الثاني ♡♡ سيـــ مان ـــــد ♡♡ صابرين شعبان

1.4K 122 23
                                    

الفصل الثاني


أخذ عدة أنفاس و هو يقف أمام الباب يبحث بعيناه عن زر الجرس فلم يجده ليرفع يده و يطرق الباب بحزم على غير ظنه لم يكن متوتر و لم يكن يشعر برهبة اللقاء الأول لوالد لم يعرف عنه إلا منذ وقت قصير. عام فقط من عمره الذي تجاوز السادسة و العشرون . كان يسمع أحاديث من الداخل لم يفهم شيء منها سوى أنها جدال بين ثلاث أصوات نسائية تتجادل فيما بينهم . ربما حول فتح إحداهن للباب الذي عاد هو يطرقه مرة أخرى بحدة أكثر ربما لا يسمعونه و شعر بالغضب من هذا التجاهل و هو يعلم أنهن يسمعن الطرقات و جدالهم مستمر. نزع حقيبته من على ظهره وأمسكها بيده، جاء صوت رجولي حانق ليوقف أحاديث النساء ليعلم أنه يوبخهم لتجاهل الطرقات و سمع خطواته الحازمة تتوجه للباب لتفتحه هذا ما ظنه من أحاديثهم المجادلة عندما وجد الباب قد فتح تسمر جسده بصلابة و شعر كأنه قد تحول لتمثال بارد كالثلج وجد أمامه والده ذلك الرجل الذي رأى صوره مع والدته في شبابه و عائلته في الكبر قبل عدة أشهر والذي يعلم عنه منذ عام مضى وقد حفرت ملامحه في عقله. كان يكلل شعره بعض المشيب متخللا خصلاته الكثة التي لم تفقد كثافتها بمرور الزمن رغم سنه الغير كبير فربما هو في الخامسة و الخمسون أو ربما زائد عامين بينما خطت تجاعيد خفيفة جبينه وأحاط بعضها عيناه، نظر إليه بجمود لم يفهمه فهو كما وعده أحمد لم يخبره عن وجوده فلما هذه الصدمة من رؤيته كأنه يعرفه، لم يتفوه جاد بكلمة لبعض الوقت فقط تسمر أمامه بصمت يراقبه بتفحص و نظرات زائغة، نظر إليه إبراهام بنظرات جامدة بدوره و لم تتحرك تجاهه أي مشاعر من جانبه تجاه هذا الرجل الذي لم يسهم بشيء في حياته سوى أن نطفة من ماءه كانت سبباً لوجوده في هذه الحياة. وجد والده يغمض عيناه بضعف و هو يستند على إطار الباب بوهن يهمس بإنجليزية سليمة و كأنه يعلم أن هذا الواقف سيفهمها و أنها لغته الأم " هذي العينان "

" تعرفهما " سأله بتحفظ

أجاب جاد بصدق حزين

" لم أنسهما يوماً "

"جاد السيد حارث؟! " سأل بهدوء يتنافى مع غليان قلبه وروحه

" و أنت؟ " كان صوت جاد مختنق وخافت بالكاد سمعه

" إبراهام "

"إبراهام"

صمت والده بعد نطقه باسمه بهذه الطريقة البائسة الحزينة ليقول إبراهام بصلابة " والدتي هى "

قاطعه جاد بمرارة " جودي لستر فوكس "

قال إبرهام بسخرية مريرة " ما زالت تتذكرها غريب "

قال جاد بصوت مختنق " أظن أن من الأفضل أن تدخل "

"ألن تمانع زوجتك. خاصة عندما تعلم هويتي الحقيقية و من أنا بالنسبة لك "

سيد مان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن