أستيقظت رهف في فزع على صوت إيلينا و هي تصرخ و تسير في الغرفه كالمجنونه فنهضت رهف من السرير و تحاول فهم ما يحدث مع هذه الفتاه فسألتها في غضب :
_ أهدي يا نيله أنتي مالك حد يصحي حد كده ؟
إيلينا في خوف : الحقيني يا رهف .
رهف بنعاس: مالك ؟
_ماما راجعه من السفر النهارده و أنا لازم أروح اجيبها من المطار النهارده بعد العصر مش عارفه أعمل أيه ولا أقولها اللي حصل إزاي ؟
_طب أهدي بس و كل حاجه هتتحل .
_أهدى إزاي بس أعمل أيه طيب مش عارفه ، أوديها على البيت من غير ما أقولها اللي حصل ولا لأ ؟
_مهو طول ما أنتي في الحاله دي ولا هنعرف نفكر .
_غصب عني يا رهف خايفه عليها من الصدمه أمي مريضة سكر و مش حمل مصيبه زي دي .
_بصي هي كده كده هتعرف دلوقتي أو بعدين ف أنتي تاخديها من المطار و تروحوا البيت على طول من غير ما تحكيلها على حاجه و لما توصلوا البيت أبقي أقعدي معاها كده بالهداوه و أحكيلها اللي حصل لأنها لازم تعرف كده كده .
_تفتكري هو ده الحل ؟
_مقدمناش غير كده للأسف .
_و أفرضي روحنا و بابا مرضيش يفتحلنا مثلاً او فتح و كان سكران زي أخر مره و طردها هي كمان .
أانتي ليه بتقدري البلى قبل وقوعه بس .
_عشان خايفه من اللي ممكن يحصل .
_أن شاء الله كل حاجه تعدي بخير أنتي بس أعملي زي ما قولتلك و سيبي الباقي على ربنا .
_حاضر .
ثم أعطتها رهف بيچامه قطنيه من عندها و جعلتها تذهب لتستحم بينما ذهبت رهف لإحضار الإفطار مع سعاد و بعدها أجرت أتصال مع فريق العمل بأنها سوف تأخذ اليوم عطله من العمل لأمر طارئ و في هذا الوقت كانت إيلينا قد خرجت الحمام و ذهبا ليتناولا الإفطار سوياً فجاءها اتغصال من حمزه فوقفت و دلفت إلى غرفتها لكي تجيب على الهاتف بينما أثار هذا دهشة سعاد مما حدث فرهف لا تترك الطعام أبداً لأجل أن تجيب على الهاتف ولا تدخل غالى غرفتها و تغلق عليها الباب هكذا لإجراء مكالمه فسألت إيلينا التي تجلس جانبها :
_هي مالها البت دي ؟
تصنعت إيلينا الأنشغال بالطعام و هي تقول :
_مالها يا طنط مهي كويسه أهي .
سعاد بتفكير : لأ فيها حاجه غريبه كده مش مستريحالها .
حاولت إيلينا فتح موضوع اغخر لتشغلها به فقالت :
_أسكتي يا طنط مش أنا ماشيه النهارده ومش هتشوفيني تاني .
فأنتبهت إليها سعاد و قد نست أمر رهف حقاً فقالت :
_ماشيه ليه ؟
_أصل ماما راجعه النهارده من السفر فهروح أجيبها بقا و نروح على شقتنا .
_طب و باباكي ؟
_اللي يحصل يحصل بقا يا طنط أنا مش هينفع أخبي موضوع زي ده على ماما كده كده هتعرف .
سعاد بحنيه : ربنا يقدم اللي فيه الخير يا بنتي ، هتوحشينا والله .
_وأنتي كمان يا طنط و الله هتوحشيني .
بينما في ذلك الوقت كانت رهف مازالت تتحدث على الهاتف مع حمزه فكان يسألها عن سبب عدم نزولها اليوم فأخبرته أنها سوف تأخذ عطله لكي تستريح اليوم فظلا يتسامران قليلاً في مواضيع أخرى و بعدها أغلقت معه الخط و خرجت إليهم مجدداً فلم تفر من تساؤلات سعاد عن هوية المتصل و ماذا كان يريد و لماذا تركت الطعام و ذهبت إلى غرفتها لتجيب على المتصل ، فخلقت لها رهف حجه للمراوغه من كم هذه التساؤلات التي ألقتها سعاد في وجهها دفعه واحده و بعدها مثلت الأنشغال مع إيلينا في أي شيء فذمت سعاد شفتيها في ضيق و حنق لأنها تعرف أن رهف لن تحكي أي شيء طالما لم ترد هي ذلك ففضلت السكوت .
_______________________
دلفت ياسمين إلى القسم و سألت عن المسؤول في قضية ماجد فدلها العسكري على مكتب الضابط فطرقت الباب و أخذ لها العسكري الأذن بالدخول و ما أن دلفت إلى المكتب حتى تسمرت مكانها من هذه الصدفه التي تكررت كثيراً هذه الفتره ، بينما حسام نهض من مقعده وهو يبتسم لرؤيتها أمامه مجدداً و سارع في أجلاسها على المقعد و طلب لها مشروب فتفاجأت ياسمين من هذه المعامله التي يعاملها لها الضابط فقال حسام :
_مش مصدق الصدف اللي بتجمعنا الصراحه .
فأبتسمت ياسمين و قالت :
_هي فعلاً صدف غريبه مش مشكله ، أنا جيالك في قضية قتل ماجد .
تعجب حسام من حديثها فقال :
_وأنتي أيه علاقتك بالقضيه دي هو قريبك ؟
_لأ خالص حضرتك فهمت غلط هو ب.......
فقطع حسام حديثها و سارع بالتحدث :
_و ليه الألقاب بس بلاش حضرتك .
ياسمين بأستغراب من طلبه :
_أومال أقولك أيه ؟
حسام بأبتسامه : عادي يعني قوليلي حسام بس لأني مش بحب الألقاب .
ياسمين بأستغراب أكثر : ولو أني مش مقتنعه بس تمام .
حسام بأبتسامه : ها بقا جايه بخصوص أيه ؟
_أنا صحفيه و كنت بعمل لقاء صحفي مع عيلة المجني عليه ماجد .
حسام بتساءل: عملتي لقاء صحفي مع مين ؟
_مع عمران أخوه و كنت جايه أشوف لو وصلت لحاجه جديده عشان أقدر أكتبها في التقرير و أقدمها للمدير عشان ننشرها .
_أحنا ليه بنحقق في القضيه بس اللي عرفناه أنها مش مجرد حادثه عاديه ، دي جريمة قتل .
___________________
في تمام الساعه الثالثه عصراً كانت رهف و إيلينا تتواجدان بالمطار في أنتظار والدة إيلينا ، لمحت إيلينا والدتها من بعيد فلوحت لها بيدها لكي تراها فسرعان ما جاءت إليهما من بعيد عندما رأت أبنتها و بجانبها صديقتها ، أسرعت رهف و إيلينا و أخذتا منها الحقائب التي كانت تحملها و توجهوا نحو منزل إيلينا حيث تسكن وفي ذلك الوقت كاد قلب إيلينا ينخلع من مكانه من شدة الخوف و ما ينتظرهم بالمنزل ، كانت إيلينا طوال الطريق شارده و تحاول التنبؤ بما سيحدث عندما يصلوا إلى المنزل وما ردة فعل والدها عندما يراها مع والدتها وماذا يمكن أن يحدث إذا علمت والدتها ما حدث في غيابها وأن إيلينا أخفت عليها ما جرى ، بينما كانت رهف تحاول خلق مواضيع جانبيه لأشغال والدة إيلينا وعن سبب عدم قدوم والدها معهما لأستقبالها في المطار . ظلت رهف تتسامر مع السيده إلى أن وصلوا أمام المبنى الذي يعيشون به فصعدوا الدرج حيث وصلوا إلى باب منزلهم و ضغطت السيده على الجرس و لكن الباب لم يفتح فلاحظوا أن باب المنزل مفتوح ، كانت السيده على وشك أن تدخل
المنزل و لكن أوقفها نداء إحدى جاراتها التي تسكن في الشقه المقابله لها فألتفتوا جميعاً لها فقالت لهم :
_أنتوا كنتوا فين من بدري كنا بندور على حد منكم .
لم تفهم والدة إيلينا ما تقوله هذه المرأه لهم ، فتابعت تلك المرأه حديثها قائله :
_من يومين بالظبط سمعنا صوت صريخ و حاجات بتتكسر في الشقه ساعتها أحنا أفتكرنا أن بنتك رجعت الشقه تاني و بتتخانق مع أبوها زي المره اللي فاتت فقولنا نطلع نشوف اللي بيحصل و كان الباب مقفول و صوت صريخ و حد بيتوجع ، فضلنا نخبط على الباب كتير و محدش فتح و زي ما أنتوا شايفين كده عشان ندخل الشقه أضطرينا نكسر الباب و لما دخلنا لقينا جوزك مرمي على الأرض و بيصرخ عشان حد يلحقه و كان مكسر كل حاجه حواليه عشان حد يسمعه و يجي يلحقه قومنا نقلناه المستشفى و الدكتور قال إن اللي حصله ده بسبب جرعة زايده من المخدرات هي اللي وصلته للحاله دي وأهو من ساعتها راقد في المستشفى .
إلتفتت والدة إيلينا إلى أبنتها و كانت تحاول أن تستوعب أين كانت أبنتها عندما حدث كل هذا ، فهمت إيلينا ما يجول بذهن والدتها فقالت :
_خلينا نروح المستشفى دلوقتي وأنا هحكيلك كل حاجه حصلت في غيابك والله .
_____________
نزل أسامه من غرفته و وجد والدته تجلس في الصالون على الأريكة وهي تشاهد التلفاز فذهب إليها و جلس جوارها في هدوء ثم قالت هي عندما لاحظت وجوده جانبها :
_أيه جاي ليه مش خلاص نويت على اللي في دماغك ؟
جلس أسامه في هدوء أمامها على الأرض و أخذ يدها و قبلها في حنان و قال :
_هو أنا عمري زعلتك في حاجه ؟
رجاء وهي تنظر للتلفاز أمامها : لأ.
أكمل أسامه بهدوء : طيب أنتي تعرفي عني أني ممكن أعمل حاجه من وراكي ؟
هزت رجاء رأسها نفياً وهي ما زالت تعلق عينيها على شاشة التلفاز أمامها .
_أومال ليه بتصعبيها عليا ؟
إلتفتت إليه و قالت : عشان عايزه مصلحتك .
أسامه في إصرار :
_مصلحتي مع يارا .
_يعني عايز تكسر بخاطري يا أسامه و تصغرني ؟
قبل أسامه يدها مره أخرى في حنان وهو يقول :
_مقدرش يا أمي و الله ما أقدر أنتي فوق دماغي و كلمتك أنتي و أبويا سيف على رقبتي بس أنا بحبها ، أعمل أيه ؟ مش حابب غيرها و مش برتاح في الكلام غير معاها هي و بس ، وأنا عمري ما أعمل حاجه تزعلك أو من وراكي عشان كده نزلت تاني اتكلم معاكي و عشان كده برضوا جيت فتحت معاكي أنتي الموضوع قبل ما أسألها أصلاً .
ربتت والدته على كتفيه في حنان و قالت مستسلمه لرغبة أبنها :
_خلاص يابني أعمل اللي يريحك .
_يعني راضيه عني ؟
_طول عمري يا روحي راضيه عنك .
_ربنا يخليكي ليا يا ست الكل ، طب أستأذن أنا بقا عشان أكلمها .
_طيب يا حبيبي .
___________________
صعد أسامه إلى غرفته و أخذ هاتفه و ضغط على الإتصال بأسم يارا فجاءه صوتها :
_الو .
_الو يا يا يارا عامله أيه ؟
_تمام الحمد لله ، خير في حاجه في الشغل ؟
_هو يعني عشان بتصل بيكي يبقى لازم يكون في حاجه في الشغل ؟
_أصل يعني مش متعوده أن حضرتك تتصل عليا .
_يارا أنا عايزك في موضوع مهم .
_خير في أيه ؟
_مش هينفع ع الموبايل لازم أشوفك .
_دلوقتي ؟
_أه ، مش هينفع أستنى أكتر من كده .
_طيب ماشي .
_تمام هستناكي في كافيه .....
_____________
كانت والدة إيلينا تجلس في المشفى و بجانبها إيلينا و رهف و كانت إيلينا سردت عليها ما حدث في فترة غيابها و ما فعله والدها معها من سب و ضرب و إهانه و عنف و بالنهايه طردها فتنهدت والدتها لتقول بأسف وهي حزينها على ما تعرضت إليه أبنتها و ما فعله زوجها :
_كل ده حصل معاكي وأنا معرفش حاجه ؟
لتجيب عليها إيلينا بصوتها الباكي : مكنتش عايزه أقولك غير لما ترجعي .
_تقومي تستحملي كل ده لوحدك ؟
_مكنش ينفع أقولك في التليفون و مكنتش عايزه أبوظ فرحتك مع أختك و أخليها هي و بنتها يشمتوا فينا .
_و كنتي قاعده فين طول الفتره دي ؟
_ عند رهف .
نظرت والدتها إلى رهف التي تجلس على المقعد المجاور لها فقالت :
_كتر خيرك يا بنتي على اللي عملتيه و أنك مسبتيش إيلينا لوحدها في موقف زي ده .
أخذت رهف يدها و هي تحتضنها بين كفيها قائله :متقوليش كده يا طنط رهف دي أختي مش بس صحبتي .
أبتسمت لها ثم قالت رهف :
_بس ليه لحد دلوقتي قاعدين في المستشفى المفروض تروحوا ترتاحوا و أبقوا تعالوا بكره كفايه أن كل اللي انتوا فين ده بسببه .
_مش عارفه يا بنتي بس أنا مش زيه ولا عمري هكون زيه ، بصي حواليكي كويس محدش معاه هنا ، كل الناس سابته لما عرفوا اللي هو عمله محدش أتطمن عليه حتى ولو بتليفون واحد ، بس أنا و بنتي اللي طردها و رماها في الشارع اللي معاه في الوقت ده .
_و هتعملي أيه دلوقتي ؟ هتكملي معاه ؟
_أا طبعاً أنا أستحملت كتير معاه و كل السنين دي كنت بصبر و بسكت على تصرفاته و إهانته ليا بس عشان خاطر بنتي ، لكن دلوقتي بعد اللي عمله أنا مش ممكن أفضل مع واحد زي ده أبداً ، هستنى لحد ما يقوم من هنا و بعدها هننفصل و أشوف أنا و بنتي مكان تاني لينا .
خرج الطبيب من غرفة زوجها فذهبوا إليه لكي يسألوه عن حالته الصحية فصمت الطبيب قليلا ثم قال بأسف :
_البقاء لله ، شدوا حيلكم .
رجعت السيده إلى الوراء بظهرها فأسندتها رهف و أجلستها على المقعد و كانت إيلينا في حاله من الصدمه ولا تستوعب ما يجري حولها .
______________________