لا يسألها أحد عما حدث.
على الجهة الأخرى،،
دلفت كنز للمنزل لترى علاء يجلس مع ليلى و يضحكان سويا، لتجري عليه و هي تخلع حذائها العالي و تلقيه عليه ليصرخ كلا من ليلى و علاء ليهرب علاء على الفور و خلفه كنز التي قد قررت قتله اليوم.
ليصرخ علاء قائلا:
-ألحقوني من بنت المجانين دِ.
-أنت لسة شوفت جنان يا ابن شريف!
صعد علاء لغرفة أدم و حاول إغلاق الباب ولكنه فشل لأن كنز قد دفعت الباب، وقف علاء خلف أدم الذي خرج من المرحاض للتو لتجده كنز عاري الصدر فتشهق بقوة و هي تضع يدها على عينيها، ليجذب أدم قميصه و يرتديه قائلا:
-فين المشكلة؟
-اللي وراك سبني و خلع في الحفلة.
لينظر أدم إلى علاء بحدة قائلا:
-أنت بجد سبتها و مشيت؟
بعد علاء عن أدم و هو يلعن ذاته و يلعنه معه بداخله، تقدمت كنز من علاء الذي صرخ و دفعها ليهرب سريعا من الغرفة، ولكنه قد دفعها على أدم الذي تلقاها بين يده بينما كنز لم تضع الأمر برأسها لتقف تفكر كيف تنتقم منه.
لتجد أدم يجذبها له وهو يركز على عينيها، ليميل على وجهها و هو يقبّل وجنتها لتتفاجيء كنز فلأول مرة أدم يكون على تلك المقربة منها.
.
.
بقلم/سلسبيل كوبك.
.
يتبع::::::::::::::::::::::::::
__________________________
ما تتفاعل يا عم هو أنا كلامي مبيتسمعش ليه:🤡
أنت تقرأ
ضحايا المنتصف..
عاطفيةاستدارت مستجيبة لِـندائه، فَزادت من قبضتها على حقيبة السفر و هي تنظر له يسير تجاهها. لم يجرؤ أحدهم على الحديث التزموا الصمت، و كأن لسانه لُجِم. فعقدت حاجبيها و هي تلتف؛ لتذهب و تجر حقيبتها خلفها، ولكنها توقفت مرة أخرى عندما أردف بكلمته الوحيدة: -متم...