الفصل الرابع
بينما كانت رهف تسير بجوار صديقتها إيلينا تأكلان الأيس كريم جاء شاب في أواخر العشرينات من عمره و وقف قبالتهما بخجل وهو مطأطئ الرأس ، أعتذر منها ثم سألته رهف عما يريده منهما ، ظل الشاب صامتاً وهو يقف بخجل ، زفرت رهف بغضب فقد ظنته شاب من هؤلاء الذين يضايقون الفتيات في الشوارع ، فتركته و سحبت إيلينا من يدها لكي تذهبا بعيداً عنه ، فيعود الشاب و يقف أمامها من جديد ، شعر في هذه اللحظة أن رهف على وشك الإنفجار في وجهه و سبه بأبشع الألفاظ و الشتائم ، ثم يحاول الشاب جمع كل شجاعته و يبدأ بالحديث عن هويته قائلاً :
_أنا حمزه .
ثم تزفر رهف في ملل قائله :
_يا راجل ؟ مش كنت تقول من الأول أنك حمزه .
سأل حمزه بتعجب : ليه ؟
رهف بغيظ منه :عشان كنت أستقبلتك بالأحضان .
ثم تابعت قائله :
_ أيوه يعني ما تقول عايز أيه هستفاد أنا أيه لما أعرف أسمك .تنحنح حمزه بحرج شديد من أسلوبها فقال :
_لو سمحتي ممكن تديني فرصه أتكلم و تسمعيني
رهف بملل : يا عم وهو أنا كنت مسكالك بؤقك ما تتفضل تتكلم ما أنت بقالك ساعه ساكت و باصص في الأرض .
حمزه بحرج : أنا حمزه اللي كلمتك قبل كده على الهوا وأنتي قولتيلي أنك هترجعي تتصلي بيا تاني بعد الحلقه .
رهف بتذكر : أه هو أنت؟ طب مانا فعلاً بعد الحلقه خدت رقمك من الكنترول وأنا مروحه وأتصلت و ساعتها أنت رديت و برضوا فضلت ساكت وقتها .حمزه و هو يشرح لها : عشان الموضوع مكانش ينفع في الموبايل كنت عاوز أشوفك عشان أعرف أتكلم لأن موضوع زي ده مينفعش في التليفون . بعدها ملقتش قدامي حل غير أني أوصل لمكان الأستوديو و أستناكي قدامه لحد ما تخلصي الحلقه عشان أعرف أتكلم معاكي و ده اللي أنا عملته دلوقتي .
_طب أتفضل بقا قول عاوز ايه .
_مينفعش نتكلم كده في الشارع ممكن ندخل أي كافيه نتكلم فيه على أنفراد .
شعرت إيلينا بالحرج قليلاً فتنحنحت و قالت موجهه حديثها لرهف :_طب أنا هروح أتفرج على حاجه في المول اللي هناك ده لحد ما تخلصي يا رهف و أبقي تعاليلي على هناك .
أنصرفت إيلينا بهدوء متجهه إلى ذلك المول لكي تشغل نفسها قليلاً إلى أن تنتهي رهف من ذلك ال حمزه . جلست رهف قبالة حمزه على طاولة في زاوية الكافية منتظره أن يبدأ حديثه .
فقال حمزه بأرتباك : ممكن تكوني مستغربه شويه الكلام اللي هقوله أو ممكن كمان تشوفيني مجنون أو عبيط أو مجرد واحد بيستظرف و يرخم ، لكن الحقيقه والله مش كده خالص وأتمنى أنك تسمعيني للآخر و تفهميني كويس.
أنصتت رهف في أهتمام إلى حديثه بينما تابع هو حديثه و قد بدأ العرق يتصبب منه رويداً رويدا، حاول أن يستجمع شجاعته وأنتهاز هذه الفرصه التي لن تتكرر مجددا ، لاحظت رهف مدى خجله و توتره وهو يتحدث و شعرت بأن الموضوع محرج بالنسبه له فهزت رأسها إليه لكي تساعده على أكمال حديثه الذي بدأه للتو فأكمل هو قائلاً :