الفصل الثالث و العشرون
كان يقطع الغرفة بغضب و هى جالسة على طرف فراشها كمن يجلس على مقعد مليء بالمسامير توقف و نظر إليها بحدة موبخاً
" كيف تفعلين هذا؟ كان يجب أن تخبريني، ماذا كان سيحدث لو توصل لها هذا الرجل و قتلها في شقتي هل تعرفين نتيجة ذلك ؟ "
" أنا أسفة أخي كل ما كنت أفكر به هو مساعدة أسرار فقط و لم أكن أعلم أن هناك خطر شديد عليها و سيصل الينا "
صاح بغضب " هل أنت حمقاء هل تظنين أني طفل صغير و أصدق هرائك كنت تعرفين كل هذا و خاطرت بوضعها هناك "
بكت ببؤس " أسفة لم يكن مفترض بك معرفة ذلك و التورط معنا "
قال لها ببرود " للأسف آنسة جودي لقد ورطت العائلة بأكملها بهذا لا أنا فقط "
هو غاضب منها بشدة فقد عقدت حياته و لم يكن يحتاج لذلك خاصة الأن و قد انتقل لمرحلة جديدة من حياته و أصبح لديه زوجة، و الأن عليه تحمل مسؤولية صديقتها فلا يستطيع تركها وحدها بهذا، و لكن كل ما يرجوه أن يعود زوجها لتقبل بإنهاء الأمر و ابلاغ الشرطة عن ذلك الرجل عزمي و الذي لا يعرف أبداً ما الذي يخطط له في هذا الوقت؟ قال لها بسخط: " لا مجيء لمنزل جدتك و لا ذهاب لمكان و إياك إياك أن تفعلي حماقة أخرى حتى لا يسوء الوضع أكثر مما هو عليه "
أومأت بصمت لا تقدر أن تجادل لقد خسرت دعمه الأن و قد ظنت أنه سيخبر والدها بأن يتركها تذهب للعمل:
" و مقالاتها، ماذا بشأنها ؟ "
" سترسل بالبريد لن نخاطر أكثر "
" أرجوك هيما أفعل بنفسك لترسل أحد تثق به و لكن ليس البريد ربما هناك أحد يعمل لصالح هذا الرجل لا نستطيع أن نجازف بفقد فرص النشر لتلك الحلقات "
زفر بتعب و فرك وجهه بيأس فهو لم يكن يريد إضافة أعباء أخرى على كاهله، خاصة بها خطر عليه و على كل من يحيط به. " يا الله ماذا أفعل بك أخبريني "
" أسفة " تمتمت ببؤس
صاح " تبا لأسفك أيتها الحمقاء "
تركها و خرج من الغرفة ثم من المنزل و هو لا يعرف ما هى خطوته التالية لحماية عائلته .***×
" أنظر لهذا "
كانت مجموعة من الصور التقطتها كاميرا ليلية بالكاد يظهر ما بها و لكنها تظهر بعض الرجال و هم يقومون بنقل بعض الصناديق لسيارات نقل صغيرة مغلقة "ما هذا"
قال مراد لبيتر " أنه أحد العاملين لأحد الجمارك التقطها بعد وصول شحنة قطع أجهزة كهربائية و لكن ما خرج في نفس اليوم هى بعض الصناديق فقط و بطريقة غير شرعية ربما هناك مرتشي قام بمساعدتهم لتخرج "
" ماذا تظن يوجد بها "
" لا أعرف ربما مخدرات أو أسلحة لا أعرف و لكن هذين الشيئين الذين يمكنهما الدخول بطريقة غير شرعية للبلاد أليس كذلك "
" لماذا لم يبلغ الرجل الشرطة عن هذا "
" الصغير هو من يتحمل العواقب هنا يا صديق "
" لم يقبل أن يجازف "
" ليس بحياته و لكن بحياة عائلته "
" تظن أنها دليل كافي "
" لا أظن ذلك ربما لهذا لم يجازف "
" سأتحدث مع رام لأعرف ما الأخبار لديه "
"حسنا و أنا سأرى ما يمكننا معرفته غير هذا لدي مصدر أخر للمعلومات "
أخرج بيتر هاتفه ليتصل بإبراهيم الذي جاء صوته ضائق
" كيف حالك يا صديق "
" أشعر بالملل "
نظر بيتر لساعته و قال " هل نلتقي على الشاطئ لبعض الركض "
" سألقاك بعد عشر دقائق "
أغلق الهاتف و بدل ملابسه و خرج يقول لجدته
" معي هاتفي إذا حدث شيء مريب هاتفيني على الفور "
قالت أسرار بتوتر " هل حدث شيء "
هو يشعر بالضيق لعنادها و لكنه قال بهدوء " لا فقط سألتقي ببيتر للحديث "
" هكذا " سألت جدته مشيرة لملابسه شورت يصل للركبة و تيشيرت دون أكمام . قال بضيق " ألا تلاحظين شيء مؤخراً جدتي "
قالت باسمة " أصبح جسدك أفضل يا قرة عيني "
تزمر بحنق " بل سمنت سمنت جدتي و تخطيت وزني بخمسة كيلوات على الاقل و هذا سيخرجني من فئتي سأضطر للعب في الوزن الثقيل بدلا من المتوسط "
" أنها مأساة بالفعل "
قالت أسرار هذا بسخرية فرمقها بحدة فضمت شفتيها بقوة ثم قالت بخجل
" أسفة "
قالت سعيدة بحنان " أهدئ يا قرة عيني و دعك من هراء الرياضة هذا الذي يجعلك تخسر كل ما يستفيده جسدك من الطعام "
" سأذهب الأن حتى لا نتشاجر "
" أفضل يا قرة عيني لا تتأخر "
بعد ذهابه قالت أسرار بحزن " يبدو ضائق بسببي أليس كذلك "
" لا يا ابنتي و لكنه متضايق مما حدث معكم خاصة بعد ما حدث مع جودي "
" أنا أسفة لتسببي لكم بكل هذا القلق "
" أنه مقدر يا ابنتي كل إنسان يأخذ نصيبه في هذه الحياة من الفرح كما الحزن الحمد لله على كل حال "
" أتمنى أن ينتهي كل هذا في أقرب وقت قبل أن يتأذى أحد بسببي "
" قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا .. هيا أنهضي و عدي لنا بعض الشاي و أحضري قطعتين من تلك الحلوى التي صنعتها أن طعمها لذيذ "
" سأعلمك طريقتها إذا أردت "
" نعم أريد ذلك بالطبع "
ابتسمت أسرار فالجدة تشعرها بالراحة هنا و لم تظهر لها ضيقها كما يفعل حفيدها أحيانا و لكنها لا تلومه بالطبع فكرت ببؤس عد هيثم فقد نفد صبري ..
أنت تقرأ
سيد مان
Azioneهو الغاضب و الهادئ و اللامبالي هو البريء و المذنب و المقاتل هو الحذر و الشجاع هو المسالم و المشاكس هو الساخر و الجدي هوايته حل المشاكل هو مجرد أحمق بعضلات نافرة دخل لحياتهم عنوة يأبى أنفه أن يبق بعيدا في نظر البعض هو البطل