الفصل الثالث..

984 48 59
                                    

نكمل روايتنا(ضحايا المنتصف)بقلم سلسبيل كوبك..
الفصل ال٣..
____________________________
كان يبكي أسر و يحاول الصراخ لعل أحد ينقذ أبيه الملقي أرضًا تغطيه الدماء و الكدمات، حاول أسر أن يساعد أبيه و لكنه سقط أرضًا بالكرسي الذي رُبِط بِه.
بينما أكمل سقط مغشيا عليه بعد أن قام بعض الرجال من طرف كلا من أدم و حازم بضربه المبرح بعد أن حاول المقاومة كثيرا.
كانت تقود سيارتها بسرعة كبيرة بعد أن علمت عنوان الفندق من أدم، كانت تدعو أن يمر الأمر و لا يخبر أكمل أي شخص، فـ باعترافه ربما ينتهي الأمر بخسارة أدم أو حازم أو ربما كليهما.
توقفت أمام الفندق و هبطت منه لتدلف سريعا إلى الداخل و تذهب حيث الاستقبال مردفة بلهجة قلقة إلى حدا ما:
-لو سمحت في شخص اسمه أكمل عادل الصالح؟
نظرت الفتاة للحاسوب الذي أمامها و بحثت عن الاسم حتى وجدته و عادت بنظره لكنز التي تنظر لها مترقبة.
-أيوه يا فندم، مين حضرتك؟
ارتبكت كنز قليلا، فبأي صفة تصعد له!؟
أخرجت من حقيبتها مبلغ من المال و أعطته للفتاة دون أن ينظر أحد لها و أردفت قائلة:
-عاملة ليه مفاجأة هطلع ليه خمس دقايق و هنزل علطول، هاتي مفتاح أوضته.
ترددت الفتاة قليلا و لكنها نظرت للمال و أخرجت المفتاح لكنز التي صعدت للغرفة بأقصى سرعة لديها كأنها تسابق الزمن.
دلفت الغرفة و نظرت بأرجائها حتى وجدت أسر ملقي بجانب أبيه على الكرسي و قام أحدهم بربطه و وضع شريط لاصق على فمه، بينما أكمل كاد أن يستيقظ و لكن الكدمات تمليء جسده الذي حاول حماية ابنه الوحيد.
جرت كنز سريعًا على أكمل لتقلبه على ظهره و هي تتفحص نبضه، نظر لها بضعف و نظر لابنه.
تحدث بخفوت لكنز و أنفاس متقطعة:
-مش مهم أنا، أسر.
جرت كنز نحو أسر تفك أحباله و قيوده، فجرى نحو أبيه يحتضنه و يبكي.
طلبت كنز المساعدة من الفندق بعد أن قامت بمهاتفهتم عبر الهاتف الأرضي المتواجد بالغرفة.
ذهبت كنز نحو أكمل مرة أخرى وجدته أغمى عليه مرة أخرى، فقامت بتهدئة أسر الذي يبكي بهسترية فلا يمكنه أن يتخيل حياته بدون أبيه سنده الوحيد بتلك الحياة الذي قام بالاعتناء به منذ يوم ولادته منذ أن توفت أمه و تركته وحيدا.
-شوية كدمات يا أسر متقلقش.
دلف المدير و معه أفراد الإسعاف و قاموا بنقل أكمل، بينما كنز ذهبت خلفهم بسيارتها مع أسر الذي لم يكف عن البكاء فجذبته كنز لأحضانها لعله يهديء.
هدأ أسر بعد فترة و كانوا قد وصلوا للمشفى، فهبطت مع أسر و وضعوا أكمل بغرفة الطواريء لمعالجته بأسرع وقت.
تنهدت كنز و هي تنظر لساعتها بقلة حيلة فهما مما يقارب الساعة بالداخل و لم يعطيهم أحد أي أخبار عنه.
تقدم أسر من كنز الواقفة أمام غرفة أكمل تنتظر أن يخبرها أحد حالته و أمسك بثيابها من أسفل فنزلت لمستواه و وضعت يدها على إحدى كتفيه.
-هو بابا هيقوم صح؟
ابتسمت كنز لبراءة ذلك الطفل و أردفت لتطمئنه:
-اه يا حبيبي هيبقى كويس و هيقوم و هيلعب معاك كمان.
احتضن الطفل كنز فشعرت بشيء غريب اتجاهه، لا يمكن أن يكون ذلك البريء ابنا لذلك الوحش.
خرج الطبيب فنهضت لتقابله كنز.
-واضح أنه تعرض لهجوم، هنضطر نبلغ البوليس.
-و عالجنا جروحه و اتأكدنا أن مفيش كسور، تقدري تدخلي ليه.
اومأت له كنز و نظرت لأسر الذي تحدث.
-مش يلا؟
-ادخل أنت يا حبيبي.
هز أسر رأسه بالرفض و جذب كنز للداخل حتى دلفت و نظرت لأكمل الذي يستفسر عن حال ابنه من الممرضة.
جرى أسر بفرح نحو أبيه و احتضنه، بينما أكمل ابتسم له و ضمه لأحضانه و نظر لكنز التي نظرت أرضا فكلا من حازم و أدم مخطئين.
غادرت الممرضة، و شعرت كنز بالغربة و هي تقف مكانها فكادت أن ترحل حتى سمعت اسمها منه، أكمل حديثه و وجهه نحو أسر:
-أسر اخرج اقعد بره و إياك تروح أي مكان تاني.
هز أسر رأسه بتفهم و جلس أمام غرفة أبيه بحقيبته الذي أخرج منها دفتر يبدو قديما قليلا و بدأ في قراءته.
بالداخل،،
تقدمت كنز من أكمل و جلست أمامه واضعة قدم على الأخرى، ابتسم أكمل بسخرية فـ بالرغم من أن عائلتها المخطئة مازال لغرورها أثر.
نظرت له كنز فهي تعلم ما يدور بباله، و حتى و إن كانت عائلتها المخطئة لن تسمح به أن يؤذيهم فأردفت قائلة:
-المقابل؟
عاد بجسده للخلف ليستند على ظهر السرير، و قال مستغربا من نبرتها و من سؤالها:
-بتحاولي ترشيني!!!
نهضت من موضعها و هي تبتسم و وقفت أمامه مرددة:
-بلاش نضيع وقت، عايز إيه مقابل أنه ميتبلغش عن حازم و أدم!؟
-أنتِ.
نظرت له لوهلة، ربما كانت ستصدقه إن لم تكن هناك عداوة بينهما و لكن عيناه صادقة لماذا تلك الابتسامه الخبيثة تزين ثغره إذا.
-صدقتي و لا إيه!؟ يوم ما هتجوز هتجوزك!
عادت لهدوئها تردف بثقة غير مألوفة لأكمل.
-حازم و أدم مش هيتورطوا في الأمر ده أبدا و مش هسمحلك بده أصلا، اطلب المقابل و خلينا ننهي الموضوع ده قبل ما عائلتك ما تيجي.
ضحك أكمل فشعرت كنز بالغيظ فهو يستفز هدوئها و برودة أعصابها بعدم حديثه، التزمت الصمت حتى انتهى من ضحكه و نظر لها ممسكا بيدها مرددا:
-عشرة مليون، هتقدري!؟
ترك يدها كأنها قمامة و أردف و هو يدير وجهه للجهة الأخرى:
-طبعا مش هتقدري.
تفاجيء بإجابتها، لم تكن هكذا يبدو أنه يتعرض لصدمات منذ أن أتى.
-دولار و لا مصري!؟ الاتنين متوفرين إذا كان ده التمن و لكن بشرط مع محامي و عقد أنك مش هتبلغ عنهم أبدا مقابل الفلوس دِ.
نظر لها بلامبالاة مردفا:
-و أنا مش عايز فلوس.
نظرت له بملل فعادت لتجلس مردفة:
-واضح أننا قاعدين للصبح، لما نشوف طلباتك.
نظر أكمل لـ كنز و أردف اختياره النهائي:
-لو الأمر كان أنا بس كنت تخليت عن الموضوع، لكن الأمر يخص ابني و أنا اللي يمس ابني اقتله.
فهمت ما يرمي له، فنهضت و هي تحمل حقيبتها بيدها و ذهبت نحو باب الغرفة.
-جوابك وصل، أشوفك في المحكمة و لكن برضو حازم و أدم مش هيدخلوا السجن.
غادرت الغرفة دون أن تسلم على أسر الذي حزن و دلف لأبيه الذي تساءل عن الأمر.
-كنز مشيت من غير ما تسلم عليا.
تعجب أكمل من ابنه و جذبه لأحضانه يتساءل مرة أخرى:
-طب و فيها إيه!؟
-أنا بحب كنز.
نظر له أكمل باندهاش فكيف حبها و متى!؟
-حبيت مين يا أسر!؟ و يوم ما تحب تحب دِ.
-كنز جميلة أوي يا بابا، مشوفتهاش ظهرت زي البطلة ازاي و هي بتحاول تنقذنا و جريت عليك و حاولت توقف الدم و انقذتني و أنقذتك، أنا بحبها أوي.
لم يعلق أكمل على حديث ابنه، فلا يجب أن يخبر ابنه عن تلك العداوة بين العائلتين فهو مازال صغيرا.
علمت عائلة أكمل بما حدث له، فأتى جده و أبيه و أمه التي حضنته و هي تطمئن بأنه لم يُؤذى كثيرا.
أردف عادل أبيه بكل غضب و هو يعلم ما حدث من ابنه:
-هتدفع التمن غالي.
كاد أن يرحل عادل و لكن أكمل أوقفه مرددا:
-بالقانون، الموضوع يخصني أنا و ابني عشان كدة هرفع قضية عليهم و مش عايز نقاش في الموضوع ده.
ابتسم باسل بخبث و وافق على حديث أكمل و تركه و غادر مع عادل.
-متأكد أنه هما اللي عملوها؟
اومأ أكمل برأسه و هو يحتضن ابنه النائم بجانبه، قبّلته أمه على جبينه و ظلت بجانبه حتى حان موعد رحيلها مع أبيه فسمح لها بالذهاب بينما هو ظل شاردا بما حدث.
___________________________
كان جميع أفراد عائلة الهواري متجمعة على مائدة الطعام لتتناول فطورها بالإضافة إلى خطيب ليلى المدعو أحمد الإبراهيمي.
أتت لهم الخادمة و هي تنظر أرضًا احترامًا لهم مرددة ببعض الكلمات بجانب أذن كنز التي ابتسمت و نهضت لتتلقى ذلك الجواب من المحكمة و تمضي باستلامه و عادت لتكمل طعامها.
غمز لها أحمد و هو يردف معلقا:
-من مين!؟
-من المحكمة.
نظر لها الجميع بتساؤل، ففسرت هي دون أن يسأل أحدهم:
-أدم و حازم هاجموا أكمل الصالح.
غضب شريف و نهض ليصفع ابنه حازم و لكن كنز تصدت له مرددة:
-تقدر تضربهم لو الأمر متحلش لكن في غضون يومين الأمر هيتحل.
نظرت لكلا من أدم الذي احتضنته أمه سميرة، و إلى حازم الذي لم تستطع تفسير تعابير وجهه و أردفت:
-حازم و أدم اجهزوا عشان هنروح للنيابة.
نهض أحمد و تقدم من كنز مردفا:
-محتاجة مساعدة!؟ ممكن.
-شكرا يا أحمد هقدر أحل الأمور.
صعدت كنز لأعلى لتبدل ثيابها، فهي قامت بأخذ كافة الاحتياطات لقرار أكمل لن يمكنه هزيمتها.
بالأسفل،،
كان شريف غاضبا و يصرخ بوجه المتواجدين.
-ابني لو حصله حاجة مش هرحمها فاهم مش هرحمها، مش حتة بت تهد كل اللي بنيته ليا و لولادي.
نهضت سميرة و هي غاضبة أيضا و نظرت لأبيها مرددة:
-من النهاردة هبدأ ادور في عريس مناسب ليها، دِ لازم تتجوز و تقعد في بيتها.
عقد جلال حاجبيه و نظر لكليهما مردفا:
-تقدر تقولي يا شريف الشركة أرباحها زادت من امتى؟
-اه من لحظة ما كنز حطت رجليها فيها و لحد الآن احنا رقم واحد في السوق.
-و أنتِ يا سميرة بنتك لما حاولت تنتحر و أنتِ مكنتيش جمبها و لا حد خالص كان موجود غير كنز هي اللي مخلية بنتك لسة واقفة جمبك اهو عايشة و هتفرحي بيها قريب.
-و بالنسبة لعلاء مين خرجه من السجن السنة اللي فاتت!؟
-و أنا واثقة أن المرة دِ هي هتنجح فيها زي كل مرة.
نظرت فاطمة لكنز التي أتت بعد أن أبدلت ثيابها فابتسمت لها تشجيعا لها.
-حازم أدم يلا بينا.
غادروا ثلاثتهم، بينما ليلى ظلت قلقة قليلا حيال أخيها فجذبها أحمد للخارج لعله يهدأها.
في سيارة كنز،،
-مطلوب منكم حاجة واحدة، أي سؤال يتوجه ليكم تقولوا متعرفوش و مش أنتوا اللي عملتوا كدة.
تجرأ حازم و تساءل قائلا:
-احم طب و الرجالة اللي أجرناهم.
ابتسمت كنز بسخرية فهي بمجرد أن ألقت بوجوههم المال حتى فعلوا ما أُمِروا به.
ذهبت كنز حيثما مكتب النائب المسؤول عن قضيتهم، و ظلوا منتظرين بالخارج قليلا.
وجدته يدلف إلى الداخل مع أبيه و جده و على الأغلب محاميه نظرت له بغرور و سندت على الحائط مشبكة ذراعيها.
تقدم عادل منها مردفا بغضب بادي على وجهه.
-هدفع عائلتك تمن اللي عملتوه كويس.
ابتسمت كنز و لم تجيب عليه، صاح باسل باسم ابنه، بينما بدأت حرب النظرات بين أكمل و كنز التي لم تستطع أن تنظر له مطولا، فأتى الموظف ينادي عليهما و سمح لكلا من أكمل و محاميه و حازم و أدم بالدخول.
تقدمت كنز من باسل و رفعت سبابتها بوجهه مردفة:
-عائلتي خط أحمر، و اللعب معايا وحش يا باسل بيه.
بالداخل،،
-إيه أقوالكم في التهم الموجهه لكم؟
نظر كلا من حازم و أدم لبعضهما.
-منعرفش حاجة و ملناش دخل في اللي حصل مش معنى أنه في بينا عداوة يبقى هنأذيهم بدون سبب.
حاول النائب أخذ إفادتهم و لكنهم لم يتحدثوا و التزموا بالصمت كما أخبرتهم كنز، سمح لهم النائب بالخروج و استأذنت كنز لكي تدلف.
-مين؟
نظرت كنز لأكمل و تحدثت و هي تنظر له:
-أنا اللي أمرت رجالتي بالهجوم على أكمل الصالح و لو عايز شهود أنا مستعدة اجيبهم حالا.
نظر لها أكمل متفاجئا، هل لتلك الدرجة أصبحت؟ هل لكي تخرج حازم و أدم تضحي بنفسها، وحياتها!؟
ألقت كنز التهمة عليها و قبل أن تمضي على أقوالها جذبها أكمل لها.
-أنتِ عشان تخرجيهم منها هتعملي كدة؟
نظرت له بلامبالاة و أردفت قائلة:
-و ليه مكونش أنا فعلا اللي حرضتهم على كدة!
نظر أكمل للنائب و ألقى كلاماته التي صُدِمت كنز في الحقيقة.
-أنا بتنازل عن القضية.
غضب النائب فهذا استهزاء بهم فكاد أن يتحدث و لكنه وجد أكمل يجذب خلفه كنز التي لم تعارض.
ظل المحامي الخاص بأكمل مرتبك فكيف سيقدم عذرا الآن.
جرى كلا من حازم و أدم خلف كنز و لكنها أشارت لهم بأن يعودوا للمنزل و طمأنتهم.
-اركبي.
صعدت كنز بسيارة أكمل التي قادها نحو مكان خالي، فقط رمال و بيوت لم تُبنى و لكن وُضِع أساسُها.
هبط أكمل من سيارته ففعلت كنز المثل و وقفت خلفه و قبل أن تتحدث وجدته يهجم عليها و أمسكها من كتفيها بقوة و عنف.
-مش هسمحلك يا كنز مش هسمحلك، هما المذنبين مش هسمحلك تنتصري عليا.
لم تعلق فقط تركته يكمل حديثه.
-عشان تعانديني تدخلي نفسك السجن عشان تثبتي ليا أنك مش هتسمحي ليهم أنهم يدخلوا السجن تدخلي أنتِ، أنتِ مجنونة!!!!
أردفت بهدوء لا تعلم كيف سيطر عليها.
-لتكون بتحبني!
دفعها بعنف على السيارة فضحكت بقوة لتستفزه أكثر و أكثر، فجذب قالب طوب كبير و اقترب منها سريعا و رفع يده لأعلى لكي يضربها به و لكن يده توقفت بالأعلى حينما أخرجت مسدسها الذي خبئته خلف ظهرها مصوبة اتجاهه.
صرخ بوجهها بغضب:
-أنا عملتلك إيه!!!!
-ابني ذنبه إيه!!!!
صرخت هي الأخرى بوجهه و هي تتقدم منه عدة خطوات:
-ذنبه أنك أبوه، ذنبه أنك رجعت مصر، ذنبه أنك موجود على قيد الحياة خد ابنك و امشي لأنه ممكن لو فضل هنا لفترة أطول يشوف أبوه بيموت قدامه.
تركته و ذهبت لا تعلم إلى أين و أين هي و لكنها لا تريد أن تظل معه تريد أن تهرب بعيدا.
_________________________
لقد اتخذ قراره سيذهب، لا ذنب لابنه أن يظل في تلك الصراعات هو خائف عليه كثيرا سيعود إلى حياته الروتينية إلى عمله بلندن إلى منزله.
_
كان أول يوم لها بالجامعة هي متحمسة للغاية، أخيرا!!
كانت تنظر للجامعة بابتسامه تكاد تصل لأذنيها و لكن على ما يبدو أن تلك الابتسامه لن تدوم فسقطت أرضا مغشيا عليها أثر تلك السيارة التي قامت باصطدامها.
هبط من السيارة سريعا و ذهب نحو تلك الفتاة التي ترتدي ثوب باللون الأحمر مظهرا قدميها و يدها و جسدها الجميل.
نفى ما دار بخاطره و رفع الفتاة نحوه ليرى وجهها، لم يستطع عدم النظر لها فقد كانت تمتلك جاذبية خاصة بها.
أفاق من شروده على صوت فتاة بالجامعة:
-دكتور لازم ننقلها لعيادة الكلية.
للأسف ذلك هو الحل يجب أن يذهب بها لعيادة تلك الجامعة التي ربما سيحبها، حمل الفتاة بين يده و ذهب بها للعيادة و مازال لا يستطع أن يبعد عيناه فلها جاذبيتها التي تسيطر عليه و ليس هو فقط فأيضا الطبيب الذي يتفحصها لا بد من أنه معجب بها.
_
كانت ورد تتحدث مع أحدهم بالهاتف و تضحك بخجل يسيطر عليها، دلف أكمل الغرفة فانتفضت سريعا و نظرت بأرجاء الغرفة سريعا و استقرت عيناها على أكمل الذي تقدم منها بخطوات أربكتها.
احتضن أكمل أخته فتعجبت ورد كثيرا و نظرت لأخيها تسأله بعيناها.
-هرجع بلدي.
أدمعت عيناها و نظرت له تردف قائلة:
-و هتسبني تاني لوحدي!؟
أحاط وجهها بيده و ابتسم يطمئنها.
-حبيبتي أنا معاكِ في أي وقت متقلقيش.
احتضنها مرة أخرى بينما هي كانت تفكر هل ستعود لوحدتها مرة أخرى بدون أخيها.
-طب و أسر؟
ضحك أكمل على أخته و حاول المزاح قليلا:
-هسيبه و هسافر، أكيد هأخده معايا.
-طب ما تقعد شوية كمان.
-هبقى أجي في الأجازة الجاية.
قبّل جبين أخته و غادر لغرفة أمه ليودعها، و لكنه وجد التلفاز مضيء و نظر له و استمع للخبر بدهشة.
"حفيدة جلال الهواري كنز الهواري انقلبت سيارتها عدة مرات ثم احترقت و قامت المطافئ بإطفاء النيران و لكن لم يجدوها بداخلها، سنتواصل معكم بأي جديد قريبا"
نظر أكمل لأمه و اقترب منها جلس بأحضانها واضعا رأسه على رجليها و أغمض عينه.
_
-بعتذر يا دكتور على التأخير.
-و أنا معنديش حد يدخلي بعد ما أدخل، اتفضلِ بره.
تضايقت كثيرا و غادرت المدرج تنتظر الدكتور حتى تتحدث معه.
انتهت المحاضرة و غادر الدكتور المدرج بينما هي قد لحقته و هي تصيح باسمه
-يا دكتور يا دكتور، طب على الأقل اديني فرصة أشرحلك.
التفت لها الدكتور و على وجهه الصرامة ينتظرها تكمل حديثها فارتبكت.
-بقول يعني أنا اتأخرت لأن الزحمة.
-حصل خير، متتكررش تاني.
تركها و غادر، بينما هي ظلت تسرح بعيناه فهو جذاب للغاية ابتسمت دون أن يلاحظها أحد و هي تحاول ألا تفكر به.
على الجهة الأخرى،،
وجدوا كنز ملقية بأحد الأماكن المهجورة بعد أن تعرضت للضرب و أيضا لذلك الحادث.
سقطت فاطمة مغشيا عليها بعد أن رأتها و هي بتلك الحال، بينما ليلى صرخت بقوة فاحتضنها أدم الذي حزن على حال ابنة خاله.
تقدموا منها أفراد الإسعاف و كانوا يجهزوها ليضعوها على السرير الناقل، بينما هي أردفت أخر كلماتها بخفوت لم يسمعه سوى حازم:
-ع ا د ل.
.
.
بقلم/سلسبيل كوبك.
.
_يتبع:::::::::::::::.
_________________________

ضحايا المنتصف..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن