نكمل روايتنا(ضحايا المنتصف) بقلم سلسبيل كوبك..
الفصل ال٢٠..
__________________________
هبطت كنز على الفور من سيارتها لتطمئن على تلك الفتاة التي كادت أن تصطدمها بسيارتها، تقدمت منها كنز و هي تتفقد حالها لتتفاجيء علياء عندما ترى كنز التي لم تستطع التعرف عليها تفاجأت كنز كثيرا عندما وجدتها تحتضنها بقوة و كأنها وجدت موطنها الحقيقي لتردف ببكاء:
-كنز!
هبط حسام من سيارته و هو غاضب ليضرب السيارة بقوة قائلا:
-بتهربي مني!
نظرت له كنز لتتفاجيء بأنه عاد بعد أن سافر مع أخيه الذي تزوج بصديقتها الوحيدة التي وافقت بالإجبار على تلك الزيجة.
حاولت كنز أن تكذب عقلها فهي علمت بأن التي تحتضنها الآن ليست سوى علياء صديقتها التي لم تراها منذ سنوات.
رفعت كنز يدها لتحاوطها برفق، ليزداد غضب حسام الذي أردف:
-كملت.
اقترب حسام من علياء ليجذبها بين يدي كنز التي نظرت له بحدة و دفعته بقوة حتى كاد أن يسقط أرضًا ولكن أكمل ساعده لينظر إلى كنز التي كانت غاضبة حد اللعنة، جذبت كنز علياء لتقف خلفها لتواجه هي حسام ذلك المجرم.
اقترب حسام من كنز ليصرخ في وجهها قائلا:
-رجعيها يا بنت الهواري.
أخرجت كنز هاتفها ولكن حسام جذبه منها ليلقيه أرضًا بكل غضبه و يقف عليه ببرود، كانت المسافة بينه و بين كنز ضئيلة جدا حتى كادت أن تختلط أنفاسهم لتردف كنز:
-هدفعك التمن غالي يا حسام.
كادت أن تغادر حتى جذبها حسام له ليتحدث بنبرة أقرب للصراخ:
-أنتِ مش هتتحركي من هنا بيها يا بنت الهواري.
استند أكمل على سيارة حسام و هو يرى قوة كنز التي لا تضاهي غضب حسام.
-وريني هتمنعني ازاي؟
ابتسم حسام ابتسامه مريضة إلى حدا ما، ليشير إلى أحد حراسه الذي أتى و وضع بكف يد حسام سلاح ليصوبه حسام بوجه كنز قائلا ببرود سيطر عليه:
-حياتك هتبقى التمن.
بكت علياء بقوة ليصرخ عليها حسام قائلا:
-ما تبطلي صدعتيني.
كانت كنز في حيرة من أمرها، لتتقدم من سيارتها و هي مازالت ممسكة بيد علياء ليصوب حسام اتجاه عجلات السيارة، صرخت علياء و احتضنت كنز التي نظرت لأكمل الذي كان يشعر بالملل و نادما؛ لأنه أتى مع حسام ليشاهد تلك الدراما المزعجة.
اقترب حسام من كنز ليضع المسدس على رأسها قائلا:
-هي مقابل حياتك.
دفعته كنز بقوة و كادت أن تجري ولكن حسام سيطر عليه الغضب الذي كاد أن يحرق به اليابس ليصوب اتجاه كنز التي صرخت بقوة حينما اخترقت الرصاصة ذراعها، لتصرخ علياء و تبدأ في ضرب وجنتيها بقوة و هي تبكي.
جرى أكمل على كنز التي تمسكت بقميصه حتى لا تسقط، ليصرخ أكمل في رجالة حسام قائلا:
-خدوه من هنا.
جلس أكمل أرضًا و كنز في أحضانه تحاول تحمل الألم، لتقطع علياء جزء من ثيابها و تحاول وقف النزيف بها.
سقطت دمعة من عيني كنز على وجنتها، لتبتسم لها رغم شعورها بالألم لتمسك بيد أكمل قائلة بخفوت:
-متخلهوش يأخدها، متخلنيش أكرهك زيادة.
حملها أكمل بين يديه ليتقدم من سيارة كنز ولكن حسام توقف أمامه قائلا:
-رايح فين يا أكمل؟
رفع أكمل كنز له التي للتو فقدت وعيها بين يديه و خلفه علياء التي تبكي بقوة، أردف أكمل بحدة و قوة جعلت حسام يتراجع:
-إياك تفكر أنك هتأخد حد يا حسام، ابعد من وشي دلوقتي.
وضعها أكمل في سيارتها، ليحمي علياء حتى استقلت هي الأخرى السيارة ليستقل أكمل هو الأخر و يتولى القيادة نحو مشفى الكمبوند فهو يعلم أن إصابتها خفيفة لأنها ما كانت سوى رصاصة طائشة من حسام و أصابت ذراعها فقط؛ ولكنه شعر بالقلق عليها فبالرغم من شده كرهه لها منذ ثمانِ سنوات ألا و أن مازال جزء بداخله يجهاد حتى يحبها.
دلف بها إلى المشفى ليخبره الموظف بأن يسجل البيانات و يدفع المبلغ المطلوب، ليردف أكمل بحدة:
-دخلها و أنا هعمل اللي أنت عايزه.
كانت علياء تقف بجانبه و هي تبكي على تلك الفاقدة للوعي بين يديه، لينظر لها أكمل و إلى ذراعها المليء بالدم ولكن علياء أوقفته بقطعة من ثيابها.
لياخذوا منه كنز و يبدأ أكمل في تسجيل البيانات و قام بالدفع، ذهب أكمل حيثما أخذوها ليتفقد أحوالها.
نظر أكمل لعلياء التي لم يكن بيدها سوى البكاء على صديقتها و على أحزانها و خيباتها.
أخرج الطبيب الرصاصة من ذراع كنز التي شعرت بالألم رغم فقدانها للوعي، ليخيط الجرح و يغادر الغرفة لتهتم بها الممرضة.
-أخبارها يا دكتور؟
-شيلنا الرصاصة و الوضع مستقر، ولكن لازم البوليس يتدخل دِ قواعد المستشفى.
غادر الطبيب ليكتب تقريره الذي سيتم عرضه على الشرطة، فهي أتت مصابة بعيار ناري كيف يمكنهم تخطي ذلك الأمر لابد من التحقيق.
خرجت الممرضة لتطمئنهم و تقول:
-هي بخير ولكنها هتفوق الصبح.
تقدم أكمل من علياء و يقول بنبرة حادة:
-ياريت تبطلي عياط شوية.
-اتصلي بعائلتها تيجي تطمن عليها.
غادر أكمل المشفى ليعود إلى المنزل، استمع لصوت حسام المرتفع و الذي كان يسبّ و يلعن كلا من كنز و أكمل و علياء.
دلف أكمل للداخل لينظر له حسام و يقترب منه قائلا:
-أهو الباشا الحنين اللي جري على البت أول ما شافها بتقع قدامه.
حاول أكمل تمالك أعصابه ليردف:
-دِ حاجة اسمها إنسانية تسمع عنها!
-و كمان مش كفاية اللي أنت عامله في البنت ما خلاص جوزها مات عايز منها إيه تاني ما تسيبها في حالها.
حاولت عزة التحدث ليقاطعها حسام و يقول:
-هو أنت نسيت مين اللي ساعد سامي عشان يتجوزها!
-حسام الكلام أنتهى أنا مش فاضي لحوارات الستات ده.
لكمه حسام بقوة على وجهه، جرى أسر على أبيه ليساعده حتى ينهض و يقول:
-أنت كويس؟
-أه يا حبيبي متخافش.
نظر أكمل بحدة لحسام الذي أردف بصوت مرتفع، و كانت زوجته تنظر له بخذلان فهذا ليس زوجها الذي تزوجته و أحبته:
-علياء هترجع غصب أو برضاها، و حبيبتك اللي أنت خايف عليها لو وقفت قصادي هفرمها يا أكمل حتى أنت لو وقفت قصادي هفرمك.
دفعه أكمل ليغادر و يصعد لغرفته مع ابنه لتصعد خلفه نهلة و هي تقول:
-يا حبيبي استنى بس فهمني حصل إيه؟
-مفيش حاجة.
-بتلم هدومك ليه طيب؟
-هأخد ابني و نمشي من البيت ده.
-هتروح فين بس طمني؟
-هروح شقتي القديمة.
كانت تحاول نهلة كثيرا أن تقنعه ليظل و يبقى معها، بينما على الجهة الأخرى..
جرى كلا من حازم و أدم إلى المشفى مسرعين ليتساءلوا عن الغرفة التي تتواجد بها، ليتقدموا نحوها ولكن حازم شعر بأن الزمن توقف حينما رأها تأخذ الممر ذهابا و إيابا و هي تدعو ربها أن تفيق صديقتها في أقصى وقت.
تراجع عدة خطوات للخلف، ولكن أدم تقدم منها بتعجب فكيف هي متواجدة هنا ألم تكن مسافرة!
-فين كنز؟
فزعت علياء لتنظر إلى أدم ثم إلى حازم الذي كان يقف خلفه ينظر لها بعدة مشاعر مختلطة ليجد علياء تتقدم منه ليشعر بالخوف و هو يراها أمامه بحالة لا يرثى لها ليجدها تحتضنه بقوة ليتراجع للخلف أثر اندفاعها.
تقدم أدم من غرفة كنز ليدلف للداخل و يتقدم منها، ليجدها نائمة على سرير المرضى ليشعر بالحزن على حالها و يجلس بجانبها ليملس على شعرها بحنية ليخفض يده حيث وجنتها ليمرر إبهامه عليها.
انحنى أدم ليقبّل رأسها قائلا بخفوت:
-ألف سلامة عليكِ.
ابتعدت عنه علياء لترى تعابير وجهه جامدة لا توحي بشيء بالرغم من تلك المشاعر التي اختلطت على قلبه ليشعر بالنيران بداخله ولكنه تظاهر بالجمود و اللامبالاة لطالما تظاهر بتلك المشاعر حتى يثبت للجميع بأنه تخطى الأمر.
نظرت علياء أرضًا بارتباك، فهي شعرت برفضه لها لتردف:
-أسفة.
تركها حازم ليدلف إلى غرفة كنز لكي يطمئن عليها ولكنه وجدها نائمة ليردف بهمس:
-نايمة؟
-أه.
نهض أدم ليتقدم من حازم و ينظر إلى علياء من خلال ذلك الزجاج قائلا:
-هي دِ إيه اللي رجعها؟
ليرفع حازم كتفيه لأعلى قائلا:
-هعرف منين؟
-هي ناقصة!
-يلا نشوف الطبيب المشرف على كنز عشان نطمن على حالتها و نعرف حصل إيه.
اومأ له حازم ليغادرا سويا، بينما علياء نظرت إلى حازم و هي تردف:
-اتغيرت أوي.
تقدمت علياء من زجاج الغرفة لتنظر إلى كنز و تقول بخفوت:
-وحشتيني أوي يا كنز.
-أنا أسفة أنا السبب.
بينما على الجهة الأخرى،،
كنز كانت نائمة بعمق لا تفكر في شيء، فهي ابتعدت عن العالم و الأخرين لتريح عقلها التي ترهقه كثيرا تلك الآونة و تنعم ببعض الراحة، و القليل من الألم أثر جرحها.
_________________________
قام باسل باعتراض طريق أكمل ليقول:
-تعالى ورايا.
تحدث أكمل بحدة قائلا:
-أن.
قاطعه باسل بمغادرته نحو الأخرين و الذي قام بتجميعهم حتى يحل الأمر.
-ممكن أفهم رايح فين دلوقتي؟
-بعيد عن هنا، أحنا مش قتالين قتلة عشان الباشا يرفع سلاحه عليها و يحاول يقتلها.
ليتحدث حسام بسخرية و يقول:
-طب ما تقول أنك لسة بتحن ليها و احنا هنحاول نسكت.
-مش هرد على مريض زيك.
مسكت أمل يد زوجها في محاولة منها لتجعله هاديء و لا يخسر أكمل فهما أخوات منذ الصغر.
أردفت عزة بحدة و هي تؤنب ابنها:
-حسام احترم نفسك متنساش أكمل أكبر منك، احترمه.
لم يعقب حسام على حديث أمه ليصمت بعدها، و يردف عادل قائلا بسخرية:
-ممكن أعرف فين المشكلة! مالك يا باشا الأمر جه على نفسيتك أوي كدة ليه خلاص في داهية محسسني أنها ماتت هي دِ بتموت دِ قطة بسبع أرواح.
-ليه يا حسام مجبتش الرصاصة في رأسها كنا ارتحنا منه؟
-لأني مش قاتل يا خالي.
نظر له عادل بغضب؛ فهو لم يتوقع تلك الإجابة، ليتفاجيء الجميع حينما تحدث أسر بغضب مع عادل:
-عارف إيه الفرق بينك و بين كنز؟ أنها إنسانة.
صُدِم الجميع بلا استثناء فكيف له أن يخاطب جده بتلك الطريقة و قام بإهانته أمام الجميع ليشعر عادل بالحرج و يغادر حتى لا يضرب أسر و حينها سيثور أكمل و لن يهدأ.
أردفت ورد بصوت خافت مرتبك:
-أنا شايفة الحل عشان متحصلش مشكلة كبيرة، إن حسام يعتذر لكنز.
لينهض حسام و يردف بعنف:
-أنتِ اتجننتِ يا ورد!
ليأتي الصباح، و يدلف كلا من حسام و زوجته و أكمل بابنه و باسل من باب المشفى التي تُحتجز بها كنز حتى يعتذر حسام و لا تقوم الحرب بسبب تلك الطلقة التي خرجت من سلاحه لتصيب كنز.
توقف أدم أمامهم و خلفه حازم و علاء، ليسخر أكمل من أدم و يتخطاه ليذهب نحو غرفة كنز و التي لتوها استيقظت و يقوم بفحصها الطبيب.
-ناديلي حد كبير اتكلم معاه بلاش لعب عيال.
ليغضب أدم و يصرخ بوجه باسل قائلا:
-ليه شايفنا مش قد المقام! يلا بره هي مش ناقصة قتالين قتلة زيكم.
ليرفع حسام سلاحه نحو أدم، وقفت أمل أمام حسام قائلة بضعف:
-حسام أرجوك أحنا جاين نحل مشكلة مش نزودها.
قلقت علياء من حسام لتدلف إلى غرفة كنز و هي خائفة من أن يكون قد أتى ليأخذها تعيش بسجنه للأبد.
شعرت كنز بالقلق حينما رأت علياء و التي جلست بجانبها و هي تفرك يدها بقوة حتى ذهبت الدموية منها.
-حمدلله على سلامتك.
اومأت له كنز لتبتسم بعملية و يغادر، لتنظر كنز إلى علياء و تتسائل عن الأمر لتجيب علياء بارتباك:
-حسام هنا و شكله جاي يرجعني أنا خايفة.
حاولت كنز النهوض ولكن المهديء كان يشعرها بالخمول لتستند على علياء ولكنها لم تستطع النهوض لتستلم و تعود إلى الفراش.
ليدلف أسر سريعا و هو يبتسم و يجري ليحتضن كنز بقوة، بينما هي بادلته الابتسامه و قامت بتقبيله ليخجل أسر و تضحك كنز بقوة عليه و هي تغرز أصابعها بشعره الكثيف.
-مين بره يا حبيب قلبي أنت؟
-بابا، جدو باسل، زدو اللي اسمه حسام و مراته.
اومأت له كنز لتحتضنه بقوة، نظرت إلى صديقتها لتجدها متفاجئة فكيف كنز تحتضن ابن من قام بخيانتها و تحبه.
-أعرفك أسر.
هزت علياء برأسها لترحب بأسر، لتجد كنز أدم يدلف لغرفتها و يتقدم منها ليحملها دون سابق انذار لتشهق كنز و تضربه بصدره ليتقدم أدم لخارج الغرفة و ينهض أكمل الذي تفاجيء حينما وجده يحملها و يقربها منه بتلك الحميمية لتخجل كنز و هي تنظر لهم.
-قدامكم اهي بنفسها شوفوا عاوزين تقولوا إيه.
تقدمت أمل باحراج لتقول:
-أعرفك على نفسي أنا أمل مرات حسام، اللي حصل امبارح كانت حاجة طايشة ممكن تقبلي اعتذارنا و ياريت المشكلة متكبرش.
نظر الجميع إلى كنز في انتظار اجابتها لتنظر كنز إلى باسل و تجيب:
-موافقة بس بشرط.
-علياء تبقى معايا.
غضب حسام ليتقدم منها عدة خطوات قائلا:
-أنتِ مالك هي كانت أختك و أنا مش واخد بالي، هي مش تبع جوزها.
لتردف كنز و هي تنظر حولها:
-و هو فين جوزها ها ها؟ مش شايفاه يعني.
لتردف علياء بخفوت و تقول:
-مات.
حاول حسام جذب علياء ليقف أمامه حازم ليمنعه قائلا بحدة:
-أنا أقدر حالا أبلغ عنك و ساعتها يحققوا معاك بطريقتهم و هي أكيد هتتوصى و هتقول كل اللي حصل بالتفاصيل كمان و ساعتها بنتك هتتربى بعيد عن أبوها يا عيني أصله في السجن.
اقتربت أمل من حسام لتحتضن نصفه الأيمن قائلة:
-حسام أرجوك كفاية كدة، سامي مات خلاص أرجوك و ابنها كمان مات بلاش فضايح أرجوك.
تراجع حسام عدة خطوات لينظر إلى باسل، بينما كنز كانت تحاول التخلص من أدم و لكنه كان يمسكها بقوة لتردف بحدة و همس:
-أدم مينفعش كدة نزلني.
لتجد أكمل يردف بحدة لأسر:
-يلا يا أسر عشان هنمشي.
نظرت كنز لأكمل لتجده يتجاهلها و يقترب من ابنه ليحمله قائلا:
-أعتقد عملنا الواجب يلا.
غادر الجميع، ليترك أدم كنز أرضا و يجلس أمامها بهدوء لتستشيط غضبا و تحاول البحث عن شيء لضربه ولكنها لم تجد فهما كان يقفان بممر المشفى.
لتجد حازم يوجه حديثه نحو علياء قائلا بنبرة حادة لم تعتادها:
-لو عايزة محامي كويس و ترفعي قضية موجود.
اومأت علياء ليتقدم منها علاء قائلا بحماس:
-أخيرا رجعتي، الدنيا كانت وحشة من غيرك.
ابتسمت علياء برقة ليحتضنها علاء و يبتعد على الفور حينما نظرت له كنز بحدة فهي تعلم بأن حازم يحمل لها بقلبه العديد من المشاعر و يود الآن لو أن يجذبها لتتوسط أحضانه و من ثم يقتلها عقابا لها.
تقدمت كنز من أدم لتقول بحدة:
-أنت مين عشان تشيلني!
-إياك تكررها يا أدم.
لتصرخ كنز حينما وجدته يحملها و يدلف بها لغرفتها ليضعها على فراشها لتجذب كنز ما بجانبها و تلقيه عليه بكل طاقة و غضب فهي قد سئمت من تصرفاته و التي توحي بسوء علاقتهم الفترة القادمة.
ودعوا كنز لتبقى معها علياء و التي كانت ترعاها و تحاول التخفيف عنها، لتطلب كنز منها قص ما حدث لينتهي اليوم ببكاء علياء داخل أحضان كنز التي كانت تبكي معها لتواسيها فهي صديقتها منذ الصغر و ابتعدت عنها لبضعة سنوات مرت كالقرن.
دلف الطبيب للغرفة ليطمئن عليها مرة أخيرة قبل أن يذهب فهي مريضة مميزة لديه هي ابنة عمر الهواري الذي لا يستطيع أحد أن ينكر الخير الذي كان يقدمه للجميع دون مقابل.
ابتسمت له كنز ليغادر و تنام علياء على الأريكة المتواجدة بالغرفة، بينما كنز كانت تحاول أن تنام ولكنها تشعر بالألم، لتنهض بعنف و هي تتذمر فهي لا تستطيع النوم فتلك الحادثة أثرت عليها بقوة.
انتفضت كنز حينما رأت أكمل الذي تسلق حتى يصل لها يطمئن عليها فحينما علم بالأمر، انتظر الليل بنيران كانت تأكل قلبه ألمًا على محبوبته.
تقدم أكمل من كنز ليحيط وجهها بين يديه ليتساءل:
-أنتِ كويسة؟ طمنيني عنك.
نظرت كنز إلى يدها، لتجد أكمل يرفع يده حيث رأسها و التي كان بها جرحا عميقا فهي اصطدمت بزجاج السيارة حينما قررت أن تتنفس بعض الهواء المنعش مع كلا من علاء و حازم و أدم و ليلى ليحدث لهم حادث و يتضرر الجميع بإصابات خفيفة.
تفقد أكمل إصابتها و هو يشعر بالضيق منها، لما هي مهملة لتلك الدرجة فهو قلق عليها.
-ممكن أفهم ازاي ده حصل؟
توترت كنز قليلا لتردف:
-خرجت أنا و ولاد عمو و عمتو نشم هواء شوية و عملنا حادثة و الحمدلله أنا سليمة.
لينفعل أكمل بها قائلا بصوت مرتفع:
-و تتنيلي تخرجي من غير أذني ليه؟ و لو كان حصلك حاجة كبيرة كنتِ هتبقي مرتاحة!
-صوتك يا أكمل!
-أهم حاجة صوتي يعني.
نظرت له كنز بضيق لتقول بصوت منخفض و حاد:
-علفكرة بقى مش لوحدي اللي اتأذيت كلنا اتأذينا.
-و أنا ميفرقش معايا حد غيرك.
لتشعر كنز بالخجل أثر كلماته لتنظر إلى أسفل، لتجد أكمل يحتضنها و يقبّل رأسها متساءلا:
-حاسة بوجع؟
-لا.
تنهد أكمل و هو يقول بينما كنز في أحضانه:
-أنا خايف عليكِ يا كنز أرجوكِ حافظي على نفسك في غيابي.
هزت كنز رأسها بالموافقة ليربت على شعرها بحنية و حب، لتشعر كنز بالنعاس و تنام بأحضانه ليبتسم أكمل عليها و يقبّل رأسها ليتركها نائمة و يلقي عليها الغطاء ليغادر أكمل ولكن ليس من الشرفة بل من باب غرفتها ليهبط لاسفل حيث غرفة مكتب أبيها.
.
.
بقلم/سلسبيل كوبك.
.
يتبع:::::::::::::::::::::
__________________________
أنت تقرأ
ضحايا المنتصف..
Romanceاستدارت مستجيبة لِـندائه، فَزادت من قبضتها على حقيبة السفر و هي تنظر له يسير تجاهها. لم يجرؤ أحدهم على الحديث التزموا الصمت، و كأن لسانه لُجِم. فعقدت حاجبيها و هي تلتف؛ لتذهب و تجر حقيبتها خلفها، ولكنها توقفت مرة أخرى عندما أردف بكلمته الوحيدة: -متم...