الفصل الثامن عشرلم تصدق أنها تفعل هذا و تهرب كالمراهقات من المدرسة لتلتقي بشاب و لم تفعلها من قبل و لكنه ليس أي شاب و هى ليست مراهقة بل شابة كبيرة و ناضجة و هو زوجها. يحيى ابن خالتها و الذي تفتحت عيناها على حبه و تتحول لحمقاء بوجوده كانت تهرب فقط كلما تواجد بالمكان لم تشعر بالراحة في وجوده و لم تجرؤ لتتحدث معه يوماً لذا كانت صدمتها كبيرة عندما جاء ليطلب يدها من والدها لم تصدق أنه سيفكر بها يوماً يفكر بها هى دون عن الفتيات جميعا هى سمراء السمراء القصيرة التي لا تمتلك أي جمال مميز غير عيناها الواسعة و شفتيها الصغيرة الممتلئة لم تشعر يوماً بالارتياح للاختلاط و بالكاد بالجامعة تتحدث أو لها صديقات وجدته ينتظر أمام الجامعة قبل أن تذهب إليها لقد كانت تأمل أن تتهرب من لقائه و لكنه يبدو أنه لن يترك لها مجال. هبط من السيارة و أسرع تجاهها فتأوهت داخلها و هى تراه يقترب و على شفتيه ابتسامة ظفر.. " سمراء "
" إن ما تفعله هو خطأ يحيى ماذا سنفعل عندما يعلم والدي"
" لن يفعل شيء لنا عزيزتي زوجتي و قمت بإيصالها من الجامعة ما المشكلة "
" لماذا أخذت سيارة عمر هل سنذهب لمكان بعيد "
أمسك بيدها المتجمدة و قادها للسيارة قائلاً " لا شيء غير نزهة بريئة سمراء لا تخشي شيء و هى أفضل من سيارتي القديمة "
" حسنا " و لكنها حقاً لا تهتم إن كانت جديدة أو قديمة
جلست بجانبه و صعد هو للسيارة بدوره و تحرك بها كان صامتين لبعض الوقت و هو يدور بالسيارة في الطرق قليلاً. توقف على مقربة من إحدى الحدائق و قال لها بأمر " هيا نسير قليلاً هنا الحديقة فارغة "
كانت تريد أن تلتزم مكانها و تعاند كالأطفال و لكنها لم تكن تعرف ماذا كان سيفعل إذا رفضت فهو مما فعله أمس يبدو متهور و لا يهتم بشيء . أمسك بيدها فور هبوطها و أغلق السيارة ليسير معا .. " لماذا تخجلين من وجودي سمراء "
" لا أفعل "
" بل تفعلين "
صمتت قليلاً فقال بغيرة و غضب مكتوم " أراكِ تتحدثين مع عمر و إبراهيم براحة بل و تمزحين و تضحكين و عندما يأتي دوري أراكِ تهربين و تنفرين من وجودي "
" أنا لا أفعل ذلك " قالت بارتباك تدافع عن نفسها .
قال بعنف و ضغط على يدها بغضب " بل تفعلين "
حاولت سحب يدها و خرجت شهقة بكاء خافتة منها
" أترك يدي يحيى أريد العودة للمنزل "
شدها بعنف لتصطدم بجسده و أحاط خصرها بقوة لتظل بجانبه " يحيى أرجوك "
تنفس بقوة يحاول تهدئة نفسه لانت ذراعه حول خصرها و قال بهدوء مصطنع " حسنا أهدئي و كفي عن البكاء نحن بالطريق "
" أعدني للمنزل إذن لن أذهب معك لمكان مرة أخرى "
كانت تتحدث بطفولية مما جعله يضحك بخفوت . قال برقة " حسنا لن أفعل شيء يضايقك مرة أخرى سامحتني "
رفعت يدها تمسح وجنتها بقوة فتوقف أمامها ينظر لوجهها الملطخ بالدموع " هل تكرهيني سمراء "
أشاحت بوجهها فعاد هو ليدير وجهها لتنظر إليه مكررا برجاء " هل تكرهيني حقاً "
نظرت إليه بلوم " لقد عقدنا القران و لنا وقت طويل مخطوبين "
" هل أفهم أنك موافقة على زواجنا ألم تجبرك خالتي "
نفت بصمت فقال لها باسما " هل تحبيني إذن "
" أريد العودة للمنزل "
مط شفتيه باسما يكفيه هذا للأن " حسنا سنعود و لكن في موعد خروجك من الجامعة " بعد ذلك سارا قليلاً ثم توقفا و احتسيا بعض الطعام و العصير و أخذها لمتجر مجوهرات و جلب لها سلسال يضم قلب بحرفيهما فرفضت قائلة " لا أقدر على أخذه ربما رأته أمي ماذا أقول لها "
" الحقيقة فنحن متزوجان "
" بل لتعطيني إياه أمامهم "
" يا إلهي أخشى أن تخبريني بعد الزواج أنك لا تستطيعين النوم بجانبي خشية رؤية خالتي لنا "
شحب وجهها بشدة فضحك على خجلها قال بشغب " هل ما قلته صحيح ستفعلين ذلك "
قالت غاضبة " بل لن أتزوجك أبداً "
تركته وأسرعت لتعود للسيارة صعدت لها بغضب، لحقها و جلس بجانبها تذم شفتيها كالأطفال رفع راحته ليلمس جانب شفتيها " لك فم شهي كم أتمنى تقبيله "
أخفت وجهها بين راحتيها و هى تقول بصوت مكتوم
" يا إلهي أين كان عقلي عندما وافقت على الخروج معك"
ضحك بخفة و أدار السيارة ليعيدها للمنزل مكتفيا بما حدث لليوم ..
أنت تقرأ
سيد مان
Acciónهو الغاضب و الهادئ و اللامبالي هو البريء و المذنب و المقاتل هو الحذر و الشجاع هو المسالم و المشاكس هو الساخر و الجدي هوايته حل المشاكل هو مجرد أحمق بعضلات نافرة دخل لحياتهم عنوة يأبى أنفه أن يبق بعيدا في نظر البعض هو البطل