الفصل الخامس عشر
"أخبريني كيف هو الأن "
كانت نوة شاحبة الوجه و هى توجه تساؤلها لجودي تشعر بالخجل من ذلك و أنها مكشوفة بشكل محرج بائس، و لكنها كانت تريد أن تعلم حقاً ما الذي حدث معه الفترة الماضية و لم تكن تريد أن تثير حفيظة صديقتها و تفهم ذلك بشكل خاطئ بل تفهمه بشكل صحيح تبا لذلك، و لكن يبدو أن لا مفر من ذلك عندما نظرت إليها جودي بتفهم هادئ و هى تطمئنها
" أصبح بخير نوة أنه يتحسن رغم أنه فقد بعض الوزن و لكنه ما زال جذاب و وسيم للغاية لتطمئني "
رمقتها نوة بسخط و سألتها بسخط
" لم أسأل عن وسامته أو وزنه، بل صحته "
ضحكت جودي بخفة " لا مانع من بعض الإضافة من عندي عديها مثل البهارات على الطعام "
" يا لك من سخيفة "
" حسنا هو بخير اطمئني "
ما بها تستمر تردد أن تطمئن، هل قلقها مرتسم على وجهها و يظهر بصوتها ، تعترف أنها كانت قلقة منذ علمت بمرضه من سماء، و كانت تريد أن تسأل عنه جودي و لكنها خجلت من فعل ذلك، و لكن يبدو أن صديقتها تشك بشيء تجاهها. قالت
" هل علمتم ما حدث معه أيتها الحمقاء "
ضحكت جودي و غمزتها بمزاح
" نعم لقد جاء الشرطي قبل يومين و أخذه معه ليكمل ذلك التحقيق و ذهب معه أبي لقد انتهي كل شيء "
قالت نوة بصوت مرتبك " حمدا لله على ذلك "
ابتسمت جودي بهدوء و قالت باهتمام " أخبريني هل وافقت على خطبة سمير لكِ هل سنسمع أخبار جيدة الفترة القادمة هل سأشتري ثوب جديد قريبا "
ردت نوة بتوتر فهي لم تفكر بشيء الفترة الماضية غير ما يحدث في منزل سعيدة معه منذ علمت أنه مريض
" لم أجيبهم بعد أنا أفكر و لكن لا أظن أني سأوافق فأنا أريد أن أنهى الجامعة أولاً قبل أي شيء مصيري كهذا "
" عزيزتي لتقبلي عصفور باليد خيرا من ألف على الشجرة إن جامعتك قاتلة للوقت يا فتاة "
ابتسمت نوة بلامبالاة " لدي وقت كثير على أي حال لن أتزوج حتى أتخرج "
" على راحتك و لكن كنت أظن أن سمير شاب مناسب لكِ "
أومأت نوة بتفهم و قالت بلامبالاة " لا أظن ذلك، أنا مؤمنة بأن الزواج قدر فإذا كنت سأتزوج من سمير هذا سأفعل و لو بعد عشرون عام أما إذا لم أتزوجه فلن أفعل و لو عقد قراني اليوم "
" يا لتفكيرك المنطقي المتكلف "
ضحكت " ليس تفكير يا حمقاء بقدر ما هو إيمان بما كتبه الله لي كل منا لن يأخذ غير نصيبه "
" نعم معك حق. حسنا سأذهب الأن فالجميع مجتمع عند جدتي للغداء بمناسبة شفاء إبراهيم "
" حسنا أرسلي سلامي لجدتك و الجميع "
قالت جودي بخبث " الجميع، الجميع "
مطت نوة شفتيها ببرود و هو تنهض و تدفعها لتخرج قائلة " نعم و ووالدك قبلهم هيا أذهبي أيتها الحمقاء و حذار تصطدمي بجعفر على الدرج "
" تبا له هذا الأحمق كم أكرهه "
" ظلي على كراهيتك ربما يكون هو من ستتزوجينه بالنهاية "
" على جثتي ذلك لن أتزوجه و لو كان ملك متوج على عرشه "
" لن تجدي من يتزوجك فلا أحد سيتزوج حمقاء مثلك"
" بل سأتزوج من يخوض حرباً شعواء من أجلي و يخرج منها منتصرا و لو كان جريح حرب مشوه "
ضحكت نوة بقوة " يا إلهي إن دراستك بدأت تؤثر على عقلك "
" يوماً ما سأكون رئيسة تحرير أكبر جريدة في الوطن العربي "
ضحكت نوة بقوة لأحلام صديقتها الساخرة " و زوجة دراكولا هيا أذهبي أيتها الحمقاء "
قبلتها جودي على وجنتها و هى تخرج مودعة " أراك غدا "
اغلقت نوة الباب بعد أن اطمأنت أنها خرجت من البناية بخير دون أن تلتقي بجعفر و الذي تظن أن صمته غير مريح لها و هى تعرف ما يكنه لجودي منذ زمن ..
أنت تقرأ
سيد مان
Hành độngهو الغاضب و الهادئ و اللامبالي هو البريء و المذنب و المقاتل هو الحذر و الشجاع هو المسالم و المشاكس هو الساخر و الجدي هوايته حل المشاكل هو مجرد أحمق بعضلات نافرة دخل لحياتهم عنوة يأبى أنفه أن يبق بعيدا في نظر البعض هو البطل