الفصل العاشر

197 15 0
                                    

الفصل العاشر

في الصباح أستيقظت ريم و أرتدت ملابسها و ذهبت متجهه إلى الشركه التي كانت تعمل بها ، تنوي الأعتذار من مديرها عمر لكي تعود إلى العمل من جديد فقد ملت حياتها بدون عملها الذي تحبه و قد تعودت عليه .
وصلت إلى الشركه و دخلتها وهي متجهه لمكتب عمر و تتمنى في نفسها أن لا يراها أحد لكي لا يشمت بها خصيصاً ناديه أبنه خالة عمر ، وقبل أن تصل للمكتب وجدت ناديه أمامها وهي تبتسم أبتسامه صفراء فقالت لها :

_أيه اللي حدفك علينا تاني مش كنا خلصنا منك .
قالت ريم بغيظ : لما أبقى أجيلك أنتي يا ناديه يا صفرا أبقي أتكلمي و أوعي من طريقي أحسنلك .
ناديه بتمثيل : تصدقي خوفت .
تركتها ريم في غيظ و أتجهت لمكتب عمر ، بلغت السكرتاريه أنها تريد مقابلته و عندما جاءها الرد بالدخول طرقت الباب و دلفت إلى داخل المكتب ليقول عمر لها :
_أيه يا ريم في حاجه ؟
ريم وهي تنظر للأرض بخجل : أنا جايه أعتذرلك و أقولك أني أسفه ومش هعمل كده تاني ومن النهارده بوعدك أني مش هقصر في شغلي تاني وهعمل اللي عليا و زياده .
ليقول عمر متفاجأ : أيه ده ريم بتعتذر كده عادي بالبساطه دي و بتعترف بغلطها كمان لأ و كمان بتقولي أنك هتبقي منضبطه في شغلك و مفيش أهمال تاني ، ده ازاي ده ؟
ريم بخجل : بعتذر عشان أنا فعلاً حاسه أني مكنش المفروض أغلط و أقصر في شغلي وأكون مسئوله .
عمر بدهشه و فرحه من مجيئها : أنا بصراحه مش مصدق مين اللي واقفه قدامي و بتتكلم عن المسؤليه .
_أفهم من كلام حضرتك أنك مش عايزني أرجع ؟
عمر ببسمه : لا يا ريم مكانك لسه موجود و مستنيكي و كويس أنك أتعلمتي من غلطك .
ريم بفرحه : أه والله فعلاً أتعلمت .
_طب ده شيء كويس .
_يعني خلاص حضرتك سامحتني ؟
عمر بحنيه : أه يا ستي تقدري ترجعي من دلوقتي .
_بجد ؟
_يا ستي أيوه وانا هكدب عليكي ليه اصلاً الموضوع مكنش مستاهل من الأول كل اللي حصل ده بس أنا كنت عايزك تعرفي غلطك . و كنت متعصب وقتها .

شكرته ريم و ذهبت لكي تبدأ عملها من جديد فقد أشتاقت إليه كثيراً . و عندما علمت ناديه بهذا دخلت إلى عمر بدون أستئذان وهي تصرخ به :
_هو أنت فعلاً رجعت ريم للشغل تاني ؟
_في أيه يا ناديه وأزاي اصلاً تدخلي كده من غير أستئذان أومال النيله اللي بره دي لزمتها أيه ؟
ناديه بغضب : وهو أنا كمان من ضمن اللي بيستأذنوا يا عمر ؟
عمر بصرامه : القوانين هنا بتمشي ع الكل يا ناديه و ياريت تفصلي بين أنك بنت خالتي و أنك موظفه هنا في الشركه طول ما أحنا في الشغل فاهمه ؟
ناديه بغضب : هو حبك ليها عاميك للدرجادي ؟
عمر بتحذير : ناديه أنا لسه قايلك أيه ؟ حياتي الشخصية مش مسموح أننا نتكلم فيها هنا و بعدين ما أنتي عارفه أني بحبها من بدري أيه الجديد بقا ؟
_الجديد أني كنت فاكره أنها خلاص مشيت ومش هترجع ، هو أنت نسيت هي عملت أيه ؟
_ده موضوع ميستاهلش أنها تسيب الشغل عشانه ، أنا اللي كنت متعصب وقتها و كبرت الموضوع .
_لا والله ؟
صاح عمر بها : في أيه يا ناديه هو تحقيق ولا أيه ؟
ناديه وهي تحاول السيطره على غضبها : يا عمر دي مش مناسبه ليك خالص إزاي بس تحب واحده زيها ؟
عمر بتنهيده : و هو بأيدي يا ناديه ، ده أنتي أكتر واحده قريبه مني و عارفه أنا قد إيه بحبها يبقا إزاي بتقولي كده ؟
حبست ناديه دموعها فقد كانت تتمنى أن يقول هذا الكلام لها هي فقالت :
_عشان هي متستاهلكش يا عمر ، أنت تستاهل واحده أحسن منها .
عمر ببسمه و حنيه : بس هي في نظري أحسن من مليون واحده ، هي مختلفه .
_مختلفه ازاي ؟
_معرفش ، بس هي حاجه كده مش مفهومه ، معرفش حبيتها إزاي ولا أمتى بس المهم أني حبيتها ، بس للأسف بقا مش قادر أخد الخطوه و أعترفلها بحبي ده .
_ بس هي فيها عيوب كتير يا عمر .
_وأنا راضي و هستحملها بعيوبها قبل مميزاتها ، بس هي تحس باللي في قلبي .
تصمت ناديه و تغمض عينيها في ألم من شدة الوجع ، فهي تحبه كثيراً وهو لا يشعر بها فقط يعتبرها مثل أخته التي تحافظ على أسراره ولكن هي لا تعتبره هكذا ، هي تحبه حد الجنون و يمكنها خسارة أي شيء مقابل ربحه هو فقط ، لا تريد سواه هو فقط ولا أحد سواه ، ثم نطقت ناديه بعد صمت دام لعدة دقائق :
_أشمعنى هي ؟
قال ببساطه : بريئه جداً مبتنتميش للؤم العالم ، طفله و عاقله في نفس الوقت ، تروي عطش قلبي ليها ، لمسة أيديها كفيله أنها تشبع لهفتي عليها و حبي ليها بيزيد وعمره ما قل ولا هيقل .
ناديه بأبتسامة ألم : بتقول كلام حلو يا عمر .
عمر وهو يزفر بتعب : وفايدته أيه طالما مسمعتهوش مني .
قالت ناديه في أستسلام :
_قولها يا عمر ، قولها عشان تريح قلبك و عقلك من كتر التفكير .
_أنا تعبت أوي يا ناديه ، تعبت ما بين عقلي اللي رافض تماماً و قلبي اللي بيحن ليها في كل ثانيه، أنا تايه ، و المشكله الأكبر اني مش عارف أميل لأنهي جزء ، الجزء اللي بيصد و يكابر و يعاند ولا إللي ميال لهواها و عاشق وجودها ، وهل أنا مستعد أتحمل عواقب أختياري ؟ ولا خلاص ده أخري و مبقاش فيا طاقه ، حقيقي المعركه اللي بتدور جوايا بين قلبي و عقلي دي من أصعب المعارك اللي بواجهها في حياتي ، انا تعبان أوي يا ناديه .
________________
تركت ناديه عمر غارقاً في أفكاره و آلامه و ذهبت لكي تجلس وحدها وما أن أختلت بنفسها حتى تركت لدموعها العنان لكي تهبط على وجنتاها ، تريد الصراخ بأعلى صوت لها ، تريد البوح بكل ما في قلبها ، تريد أن تشكو إلى الله ، تريد الأنعزال عن العالم أجمع ، فقد تأكدت من أن عمر لن يسمح لقلبه بأن يعشق غيرها ، فهي الوحيده التي تربعت على عرش قلبه و أستولت عليه كاملاً ، ولن يستطيع بأن يحب غيرها مهما حدث .
فقررت ناديه أن تستسلم من هذه المعركه التي خسرت بها و بجداره و تترك لريم المجال لكي ترى حب و عشق عمر لها ، فقد تعبت من كثرة المحاولات ، في الماضي كانت تريد أن تجعل عمر لها و بأي طريقه ولم تكل أو تمل حتى ، لكن الآن هي ملت من هذا وفاض بها فقررت الإنسحاب في صمت و إعلان أستسلامها و رفع الرايه البيضاء لتعلن عن هزيمتها و أستسلامها .
_________________________
في دبى :
في إحدى المستشفيات بدبي دخلت الممرضه إلى غرفة المريض لكي ترى حالته و تدون آخر ما وصل إليه في العلاج .
فتح عينيه ببطء شديد يكاد يصرخ من الألم وهو يحاول جاهداً أن يتذكر أي شيء حدث له لكي يعرف كيف وصل به الحال إلى هنا .
وأخيراً أستطاع فتح عينيه كاملاً و رؤية ما حوله ، لم يجد سوى أمرأه واحده بالغرفه ترتدي زي الممرضات فحاول جاهداً التحدث و النهوض و لكن لم يستطع النهوض وحده ، فساعدته الممرضه على ذلك و وضعت له الوساده خلف ظهره لكي يجلس جيداً ، شكرها ثم سأل في لهفه و تعب :
_هو أيه اللي حصل ، أنا جيت هنا إزي ؟
كان يتحدث بالأنجليزيه لكي تفهمه الممرضه .
_لا تتحدث كثيراً فهذا ليس في مصلحتك .
_فقط أريد أن اعرف ماذا حدث و سأصمت .
_حادث سياره .
_ماذا ؟
_نعم و هناك شاب و فتاه جاءوا بك إلى هنا .
_هل مازالا بالخارج ؟
_نعم أنهم بالخارج .
_أريد رؤيتهم .
_و لكن ....
_أرجوكي ، لن أتحدث كثيراً .
_حسناً .
خرجت الممرضه من الغرفه فلم تجد الشاب لأنه ذهب إلى قسم الحسابات فوجدت الفتاه بالخارج و التي كانت يارا التي تجلس في خوف و توتر شديد ، تفرك أصابعها ببعضهما و العرق يتصبب على جبينها فذهبت الممرضه إليها و طلبت منها الدخول للمريض فلم تستجب يارا لطلبها و لكن مع إصرار الممرضه عليها بأن المريض يريد رؤيتها وافقت وطرقت باب الغرفه في توتر و عندما جاءها الرد من الداخل فتحت الباب و دخلت وما أن رآها ايهاب حتى شُل من الصدمه و شعر و كأن دلواً من الماء البارد سقط على رأسه في فصل الشتاء ، مما زاد هذا توتر يارا و عندما أستوعب إيهاب ما يجري حوله تنحنح قائلاً :
_يارا ؟ معقول ؟
يارا بخوف و توتر وهي تخفض رأسها لكي تتجنب النظر إليه : حمد الله على سلامتك .
إيهاب ببسمه و فرحه : الله يسلمك ، بس إزاي ؟
_هو أيه اللي ازاي حضرتك .
لاحظ إيهاب أنها تتحدث معه برسميه وأنها لا تريد أكمال الحديث معه فأنزل رأسه في خجل منها و مما فعله بها في الماضي ثم قال :
_أسف
_نعم ؟
_بقولك أسف على اللي عملته فيكي زمان .
أبتسمت يارا في سخريه ولم تجاوبه فقط أكتفت بنظرات لم يفهمها أيهاب ، هل هي نظرات لوم ؟ أم غضب ؟ أم عتاب ؟ أم قسوه ؟ حقاً لم يعرف و لكنه لم يجد شيئاً ليقوله لها ، ثم دخل أسامه الى الغرفه وهو يبتسم قليلاً قائلاً :
_حمد الله على سلامتك .
_الله يسلمك ، مين حضرتك ؟
قال أسامه وهو يبتسم قليلاً : حضرتي هو اللي خبط حضرتك بالعربيه من غير قصد طبعاً ، أنا آسف بجد .
إيهاب وهو يتجاهله و مازال ينظر ليارا بحنين و أشتياق : ولا يهمك .
_ولا يهمني أيه بس يا راجل ده أنت متكسر و حالك متبهدل .
إيهاب ببسمه : كفايه أني شوفتها .
قال آخر كلماته وهو ينظر ليارا بأسف ، مما زاد توتر يارا من نظراته إليها أمام أسامه و بنفس الوقت تفاجأ أسامه مما قاله فسأل في تعجب :
_أنتوا تعرفوا بعض ؟
_أحنا كنا ........
كاد إيهاب يجيب لكن قطع صوته يارا وهي تكمل :
_زمايل ، كنا زمايل في الجامعه .
أسامه :بجد ؟ طب دي حاجه حلوه بس للأسف الموقف مش حلو خالص .
سأل إيهاب في خوف و تردد :أنت جوزها ؟
سارعت يارا بقولها : لأ ، ده مديري .
إيهاب بارتياح : أه ، أسف فهمت غلط .
إلتفتت يارا إلى أسامه قائله :
_يلا نمشي .
أسامه :طب أستني نتطمن على الراجل اللي خبطناه ده الأول .
يارا :ما أحنا اتطمنا خلاص ممكن بقا نمشي ؟
أسامه :مالك مستعجله كده ليه ؟
يارا :تعبانه و عايزه أروح.
أسامه :طيب خلاص يلا بينا .
سارع إيهاب في لهفه قائلاً :
_يارا .
إلتفت إليه كلاً من يارا و أسامه فقال :
_ممكن أتكلم شويه معاكي يا يارا على أنفراد ؟
تنحنح أسامه بحرج و أستأذن لكي يخرج و ينتظر يارا بالخارج . بعدما خرج أسامه قالت يارا بنفاذ صبر:
_خير ؟ عاوز أيه ؟
_عايز أتكلم معاكي شويه .
_نتكلم في أيه ؟
_أنا أسف بجد .
_أسف على أيه ؟
_على اللي حصل زمان .
يارا وهي تريد أنهاء الحديث معه : بلاش نفتح في الدفاتر القديمه و في اللي حصل زمان يا إيهاب عشان مش هيبقى في مصلحتك صدقني ، صحيح أومال فين صاحبتك مش شايفاها يعني ؟
نظر إيهاب أرضاً ولم يجيب على سؤالها ثم تابع :
_يارا أنا عرفت غلطي بجد و عايزك تسامحينى أنا فعلاً ندمان و محتاجلك أوى أرجوكي خليكي جمبي و متسبينيش تاني .
_مش أنا اللي سبتك يا إيهاب ، أنت اللي بعتني عشان واحده متستاهلش متجيش بقا تلومني ع اللي حصل متبقاش غلطان و كمان بتلومني .
_يارا أنا بجد ندمان و عرفت غلطتي و عايزك تسامحيني أنا عارف اني غلطت في حقك كتير و جيت على كرامتك بس والله عرفت قيمتك و دورت عليكي كتير بس معرفتش أوصلك نزلت مصر و روحت بيتكم و عرفت انكوا سبتوا البيت حتى أرقامكوا كلها غيرتوها و مكنتش عارف أوصلك خالص ، أنا ما صدقت أني لقيتك أخيراً تعالي نفتح صفحه جديده و ننسى اللي فات وأنا والله هحافظ عليكي و هصونك و أشيلك في عيني . أنا أتعلمت الدرس كويس أوي بس للأسف أتعلمته متأخر .
_إيهاب أنا بجد مش عايزه أفتكر أي حاجه حصلت زمان لأني ما صدقت قدرت أتخطى المرحله دي في حياتي ، بلاش نفتح بقا في القديم و خلي الماضي في حاله أحسنلك و أحسنلي .
و بالنسبه بقا لأننا نرجع و نفتح صفحه جديده فأحب أقولك بقا أني قطعت كل الصفح اللي ليها علاقه بيك ، عشان مش عايزه أي حاجه تفكرني بيك نهائي .
_بس يا يارا أنا ....
_قولتلك مش عايزه أتكلم معاك في حاجه و على كل حال أتمنى الصدفه دي متتكررش تاني لأني محبتهاش .
_ربنا أنتقملك مني يا يارا و بنفس الطريقه .
أبتلعت يارا لعابها و قالت :
_تقصد أيه ؟
قال بأسف : البنت اللي سيبتك عشانها تعبت وكان الكبد عندها مهري و محتاجه حد يتبرعلها بالكبد و كان أحتمال كبير أخسرها و تموت فقررت أتبرعلها بواحد من عندي عشان تعيش و متسبنيش و فعلاً عملت العمليه بس لما فوقت لقيت نفسي مرمي في الشارع وسط الزباله و أكتشفت بعدها أن البنت دي كانت متفقه مع ناس أنهم يعملوا عليا الفيلم ده عشان أوافق أتبرع ليها وفي الآخر طلعوا بيشتغلوا في تجارة الأعضاء و خدوا الكبد مني و باعوه ده غير أني كنت كاتبلها شقه و عربيه بأسمها و طبعاً خدتهم و معرفتش أرجعهم تاني منها و لا عرفت أوصلها هي ولا حد من اللي كانوا معاها ، بس ساعتها عرفت أن ده ذنبك و ذنب اللي عملته فيكي و ربنا بيخلصه فيا .

يارا بصدمه : بجد مش عارفه أفرح فيك ولا أشفق عليك ، كل اللي أقدر أقولهولك أن ربنا بيسلط أبدان على أبدان .
_أغفريلى يا يارا بجد أنا عرفت قيمتك و ندمان على كل اللي عملته و فعلاً محتاجلك .
يارا وهي تتذكر كل ما حدث بالماضي : طب ما أنا كمان كنت محتجالك وقتها يا إيهاب بس ملقتكش ، كنت بعاني لوحدي ومحدش حاسس بيا ، أنت عايزني أغفرلك ؟ طب أنت خونتني ليه يا إيهاب ؟ بعتني ليه ؟ محستش بنفسك وأنت بتدوس عليا وعلى كرامتي ؟ ده انا عملت كل حاجه عشانك وفي الآخر تعمل فيا كده ؟ هونت عليك للدرجادي ؟حسستني قد أيه أنا كنت هبله و ساذجه و سهل يتضحك عليا بكلمتين ، يا خساره يا إيهاب بجد يا خساره .أنت ظلمتني أوي يا إيهاب ، أنا حتى مبقتش عارفه أرجع يارا بتاعة زمان ، اللي عملته فيا غيرني و خلاني مثقش في حد ابداً بعد اللي عملته فيا ، و جاي دلوقتي بكل بساطه تقولي ندمان ؟و مندمتش ليه وأنت بتخوني ؟ مندمتش ليه قبل ما يحصل فيك نفس اليى حصل فيا بالظبط ، أنت تعرف أيه اصلاً اللي حصلي بعد اللي عملته فيا ؟ كنت فين لما أنا كنت مرميه في مصحه نفسيه بتعالج فيها ؟ كنت فين لما أهلي كانوا بيتعذبوا كل يوم بسبب حالتي اللي بتسوء كل يوم عن اليوم اللي قبله و هما مش عارفين يعملولي حاجه ؟تعرف أنا حصلي أيه بسببك و بسبب قلة أصلك و ندلتك ؟طبعاً متعرفش و هتعرف منين وأنت كنت هايص مع أى بنت تعرفها وأنا كنت البنت الساذجه اللي بتجري ورا مشاعرها عشان واحد زيك .
ثم مسحت دموعها و تابعت :
_أنا كنت بتوجع كل يوم بسببك ، تعرف أيه أنت بقا في كل ده ؟ يا ترى ضحكت على كام بنت تاني غيري يا إيهاب ؟أنا كل ده مقولتهوش لحد قبل كده ، كل ده كنت حبساه في قلبي و دايسه عليه وحتى دموعي كنت حبساها عشان مشوفش نظرة شفقه أو عطف من حد عليا ، كل ده ليه ؟علشان الأستاذ إيهاب بجلالة قدره لعب ببنت و خلاها تحبه و تعشقه و متشوفش أي حاجه تاني من عيوبه .
على فكره اللي حصلك ده أقل حاجه كان ممكن تحصل لواحد زيك بالنسبه للي عملته فيا ، ولو فاكر يا إيهاب أني لسه يارا بتاعة زمان اللي بتتصالح بكلمتين خايببن من بتوع زمان تبقى غلطان ، سلام ياإايهاب وأتمنى مشوفش وشك تاني .
خرجت يارا من غرفة إيهاب وهي تمسح دموعها التي سالت منها لكي لا يراها أسامه ، وجدته ينتظر بالخارج بجانب سيارته ، لاحظ أسامه أنها كانت تبكي فهرول إليها في خوف ليسألها :
_مالك يا يارا أنتي كنتي بتعيطي ؟
يارا وهي تحاول كبح دموعها : لو سمحت أنا عايزه أمشي من هنا مش عايزه أفضل في المكان ده .
أسامه بخوف : طب أهدي بس و أركبي .
________________________________

أخوات و لكن اعداءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن