... لم يتبقى بـ حياتي شيئا ، غير هم على كتفاي أحمله كل يوم ، و كل يوم يزيد ثقـلا ، أعيش كأنني جثة ، أجل جثة ، و لم يعود لـ الفرح عنوان لـ حياتي ...
ألينا ، إسم إختاره لي أبي ، الذي عشت معه لـ 6 سنوات من عمري ، و بعدها توفي ، كانت أول صدمة من صدمات حياتي ، و بعد عامين تزوجت أمي ، كانت و مازالت تحب زوجها الثاني ، الرجل الذي أخد مكان أبي ، لم أحبه يوما ، لأنه شخص خبيث ، لكن أمي عمياء بـ حبه ، لا ترى ما يجب أن تراه ، ولا تعترف بـ أخطائه ، و بالنسبة لها ، لا شيء ولا أحد مثل زوجها حبيب قلبهـا ..
.. أنجبت منه ولدان ، رامي و عاصي ، أصغر مني ، لكن عند أمي هم أولى مني ...ها أنا بـ غرفتي ، و بين جدرانها الأربعة ، مظلمـة مثل حياتي ، شاردة بـ سقفها ، و أرى حياتي كيف مضت من ذون شيء يذكر ، أصبحت بـ عمر العشرون ، و كأن عمري 90 سنة ، أشعر بأنني عجوز و بأنني أخدت من دروس الحياة ما يكفي ..
أتصدقون لو أخبرتكم أنني وحيدة !! ، أجل وحيدة رغم الضجيج الذي بـ حول غرفتي ، رغم أن دائما لذينا ضيوف على أشكالهم و أنواعهم ، بالرغم من أن أمي بـ الخارج ، بالرغم من أن أخواي دائما ما يزعجونني بـ صراخهم و شجاراتهم ، بالرغم من أنني أجلس معهم على طاولة الأكل بكل أوقاته ، لكن دائما ما أشعر بـ وحدة في قلبي ، في داخلي ، حتى أنني لا أملك أي أصدقاء ، و كيف سأملك الأصدقاء و لا أحد يحب أن يقترب من شخص مكتئب مثلي !! ، شخص يبكي كلما وضع رأسه على وسادته قبل النوم ، شخـص كلما إستيقظ يقول مع نفسه يا ليت الصباح لا يأتي ، شخص يعيش وحده دائما ، شخص منعزل عن الكل ، شخص يحب الصمت أكثر من التحذث ، شخص يحب العزلة أكثر من الإختلاط ، الإختلاط !! ، شيء يؤلمني بـ رأسي صدقوني ، لأنني تعودت على السكون ...
.. و بالرغم من ذلك ، نحن فقراء ، رغم أنني أملك غرفتي الخاصة ، فـ هي صغيرة ، و أخواي يملكان غرفة مشتركة ، و بـ منزلنا تلاثة غرف ، و صالة صغيرة ، و مطبخ على قدنا ، و بالرغم من ذلك يأتي عندنا الضيف في كثير من الأحيان ، لأن عائلة أمي كبيرة و كذلك عائلة زوجها ، حتى من مصروف المنزل لا يكفينا ، حياتي حقا مزرية ، و رغم ذلك أحاول أن أتعايش معها ، و لكن مهما كبرت عام من عمري ، يزداد مصروفي على نفسي ..لذلك قررت أن أبحث عن عمل ، لم تكون هناك مشكلة لذى أمي ، و لم تعارضني ، فـ هكذا سيكون أحسن لها ، و لـ زوجها ، و حتى لـ أولادها ، لأن مصروفهم سـ يكفيهم هم الأربعة ، أما أنا سأكسب رزقي ، و بـ رزقي سأعيش ...
بحث و بحث ، ووجدت أخيرا عملا ، لكن لأول مرة سأكون خادمة بـ منزل ما ، أحسن من لا شيء ...
و من غدا سأبدأ عملي ، لذلك يجب أن أنام باكـرا ..
في الصباح ، إستيقظت على الساعة السادسة ، قمت و إستحممت و إرتديت ملابسي ، و نزلت للأسفل ، لم أجد أحدا ، كانوا مازالوا نائمين ، لذلك خرجت من ذون فطور ، أوقفت سيـارة أجرة ، و إلى منزل الأثرياء ، الذي سأعمل فيه ك خادمة لهم ...
الحارس فتح لي باب المنزل ، دخلت و مباشرة لـ المطبخ لـ أحضر الفطور قبل أن يستيقظوا ، إرتديت ملابس الخدم ، و بعدها باشرت في التحضيرات ، كل ما أخبرتني به سيدة المنزل ، ما يحبانه في الفطور قد حضرته ووضعته على طاولة الطعام ، هناك نزلت السيدة ، لـ أقول ..
صبـاح الخير سيدتي
.. قالت ..
صباح الخير
.. جلست حول الطاولة و قلت لها ..
هل تحتاجين لـ شيء أخر سيدتي ؟؟
.. قالت ..
لا ، فقط إذهبي لـ المطبخ
.. أكيد فـ أنا المكفلة بالمطبخ فقط ، أما الخدم الأخرين كل واحد منهم مكلف بـ شيء في هذا القصر و ليس حتى بـ منزل ...في وسط النهار و لما كنت منشغلة في إعداد الغداء ، سمعت صوتا بالخارج يناديني ..
أيتها الخادمة أين أنتي ؟؟؟
.. خرجت مسرعة و أنا أحني رأسي ، لم أحذق بمن ناداني و قلت ..
نعم سيدتي
.. في صوتها كان بعضا من الإستهزاء و قالت ..
أنا أنسة و ليس سيدة أيتها الخادمة الغبية ....يتبع ...