مَا تبقَى مِني 5

2.7K 67 2
                                    

.. و بعد برهة ، و أنا مشغولة بـ غسل الصحون ، جاءت الأنسة بيلا ، و كان واضح عليها الغضب و قالت ..
ألم أخبرك أن تجلبي لي القهوة إلي غرفتي !!
.. قلت لها و أنا أحني رأسي ..
أسفة يا أنستي و لكن الأنسة......
.. و قبل أن أنهـي كلامي ، قاطعتني مارينا قائلة ..
أنا من منعتها و أخبرتها أن لا تأخد لك القهوة
.. لـ تقول الأنسة بيلا حائرة ..
أنتي ! ، و لكن لماذا !!
.. لـ تقول مارينا ..
لأنني أريد ذلك
.. لـ تقول الأنسة بيلا بسرعة ..
ولكن أنتي تعرفين جيدا أنه من الضروري أن أشربها
.. لـ تقول مارينا ..
و أنا لا أريدك أن تشربيها
.. لـ تقول الأنسة بـ إنفعال ..
و أنا سأشربها ، و سأفعل ذلك غصبا عنك
.. هل تتشارجان على القهوة !! ، ولكن لماذا ! ، هناك نطقت و قلت ..
لا تتشاجرا رجاءا ، ما هي المشكلة إذا شربت القهوة !!
.. حذقوا بي معا و قالوا بـ نفس الوقت ..
و ما دخلك أنتي !!!
.. قلت ..
ليس لذي حق ، لكن الشجار على القهوة ، رأيت أن شيء غريب
.. هناك دخلت السيدة و قالت ..
لماذا أصواتكما عالية !! ، ما الذي يحذث !!
.. لـ تقول الأنسة بيلا ..
أنظري يا أمي ، مارينا منعت الخادمة أن تجلب لي القهوة و هي تعرف جيدا أنها ضرورية لي أن أشربها
.. السيدة حذقت بـ مارينا و قالت ..
هل هذا صحيح !!
.. لـ تقول مارينـا ..
نعم يا أمي
.. و سألتها ..
لكن لماذا !!!
.. لـ تقول مارينا ..
شيء يخصنا نحن الإثنتين يا أمي ، أنا سأصعد لـ فوق
.. لـ تقول السيدة ..
عندما أكون أتحذث إليك لا تذهبي و تتركيني
.. لكن مارينا لم تسمع كلام أمها ، و قد غادرت ، و هناك لحقت بها الأنسة بيلا ، و بعد ثواني خرجت حتى السيدة من المطبخ ..

.. عائلة غريبة حقا ، لا تخبروني بالعكـس ..

.. بـ وقت متأخر من الليـل ، قد إنهيت كل عملي ، و قد غادرت المنزل ، لـ منزلي ، و عندما دخلت ، وجدت شجارا قائما بين أمي و زوجها ، أردت أن أتدخل بينهمـا ، لكن أمي قالت بـ صوت عالي و غاضب ..
شيء بيني و بين زوجي ، فـ من أنتي لـ تتدخلي بيننا ! ، إلى غرفتك ، و لا أريد رؤية وجهك المنحوس هذا هنا ، أسمعتي !!!!
.. طبعا يا أمي ، قد سمعت ، و سمعت جيدا ، أسفة على تدخلي ، أسفة جدا ، لكن كلمات أمي زادت من حرقة قلبي نارا ، لأنني كنت بالنسبة لها ، و طوال حياتي ك نحس دخل لـ حياتها منذ يوم ولادتي ...
.. دخلت على غرفتي ، و تعب الذنيا على كتفاي ، رميت نفسي على سريري ، و أنا مرهقة ، مرهقة نفسيا و جسديا ، شعرت بـ دموعي تنهمر ساخنة من عيناي ، قلبي يحرقني حقا ، قلبي يؤلمني ، تذكرت ما فعلته بي مارينا بـ النهار ، تذكرت الصفعات ، تذكرت كيف كانت تنظر لي ، و كأنني شخص مثير لـ الشفقة و السخرية ، سخرت مني بأبشع طريقة ، و جعلت مني أضحوكة أمام صديقاتها الثريات ، و عندما أتيت لـ المنزل ، لم أعثر عن من يحتويني ، و يضمني لـ صدره ، و يجعلني أرتاح من سوء الذنيا بالخارج ، بل وجدت من يزيد عن إرهاقي ثقلا ....

.. أغمضت عيناي ، و بـ بالي أمنية واحدة ، خدني يا الله ، فـ الحياة لم تعود تحتمل ، لماذا سأعيش ! ، و لـ من ! ، أصلا وجودي بـ الحياة مثله مثل عدمي ، ليس هناك فرق ، صدقوني ليس هناك فرق ، أأأه على همي ، لم يعود له بـ قلبي متسـع ...

.. نمت بعد بكاء طويـــل ، بعد غصة قلب عميقـة ، بعدما أفرغت كل ما في قلبي و عيناي بـ وسادتي ، لأن وسادتي حملت الكثير من الدموع و مازالت تحمل ، تحمليني فـ ليس هناك من يساندني غيرك ...

.. إستيقظت بـالصباح ، على صوت المنبه ، يا الله ألم تأخدني !! ، متى !! ، متى سأرحل إليك !! ، صباح أخر ، و يوم أخر ، حتى لو شرقت الشمس ، و طلع النور لـ الذنيا ، فـ أنا حياتي مازالت مظلمـة ، و غروبهـا لم يطلـع شروقه بعـد ، لم تشرق شمسي منذ يوم وفاة والدي ، لو كان والدي هنا ، معي ، أظن أن الحياة كانت لـ تكون أحسن مما هي عليها الأن ، فـ بـ موته تغير كل شيء ، حتى أمي تغيرت ، ليتك بقيت يا أبي ، ليتك بقيت أنت و رحلت أنا ، أو رحلت معك ، المهم هو أن لا أبقى هنا لأنني أشعر بأنني وحيدة ، وحيدة جدا ، ليس هناك من يحب إبنتك الصغيرة يا أبي ، حتى أمي تفضل أبنائها علي ، لأنهم أبناء زوجها ، الذي أعمى لهـا عينـاها ....

... وقفت ، و أنا أحمل ثقلي مجـددا ، ثقـل جسدي ، الذي يخطوا خطوة خطوة متوجه لـ الحمام ، حتى من الحمام كان صغير جدا ، إستحممت ، و إرتديت ملابسي ، و خرجت ، لأتوجه مجددا لذلك المنزل ، المنزل الذي لا أعرف ما الجديد الذي سأخوضه فيه اليوم ...

دخلت لـ المطبخ ، هذا عملي ، المطبخ و حسب ، . باشرت في إعداد الفطور لهم ...

.. بعد ساعة ، جاءت السيدة ، و ليس من عادتها أن تستيقظ في هذه الساعة ، حتى أنني لم أجهز طاولة الفطور بعد ، و قالت لي ..
صباح الخير ...

مَا تبقَى منِي (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن