نكمل روايتنا(ضحايا المنتصف)بقلم سلسبيل كوبك.
الفصل ال١٥..
_________________________
كان يجلس أمامها يبكي بقوة و هو يردف قائلا:
-أرجوكي يا أمي.
-أنا بحب ليلى.
نظرت له كوثر بإرهاق و قلق كادت أن تتحدث حتى استمعت لطرق الباب فقامت بإزالة دموع ابنها الوحيد، ليدلف الطارق و لم يكن سوى باسل الذي ألقى التحية و جلس على إحدى المقاعد المتواجدة ليردف:
-أخبار صحتك دلوقتي يا كوثر؟
-الحمدلله أفضل.
اومأ باسل و هو ينظر لـ لأحمد ليردف قائلا:
-مبروك يا عريس.
-بس سمعت أنكم هتطلقوا، خير إن شاء الله؟
نهض أحمد ليجلس على الجهة الأخرى من السرير، وجد أمه تمسك يده بقوة كأنها تبث بداخله الأمان ليردف أحمد:
-و يا ترى الاخبار وصلت لحضرتك امتى و من مين؟
-مش مهم، المهم هنا.
-المهم هنا أن والدتي تعبانة و ياريت نأجل كلام في الموضوع ده أعمل واجبك و اتفضل.
ابتسم باسل ببرود ليوجه حديثه إلى كوثر قائلا:
-شكلك نسيتِ تربي يا كوثر.
نظرت له كوثر بقوة كعادتها لتردف:
-ابني متربي أحسن تربية يا باسل بيه، متنساش أمه تبقى مين.
-يا خسارة، جرح تاني لعائلة الهواري.
تركهم باسل ليغادر بعد أن اطمئن على كوثر، اصطدم بإحدى الفتيات التي أسندته قبل أن يسقط أرضا قائلة:
-حضرتك كويس؟
نظر لها باسل ليشكرها ولكن كيف يمكنه الشكر و الاعتذار لإحدى أفراد عائلة الهواري، ليبتعد عنها سريعا بينما هي تعرفت عليه لتومأ له بصمت و تغادر سريعا ولكنه أوقفها متساءلا:
-أنتِ جاية هنا ليه؟
التفتت له بابتسامه مجاملة قائلة:
-اللي حضرتك متعرفهوش أن جوزي و حماتي هنا.
تركته ليلى لتذهب إلى الغرفة التي تقيم بها كوثر، طرقت الباب و انتظرت حتى استمعت لموافقة كوثر و دلفت و هي تحمل بيدها حقيبة.
أردفت ليلى بحماس و ابتسامه جميلة تزين ثغرها:
-صباح الخير.
-أخبار صحتك النهاردة؟
اقتربت ليلى من احمد احتضنته، بينما هو كان متفاجئّا مما يحدث حوله الآن أفرغت ليلى محتويات الحقيبة و كان عبارة عن طعام ليتناولوه سويا.
نظرت كوثر إلى ليلى و هي متعجبة من تصرفاتها، بينما أحمد كان مندهشا و كان لا يصدق أنه يراها أمامه تحارب في تلك اللعبة بكل جهدها، كانت هي تحاول أن تخفي رعشة يدها بالرغم من أنها قررت اليوم أنها لن تستسلم لتلك الحرب ألا و أنها تشعر بالخوف قليلا.
نظرت لأحمد لتطمئن و وجدت بداخل عينيه العديد من الأسئلة التي تجاهلتها لتضع الطعام أمامهم و جلست و هي تشرع في تناوله لتردف قائلة:
-مش يلا نأكل.
اومأ لها أحمد و هو يتناول الطعام و يبتسم لها، بينما كوثر قررت مجاريتها إلى النهاية لتنظر لها ليلى بقلق بارز في عينيها بالرغم من تلك الابتسامه التي تزين ثغرها، ليمسك أحمد بيد ليلى بابتسامه كبيرة تدل على مدى سعادته.
كان يبحث عنها و هو يهتف باسمها كثيرا، لتقف هي أمامه قائلة:
-ليلى مش هنا يا أدم.
-اومال فين؟
-في الحرب.
جذبها أدم له و هو لا يفهم ما تقوله، ليتساءل قائلا:
-أختي فين يا كنز؟
-بتحارب لأخر نفس عشان خاطر جوزها و حبيبها.
-بتحارب عشان ابن الصالح.
-أنا و أنت عارفين كويس أن أحمد عمره ما كان ابن عائلة الصالح.
-ولكنه كسرها.
-بتحصل، بعض العلاقات بتتعرض للألم لتجعلها أقوى.
-و أنتِ اللي نصحيتها بـِ ده؟
-عندك اعتراض!
تقدم منها أدم بينما هي تراجعت للخلف حتى اصطدمت بالحائط لتجده مازال يقترب منها و وضع كف يده بجانب رأسها، كاد أن يتحدث حتى ظهرت سميرة قائلة بانفعال:
-إيه اللي بتعملوه ده؟
أبعدته كنز سريعا عنها و رفعت يدها لشعرها و هي تنظر لعمتها بارتباك قائلة:
-مفيش حاجة مفيش حاجة خالص.
نظر لها أدم و هو يتركهم و يذهب لتردف كنز بحنق و ضيق:
-من امتى و أنت راجل هاديء!!!!
نظرت لعمتها مرة أخرى لتجدها تنظر لها بإتهام، أردفت كنز بداخلها قائلة:
-اللعنة على حظي و اليوم ده.
غادرت كنز سريعا لتذهب لغرفتها و تغلق الباب خلفها و هي تضع يدها على قلبها الذي أصبح ينبض بعنف أثر ارتباكها و توترها أمام عمتها، لتسبّ أدم بداخلها و تلقي بجسدها على السرير و هي تشعر بأنها على وشك الوقوع في إحدى المصائب الجديدة.
-آآآه يا صغيرة على الهم يا كنز!
على الجهة الأخرى،،
كان يجلس بتلك الحديقة أرضا و ينظر للأمام بشرود، ليخرج هاتفه و يبدأ في تصفحه ليزيد شروده مرة أخرى حتى تعالى رنين هاتفه بين يده لينظر إلى هوية الشخص و يتنهد، وضع الهاتف على أذنه ليجيب:
-ألو.
-أنت فين؟ مش في اتفاق بينا!
-قولتلك هبدأ وقت ما أنا عايز.
-قصدك وقت ما شركتنا تخسر.
تنهد أكمل و أغمض عينيه و هو يحاول كبت غضبه، ليردف قائلا بغضب مكتوم:
-مش أنا اللي توديه أوامر أنا مش موظف شغال عندك، أنت اللي محتاجني مش أنا.
أغلق عادل الهاتف ليلقي بكل ما هو أمامه أرضا بغضب، دلفت السكرتيرة الخاصة به سريعا ما أن سمعت صوت تحطيم بالداخل لتردف:
-عادل بيه حضرتك كويس؟
نظر لها عادل و تركها ليغادر بغضب لا يستطيع كبحه كـأكمل الهاديء في أغلب أوقاته.
عاد أكمل إلى المنزل ليجد كلا من أمه، و أخته، ونور يجلسن بالحديقة و الآن انضمت لهم سندس التي جلست بجانب ورد قائلة:
-مش ناوية تفرحينا.
نظرت ورد لأخيها لتردف و هي تنظر بداخل عيناه قائلة:
-مش هتجوز إلا عن حب يا سندس.
رفعت سندس كتفيها قائلة:
-حب!
لتتساءل نور و هي توجه حديثها لسندس:
-ماله الحب؟
أجابت سندس قائلة:
-حب يعني ألم، و عذاب؛ و خناقات؛ و تعب؛ و فراق، و غيرة و حوارات كتير بتهلك طاقة الإنسان.
تقدم أكمل للداخل لتنتبه له نهلة أمه، فابتسمت له ليقبّل يدها قائلا:
-أخبارك؟
-بخير يا حبيبي.
-فين أسر؟
-فوق يا حبيبي.
اومأ لها أكمل ليصعد لغرفته وجد أسر نائم ليتعجب؛ فأسر ليس بالشخص الذي ينام بمنتصف النهار اقترب منه أكمل ليلمس جبهته و يقبّل يده التي قام باحتضانها بين كف يده، ابتسم أكمل و هو يتذكر يوم ولادته عندما قام بحمله لأول مرة بين يده كم كان خائفا يحتمي بداخله.
نظر خلفه ليجدها واقفة تبتسم له، نهض و تقدم منها ليردف قائلة:
-لما أنتِ هنا؟
-لأطمئن عليك.
-حسنا انا بخير، يمكنك الذهاب لعملك.
-لمتى ستظل ترهق نفسك بالعمل، أكمل.
-حتى تذهبين لعملك، مايا.
نظرت له مايا و هي تتصنع التفكير لتردف قائلة:
-حسنا أتيت لأطلب منك طلب.
-أخبريني بما تريدين لتذهبي.
-نذهب لمطعم ما و نطلب العشاء هناك و.
نظر لها أكمل متساءلا لتبتسم و تقول:
-لما لا تطلب مواعدتي أو الزواج بي.
تفاجأ أكمل كثيرا من طلب مايا، لتكمل مايا حديثها قائلة و هي قد شعرت بالشجاعة عند صمته:
-أعلم بأنك لم تستقر هنا بعد، و أعلم أيضا أني لست سوى صديقة لك بتلك البلد الغريبة ولكني لا أعلم لما أحببتك حتى جعلتك تمكث معي لحين تجد منزل خاص بك.
جذب أكمل متعلقاته ليغادر المنزل، بينما مايا جلست على الأريكة في انتظار عودته و هي تتنفس الصعداء لا تعلم كيف جمعت تلك الكلمات و قالتهم بشجاعة هكذا أمامه.
__________________________
كانت تأكل بغرفتها بعض الشيكولاتة حتى دلفت ليلى غرفتها و هي تصيح، لتنظر لها كنز و إلى حالتها كم تبدو سعيدة لتجذب زجاجة المياه و ترتشف منها، لترمي ليلى بجسدها على السرير و هي تبتسم لتنظر إلى كنز التي تعجبت كثيرا لحالتها.
-بحبه.
ابتسمت كنز قائلة:
-مش بحبه يا كنز، هتطلق منه يا كنز، هو مش بيحبني يا كنز.
-ايه راح فين كلامك؟
-راح مطرح ما راح يا كنز، ما حصل خير بقى ده أنت قلبك قاسي قوي مبتفتكريش غير الوحش كدة.
-انجزي احكي حصل إيه؟
قصت ليلى ما حدث اليوم بالمشفى و كيف تفاجيء كلاهما كثيرا من رغبتها في البدء في حياة جديدة عكس حديثها العنيف مع أحمد في أخر مقابلة.
لتبتسم لها كنز و هي تحتضنها قائلة:
-ربنا يسعدك.
-و يخليكِ ليا يا كنز، أنا بجد من غيرك كنت هحسني وحيدة.
اومأت لها كنز لتتركها ليلى و تعود لغرفتها، بينما كنز نهضت لتقف في الشرفة لتجد حازم يجلس بالأسفل منشغلا بذكريات الماضي ليجد من يجلس بجانبه و ما كانت سوى كنز التي نظرت له ثم نظرت للأمام حيث الفراغ.
كاد أن ينهض حازم ولكنه جذبت يده لينظر لها، بينما عينيها حثته على الجلوس و الاستماع لما ستقوله.
جلس، لتلتزم كنز الصمت لبرهة حتى بدأت في حديثها قائلة:
-فاكر إني مبسوطة إن اللي حاول يأذيني هو شريف الهواري يا حازم؟
-كنت أتمنى كل لحظة و كل دقيقة أن يكون الفاعل عادل، ولكن كل ما الرؤية كان بتوضح و عقلي كان بيفتكر كل حاجة كنت بتمنى إني مفتكرش عشان منوصلش للي احنا فيه ده.
-العيب مش في الغريب العيب فينا أحنا، أحنا اللي ملناش خير في بعض أحنا اللي بنقسي على بعض.
-حقيقة والدك مش هتغير حبي ليك أنت أخويا الكبير يا حازم.
-لما بدأت أتعلم المشي كنت أنت اللي جمبي و أنت اللي مسكت بإيدي في أول خطواتي.
نظر لها حازم لينهض سريعا و يغادر، بينما هي عادت برأسها للخلف لترى أدم بشرفته يبدو بأنه كان ينظر لهما من الأعلى أغمضت عينيها و هي تحاول أن تجد مخرج من ذلك المأزق التي هي به طوال الوقت.
أتى الصباح و كنز غفت بالجنينة لتوقظها جميلة قائلة:
-كنز هانم!
فتحت عينيها لتجد جميلة أمامها و سرعان ما استوعبت ما حدث و أين هي نائمة لتنهض و هي تفرك بعينيها و تبتسم لجميلة التي ابتسمت بدورها هي الأخرى و تتركها لتغادر.
كادت أن تنهض لتجد أدم يحمل حقيبته و يخرج من الفيلا ليقف بمكانه حينما هتفت كنز باسمه، نهضت لتتقدم منه و هي تملس على جبهتها لأنها تشعر ببعض التعب.
-خير يا أستاذ أدم واخد جمب مننا ليه؟
التفت لها لينظر إلى ساعة يده مردفا:
-عندي اجتماع عن أذنك.
تمسكت بذراعه قبل أن يرحل لينظر لها و إلى يدها، لتقول كنز و هي تحاول السيطرة على ألمها:
-لحد امتى هتتهرب مني و من مواجهتي!
-آه!!
قلق أدم كثيرا و هو يرى تعبير الألم على وجهها، ليحاوطها بذراعيه متساءلا:
-نروح للمستشفى؟ حاسة بالوجع فين؟
كادت أن تفقد وعيها ولكنها حاولت جاهدة ألا تفقد وعيها، ليصرخ أدم هاتفا باسم جميلة حتى تأتي له.
صعد البعض على صوت أدم المرتفع ليجدوا كنز مستندة على أدم و هي تضع يدها على رأسها، صرخ بهم أدم قائلا:
-حد يطلب الدكتور.
حملها أدم سريعا و هو يصعد بها لغرفتها مرددا ببعض الكلمات التي قد تهون عليها.
ليأتي الطبيب بعد مدة من الوقت ليفحصها و يعطيها مسكن قائلا:
-ممكن الوجع يكون ناتج عن الإرهاق، ولكن تحسبا يا ريت تروح للمستشفى تعمل بعض الإشاعات للاطمئنان أكتر.
اومأت له سميرة و هي تقوده للخارج، بينما جلال جلس بجانب كنز التي كانت تغمض عينيها من الألم و قد زادت من الضغط على يد أدم كلما شعرت بالألم يزداد.
تقدمت ليلى و هي ترى حال كنز لتقلق عليها، بينما فاطمة تحدثت قائلة:
-خلاص كله يشوف وراه إيه أنا هقعد معاها.
لتنهض كنز سريعا و هي تشعر بالألم يزداد أضعاف المضاعفة فاستندت على جدها و هي تردف:
-مش عايزة حد جمبي أخرجوا كلكم.
نظر جلال للجميع حتى يغادر، ليسحب أدم يده بهدوء و بطء و هو ينظر لها كيف تحتضن جدها غادر الجميع و ظلت كنز بأحضان جدها حتى غفت ليضع جلال رأسها على الوسادة مرددا:
-نامي يا قلب جدك.
طبع قبلة على جبينها ليغادر الغرفة و هو يغلق الباب خلفه و ينظر إلى أدم الذي كان يقف بالخارج.
-تقدر تروح شغلك يا أدم.
اومأ له أدم لينظر إلى باب غرفتها و يغادر بقلب قلق فهو يشعر بأن الذنب ذنبه.
على الجهة الأخرى،،
كان يحاول الاتصال بها عدة مرات ولكن الهاتف مغلق ليزداد قلقا، دلفت أمه إلى غرفته لتجده يقف بالشرفة ممسكا بهاتفه فتقدمت منه متسائلة:
-مالك يا حبيبي صاحي في الوقت ده ليه؟
نظر أكمل لساعة يده ليردف:
-مش جايلي نوم.
ربتت نهلة على يده و هي تردف:
-طب حاول تنام عشان شغلك.
اومأ لها أكمل لتذهب نهلة إلى غرفتها لتنام، بينما أكمل حاول الاتصال بها مرة أخرى ولكنها لم تجيب.
كانت تبدل كنز ثيابها بالمرحاض لتخرج و تتفاجيء بأكمل بأمامها، لم تعطيه الفرصة ليتحدث جرت سريعا على الباب تغلقه حتى لا يدلف أحدهم على غفلة و حينها ستقوم الحرب بمنزل عائلة الهواري.
نظر لها كيف تبدو شاحبة الوجه باهتة لتنظر له متسائلة:
-في حاجة؟
أجاب و هو يقترب منها:
-مشيتي أخر مرة من غير ما تتكلمي و مش بتردي على التليفون.
هزت رأسها بلامبالاة لتردف بابتسامه مجاملة:
-أنا كويسة و لكني محتاجة أكون لوحدي لفترة.
مسك يدها لتنظر له و تردف:
-عايز إيه يا أكمل؟
-عايز أعرف ليه مشيتي؟
طرق باب غرفتها لتنظر كنز لأكمل الذي ذهب للمرحاض كالعادة، بينما كنز اقتربت من الباب لتفتحه و تجد جميلة التي أردفت:
-العشاء يا هانم.
اومأت كنز لتغادر الغرفة مع جميلة و تهبط للأسفل حتى تتناول طعامها أو لنكون أدق حتى تهرب من أكمل و لا تواجهه.
على الجهة الأخرى،،
كان أكمل يتفحص أغراض كنز بالمرحاض حتى تناول العطر الخاص بها ليستنشقه باستمتاع، خرج أكمل ليفتح خزانة ثيابها و يتفقد ملابسها بابتسامه حتى تناول ثوب باللون الأبيض يتناسب تماما مع لون بشرتها، صعدت كنز لغرفتها مرة أخرى بعد تناول الطعام لتفتح الباب و تراه أمامها لتشعر بالخيبة و هي تراه مازال هنا لتغلق الباب مرة أخرى خلفها و هي تضع يدها على جبهتها تحاول البحث عن طريقة للهروب الآن؛ ولكن ما يثير غضبها الآن أنه يلمس ثيابها بيده لما؟
تقدمت منه و هي تجذب منه الثوب الخاص بها و تضعه بالخزانة مرة أخرى كادت أن تغلقها حتى وجدته يجذبه مرة أخرى و رفعه أمام وجهها قائلا:
-هيبقى جميل عليكِ.
نقلت بصرها بين الثوب و وجهه لتردف:
-علاقتنا انتهت يا أكمل.
ليعبس وجه أكمل و هو يقترب منها ليجذبها لأحضانه مردفا:
-للدرجة دِ الأمر معقد!
نظرت له لتتحدث و هي تنظر داخل عينيه:
-علاقتنا هي المعقدة يا أكمل.
اقترب أكمل منها ليطبع قبلة على وجنتها مرددا:
-تقدري تستغني عني!
نظر لها أكمل ليجد عيناها امتلأت بالدمع، ليأخذ الأمر على محمل الجد و يتساءل:
-ممكن تفهميني إيه اللي حصل؟ عشان أقدر أحل معاكِ الأمر.
جذبها أكمل معه للأريكة بغرفتها ليجلس بجانبها يحثها على الحديث، لتردف كنز بعد صمت دام لفترة:
-أنا زهقت من كوني في الضلمة يا أكمل، زهقت من كتر التفكير في إني مش هبقى ليك؛ زهقت من فكرة أنه ممكن اتكشف و هكون خونت ثقة والدي و عائلتي كلها؛ أنا خايفة من فكرة أني أبعد عنك بعد ما اتعلقت بيك، أنا.
صمتت كنز لتضع وجهها بين كفيها تبكي، بينما هو ربت على ظهرها ليجذبها له و يحتضنها و انتظرها حتى عادت لطبيعتها مرة أخرى لتنظر كنز على الساعة و تجد الوقت أصبح بعد منتصف الليل لتنهض و هي تمسح على وجهها بهدوء و تردف:
-تقدر تمشي يا أكمل أرجوك مش قادرة أتكلم تاني النهاردة.
نهض أكمل ليضع يده بجيب بنطاله و هو يردف:
-تتجوزيني؟
ابتسمت كنز و هي تردف بسخرية قائلة:
-مش عرضت عليا الأمر قبل كدة و وافقت ولكن.
قاطعها أكمل قائلا:
-لا المرة دِ غير، هنتجوز فعلا.
لتنظر له كنز و هي مذهولة لتتساءل:
-أنت بتتكلم جد؟
اومأ أكمل رأسه، لتتقدم منه كنز و هي تردف:
-أنت اتجننت يا أكمل! عايزنا نتجوز عرفي!
ليهز أكمل رأسه بالنفي قائلا:
-بالعكس.
.
.
بقلم/سلسبيل كوبك.
.
يتبع::::::::::::::::::::::::::
_________________________
أنت تقرأ
ضحايا المنتصف..
Romanceاستدارت مستجيبة لِـندائه، فَزادت من قبضتها على حقيبة السفر و هي تنظر له يسير تجاهها. لم يجرؤ أحدهم على الحديث التزموا الصمت، و كأن لسانه لُجِم. فعقدت حاجبيها و هي تلتف؛ لتذهب و تجر حقيبتها خلفها، ولكنها توقفت مرة أخرى عندما أردف بكلمته الوحيدة: -متم...