الفصل الثالث عشر

199 16 0
                                    

أستيقظت يارا من نومها و لازالت في صدمتها و حزنها على صديقتها هاجر التي هي جزء من حياتها و كانت تتشارك معها الحديث دائماً و كل شىء يخصها و كانت أقرب شخص لها تثق به .
كم هو محزن فقدان شخص عزيز عليك ، أن تستيقظ في يوم ولا تجده معك و يكون في مكان أخر بعيد عنك ولا تستطيع الوصول إليه كلما أحتجته بجانبك ، كم هو مؤلم هذا الشعور حقاً ، عندما تنام على أمل شفائه و تستيقظ على فجعة وفاته ، عندما تريد أن ترتمي بين أحضانه ولا تستطيع ذلك لأن الوقت قد فات ، تكتشف حينها أنك لم تقضي معه وقتاً  كافي لتشبع منه ، ليت الزمان يعود يوماً ، ليت الأشخاص الذين فقدناهم يعودون ولو للحظه وقتها سوف نرتمي في أحضانهم و نتمنى أن يتوقف الوقت عند هذه اللحظه فقط لكي لا نفقدهم مره أخرى و نظل بين اذرعهم ، كم هو مؤلم هذا الشعور حقاً ، ليت كل شخص يعلم مدى صعوبة هذا الشعور ليبقى جانب من يحب ولا يندم بعدها على كل لحظه لم يكن فيها معه و بجانبه ، لأن حينها يكون الوقت قد فات ولن نستطيع العوده إلى الماضي مره أخرى فتكون مجرد أمنيه لن تتحقق ..

وضعت يارا صورة هاجر التي كانت بيدها جانبها على الكومود و قامت من سريرها و دخلت الى الحمام لكي تتوضأ و تؤدي صلاتها و بعد أنتهائها من الصلاه ظلت تقرأ في القرآن الكريم على روح صديقتها هاجر و ظلت تردد الدعاء لها وهس تبكي على فراقها كلما تذكرت أنها لن تراها مره أخرى ولن يبقى منها إلا الذكريات الجميله و التي تركتها لها و رحلت دون توديعها على الأقل ، ثم طرقت سعاد باب غرفتها و دخلت إليها وهي تحمل لها الطعام لكي تتناوله ، رفضت يارا تناول أي شيء و ظلت والدتها تصر عليها إلى أن أستسلمت لها و تناولت بعض اللقيمات من يدها ثم سألت :
_ليه مقولتيليش أول ما توفت يا ماما ؟
_يا حبيبتي أنتي كنتي في شغلك وقتها و مسافره و مكنتيش هتلحقي تيجي الدفنه برضوا لأنك كنتي هتاخدي وقت عقبال ما توصلي وهي مكنش ينفع متدفنش في وقتها ، ده إكرام الميت دفنه ، ربنا يرحمها هي دلوقتي راحت عند اللي أحسن مني و منك ، أدعيلها .
_ربنا يرحمها و يجعل مئواها الجنه .
_يا رب .
قالت يارا بدموع : وحشتني أوي يا ماما بجد ، كانت أقرب حد ليا و كانت بتستحملني دايماً في كل حالاتي ، مكنش عندي صحاب غيرها لأنها كانت ماليه عليا حياتي لكن دلوقتي أنا لوحدي وهي مش جنبي ، موتها كسرني أوي يا ماما أوي .
أحتضنتها سعاد بحنيه وهي تربت على كتفيها فقالت يارا بدموع و حزن :
_لما جيت أسافر وقتها فضلت تبصلي كتير وأنا مكنتش فاهمه هي بتبصلي كده ليه ، بس دلوقتي فهمت كانت بتودعني وأنا معرفش ، كانت حاسه أنها آخر مره تشوفني فيها بس أنا اللي مكنتش فاهمه .
_حبيبتي متعمليش كده في نفسك لازم تبقي أقوى من كده .
_انا مش قويه أنا ضعيفه أوي ، هي اللي كانت بتقويني و تشجعني أنا مكسوره أوي من غيرها .
_الموت مكتوب علينا كلنا و ده عمرها و مكتوب .

ثم تركتها سعاد بعد أن هدأت يارا و خرجت من غرفتها ، فتحت يارا درج الكومود الذي بجانب سريرها لكي تضع فيه المصحف ولكن وجدت ورقه لم تنتبه لها مدون عليها من الخارج أسم يارا  ،أخذت تلك الورقه و فتحتها و بدأت تقرأ فيها .

أخوات و لكن اعداءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن