الفصل الاول

766 29 3
                                    

                                  الفصل الأول

في زاوية الغرفه المظلمه تجلس هي وحيده لتفكر في حياتها وما مرت به إلى الآن وما سوف تمر به بعد
تخرج كل يوم من غرفتها لتواجه مجتمع شرقي سليط اللسان ، مجتمع ليس به إلا أشخاص يسخرون منها ومن ملابسها المحتشمه و يلقبونها بالشيخه، كل هذا فقط لأنها تخشى الله و تريد أرضائه و تطمع في الجنه ، فهناك من ينبذها عندما يرى ملابسها الفضفاضة وهناك من يقول عنها تتظاهر بالتدين و آخرون يلقبونها بالشيخه .
أنها ياسمين فتاه جميله و طيبة القلب تسعى لفعل الخير ولا تريد سوى إرضاء ربها ، بشرتها خمريه و جسدها ممتليء قليلاً ، شعرها بني و لكنها محجبه و عيناها عسليتان ، وهي الأخت الكبرى
قطع صوت أفكارها صوت والدتها سعاد قائله :
_ ياسمين ، يارا ، ريم ، رهف ، يلا تعالوا الفطار جاهز .

أردفت بتنهيده :حاضر يا ماما جايه .

ليخرج على صوتها العالي زوجها عبد الرحمن وهو يفرك عينيه قائلاً :
_صباح الخير يا سعاد ، صوتك عالي ليه كده على الصبح ؟مش معقول كل يوم هصحى على الزعيق ده وأنتِ بتصحي البنات .

سعاد ببسمه : صباح النور يا عبد الرحمن هو أنا قولت حاجه منا بصحيكوا كل يوم كده ، المفروض تكونوا أتعودتوا خلاص .
عبد الرحمن بتذمر : أيوه يا حبيبتي أتعودنا فعلاً بس عندنا أمل أن يجي يوم و تصحينا فيه زي بقية الناس ، مش كل يوم أصحى مسروع على صوتك ، والله هقطع الخلف بسببك .
سعاد بسخريه : ده على أساس أنك مقطعتهوش خلاص .
رمقها عبد الرحمن بغيظ فتابعت هي بتنهد و صوت حزين و كأنها تريد تعكير مزاجها هي ومن حولها بحديثها :

_قال يعني كان جاب نتيجه ما الهوانم لسه نايمين و مخرجوش من أواضهم وأنا صوتي أتنبح معاهم .
ثم تكمل بنره حزينه :
_وأنا اللي شايله حمل البيت كله لوحدي و محدش حاسس بيا .
عبد الرحمن بحنيه : مالك بس يا سعاد يا حبيبتي أيه اللي مضايقك ؟
سعاد بجديه : يعني عاجبك حال بناتك يا عبده ؟
ليردف عبد الرحمن في تعجب :
_مالهم بس البنات يا سعاد ما زي الفل أهو .
سعاد بغيظ : يعني مش عارف مالهم ؟
عبد الرحمن بكل بساطه : لأ ، مالهم يا سعاد ما كل واحده فيهم بتشتغل و مبسوطه في حياتها .
سعاد بغضب و قد بدأ صوتها يعلو : يعني هو الشغل كل حاجه و بس .
عبد الرحمن و قد فهم مقصدها و بدأ يغضب من حديثها الذي لا تمل منه أبداً  : أه رجعنا تاني للأسطوانه بتاعة كل يوم ، الجواز صح ؟

سعاد بحزن : نفسي أفرح بيهم يا عبده والله و أشوف كل واحده في بيتها مع جوزها و مبسوطه في حياتها .
عبد الرحمن بحده : يعني هما مش هيتبسطوا غير بالجواز يا سعاد ؟
_أنا نفسي أشوف أحفادي قبل ما أموت يا عبده .
عبد الرحمن بتنهد : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أيه الكلام ده بس يا حبيبتي ؟ ليه بتقولي كده ربنا يديكي طولة العمر و يخليكي لينا و نفرح بيهم أنا و أنتِ .

أخوات و لكن اعداءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن