الرابع و العشرون ♡♡سيــــ مان ـــــــد ♡♡صابرين شعبان

1.3K 108 20
                                    

الفصل الرابع و العشرون

ليس لي رغبة في الذهاب لمكان بيتر أتركني هذه الفترة "
" رام ما الذي يحدث معك يا صديق "
الذي يحدث هو أنه يشعر أن حياته مقيدة و لا يستطيع التحكم بها . يريد زوجته و لا يستطيع أن يتزوج يريد أن تتحسن علاقته بجودي و لكنه لا يستطيع السماح لها بالذهاب لمكان. يريد أن تخبر أسرار الشرطة و تخرج الأدلة معها و لا يريد أن يجبرها لفعل ذلك لتكون النتيجة هى فوضى عارمة. " فقط أريد أن أختفي يومين أكون بهم وحدي هل لك أن تعتني بجدتي و أبي لحين أعود "

" حسنا رام سأذهب للاطمئنان على جدتك و سأهاتف والدك و لكن عدني أن تكون بخير فقط و أن تعتني بنفسك و لا تغلق هاتفك أرجوك لنكون على اتصال للضرورة "
" حسنا سأفعل "
أغلق معه الهاتف و عاد ليستلقي على الفراش بتعب ثم مد يده ليطفئ الضوء بجانبه لتكسو العتمة الغرفة.
***×
لها ثلاثة أيام لم تره أو يأتي لرؤيتها بعد العمل هل هو غاضب منها. ماذا فعلت لهذا. لرفضها ما يريده فقط هل يعاقبها. جاءها صوت جودي تجيب.
صدقيني لا أعرف ربما هو في شقته يمكنك الذهاب إليه و رؤيته هناك أليس معك مفتاح للشقة ؟؟ "
" تعالي معي إذن "
" لا استطيع منذ وضعت أسرار هناك دون علمه و هو غاضب مني علاقتنا سيئة هذه الفترة و هو يرفض تركي أعود للعمل كما تعلمين كلما رأيته تشاجرنا لأنه يقنع أبي بعدم السماح لي بالخروج من المنزل "
تنهدت نوة " حسنا جودي سأبحث عنه "
اغلقت الهاتف و خرجت من غرفتها تقول لوالدها الجالس أمام التلفاز " بابا سأذهب لرؤية جدتي سعيدة قبل الذهاب للعمل فإبراهيم له يومين مختفي و لا يعرفون عنه شيء سأذهب ربما تعلم شيء عنه "
" هل حدث شيء معهم لم يخبرني جاد بشيء "
نفت بحرارة " لا شيء و لكنه أحيانا يذهب مع صديقه و ينسى اخبارهم هذا كل شيء "
" حسنا اذهبي و طمأنيني عندما تعرفين شيء "
عادت لغرفتها و جمعت أشيائها و أخذت بعض الطعام معها و ذهبت و هى تنوي أنها ستجده اليوم لتتحدث معه.

**×

فتحت الباب بقلب خافق لتضربها العتمة فلا ضوء و لا نافذة مفتوحة لتبددها. شعرت بالبؤس و الخيبة هو ليس هنا إذن. أين ذهب جدته لا تعرف مكانه و لا جودي حتى بيتر لا يعرف . كانت ستعود و تخرج من الشقة و لكنها تراجعت و فضلت البقاء لحين دوامها في المشفى فربما جاء. دخلت و أغلقت الباب خلفها بعد أن أضاءت مصباح الردهة توجهت للمكان الوحيد الذي به مكان للجلوس و هو غرفة نومهم . فتحت الباب بهدوء لتضيء المصباح لتخرج منها شهقة خافتة و هى تراه مستلقي على الفراش غارق بالنوم تعلم أنه يغفو هربا من مشاكله معها و مع أخته، لم يشعر حتى بوجودها بالغرفة. توجهت إليه بقلب مضطرب الآن يجب أن تحدثه و تخبره بسبب رفضها و أنها لم تفضل أحد عليه و لكنها فعلت من أجله فكيف تفعل ذلك و ترفضه و هو كل ما تتمناه، تريده بمباركة العائلة و الجميع ليس هكذا سرا. جلست على طرف السرير لينخفض قليلا تحت ثقلها و لكنه لم يستيقظ و ظل نائما مرت براحتها على شعره برقة بالكاد لمستها استقرت على رأسه لتجده ينهض و هو ينتفض . حدق بها و فعلت المثل و لم يتحدث أي منهم فقط نظرات عتاب من كلاهم يعاتب كل منهم الأخر على تركه كل هذا الوقت دون كلمة كانت أول من بدأ حديثه " لك ثلاثة أيام مختفي "
" و هل يهمك "
" بالطبع يهمني "
" اعذريني إن لم أصدق "
" أنا هنا أبحث عنك الأن "
" أممم شاكر لك "
" ماذا تفعل هنا "
" انتظرك " قال بخشونة و صراحة فظة، هل يضغط عليها لذا أختفى عمدا؟ نظرت إلى وجهه ببؤس فلا تستطيع أن تبتعد عنه لثانية، لو كان الأمر يعود إليها لطالبت هى بقربه قبل أن يفعل هو.
اخفضت عيناها لجسده لم يكن يرتدي قميصه و فقط كان يرتدي سرواله الجينز. مرت براحتها على جرح كتفه الملتئم و الذي ترك ندبة ظاهره جعلتها تغضب و هى تتذكر أنه أصيب و هو يزود عن أخرى، لا تتحمل أن يولي اهتمامه بأخرى غيرها و لو كان من أجل فعل إنساني،إن حبه جعلها أنانية فيما يخصه .. " هل تثير اشمئزازك؟ " سأل باهتمام.
" بل ثير غضبي من فاعلها لتجرئه على إيلامك بهذه الطريقة "
"لم تعد تؤلم، انسي أمرها فقط"
رفعت راحتها تمر بها على لحيته النامية و ملامحه المحتقنه بفعل النوم رغم بقائه سنوات طويلة تحت شمسهم الصيفية الحارقة إلا أنه ما زال يحتفظ ببشرته البيضاء التي لوحتها الشمس فقط، ليكون أكثر جاذبية و وسامة مع تلك العينان التي ستذهب بعقلها عندما تنظر إليها و كأنها المرأة الوحيدة في العالم التي خلقت من أجله، قالت بصوت أجش صادق
" أنت أجمل رجل رأته عيناي على الإطلاق إبراهيم و أنا أحبك كثيرا، لطالما أحببتك منذ وقعت عيناي عليك يوم جئت هنا أول مرة، و كل يوم أشكر الله أنه تقبل دعائي و ردك للحق، و أصبحت لي أنا دوناً عن الجميع "
تنفس بقوة، يا إلهي كم يريد أن يضمها و يشعر بها قريبة منه أن يتنفس أنفاسها، كيف سيتحمل ابتعادها لحين ينتهي كل شيء و يزول الخطر عنهم.
" و أنا نوة أحببتك كثيراً يعلم الله لأي حد و علمت الآن ماذا يعني أن تحب إنسان و يبادلك مشاعرك بصدق لم أعرف هذا الا معك وحدك "
" أحيانا لا أصدق أنك لي، زوجي، ينتابني شعور أني سأستيقظ يوماً و أجدك مجرد حلم"
أمسك براحتها و مر بها على وجنته لمسها بشفتيه ثم وضعها لتستقر على موضع قلبه . قال بصوت عاطفي
" أنا هنا حقيقة و أنا ملك لكِ هذا ما تفعلينه بي عندما أراكِ فقط " إن كلمات التحبب التي تخبره بها و مشاعرها التي تصرح بها تجاهه ستذهب بعقله. خاصة و هى تقول
" هذا لا شيء مما يفعله حبك بي إبراهيم رؤيتك فقط تسرع دقات قلبي لا أريدك أن تكون غاضب مني و تظن أني لا أحبك كفاية كوني لم أوافق أن أكون معك "
يريد أن يضمها لصدره مع كل ما يسمع من كلمات حب تخرج من فمها الجميل كم يتمنى لو تسمح له بأن يبثها حبه و حاجته. لم يعرف أن الانتظار صعب هكذا و أن الدقيقة بعام و هى بعيدة عنه لم يحترق من أجل لمسة من امرأة كما يفعل مع نوة و كونها زوجته يجعله يشتعل بيأس ليته يستطيع أن يتزوج الأن يا ليت و لكن ماذا يستطيع أن يفعل غير هذا و الخطر المحدق بهم يمنعه من اتخاذ الخطوة التي تقربهم و تضعها بين ذراعيه بطاعة. إن مجرد تفكيره بأنها بين ذراعيه تجعل أنفاسه تتثاقل لتخرج من صدره بصعوبة لا يريد أن يتهور لذا الأفضل أن ترحل." أنا لست غاضب منك نوة سأرتدي ملابسي لأوصلك للمنزل لتتأكدي أني لا أفعل "
" لست ذاهبة للمنزل لدي دوام ليلي اليوم "
" كم لديك من وقت قبل ذهابك "
نظرت في ساعة يدها و قالت بهدوء " ساعتين و نصف "
" لماذا خرجت من المنزل في هذا الوقت المبكر فيما كنت تفكرين "
" ذهبت لمنزلكم و منزل جدتك سألت جودي و الجميع و هاتفت عمر لأسأل أين أنت فلم يخبرني أحد بمكان وجودك و الجميع يدعي عدم المعرفة ظننت أنك من أخبر الجميع بعدم رغبتك برؤيتي أو الحديث معي لذا جئت لأبحث عنك هنا ربما وجدتك و قد حدث و وجدتك "
" لهذا الحد "
" كنت قلقة من اختفائك"
" لن أمتنع عن رؤيتك يوماً نوة "
" ألست غاضب مني حقاً "
" لا "
" أقسم "
ابتسم " أقسم حبيبتي "
ارتسمت ابتسامة راحة على شفتيها و قالت بحرارة " هل أنت جائع جلبت بعض الطعام معي بالخارج "
" نعم جائع كثيراً "
نهضت من جانبه و ذهبت للخارج لتجلب الحقيبة التي كانت قد وضعتها سلفا بجانب الباب . فتحتها و هى تخرج منها علب الطعام لتضعه على الكمود بجانبه قائلة
" جلبت المزيد من أجلك "
" هل كنت تنوين هذا "
" نعم لقد كنت أنوى الطلب منك البقاء معي بدوامي اليوم و تمنيت أن توافق "
" سأذهب معكِ "
" هيا لتأكل إذن "
بدأت بفتح علب الطعام لقد صنعت كل ما يحبه في لفتة طيبة لعله يسامحها و ها هو لم يكن غاضب منها منذ البداية . بدأت تطعمه بيدها مما جعله يتأثر بفعلتها لهذا الحد تريد أن ترضيه و لا تغضبه يعلم أنها تحبه و لكنها بفعلتها زادت من حاجته للشعور بها يا إلهي هو يملك هذا القلب و هذه المخلوقة الرقيقة الحانية ملكه فلم جسدها لا و هو أيضاً ملكه بعقد زواجهم تبا للعادات و الأعراف البالية هى زوجته و يريدها الأن كيف سيتحمل ابتعادها عنه لحين موعد زواجهم الذي لا يعلم متى. كلما وضعت الطعام بفمه تلمس أصابعها شفتيه دافئة ناعمة ترسل شرارات عنيفة لجسده تجعله يريد أن ينقض عليها ليمتلكها بعاطفة قوية و هى تطعمه أمسك أصبعها بشفتيه فشهقت بصدمة و سحبت أصبعها بارتباك و هى تضحك باضطراب
" تأكل كالصغار "
" نوة "
خرج اسمها من فمه محموم و هو يمسك بكتفيها يقربها منه كل ما تعرف في هذه اللحظة أنها لم تفكر أن تبعده لثانية بل كانت عاطفتهم متبادلة بشكل صادم لكليهم
التقت شفتيهم بعاطفة محمومة و ضرب كلاهم كل شيء عرض الحائط و هما ينسلخان من واقعهم ليصنعا واقع خاص بهما مليء بالمشاعر الحارة التي كانت تحرق كلاهم
لم يكن يظن أن جسده سيشعر بهذه السعادة و هى بين ذراعيه
حتى أنه فكر كيف كان يعيش كل هذا الوقت بدونها . كان اسمها يخرج من بين شفتيه بشكل محموم و إلحاح يأس لطلب المزيد من قربها لقد تمادى كثيراً و لم يكن يخطط لذلك و لكنه لم يستطيع التوقف و هو يأخذها لعالمه الذي كان يحلم بأن تنضم إليه به اقترب حتى أحترق و في مرحلة ما فزعت و بدأت بدفعه بهستيريا ليبتعد و لكنه كان كالجبل لم يتزحزح و لم يستطيع الابتعاد ضمها بقوة و صوته المحموم يردد برجاء تارة بالإنجليزية و أخرى بالعربية
" أرجوكِ نوة أرجوكِ أحتاج إليكِ لا تبعديني الأن أرجوكِ تعلمين أني أحبك و لن أكون سببا في إيذائك "
هذا خطأ و هى تعلم هذا و لكنه حبيبها و زوجها و هى تريده بكل قواها أيضاً كيف تبعده و هو يرجوها بكل هذا الألم في صوته كل ما فكرت به هو أن ترضيه و لو كان على حساب روحها و لكنها حاولت أن تثنيه بصوت ضعيف غير مقنع لا لها و لا له " هذا ليس صوابا إبراهيم "
" أنه عين الصواب حبيبتي، أحبك فلا تتركيني الأن أرجوكِ احتاجك نوة حاجتي إليكِ تقتلني فلا تنزعي روحي بابتعادك أرجوكِ "
و هو يرجوها بهذه الطريقة لا يطاوعها قلبها لتؤلمه بالرفض و هى أيضاً تحتاجه تحبه و تعشقه و تريد هذا الزواج و تريده لذا أضعف حبها له مقاومتها لتستسلم بكل طواعية لطوفان مشاعره الجياشة الذي لم يترفق ببراءتها أو راعي تخبطها و ارتباكها بين يديه " إبراهيم " كان يكفيه أن يسمع صوتها المرتعب المصدوم ليفيق من جنونه شفتيه عند أذنها تهمس بعاطفة مطمئنة
" أحبك " كلمات التحبب التي خرجت بلغته الأم قضت على ما تبقي من وعيها و خوفها و ترددها لتفقد كل شيء معه، كل شيء، ليأخذها برفق و تروي رغم البركان الثائر داخله و شيطانه الذي كان متعطش لها ..
بعد وقت طويل كانت بجسد مشتعل حرارة بين ذراعيه يرفض تركها تبتعد و لكن يجب أن تفعل أن يفيق أحد منهم من هذا الجنون لم تصدق أنها أصبحت زوجته متحملة عواقب هذا . لم تكن تلومه فهي كانت معه بهذا تشاركه شوق بشوق و عاطفة بعاطفة و همسة بهمسة
"إبراهيم، يجب أن أذهب" صرحت بهذا
وجدته يتشبث بها بفزع و رفض لفكرة ابتعادها عنه " لا نوة لا تتركيني الأن ظلي معي قليلاً ليس بعد أن أصبحت لي " ليس و هو لم يشبع حاجته بعد ليس و هو يريد أن تؤكد له أنها أصبحت ملكه حقاً أنه امتلكها جسدا و روحا نوة أصبحت زوجته لا يصدق هذا يخشى أن يكون حلم
" إبراهيم لدي عمل لا أستطيع التخلف عنه " فقط تريد الهرب حتى لا ترجوه أن يمتلكها من جديد و يؤكد لها أنه لن يتركها
" طلبت أن أتي معك "
" ليس اليوم إبراهيم و أنا أشعر بهذه المشاعر تجاهك و أفكاري تدور حولك مؤكد سيفتضح أمرنا "
" لماذا تريدين ابعادي الأن نوة أرجوكِ لا تكوني نادمة على ما حدث بيننا نحن متزوجان يا حبيبتي و لم نفعل ما نخجل منه "
هو لا يفهم . لا يفهم أن هناك أشياء أخرى يلتزمون بها بجانب الشرع عادات تقاليد أعراف حتى أنها أحياناً تتخطى الشرع تماماً كما الأن لا هو زوجها و لم يخطئ معها و لكن لديهم اعراف و عادات تمنعهم فعل ذلك قبل موعد العرس هو لا يفهم و هى لا تلومه فنشأته مختلفة عن نشأتهم : " و لكن معرفة عائلتي بهذا الأن سيؤلمهم إبراهيم و أنا لا أريد فعل ذلك بهم أرجوك تفهم "
" هل هذا يعني أني لن أراكِ هنا مرة أخرى "
" إبراهيم تكرار ذلك سيثير الشبهات حولنا و ربما علمت العائلة بذلك لا أريد أن يغضب أحد منك لحين نتزوج أرجوك"
"كم مرة سأقولها نحن متزوجان "
" اقصد إقامة العرس إبراهيم تفهم أرجوك "
أمسك بوجهها بين يديه و أمتلك شفتيها بحرارة لا يريد أن يفهم شيء غير أن زوجته أصبحت ملكه جسدا و روحا و قلبا و هو لن يتركها تبتعد عنه الآن في هذا الوقت و حاجته إليها تشتد، كانت عاطفته قوية فلم تستطع أبعاده أو فكرت بذلك و عادت لعالمه طواعية

سيد مان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن