نكمل روايتنا(ضحايا المنتصف)بقلم سلسبيل كوبك..
الفصل ال٦..
__________________________
دلف أكمل إلى المنزل مع ابنه النائم على كتفه، لا يحب أن يبقيه في المنزل فهو لا يشعر بالأمان عليه سوى معه.
دلف لغرفته ليضع ابنه على السرير ، تفاجيء عندما رأى أمه مازالت مستيقظة و تقف خلفه فأردف متسائلا:
-في إيه؟
-مجاليش نوم إلا لما اطمن عليك.
تقدم أكمل من أمه ثم قبّل يدها و هو يردف:
-لو مكنتش هنا و لسة مسافر كنتِ هتعملي كدة؟
هزت رأسها بالنفي فاحتضنها و هو يشعر بحيرتها التي تنبع من عيناها.
-أكمل.
-يا روح أكمل.
-متسبنيش أشتغل هنا ارجع زي الأول، اتغيرت ليه!!
-أنا عايزاك جمبي.
قاطعها أكمل و هو يغمض عيناه مردفا:
-تصبحي على خير يا أمي.
ذهب ليجلس على سريره، بينما هي التمعت عيناها بالدموع فغادرت الغرفة سريعا فأغلق أكمل الضوء ليغمض عيناه و ينام بجانب ابنه.
على الجهة الأخرى،،
عادت كنز لمنزلها بعد معاناة، لم تستطع الصعود لأعلى فألقت بجسدها على الأريكة بالدور الأسفل و هي تشعر بالإرهاق حتى الصباح و أتت لها الخادمة لتوقظها.
هبطت سميرة لأسفل وجدت كنز بتلك الحالة، لوت فمها بسخرية و أردفت قائلة:
-صحيها بدل القرف ده.
-كنز هانم، كنز هانم.
فتحت كنز عيناها و هي تنظر للخادمة جميلة، فتساءلت عن الساعة.
-الساعة سبعة.
نهضت كنز سريعا و هي تذهب لغرفتها، فاصطدمت بليلى.
-مالك؟
-عندي اجتماع.
دلفت لغرفتها لتستعد لذلك الاجتماع و هي ترتدي بذلة نسائية باللون الأسود و تلملم شعرها سريعا و أمسكت بملف الصفقة لتغادر غرفتها سريعا، وتلك المرة اصطدمت بعلاء.
-أنتِ كويسة؟
-اه.
غادرت كنز المنزل لكي تصل لشركتها سريعا تراجع الملفات الخاصة بالاجتماع، وكان كلا من شريف و أدم بحالة كنز لأن ذلك الاجتماع مهم لكلا من عائلتي الصالح و الهواري بمشاركة أحد رجال الأعمال الأخرين يسعى كلا منهما لفعل الأفضل و التميز.
أردف جلال مردفا:
-مش عايز تهور يا شريف.
-و أنت يا أدم كنز عقلها يوزن بلد فواقفوا على أي قرار تأخده.
-حاضر يا جدي.
استأذن أدم ليغادر و كذلك شريف المغتاظ من كنز التي تأخذ كل اهتمام جلال على عكس أبنائه فشعر بالغيرة.
كانت تجلس في الاجتماع تستمع لما يُقال من المسؤولين، ولكنها تشعر بنظرات ذلك المدعو عادل تخترقها تعلم بأنه يودّ أن يقتلها و أن تبتعد منها فابتسمت بغرور واضح في نظراتها.
-كنز هانم رأيك إيه؟
صمتت لبرهة ثم تحدثت قائلة:
-أنا شايفة أنه مفيش داعي للحساسية في التعامل، سبق و اتكلمنا عائلة الهواري اتصالحت مع عائلة الصالح و اتسربت المعلومات دِ فأعلنا عنها و احنا من ناحيتنا مفيش أي قلق إلا لو كبير عائلة الصالح عنده رأي تاني.
تحدث عادل مردفا بهدوء عكس ما داخله:
-أكيد يا عدنان باشا و كمان لو كان في أي خلاف كنا رفضنا التعامل مع بعض.
اومأ عدنان شريكهم الثالث بصمت و تحدث قائلا:
-يبقى اتفقنا، توقيع العقود جاهز وليكم حرية الاختيار دلوقتي.
أمسكت كنز القلم بكل ثقة و قامت بالتوقيع، تردد عادل قليلا ثم وقع كما أمره أبيه باسل أن يفعل.
ابتسم عدنان و نهض ليغادر فأمسك بيد كنز مرددا ببعض الكلمات بجانب أذنها و غادر.
اقترب أدم من كنز متسائلا:
-كان بيقولك إيه؟
-كان بيحذرني منهم، يلا بينا.
غادرت كنز مع شريف و أدم و عادوا إلى المنزل، بينما كنز صعدت لتبدل ثيابها لكي تذهب إلى موعدها مع دكتور سيف.
-مش المفروض كنتِ تيجي تحكيلي إيه اللي حصل؟
-أدم و عمي مقصروش معاك.
غضب جلال من كنز و نهض ليغادر، بينما هي قامت بالمغادرة هي الأخرى لتذهب إلى موعدها مع سيف.
بمكان أخر،،،
كانت تجلس ليلى مع أحمد بإحدى المطاعم و هي تضحك بقوة و فرحة.
-خلاص هتفضحيني اخرسي.
صمتت ليلى و تحدثت:
-مبسوطة إني جبت الفستان و أخيرا هنتجوز.
ابتسم أحمد و هو يرسم بخياله ليلى و هي قد أصبحت زوجته و بـِ بيته.
-الفرح الأسبوع الجاي.
-خايفة تحصل حاجة.
-اتفائلي يا ليلى، إن شاء الله خير.
-و كمان هيحصل إيه يعني؟
تنهدت ليلى و هي تترك الشوكة من يدها و تردف قائلة:
-مش عارفة، ممكن عائلة الصالح تحاول تأذينا في الفرح، أو حد يحصله حاجة حاسة أنه فرحتنا مش هتكمل.
ربت أحمد على يد ليلى مطمئنا لها:
-إن شاء الله مش هتحصل حاجة، متقلقيش أنا معاكِ.
-و بعد فرحنا هنبعد عن كل المشاكل و أعداء عائلتك و هنبقى مع بعض.
-صعبانة عليا كنز.
-ليه؟
فسرت ليلى جملتها قائلة:
-من اللي بيحصل ليها في حياتها، حياتها مش طبيعية.
نهض أحمد و هو يخرج محفظته ليحاسب قائلا:
-يلا يا ليلى عندي شغل ضروري في الشركة، تعالي أوصلك و نكمل كلامنا بعدين.
نظر أحمد لساعته سريعا فقد سرح بحديثه مع ليلى و نسى موعد اجتماعه الطارئ، نهضت ليلى معه و غادر ليوصلها إلى المنزل و يغادر سريعا دون وداعها من لهفته.
ابتسمت ليلى و هي سعيدة لأنها ستغادر ذلك المنزل، لا تنكر بأنه يوجد بداخله الكثير من الذكريات الجميلة ولكنه أصبح في الآونة الأخيرة كالكابوس تشعر بالغرابة وسطهم؛ ولكنها تطمئن لوجود أحمد بجانبها فهو قام بخطبتها منذ عدة سنوات و بسبب ظروف العائلة و كلمة جلال قاموا بالتأجيل و ها هي الآن ستتزوجه و تظل معه للأبد بعيدا عن ذلك المنزل.
دلفت ليلى للمنزل و لكنها اصطدمت بأمها سميرة التي تحدثت معها بابتسامه تزين ثغرها:
-حبيبة ماما اللي هتتجوز بعد أسبوع.
-شكرا يا ماما.
-تعالي نشوف اللي ناقصك إيه.
ابتسمت ليلى لأمها و ذهبت معها لغرفتها ولكنها تشعر بالحزن على معاملة أمها لكنز بالرغم من أنها كانت تحبها للغاية في صغرها.
-مساء الخير.
-أدم مساء النور.
ابتسم أدم لأخته ليلى و اقترب منها ليقبّلها.
-أخيرا هتتجوزي و نخلص منك.
اومأت ليلى برأسها فضحك أدم و تركهم ليغادر بعد أن تحدث معهم قليلا عن أحوال الفرح و الترتيبات.
بمكان أخر،،
كانت كنز تجلس مع سيف في عيادته و هي شاردة حتى انتبهت لنداء سيف.
-أسفة سرحت.
-ولا يهمك، بس أنتِ قولتي أنك عرفتي مين وراء كل اللي حصلك.
-أه افتكرت و افتكرت سبب خطفي كمان.
-مين ممكن تجيله الجراءة أنه يتعدى حدوده مع كنز الهواري و يضربها بالطريقة الوحشية دِ.
نظرت له كنز بحدة و أردفت:
-أنت قاصد تعصبني بكلامك!
-أكيد مش كدة، ولكن الفضول.
ابتسمت كنز ببرود فتعجب سيف من تقلباتها المزاجية السريعة، أردفت:
-شخص كاره نجاحي و كاره عائلتي.
تردد سيف قليلا مما دار بداخله فأردف قائلا بنبرة خافته سمعتها كنز:
-حد من عائلة الصالح؟
-ممكن ليه لا؟ هو مش صاحبك من عائلة الصالح برضو اسأله.
-اسأله في إيه؟ لا طبعا أنتِ زبونة عندي مقدرش أطلع أسرارك بره أنا كدة بخون مهنتي.
نهضت كنز و هي تستعد للرحيل مردفة:
-شكرا، و أعتقد مش هحتاج اجي تاني رجعت أتكلم و افتكرت اللي حصلي مفيش داعي ليك.
-فشكرا مرة تانية.
غادرت كنز المبنى الذي يعمل به سيف الذي تنهد بمجرد خروجها فهو يقلق و هي معه؛ لأنها متقلبة المزاج و سريعة الغضب كما سمع عنها.
كادت أن تستقل سيارتها حتى أتت لها رسالة مضمونها"أنقذيني".
استقلت كنز السيارة و هي لا تعلم من صاحب تلك الرسالة المجهولة ربما فخ أخر.
عادت للمنزل و هي تكاد تموت من كثرة التفكير في هوية ذلك الشخص لا تريد أن تشغل بالها أكثر من ذلك فتركت هاتفها و دلفت لتأخذ حماما دافيء يهديء من روعها فنظرت إلى المرآة إلى تلك الجروح بجسدها التي لم تذهب بعد و ربما ستترك أثرا.
دلفت لحوض الاستحمام لتغمض عيناها متناسية كل ما يحدث بالخارج أو ما حدث معها.
في المساء،،
كان يجلس أكمل مع ابنه يتحدثان سويا عن مايا و ذكرياتهم سويا.
-أنت كنت بتحبها يا بابا؟
-اه.
-طب و هي؟
ابتسم أكمل و هو يتذكر حب مايا الجنوني له، فاجأب على سؤال ابنه:
-أه يا حبيبي، كانت بتحبني.
فرح أسر و قبّل أبيه الذي ظل مستغربا لفعلته فلم يخبره أكمل بشيء حتى يفعل هذا.
-كويس أننا خرجنا بدل البيت الكئيب.
-بيتنا كئيب!!
-اه بيتكم كئيب و كل واحد لوحده و محدش بيحب التاني.
حزن أكمل قليلا لوصف أسر لبيتهم؛ لأنه محق لا أحد يحب الأخر كلاهما يحبون أنفسهم سوى أمه و أخته.
كان أسر ينظر بكل مكان ليستكشفه، حضنه أكمل الذي ظل ناظرا للبحر يستمتع بنسمات الهواء التي تداعبه.
_______________________
-وبعد ما يحبك؟
نظرت لصديقتها علياء بيأس، ولكنها توقفت حينما اصطدمت به و نظرت له بدموع التمعت في عيناها و تركته و غادرت مع صديقتها.
نظر حيثما ذهبت و تساءل بداخله، لِما تبدو حزينة اليوم؟
-صدقيني مش في مصلحتك تحبيه.
اومأت بصمت و ذهبت لتحضر محاضراتها بعدم تركيز و كثرة التفكير في ذلك الدكتور الذي شتت أفكارها.
أتت ميعاد محاضرته، فنهضت لتغادر فهي لا تقوي على النظر له.
كادت أن تخرج من المدرج بعد أن استأذنت لتغادر دون الاستماع لموافقته، جذبها من ذراعها تفاجيء كل الحاضرين ولكن صدمتها كانت الأكبر.
أردف بصوت منخفض:
-بالأمر، هتحضري المحاضرة و بعدها هتروحي لمكتبي ضروري.
نظر لها بحدة و رأت على تعابير وجهه الغضب، لا تعلم لِما طاوعته و صعدت مرة أخرى لمكانها لتحضر تلك المحاضرة بعقل مشتت، و قلب حائر، و نظرات صامتة.
بعد المحاضرة،،
ذهبت كما أمرها و كانت ترتجف من الداخل، وجدته يدلف بعد دقائق خلفها.
__________________________
أتى موعد حفل زفاف ليلى الهواري بعد العديد من الترتيبات و التجهيزات، ليكون زفاف أسطوري تذهل العين من رؤيته.
ابتسمت كنز لـ ليلى التي تنظر للمرآه تبتسم بفرحة، فاليوم بداية لحياة جديدة لا تعلم ما يخبيء بداخلها ولكنها على يقين بأن أحمد لن يتخلى عنها أبدا.
-شكلي حلو يا كنز؟
نهضت كنز من مقعدها و تقدمت من ليلى لتحضننها و تردف مجيبة:
-أكيد يا حبيبتي، أنتِ جميلة أوي.
ابتسمت ليلى بحماس و عادت لتنظر إلى المرآة مرة أخرى، دلفت سميرة إلى غرفة الفندق المقام بها الزفاف.
-العريس منتظر، يلا يا ليلى.
ابتسمت ليلى بخجل و خرجت من الغرفة لتقف على أول درجة تنظر أرضًا، بينما أحمد كان ينتظرها أخر السلم بإبتسامه تزين ثغره فأخيرا سيحصل على ملاذه كما يتمنى.
هبطت كلا من سميرة و كنز من سلم جانبي ليذهبوا لبقية أفراد العائلة، كانت تتواجد عائلة الصالح أيضا كمظهر أمام الصحافة و الإعلام فكما نُشِر من قبل تم الصلح من قِبل الطرفين، ولكن الحقيقة مازالوا يكرهون بعضهم كثيرا.
هبطت ليلى لأحمد الذي التقطها ببطء و قبّلها على جبينها و تقدموا لمقاعدهم و يهنئهم الناس بزفافهم.
-جميلة النهاردة.
ابتسمت ليلى و هي تردف برفعة حاجب:
-يعني أنا جميلة النهاردة بس!
-شوف بقى البنات اللي بتمسك على الواحدة.
-قصدك إيه يا أحمد؟
-أقصد نلم نفسنا احنا في فرحنا فرحنا.
-حتى الهرمونات في يوم الفرح مشوفتش كدة.
نظرت ليلى لأحمد الذي بادلها النظرات، فضحكوا.
أردفت كنز بمزاح:
-إيه يا أستاذ أدم أراك تبكي!
-اسكتي بقى مش هيبقى ليا حق أقوله أبعد إيدك لسة متجوزتهاش.
ضحكت كنز على أدم و لمحت علاء و هو يبتسم ببلاهة، يبدو أنه واقع بالحب! حاولت النظر إلى ما ينظر ولكنها لم تجد شيء.
كان الفرح جميل، التقطوا الكثير من الصور الجميلة.
________________________
-أنا من حقي أحب و أتحب.
-الحب للشخص الصح.
تذمرت من صديقتها و تركتها و ذهبت، فاغتاظت علياء منها كثيرا و ذهبت خلفها متسائلة:
-هتبقي مبسوطة لما يخونك!
-هو بيحبني مش هيخوني.
-فوقي من حب السينما.
-اللي بيحب بيتعذب.
أردفت لتعدل على حديث صديقتها:
-حتى لو الحب فيه عذاب، بس يكون عذابي جمب حبيبي.
-أنتِ لسة بتفكري بعقل طفلة عندها عشر سنين.
-بحبه يا علياء بحبه.
-عارفة أن الحب مش بإيدينا، ولكن.
-مفيش ولكن، أنا بحبه و هو معجب بيا.
-هتخسري كتير.
تنهدت صديقة علياء بملل، فلقد سئمت من كثرة تحذيرات صديقتها المليئة بالكلام المزعج في اعتقادها.
-معلش كلامي مش عاجبك ولكن هتعرفي قيمته يوم ما تندمي.
-يا بنتي أنا مش بكرهلك الخير، ولكن علاقتكم مستحيلة كفاية كلام الكلية عليكِ هيبقى عامل إزاي!
-هتقدري تتعاملي؟ ولا هتقولي كفاية عليا تعليم لحد هنا و ههتم ببيتي.
-أنتِ فاكراه.
نهضت بعنف و هي تردف بصوت أشبه للصريخ:
-كفاية بقى، سيبيني في حالي، سيبيني أجرب؛ سيبيني أعيش حياتي براحتي؛ سيبيني أحب اللي أنا عايزاه؛ سيبيني أعيش بالطريقة اللي أنا حباها بعيدا عن التفكير؛ سيبيني أعيش بدون قيود؛ سيبيني أتعلم لوحدي، سيبيني يا علياء.
-أنا عارفة كويس أنك قلقانة عليا و أنك بتحبيني، ولكن افهمي يا علياء بحبه.
تنهدت علياء وتركتها و غادرت و هي قد فقدت الأمل في صديقتها، لتتركها تتعلم من أخطائها بمفردها.
______________________
تقدمت كنز من ليلى لتهنئها و تخرج علبة صغيرة تعطيها لها.
-هديتك يا ليلى.
ابتسمت ليلى و احتضنت كنز لتردف قائلة:
-شكرا أنك أحسن أخت.
احتضن أدم أخته ليردف قائلا:
-مش هقولك خلي بالك منها و لا الكلام ده، لأني عارف أختي راجل و تعرف تجيب حقها.
أردف أحمد قائلا:
-طيب يا سيدي شكرا.
تقدم علاء منهما و هو يردف:
-مش عارف هل حتى بعد جوازكم هتقبلك و لا لا؟
-هو أنت مش ملاحظ أنها بقت مراتي و هتيجي معايا على بيتي و لا إيه!
-يا عم اشبع بيها، دِ حتى كانت واخدة مساحة على الفاضي.
نظرت ليلى لعلاء بغضب و ضربته بكف يدها على ذراعه فضحك بصوت مرتفع جذب الانتباه له.
تقدم حازم و أردف قائلا:
-مبروك ليكم.
-الله يبارك فيك.
انسحبت كنز بهدوء و هي تشعر باختناق لتقف خارج الفندق و هي لا تريد أحد أن يراها، ولكن قد لحق بها أكمل بعد أن ترك أسر مع أمه.
توقفت كنز و هي تأخذ شهيقا قوي و تزفره ببطء، لتكرر فعلتها و هو يراقبها و ينظر لها بسخرية.
-غريبة!
لم تستدير فهي قد علمت نبرة صوته فكررت حركاتها عدة مرات متجاهلة وجوده مما جعله يغضب.
-تعرفي أنك ا.
-قبل ما تقول أي كلمة حاسب كويس.
-أنت في ضيافتي مش في بيتكم.
اومأ أكمل رأسه و تقدم من كنز مردفا:
-لحد ما امشي من هنا مش هخليكِ مبسوطة.
نظرت له بتفاجيء و أردفت قائلة تستفزه:
-وه! أول مرة أعرف أنك تقدر تعمل حاجة، يا ترى بجد هتقدر؟!
دفعها أكمل بقوة لتتراجع للخلف و تفقد توازنها بسبب حذائها العالي فتسقط أرضا و هي تنظر حولها ثم له و تردف بصوت مرتفع:
-ماشي يا ابن الصالح.
استندت بيدها لتنهض و هي تزيل التراب الذي مليء ثيابها، بينما أكمل كان يرأها مستمتعا بغضبها حتى أتت من خلفها سيارة فُتِح بابها و جُذِبت كنز للداخل و هي تصرخ.
.
.
بقلم/سلسبيل كوبك.
.
يتبع:::::::::::::::::::
____________________________
أنت تقرأ
ضحايا المنتصف..
Romanceاستدارت مستجيبة لِـندائه، فَزادت من قبضتها على حقيبة السفر و هي تنظر له يسير تجاهها. لم يجرؤ أحدهم على الحديث التزموا الصمت، و كأن لسانه لُجِم. فعقدت حاجبيها و هي تلتف؛ لتذهب و تجر حقيبتها خلفها، ولكنها توقفت مرة أخرى عندما أردف بكلمته الوحيدة: -متم...