السادس ♡♡ سيــــ مان ـــــــد ♡♡ صابرين شعبان

1.2K 131 20
                                    

الفصل السادس

" أين كنت كل هذا الوقت أيتها  الغبية ألم  أقل  لك  لا تتأخري  "
كانت والدتها  توبخها بغضب فور رؤيتها  حتى أنها  لم تنتبه للقادمين معها  و يقفان في الخارج  ينتظران  الدخول، قال جاد بحدة يؤكد على مشاركته  غضب زوجته  من تأخر  جودي  " لا تذهب لمنزل  نوة أو أي من صديقاتها  بعد اليوم  من يريد رؤيتها  يأتي  لمنزلنا  و إلا لا نريدها أن تصادق  أحد "
قال عمر بمرح  مصطنع " ألن تسمحوا لنا بالدخول  أولاً  قبل توبيخها "
نظرت  آمال خلف جودي  لتجد عمر و إبراهام  يقفان  فقالت بتحفظ " هل كانت لديكم  يا عمر "
قال جاد  بضيق  من زوجته  " أدخليهم  أولاً  آمال "
قال إبراهام  بهدوء " لا داعي للدخول  لقد أوصلناها  و هى بخير سأذهب  "
لم يعجبه تجاهل زوجة والده  له و لم يعجبه  ضيقها  من وجوده  ملعون  لو ظل هنا لدقيقة أو دخل لمنزل والده مرة أخرى  يريد رؤيته  ليأتي بنفسه  لدى جدته  و جيد أنه  سيرحل  من هنا،لقد ألمه ذلك البرود من زوجة والده و لم يعرف لم تبدلا معه هكذا، هل كونه متمسك بدينه و لم يمتثل لرأيهم و أهوائهم لم يعد يعني لهم شيء،  تجاهل هتاف  عمر له ليتوقف  و ينتظر و لكنه  هبط الدرج  مسرعا..  نظر عمر لخاله و زوجته  بحزن  " تزداد خسارتكم  بتصرفاتكم  "
تبعه  دون  أن يضيف  كلمة أخرى  ليجد جاد يتبعه  للأسفل  "  ماذا حدث عمر ما الذي أغضبه  "
" لا شيء  خالي كان عليك أن ترحب به أفضل من هذا و لا تنتظر أن تفعل زوجتك  و تسمح  لنا بالدخول لقد شعرت  أنا نفسي بالحرج  من تصرفها الغير مرحب "
" لم يعطيني فرصة لأفعل  لقد ذهب  كالملسوع  قبل أن أنطق  بكلمة "
" حسنا خالي كل ما سأقوله  أن فرصتك  معه تبخرت  لديه من الكبرياء الكثير  لذا لا أظن  أنه سيفكر بالمجيء  لمنزلك  مرة أخرى  و لو لوداعك  قبل ذهابه  "
" أين ذهب  أخبرني هل عاد لمنزل  جدته  "
" لا أعرف  ربما  سأذهب  لأراه  "
" بل سأفعل  أنا أريد  الحديث معه  "
تبعه عمر بصمت و قطع خاله الطريق  مسرعا  و جسده  مستنفر  وصل لمنزل  والدته  و طرق الباب  بعصبية فسمح  صوت  والدته  الغاضب " إن الله مع الصابرين  "
" أين  إبراهيم  "
" قل السلام  عليكم  أولاً  "
" السلام  عليكم  يا أمي  سامحيني كيف حالك  "
دخلت ليدخل خلفها لغرفة الجلوس  "  بخير  يا جاد كيف حال زوجتك  "
" لم أتي للحديث عن آمال أين  إبراهيم  أريد  الحديث معه "
" ليس هنا لقد ذهب مع عمر و ظننته  معه  "
" تركني و ذهب يا جدتي  ظنناه  عاد هنا  "
" لم يعد أذهب و أبحث عنه  يا عمر و أنت  تعالي أخبرني  بما فعلته  هذه المرة و أغضبه  "
لا يعجبها معاملة ولدها  لحفيدها و لا تأثره  بزوجته  و التعامل معه برسمية و عدم سؤاله عنه  الذي يفعله كل فترة رغم أنه يجب أن يفعل كل يوم  و يتقرب  منه لعله يرجع عن قراره  بعدم الرحيل و لكن تصرفات  جاد تزيد من اصراره  على الابتعاد " لم أفعل شيء  يا أمي هو من ذهب دون  أن يعطيني فرصة للحديث  "
" أجلس يا جاد و أخبرني  ماذا تريد من علاقتك  بابنك  بالضبط  "
جلس بتعب و هو يشعر باليأس  " أريده  أن يظل  معنا  يا أمي  و أريده  أن  يكون  منا قلبا و قالبا  أخاف عليه و أريده  أن يتبع عقيدتنا و يعود للواحد الأحد، هذا ابني  و ليس أحد أخر لأخبره  أننا نؤمن  بحرية اختيار الأديان  أنا  مؤمن  بهذا مع الجميع  يا أمي  ولكن  ليس مع ابني  فلذة كبدي كلما فكرت أنه يمكن أن يموت هكذا أرتعب و أشعر كأن أحدهم يمسك بأنفاسي  "
" هل أنت  أفضل  من نوح عليه السلام لم يجبر ولده و كان يدعوه برفق و رحمة دون أن يهجره مثلما فعلت أنت مع ابنك، لقد ابتعدت عنه و أوضحت له أنك لن تتقبله على ما هو عليه،  هل أنت أفضل من المصطفى لقد كان يبر عمه أبو طالب و هو من مات على الشرك و لم يأتي يوم و يجبره حتى لحظة موته طالبه بذلك برفق و لين و رفض ذلك و قال أموت على ما مات عليه أبائي،  يا بني يجب أن تتقبله كما هو  و تظهر له حبك و اهتمامك و تدعوه كما أمر الله برفق و لين و منطق ليقتنع  ﴿ لو كنت فظا غليظ القلب لأنفضوا من حولك ﴾  كيف و أنت تظهر له الجفاء أنت و زوجتك و ابنتيك يمكنكم مراعاة حدود الله و لكن في نفس الوقت تراعي ابنك و تبره و تحبه و تخاطب فطرته السليمة  و الفتاتين تظهران محبتهم لأخيهم كل هذا من شأنه أن يقرب بينكم  "
" لا يعطيني الفرصة لأفعل ذلك  و ها هو يريد الرحيل  فكيف  سأفعل  و أتقرب  منه  "
" أخشى أن أخبرك  أنه  فات  الأوان  الأن  بما أنه  قرر الذهاب  و بعد غد سيرحل  ربما تجد الفرصة لو عاد هنا مرة أخرى  "
" و إن لم يعد؟! "
" أذهب إليه و أعده  ربما صدق  أنك  تريده  و تهتم  به و حينها  تحظيان بالفرصة للتقارب  "
" لا أعرف كيف وصل بنا الحال لهنا لقد كانت علاقتنا  طيبة و بخير  و لكن كل شيء  تحطم  "
" لا داعي لأخبرك أنك السبب في هذا و سوء تصرفك كان العامل الأساسي  لهدم  هذه العلاقة. "
" معكِ حق  غبائي هو السبب "
" لا داعي للبكاء على اللبن  المسكوب  فكر فيما ستفعله الفترة القادمة لتتقرب  منه و تصلح  علاقتكم  لا تسمح  له بالابتعاد  كثيراً  حتى لا يظن  أنك  استرحت  بالتخلص منه "
" أريد رؤيته  الأن لأتحدث  معه  "
" سيجده  عمر لا تقلق  "
كان ينتظره  بفروغ  صبر  و كان الوقت يمر بثقل  ليزيد  من حزنه  أكثر  نادما  على كل الوقت الذي  أضاعه  بعيداً  عنه  ..

سيد مان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن