29 : هلوسة

3.3K 262 151
                                    

تقدمت نور تتجاهل حلا قائلة :

- جميعكم تخدعوني .. تطبقون تجربة إجتماعية أو ما شابه من أجل رؤية ردة فعلي .

أمسكت حلا يدها و أخرجتها إلى حديقة المستشفى و قالت :

- استنشقي قليلاً من الهواء و اجمعي أفكارك .

كانت الشمس ساطعة و الجو حار للغاية ، بينما نور ترتجف من البرد حتى أنها أسنانها تصطك ، باردة على عكس حالة الطقس ، اقتربت حلا و قالت :

- ماذا حصل ؟ هل استجمعتي أفكارك ؟

- أشعر بالبرد ، و قلبي يؤلمني ... لماذا أنا إختارني ؟ لماذا أعاد لي تجربة ذكرياتها مريرة ؟

إلتفت نور فجأة و قالت بإندفاع :

- مهلاً ! هل أنا أقوم بعدوى من يحبوني بهذا المرض ؟

عقدت حلا حاجبيها و قالت بتفاجئ :

- لا تهذي .

ركضت نور إلى الداخل و ذهبت إلى قسم الطوارئ و قالت :

- أريد تحليل دم الآن .

تقدمت حلا توقفها ثم قالت :

- اقسم أصفعك ، استيقظي ما بك ! هذا و قمت أنا بتمهيد الخبر لكِ ! ماذا لو أخبرتك به فجأة !

تنهدت نور بحزن ثم طلبت أن تبقى بمفردها قليلاً  ، ذهبت نحو الطابق الذي به أمير كان ينظر نحو الشرفة ، بينما هي تنظر نحوه من خلال النافذة ، تأملته قليلاً ، تذكرت عندما كان في الجامعة و أجبرت هي و هو على البقاء في دورة مياه الرجال ، و كان هناك شاب يريد القضاء عليها ، قال أمير للشاب أنه أحب شعره ، بينما هي هاجمته بسبب مدح شعره ، و لكن تبين السبب لها الآن ..

حين كانت تطلب منه الطلاق كان يقول لها ستحصلين على الأجمل ...

دخلت بغضب و صفعت الباب بقوة ورائها ثم وقفت أمامه و كتفت أيديها قائلة :

- أنت ، انظر لي .

تجاهلها أمير و سحب اللحاف نحو رأسه تقدمت و أبعدت اللحاف و صرخت :

- لماذا أنا ؟ لماذا أنا من بين الجميع ؟

بلل أمير شفتيه و قال بغضب يحاول تمالكه :

- نور ، اخرجي .

ظلت تنظر نحو عينيه بغضب ثم قالت بغضب :

- تختطفني يوماً و بشكل مفاجئ أجد حياتي انقلبت رأساً على عقب ، تجبرني على الزواج بك و تعاملني بطريقة جميلة للغاية و بغاية اللطف ، ألقي عليك كلماتي السامة فترد عليهم بالمغازلة ، أطعنك و أحاول قتلك و أشتمك و أصفعك فتدافع عني و تغازلني ، تتركني أنا المخطئة ! أنا المغرورة ! أنا السيئة ! أنا التي لا قلب لها ! و لا تشعر بك ؟! هل هكذا كنت تستمتع ؟ أن أكون سيئة معك و أنت الجيد ، أنا الشريرة و أنت الطيب ؟

المتملك و القوية ( جزء خاص )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن