يا بنات أنا مش بطلب منكم كتير، عايزة تفاعل على الفصل بلاش القراءة في صمت دِ، أنا بتعب و محتاجة تقدير أعملوا تصويت و كومنت جميل زيك مش هتخسروا حاجة.
_________________________
نكمل روايتنا(ضحايا المنتصف)بقلم سلسبيل كوبك..
الفصل ال٢٦..
_________________________
كانت تقف بجانب أدم في تلك الحفلة البسيطة و قام بوضع خاتم خطوبتهم باصبعها، لتتذكر ماذا حدث تلك الليلة حينما قال جدها لأكمل بأن ما حدث فالماضي سيبقى هناك لا داعي لفتح الدفاتر القديمة لننظر إلى الأمام قليلا، ووعده بأنه سيحذر كلا من أدم و حازم بألا يعترضوا طريقه مرة أخرى و ليقول لكنز بأنه سيتم عقد خطوبة لهما حتى يمكنهم من تقبل فكرة زواجهم.
لتقف الآن بين يديه ترقص معه شاردة و تتسائل بداخلها أيمكن أنها قامت بظلمه معها أم أنها ظلمت نفسها؟
ضغط أدم على خصرها قليلا لتنتبه له و تستفسر عن الأمر:
-في إيه؟
-سرحانة في إيه؟
-مفيش يا أدم.
رفع يده نحو وجنتها ليقول بنبرة مغلفة بالحنية:
-كنز أنا بحبك و.
قاطعته كنز و هي تبتعد عنه لتقول:
-أنا تعبت من الرقص تعالى نقعد.
تركته كنز لتجلس بمكانها ليصفق الجميع و يجلس بجانبها أدم، حتى انتهى الحفل و انتشر الخبر عبر مواقع التواصل الإجتماعي ليعلم الجميع بأن كنز اتخطبت لابن عمتها و الذي كان يقف بجانبها طوال الوقت ليتسائل الجميع أيمكن أن تكون بينهما قصة حب كبيرة.
كان يقرأ أسر الخبر ليحزن كثيرا و ظل يبكي طيلة الليل فهو لن يستطيع أن يجمعهم مرة أخرى كما وصته أمه قبل وفاتها.
دلفت نهلة لغرفته لتطمئن عليه لتجده يبكي، قلقت كثيرا لتتقدم منه و تحتضنه متسائلة عن الأمر بخوف:
-مالك يا حبيب جدتك؟ حد زعلك؟
نفى أسر برأسه لتمسح نهلة تلك الدموع قائلة:
-متعيطش طول ما أنا موجودة معاك.
احتضنت نهلة أسر حتى نام لتجد أكمل يدلف لغرفة ابنه بعد منتصف الليل ليتسائل عن تواجد أمه، لتجيب قائلة:
-كنت بنيمه، أنت هتفضل كل يوم ترجع متأخر من شغلك و سايب ابنك كدة.
-أعمل إيه؟ جوزك رامي كل الشغل عليا و الجامعة بتسحب وقتي الباقي.
-غصب عني.
نهضت نهلة بعدما قامت بوضع الغطاء على أسر لتتقدم من ابنها و تربت على كتفه قائلة:
-حاول تأخد اجازه عشانه، أسر متعلق بيك أكتر مننا كلنا يا أكمل و متنساش إن الحياة عليه جديدة غير المدرسة اللي هو مش بيحبها براحة عليه يا أكمل.
اومأ لها أكمل ليقبّل رأسها لتغادر، أبدل ثيابه ليتقدم نحو سرير ابنه لينام بجانبه و حينما وضع ظهره على الفراش حتى تنهد براحة فها الآن حان موعد نومه فهو يعمل بلا توقف تلك الفترة حتى يتمكن من رفع اسمهم في السوق بلا توقف و أيضا الجامعة التي عاد يعمل بها مرة أخرى و لا يمتلك وقت للنوم أو الراحة.
احتضن أكمل ابنه ولكنه وجده يحتضن التابلت الخاص به ليسحبه أكمل و يربت على كتف ابنه و يقوم بوضع الغطاء عليه بإحكام.
فتح أكمل شاشة التابلت ليرى خبر عقد خطوبة كلا من كنز و أدم الهواري ليتسائل الأغلبية أيمكن أن تكون عن طريق الحب لعدة سنوات؟
أغلق أكمل التابلت ليضعه بهدوء على الطاولة بجانبه ليغمض عينيه ولكنه لم يستطع كلما غمض عينيه رأها و ذلك الحقير أدم يحتضنها بابتسامه بلهاء.
اعتدل أكمل في جلسته بعدما شعر بحرارة جسده ارتفعت ليذهب إلى المرحاض و يقوم بغسل وجهه عدة مرات لعله يهديء تلك النيران التي بقلبه، نعم يكرهها و لا يستطيع مسامحتها على ما فعلته به ولكنها تظل حبه الأول الذي لا ينساه الرجل أو المرأة ليتمسكا كلا منهما بحبهم الأول لينجذب قلبه نحو الأخر بالرغم من تلك الكراهية التي يخلقها العقل ولكن القلوب لا تفهم تلك اللغة لغة الحقد، الكره، الانتقام؛ لهذا يشعر أكمل بالإنجذاب نحوها دوما و أحيانا يضعف أمامها لتبادله كنز ذات الشعور و لكن كلاهما يتغلبان على تلك المشاعر التي كفيلة بأن تحطمهم للمرة الثانية.
_________________________
تقدم عمر من علياء التي سقطت أرضا ليصرخ بغضب على للممرضين حتى يأتوا ليروها، فهي ابنة صديقه الذي قام بتوصيته عليها لذلك لا يفرق بينها و بين ابنته كنز.
لتستمع كنز لصوت أبيها لتنهض على الفور و لكنها شعرت بالألم ليقلق أكمل عليها و يقترب منها ولكنها أبعدت يده بقوة لتقول و هي تتنفس بصعوبة:
-بابا بره.
-مش مهم دلوقتي المهم صحتك تولع الدنيا باللي فيها الم.
قاطعته كنز و هي تنهض لتردف قائلة و هي تتجه نحو الباب:
-امشي يا أكمل دلوقتي أرجوك.
شعر أكمل بالغضب ولكن كنز غادرت الغرفة لتجد أبيها يحتضن علياء و حازم الذي أتى على الفور حينما رأها ليسندها؛ فهي كانت تشعر بعدم توازن أثر ذلك الدواء الذي أخذته.
ليتسائل حازم و هو ينظر لـ علياء بقلق:
-هي مالها؟
تقدم الطبيب ليفحص نبض علياء التي كانت تريد أن تبكي من هول الموقف، فهي ترتجف بين يدي عمر الآن و الذي قد يكشف كذبتها.
قالت كنز و هي قلقة على علياء من أن يكون أصابها شيء حقيقي لتقول:
-هي مالها يا دكتور؟
-نبض قلبها مش مستقر.
وُضعت علياء بغرفة حتى يتمكنوا من علاجها، لينتظر الجميع بالخارج ولكن عمر تقدم من كنز يحتضنها و هو يطمئن عليها قائلا:
-الدكتور قالك إيه؟
-كنت بجيب ماية لعلياء يا عمي أصلها كانت منهارة أوي و خايفة فمعرفتش.
-هروح أشوف مين اللي كان مسؤول و اسأله.
كاد أن يغادر لتوقفه كنز و هي تقول بانفعال شديد:
-لا لا، الدكتور قال مجرد دور برد و هبقى كويس قريب.
-وكمان عشان الجهد اللي بعمله مذاكرة و جامعة فغصب عني.
ابتلعت كنز لعابها و هي تتفحص نظرة الشك بعين أبيها، ليخرج الطبيب قائلا:
-هي بخير يا جماعة.
دلفت كنز لتطمئن على صديقتها لتجدها ترمي الوسادة عليها لتتألم و هي تقول:
-قلقتينا عليكِ!
-أنتِ عارفة الدكتور قفش مني كام عشان ميقولش أنه مش مغمى عليا.
-يا شيخة منك لله أنتِ و سي أكمل بتاعك ده.
-بس بس وطي صوتك.
-آآه يا مرارتي خلاص زهقت يا جماعة، أهي أخرة الصحوبية مرمطة و إهانة.
تقدمت كنز من علياء لتحتضنها و تشكرها على ما فعلته معها، ليطمئن كلا من عمر و حازم عليهم و يعودوا سويا للمنزل.
احتضنت عائشة كنز بقوة و هي تتفحصها لتتسائل:
-حاسة بوجع؟
-لا يا حبيبتي.
بينما على الجهة الأخرى،،
دلف أكمل لمكتب جده بالشركة ليجد أبيه و يتعجب من تواجدهم سويا، جلس أكمل على مقعده ليجد أبيه واضعا قدم فوق الأخرى متسائلا:
-إيه علاقتك ببنت الهواري يا أكمل؟
عاد بظهره للخلف ليعلم بأنه محاصر بينهما، ليلتزم الصمت للحظات حتى أجاب بنبرة هادئة تدل على مدى هيبته و قوة شخصيته:
-بحبها.
انفعل باسل ليقول بحدة و غضب حاول تفاديهم في البداية:
-يوم ما تحب تروح تحب ليا بنت الهواري ليه من قلة البنات!!
-أنتوا سألتوا و أنا جاوبت، أنا بحب كنز و هنتجوز بمزاجكم أو غصب.
-أنت مجنون! و لو أحنا وافقنا هما هيوافقوا!
-هيضطروا يوافقوا هيضطروا.
نهض باسل ليتقدم نحو أكمل واضعها يده على كتفيه قائلا:
-أكمل هكلمك براحة، أنسى كنز دِ و من بكرة يكون عندك أجمل بنت تختارها.
-و أنا مختار و مقرر و هي كنز مفيش غيرها.
-أنا وهي ملناش علاقة بعداوتكم.
غضب عادل قائلا:
-أنت عايزنا نناسب عائلة الهواري و تقولي ملناش دعوة.
-أنت عايزني أحط إيدي في إيد عمر الهواري اللي معلم على رجالة العائلة راجل راجل و أسكت و أتفرج.
-أنت اتجننت رسمي، اسمع يا أكمل لو منستش اللي اسمها زفت كنز دِ هقطع علاقتي بيك.
-و ملكش رجوع للبيت طول ما أنت لسة على علاقة بالبنت دِ، أنا اتكلمت بالذوق أهو.
نهض عادل و هو غاضب للغاية من تلك الفكرة، أن يناسب عمر الهواري و أن يتعاونوا سويا ليقدم له ابنه على صحن من ذهب؛ فعمر ذكي و ليس بالخصم السهل.
نهض أكمل و هو بخلع المعطف الخاص به قائلا:
-تمام.
-وأنا من بكرة هسيب القصر.
غادر أكمل الشركة ليغضب باسل من عناد حفيده و الذي سيضعه في مأزق و حيرة.
______________________________
كانت تجلس مايا تكتب بالدفتر الخاص بها بعض الخواطر و الذي كانوا يعبروا عن حالتها بقوة، فهي تعلم بأنه لا يحبها ولن يحبها حتى أنه لن يحاول من أجلها و من أجل ابنها لتظل هي ضحية مثلث الحب ذلك لتضع يدها على بطنها البارزة لتقول:
-حتى وإن لم يحبني سيحبك بالتأكيد، يا عزيزي.
لتمسك القلم و تبدأ في سرد ما قاله لها أكمل عن حياته السابقة، لتقرر بأنه حين وفاتها ستعيد السعادة لقلب زوجها التي لم تستطيع إعطائها له؛ فحينما يحب الإنسان أخر لا أحد سيكون قادرا على إسعاده مثله.
عاد أكمل للمنزل ليبحث عن مايا حتى وجدها تجلس بغرفتها ليتقدم نحوها و يقبّلها، لتتفاجيء مايا بأنه من بدأ أولا و تنظر له لتتسائل بداخلها أيمكن أن يحبها ولو قليلا؟
ابتسم أكمل و هو يخرج من جيبه علبة مغلفة لتنقل مايا بصرها بين العلبة و عينيه لتزداد ابتسامته اتساعًا و تظهر غمازتيه لتبتسم هي الأخرى بقوة قائلة:
-أحببت طلتك.
ابتسم أكمل ليفتح العلبة و يخرج تلك السلسلة و التي كانت عبارة عن فراشات ليقول:
-أنتِ مثلهم جميلة للغاية و خفيفة الظل.
احتضنته مايا بقوة ليبتسم أكمل بأنه استطاع إسعادها لو قليلا؛ فهي قدمت له الكثير و ساندته كثيرا حتى أستطاع أن يجني الكثير من المال و تأسيس مستقبله هنا في لبنان.
___________________________
هبطت ليلى من غرفتها لتجد كوثر جالسة على الأريكة ترتشف من قهوتها، لتردف كوثر:
-خير صاحية بدري ليه!
علمت ليلى بأنها تستهزأ بها لتجلس بجانبها قائلة:
-لو سمحت ممكن فنجان قهوة؟
اومأت لها الخادمة لتنظر إلى كوثر و تقول:
-أنا و أحمد كنا سهرانين إمبارح و نمت متأخر.
حركت كوثر رأسها بلامبالاة، لتجد ابنها يتصل على ليلى لتشعر بالغيظ و الغيرة.
أجابت ليلى على هاتفها لتنهض و هي تتحدث إلى أحمد بحماس:
-بجد!
-جهزي نفسك لما أرجع من الشغل هأخدك و نروح نبارك لكنز و أدم، و أسف يا حبيبتي معرفتش أوديكِ.
-ولا يهمك.
-هنتظرك يا حبيبي.
-ماما عندك؟
-أه.
-طيب وديها التليفون.
تقدمت ليلى من كوثر لتقول:
-اتفضلِ أحمد عايز يكلمك.
جذبت كوثر الهاتف من أحمد ليطمئن عليها و يخبرها بأنه سيعود من العمل باكرا و سيتناول طعام الغداء معها.
وضعت كوثر الهاتف على الطاولة لتجذبه ليلى و هي تأخذ قهوتها من الخادمة لتشعر بأن الجلوس معها سيكون ممل و ربما ينتهي الأمر بمشكلة لتذهب إلى غرفتها و تلتزم الجلوس بها طيلة اليوم حتى عاد أحمد الذي قبّل يد أمها و صعد للأعلى ليبدل ثيابه قائلا:
-خليهم يجهزوا الغداء يا حبيبتي.
دلف أحمد لغرفته ليبتسم لـ ليلى التي نهضت و احتضنته ليقبّل وجنتها قائلا:
-مجهزتيش ليه؟
-عشان والدتك متتكلمش.
اوما لها أحمد و هو يتنهد بتعب من تلك العلاقة التي تهلكه بقوة، دلف أحمد للمرحاض و بدل ثيابه لأخرى مريحة حتى يذهب لمنزل عائلة الهواري.
و بدأت ليلى في ارتداء ثوب راقي بلونه الأسود و يكاد يصل للكعبين، لتقوم بتسريحة شعر جميلة لتصبح ملفتة و يبتسم لها احمد ما أن رأها، لتتحدث كوثر بصوت منخفض لم يسمعه أحد و كانت تلعن تلك اللحظة التي رأى بها ابنها ليلى.
تناولوا الغداء ليأخذها و يغادر بعدما تحدث إلى أمه قليلا، لتدلف ليلى للمنزل بحماس تقدمت منها سميرة على الفور بعدما علمت بأنها ستأتي.
احتضنت أمها بحب لتبتسم سميرة لأحمد و تشكره بأنه جلبها لهنا.
-اومال فين مرات خالي و كنز و الباقي؟
-مرات خالك فاطمة بقالها فترة مش بتخرج من أوضتها إلا على الأكل، المهم تعالي.
جلسوا سويا لتتسائل سميرة عن الحال، لينتبهوا جميعا على صوت كنز المرتفع.
-كان لازم تبلغني أنت عارف إني مش بحب الشخص ده و لا إني أتعامل معاه و رايح تتوسله عشان تعمل عقد معاه، أتجننت!
-مبدأيا صوتك يوطى يا كنز، و الشخص اللي مش بتطيقه ده أنا كمان مش بطيقه ولكن أحنا بقى قدامنا خِصم مش سهل عائلة الصالح مبسوطة بأكمل باشا بتاعهم و أنا و أنتِ عارفين أنه أستاذ في السوق عشان كدة لازم نجمع كل الناس حوالينا.
-ده مش مبرر، مش مجبرة أتعامل معاه أتعامل أنت بقى.
تركته و غادرت ليذهب هو خلفها ولكن ليلى أوقفته لتتقدم منه و تحتضنه متسائلة:
-بدأتم الخناقات بدري.
-عاملة إيه يا ليلى؟ أزيك يا أحمد؟
-الحمدلله أخبارك، متقلقش هو الارتباط دايما فيه خناقات.
التفتت له ليلى لتقول وهي ترفع حاجبها لأعلى:
-قصدك إيه؟ أنا بتخانق معاك!
-عشان أنا مش عايز يحصل بينا خناقات.
ابتسمت سميرة و هي تقول:
-ربنا يحفظكم لبعض، أحلى الجوازات جوازة المتفاهمين و اللي عقلهم كبير.
على الجهة الأخرى،،
كانت تجلس نهلة و تحرك قدميها بعصبية، ليدلف عادل إلى الغرفة و هو يضحك ليجدها أمامه بوجهها الغاضب ليتسائل عن الأمر و قد شعر بالضيق:
-خير مالك؟ صاحية ليه دلوقتي يا هانم؟
-مش المفروض أسأل البيه! كنت فين يا عادل؟
-كنت عند مراتي التانية عندك مانع!
-عندي مانع و مانع و مانع يا ابن الصالح.
التفت عادل لها و هو يقول و قد ارتبك:
-كنت بهزر يا نهلة، يعني أنا هتجوز عليكِ!
-و متعملهاش ليه و أنت الأصل عندك معدوم.
تقدم عادل من نهلة ليجذبها نحوه و قد غضب من إهانتها له ليقول:
-في إيه يا نهلة؟ أنا مش ناقص.
-انا استحملت كتير يا عادل منك و عشان خاطر ولادنا لكن تروح تشوف واحدة من ال**بتوعك مش هسمح أبدا.
-أنا قبلت زمان بيك و أنا عارفة أنك هتموت على عائشة اللي سابتك و رفضت تتجوزك و أتجوزت عمر الهواري اللي كان مخلص ليها لأخر لحظة أنا مش هسمحلك تلعب بيا و تخدعني و تقولي ورايا شغل و أنت رايح تقضيلك شوية وقت مع كام بنت بيجروا ورا الفلوس.
أردف عادل بحدة و غضب:
-و أنتِ عرفتي منين؟
-ربنا كشفك ليا يا عادل، شوفت خيانتك بعيني و جيت وراك على شقة المهندسين اللي أنت واخدها لشهواتك و قلة أدبك.
-البواب اشتكى من السمعة اللي طلعت بسببك، أنت مش مكسوف من نفسك عندك بنت لسة على وش جواز و ابنك اللي رافع اسمك و رأسك للسماء حتى معملتش اعتبار لأحفادك.
-أنت إيه يهود؟
تركها عادل و غادر نحو المرحاض و هو يقول:
-زهقت من طريقتك البيئة.
-دلوقتي أنا اللي بيئة يا ابن الصالح!
أغلق الباب خلفه بقوة لتشعر نهلة بالغيظ و القهر من بروده هذا، هي تعلم بأنه لم يكن سيعنيه الأمر ولكن على الأقل كان يعتذر أو يظهر أي اهتمام؛ ولكنه جشع لا يفكر سوى بنفسه.
خرج عادل من المرحاض و هو يضحك كما دلف أول مرة للغرفة لينظر لها و هو يراها تمسك بيدها حقيبة السفر الكبيرة ليقول:
-عايزة تمشي؟ امشي مش همسك فيكِ يعني.
-الموضوع وجعك أوي صح! لما قولتلك أنها اختارته هو مش أنت.
ابتسم عادل ابتسامه مريضة، شهقت نهلة بقوة حينما شعرت بيده تصفعها على وجنتها بقوة غير مهتما بفارق السن و العِشرة التي بينهم، ليقول بنبرة حادة:
-و في الأخر أهو غار في ستين داهية و هي حصلته عشان رفضتني، تخيلي بقى أنتِ كمان ترفضي اللي أنا أقوله!
تركته نهلة لتغادر الغرفة و هي غير مستوعبة ذلك الأمر، قام بخيانتها و أعترف بهذا دون تأنيب ضمير من ثم ضربها بقوة لينهي الأمر بحبه لعائشة لذلك كان يحمل بداخله ضغينة كبيرة اتجاه عمر ليشعر بالفرح و يحتفل بيوم مماته.
ليأتي الصباح على الجميع، نامت نهلة مع أسر فأكمل لم يعود الأمس و ظل بالشركة؛ فالعمل كان كثيرا.
استيقظ أسر من نومه و هو يشعر بالضيق بأن أكمل لم يعد يلعب معه، لتبتسم له نهلة و تتسائل:
-زعلان ليه يوم اجازتك؟
-بابا فين؟ راح الشغل برضو!
-لا يا حبيبي هو جاي و هيقضي اليوم كله معاك.
-بجد!
ابتسمت له نهلة ليجري نحوها و يحتضنها لتقول:
-تعالى نغير هدومنا و ننزل.
هبطت نهلة مع أسر للأسفل لتجد هدى بالأسفل و تقول:
-حبيبتي.
احتضنت نهلة هدى بقوة و هي تحاول ألا تبكي لتربت هدى على كتفها قائلة:
-ولا تشيلي هم أنا معاكِ.
نهلة يتيمة لا تمتلك أحد ليقف بصفها منذ أن تزوجت بعادل ولكن هدى أخبرتها بأنها سيدة هذا المنزل و أنها بمثابة ابنة أخرى بجانب عزة لتقوى العلاقة بينهم و بالفعل تصبح بين أم و ابنتها لتخبرها نهلة بما حدث معها لتأتي هدى في صباح اليوم التالي لتحرر نهلة من سجن ابنها فهي تعلم بأنه ظالم و لقد ورث الأمر من أبيه.
اجتمع الجميع على المائدة ليتعجبوا من وجود هدى، جرى كلا من ورد و سندس نحوها لتبتسم هي و تحتضنهم بقوة.
نظر حسام لها بدهشة ليردف قائلا:
-أنا بحلم!
جرى حسام نحو جدته فهو لم يراها منذ فترة طويلة ليحتضنها و يحملها لتخجل هدى من ذلك الأمر حينما نظرت لـ باسل لتضرب حسام و تقول:
-عيب كدة.
-عيب إيه يا تيتة؟ ده أنتِ أحلى من مراتي.
تقدمت أمل منهم لتربت هدى على كتفها قائلة:
-أنا أجي جمب القمر ده بحاجة!
انتفض الجميع على أثر صوت باسل الغاضب:
-هو البيت على مزاجك يا هدى تدخلي وقت ما أنتِ عايزة! متنسيش البيت ده ليه صاحبه.
تقدمت هدى للأمام قائلة:
-و مين قال إني جاية صاحبة بيت أنا جاية ضيفة لبنتي.
تعجبت عزة لتقول بارتباك:
-تنوري في أي لحظة يا ماما.
-أنا أقصد نهلة.
نظر عادل لـ نهلة بغضب، فهو على وشك خسارة كل ما يملكه الآن ليتقدم نحوها قائلا و هو يجذبها معه:
-عايز نهلة في موضوع.
-نهلة مش هتتحرك من هنا يا عادل أبعد إيدك.
تسائل باسل باستغراب و تعجب:
-في إيه؟
أردفت نهلة و قد استمدت القليل من الشجاعة من قوة هدى لتقول:
-أنا عايزة أطلق يا عمي.
تفاجأت ورد كثيرا و شهقت و هي تقول:
-بتقولي إيه يا ماما؟
تقدمت سندس من ورد تحتضنها و هي غير مستوعبة لما يحدث حولهم؛ فهي تشعر بأن نهلة هي عماد هذا البيت و هي من تهتم بأمور الجميع.
-خير يا هدى؟ عاملة نادي للمطلقين!
تماسكت هدى لتبتسم و تقول:
-والله يا باسل أنت كل مرة بتثبت ليا إني كنت صح يوم ما قررت أبعد عنك و عن ظلمك.
-و أنت يا ابن أبوك هتطلق نهلة غصب عنك أو بإرادتك، ولما أنت راجل أوي و بتحب غيرها وافقت عليها ليه من البداية هي بنات الناس لعبة!
-فهمينا.
-البيه ابنك تربيتك بيخون مراته لا و كمان بيحب عائشة مرات عمر الهواري الله يرحمه.
نظر الجميع لـ عادل الذي شعر بالارتباك و التوتر من ذلك الأمر، فهو خائف من الخسارة.
نهض عادل من موضعه ليتقدم نحو نهلة قائلا بحدة:
-طلاق مش هطلق يا نهلة و بمزاجي.
دفعها لتسقط أرضا و كاد أن يغادر القصر ليهتف باسل باسمه بقوة و غضب جعلته يتوقف بخوف و قلق:
-استنى هنا مكانك.
ساعدت أمل نهلة لتقف مرة أخرى و جعلتها تجلس على إحدى المقاعد، ليشعر حسام بالغضب و يقول:
-أنت اتجننت يا خالي!
جلس باسل على مقعده ليقول بحدة:
-أنا هتصرف في الموضوع ده، مفيش داعِ لوجودك يا هدى هانم.
-هنتظر إيه من ظالم زيك؟
ارتفع حاجب باسل لـيقول:
-خير هو أنا كنت خونتك؟!
-عملت الأسوأ من كدة.
-دمرت حياة حفيدك و مستقبل بنت ملهاش ذنب زي كنز.
و كأن القدر كان يودّ أن تظهر الحقيقة بتلك اللحظة التي أتى بها أكمل ليعلم حقيقة ما حدث معه و حقيقة تلك الكذبة التي لطالما عاش بها.
توقف أكمل و نظر للجميع ليرى على وجوههم تعابير الدهشة و الصدمة، ليتقدم من هدى متسائلا:
-قصدك إيه بكلامك يا تيتة؟
ابتلعت هدى لعابها بتوتر و تقدمت من حسام لتستند عليه قائلة:
-قعدني يا حسام.
نهض باسل و هو يقول بحدة و أمر للجميع:
-كل واحد على شغله و حياته، يلا الموضوع أنتهى.
كاد أن يغادروا جميعا، ليصرخ أكمل بقوة جعلتهم ينتفضوا بمكانهم ليقول بقوة و أمر:
-باسل الصالح إزاي كان سبب في دمار حياة كنز؟
ليصمت الجميع سوى قلب ذلك المجروح بجرح لا يُشفى إلا بسواها، وكأنها هي الداء و الدواء معًا.
لتنهض نهلة وتقول بقوة و هي تنظر لـ عادل بتحدي:
-أنا هقول و مش هخبي الحقيقة أكتر من كدة، لازم الكل يعرف حقيقة الإنسان اللي عشت معاه لسنين و حقيقة الجد القدوة في البيت ده و اللي كانوا سبب في دمار حياة ابني اللي أغلى إنسان على قلبي و اللي كلكم أجبرتوني إني أسكت و أتفرج على ابني وهو بيضيع مني.
تقدم أكمل من نهلة ليمسك يدها و يقول برجاء:
-أحكي.
.
.
بقلم/سلسبيل كوبك.
.
يتبع::::::::::::::::::::::
___________________________
أنت تقرأ
ضحايا المنتصف..
Romanceاستدارت مستجيبة لِـندائه، فَزادت من قبضتها على حقيبة السفر و هي تنظر له يسير تجاهها. لم يجرؤ أحدهم على الحديث التزموا الصمت، و كأن لسانه لُجِم. فعقدت حاجبيها و هي تلتف؛ لتذهب و تجر حقيبتها خلفها، ولكنها توقفت مرة أخرى عندما أردف بكلمته الوحيدة: -متم...