كانت يارا تجلس مع سعاد و تسرد عليها ما حدث معها خلال يومها و لقائها مع أسامه و ما طلبه منها و بماذا أجابته هي فقالت سعاد :
_ طب يا بنتي على الأقل كنتي تدي لنفسك فرصه تفكري مش ترفضي كده على طول .
_ مش قادره يا ماما بجد ، أنا فعلاً بقا عندي فوبيا من دخول أي حد لحياتي ، كل ما بحس أني ممكن أدخل في علاقه تاني مع حد بحس بخوف و توتر و بفتكر كل اللي حصلي زمان .
_ يعني أنتي هتفضلي حابسه نفسك كده في اللي حصل زمان ؟
_غصب عني يا ماما و الله غصب عني مش قادره و معنديش طاقه أني أجازف تاني بمشاعري و ثقتي .
_يا بنتي الدنيا دروس و لازم نعدي بمواقف حلوه و وحشه عشان نعرف نختار صح بعد كده و إيهاب كان درس ليكي وأنتي المفروض تتعلمي عشان تختاري الشخص الصح و مش كل يوم هتقابلي حد زي أسامه .
يارا بتفكير : تفتكري أنا أتسرعت يا ماما ؟
_أيوه و لازم تفكري تاني كويس أوي عشان متندميش بعد كده .
________________
سمعت يارا صوت رساله على هاتفها فأخذته و كانت الرساله من أسامه عبر الواتساب و كان محتوى الرساله عباره عن :
_يارا من فضلك تخلي الأمور الشخصيه على جنب و متدخليهاش في الشغل و تيجي بكره الشركه عادي .أبتسمت يارا قليلاً من محتوى الرساله و ندمت على سوء أختيارها لأيهاب في المره الأولي و لو لم يكن أيهاب دخل بحياتها و تركها بعدما فعله بها لكانت وافقت على طلب أسامه دون تردد و عاشت معه في سعاده وهي مطمئنه و لكن الآن الوقت مختلف و الظروف أيضاً مختلفه ، فلو وافقت على الزواج أسامه ستظل مسيطره عليها فكرة أن جميع الرجال خائنون و سوف تظل دائماً تشك بأسامه بسبب و بدون سبب و هي لا تريد أن تفعل هذا به و هو ليس له شأن بما حدث لها من أيهاب فلن تجعله يدفع ثمن شيء لم يفعله .
أغلقت يارا هاتفها دون أن تجيب على رسالة أسامه .
بينما كان أسامه ينتظر وصول رساله منها تجيبه فيها على رسالته ولكن ظل ينتظر أكثر و لم يجد فشعر أنها لن تأتي إلى الشركه بعد الآن لكي لا تراه مره أخرى و لكن أسامه قرر أنه لن يستسلم و يتركها بهذه السهولة و سوف يفعل أي شيء لكي تتعالج يارا من خوفها و يجعلها تحبه أيضاً ، فهو بعدما رفضته يارا صار أكثر تصميماً على الزواج منها و جعلها توافق عليه بأي طريقه ، فهو لن يتركها من يده مهما حدث و الآن هو تأكد من مشاعره نحوها و أنه حقاً يحبها و ليس مجرد إعجاب و لكن باقي ان تحبه هي الأخرى ، لم يكن أسامه يعلم أن يارا بالفعل تعجب به كثيراً و تريد الزواج منه و لكن هي لا تريد أن تجعله يعاني معها بعد الزواج بسبب شكوكها التي صارت مثل الوسواس القهري بالنسبة لها .
_______________
عاد حمزه إلى المنزل و هو في حالة يأس منذ أخر لقاء بينه و بين رهف و ما حدث به و ظل يلعن و يسب نفسه ألف مره على ما فعله بها و لكن هي لم تعطه فرصه لكي يشرح لها ما حدث كان يريد إخبارها بالكثير ، كان يريد أن يجعلها تعرف أنه لن يتركها مهما حدث و أنها لم تعد رهان بالنسبة له هو حقاً يحبها و يحب الحديث معها و يحب سماع صوتها وهي الوحيده دون غيرها من الفتيات التي عرفهن الذي قضى معها كل هذا الوقت فباقي الفتيات كان يقضي معهن بضع أسابيع ليجعل كل واحده منهن تحبه و ما أن يتأكد من أنها صارت تحبه يتركها فوراً و يذهب لغيرها لكي يكرر معها ما فعله بالسابقه .
و لكنه منذ عرف رهف شعر معها بشيء مختلف ، شيء أول مره يشعر به مع فتاه .
أخذ هاتفه أعاد الأتصال عليها للمره المليون و في كل مره يتأكد من أنها وضعت رقمه ضمن قائمة المحظورين .
لم تترك له طريقه واحده لكي يتواصل معها من خلالها .
هو يعرفها جيداً و يعرف شعورها الآن تجاهه و ما تمر به في هذا الوقت ، لن تنسى بتلك السهولة ما كان ينوي فعله بها ، لن تغفر له مهما فعل ، لن يمر ما حدث بتلك السهولة .
كان يعلم جيداً أن بكل مره كانت تمر بها بوقت صعب في حياتها كانت تلجأ له هو لكي تشتكي له و تبوح عما يضايقها و في كل مره يكون هو الوحيد من يريحها بالحديث و يطمئنها و يجعلها تبتسم و تضحك و تنسى ما كان يضايقها منذ قليل ، و لكن الآن لمن سوف تذهب هي و تشتكي و تبوح بما في داخلها من ضيق و ما تخشاه ، كان يعلم أنه الوحيد الذي تثق به دون غيره ومن الصعب أن تبوح بما في صدرها لأي شخص مهما كان من هو .
هو يريد فقط فرصه واحده تسمعه بها و تصدقه و تثق به فقط ، فرصه واحده ولن يضيعها من يده مهما حدث .
______________
بينما في هذا الوقت كانت رهف تجلس في غرفتها و تبكي كثيراً و تحاول أن تستوعب ما حدث .
كيف فكر أن يفعل بها هذا ؟ لماذا هي بالذات ؟لماذا و هي التي كانت تقول له دوماً أن لا يتركها أبداً ولا يخون ثقتها مهما حدث و في كل مره يجيبها بأنه يحبها و يحتاج إلى وجودها في حياته و لن يتركها أو يحزنها مهما حدث ، لماذا خلف بوعوده لها ؟ بل لماذا وعدها من الأساس و هو يعلم جيداً أنها مجرد رهان ربحه بالنسبة له و سيخلف بكل هذه الوعود بمجرد وصوله لمراده و يفوز بالرهان .