.. لـم أكـون أسمـع غيـر صـراخاتهـا و أشيــاء تتكـسـر ، كنت خائـفة عليهـا ، و ليس بوسعي فعـل شيء ، و بعد برهة حل السكـون و الصمـت ، و لم يعود أي صوت يخرج من وراء الباب ، بقيت أنادي عليهـا ، لكن لا يوجد رد ، ما الذي تقومين به يا مارينا !! ، ما الذي يحذث لك في الداخل هـناك !!! ...
ماريـنا ، إفتحي يا مارينـا ، أنا خائفة أن يكون أصابك مكروها ، رجاءا إفتحي لي الباب يا مارينا
.. لكن لم يكون هناك صوت أبدا ، لا أعرف ما الذي حذث !! ، حتى أنني لا أستطيع كسر الباب ، جلسـت قرب باب الغرفة ، و أنا أطرق الباب طرقات متتالية ، و مازالت أنادي عليهـا ، لكن ليس هناك مجيب ، مرت ساعات ، و أنا مازالت جالسة هناك ، غلبني النعاس ، و نمت و أنا مازالت أمام الباب ، حتى إستيقظت على الظـلام ، و كانت مارينـا تناديني ، قد فتحت الباب أخيرا و قد وجدتني نائمة أمام غرفتها ، إستيقظت مفزوعة ، و جلسـت بسـرعة ، قلت لها بـ خوف ..
ماذا حذث !!! ، لماذا لم تفتحي !! ، قد ناديت عليك كثيرا يا مارينـا
.. جلسـت بـ قربي ، و كان ضوء غرفتها ساطعا علينا ، و قالت بإنهزام ..
عندما أخرجتك من الغـرفة ، بدأت تكسـر علي ما هناك ، و أنا كنت أصرخ لأن الخدوش كانت تملأ جسدي ، و بعدها أغمي علي
.. حذقت بي بـ عيناها المرهقتان و المليئة بـ دموع الهزيمة ..
لم أتحمل ، لذلك سقطت على الأرض و أنا مغمي علي يا ألينا ، و عندما إستيقظت أخر ما كنت أفكر فيه هو أن أعثر عن أحد ينتظرني بـ خارج غرفتي ، و عندما فتحت الباب ، وجدتك هنا نائمة على الأرض ، لم تهربي ، بل أنتي... ، أنتي إنتظرتي خروجي يا ألينـا
.. هناك قلت لها ..
و سأبقى هنا معك ، و لن أتركك وحدك يا مارينا ، لن أغادر لـ منزلي ، لن يرتاح لي بال و أنتي يحوم من حولك الخطر
.. قالت بعدما وضعت يدها فوق يدي ..
لا ، يجب أن تذهبي لـ منزلك يا ألينا ، فـ والداك سـ يتشوش عقلهم عليك
.. و بإبتسامة ساخرة من نفسي قلت ..
لا تقلقي ، والدي لم يعود بـ الذنيا لـ يخاف علي ، أما والدتي فـ هي ستكون قد نامت و عقلها عند زوجها و أبنائهـا
.. رأيت ألف سؤال بـ ملامح وجهها ، و قالت ..
هل والدك توفي !!!
.. لـ أقول ..
منذ زمن
.. لـ تقول بأسف ..
أسفة على فقدك لـ والدك
.. لـ أقول ..
لا تكثرتي ، قد مر زمـن طويل
.. لـ تسألني ..
و هل والدتك لا تكثرت لـ أمرك !!
.. قلت و أنا أحاول تغيير الموضوع ..
لا يهم أمري أو ما يحذث معي ، المهم الأن هو كيف سنتخلص من روح ريتـا يا مارينـا !!
.. بعد تنهيدة طويلة أخرجتها من أعماق قلبهـا ، قالت ..
لا أعرف ، و لم أعد أعرف ما الذي سأفعله يا ألينا
.. هناك حذقت بي قائلة ..
ألينا ألن يتعبك كل هذا و ترحلي كما رحل الجميع عني !؟؟؟
.. و بإبتسامـة إطمأنـان لهـا قلت ..
لا ، ضعي كل ثقـتك بي يا مارينا ، و صدقيني أنني لن أخيب هذه الثقـة مهمـا حذث لي
.. هناك غيرت الموضوع و قلت ..
هل أنتي جائعة !! يجب أن تأكلي شيئا
.. لـ تقول ..
سأستحم أولا ، فـ دماء خدوشي قد لطخت ملابسي ، و بعدها سأكل
.. وقفت و قلت ..
و أنا سأحضر لك طاولة الأكل
.. وقفت هي أيضا و قالت ..
حسنا ألينا
.. أنا نزلت للأسفل ، و هي دخلت لـ غرفتها لـ تستحم ، و بعد إنتهائها ، نزلت لـ الأسفل ، ووجدت طاولة العشاء جاهزة ، لـ تجلس و قالت ..
إجلسي
.. قلت بسرعة ..
أجلس !! ، لا ، أنا سأكل بالمطبخ
.. أعادت كلامها قائلة ..
إجلسي ، أنا أريدك أن تأكلي معي يـا ألينـا
.. هناك جلست و قلت ..
حسنـا كما ترغبين ، هيا لـ تباشري بالأكل
.. لـ تقول ..
لـ نباشر معا
.. و هكذا بدأنا نأكـل ..
.. مارينـا ليست الفتاة التي رأيتها باليوم الأول ، أو الفتاة التي تعاملت معها بالأيام الأولى ، إنها مختلفة جدا ، و عندما تقربت منها عرفتها جيدا ، فـ لهذا يقول المثل لا تحكم على شخص لا تعرفه ، فـ من الممكن أن يكون مختلفا على ما تراه به من أول نظرة ، و بعدما تعاشره تراه على حقيقته ، إما أن يكون سيئـا أو جيدا ، المهم لا تحكم على الكتاب من عنوانه ، أدخل و إقرأ صفحاته ، إقرأ كل كلمة بـ داخله ، و غص بداخله ، فـ هكذا ستعرف حقيقته ، إذ كان يستحق متابعة قرائته أم لا ، لكن بالنسبة لي مارينا تستحق أن أخوض معها معركتها ، بأنها إنسانة جيدة ، ولا تستحق ما يحذث لها ....بعد إنتهائنا من العشاء قلت لها ..
سأتصل بأمي و أخبرها أنني سأبقى هنا هذه الليلة
.. إبتعدت عنها بـخطوات ، مسكت بهاتفي و إتصلت ، إتصال بعد إتصال ، ولا أحد يجيب ، شعرت بـ خيبة أمل أخرى ، و لكن مثلت و كأنها تحذتث لي ، و قلت لها بأنني سأنام هنا ووافقت ، بعدها ترجهت لـ مارينا و قلت ..
أمي ليس لذيها مانع
.. إبتسمت و قالت ..
الحمد لله ، كنت أريدها أن توافق