السابع ♡♡ سيـــ مان ـــــــد ♡♡ صابرين شعبان

1.1K 120 17
                                    

الفصل السابع

من نافذة الطائرة  يتطلع  للبعيد لمدينة كانت كالحلم مر خاطفاً أنفاسه و لبعض  الوقت كان جزء من كيان  كبير  دافئ  يسمى العائلة  لم يحظى بمثله  من قبل عاش معهم  مشاعر  الاهتمام و الحب  سخر و غضب و تجاهل و تشاجر و مرح و فرح و تألم  كل هذا مر به  معهم  مشاعر لأول  مرة يتشاركها  مع ما يسمى بالعائلة ، هل سيعود يوماً  إليهم، أم سيجد نفسه عائد  لحياته  متناسيا  تلك  الفترة بمن  فيها، لا يعلم و لا يريد أن يفكر في ذلك الأن ، سيعرف مع الوقت بالتأكيد ، صوفي؛ لقد اشتاق  لصوفي، هل يا ترى بعد هذه الأشهر الطويلة تفكر به؟! هل هى غاضبة منه  لعدم تواصله  معها؟ هذا أيضاً سيعرفه  عندما يصل، بعد هبوط الطائرة لم يشعر بذلك الشعور و كأنه عاد إلى بيته بل شعر أنه غادره و هو يترك مصر و خاصة تلك المدينة الساحرة الملقبة بعروس البحر و هى عروس رائعة الجمال برأيه بل فاقت الجميع جمالا بشوارعها الجميلة و شواطئها المزدحمة على الدوام، وصل لمنزله متعبا، فقد ظل مستيقظا في الطائرة و لم يغفى اليوم  الفائت  و هو مع عائلته، عائلته ؛ هو حقاً  أصبح  له  عائلة، و يمكنه العيش معهم و البقاء معهم إذا أراد؟! ربما سيعرف في المستقبل  وصل لمنزله و وضع حقائبه جانباً  و دخل  متوجها لغرفته  نزع  ملابسه  و تسلل للسرير  بتعب  ليندس بين الشراشف المتسخة دون  أن يبدلها  و راح  في سباب  عميق و كأنه لم ينم لسنوات.

****×
" أظن  أني سأفتقده   " قالت  جودي  هذا بائسة
ابتسمت  نوة  بهدوء " بالطبع  ستفتقدينه  أليس  أخيكِ؟! "
قالت بحزن  " هل تصدقين  أشعر بالحزن  الأن  لمعاملتي  السيئة له  أنا نادمة  بشدة، ليتني تعاملت معه بلطف "
" يمكنك  أن تصلحي علاقتك به  هاتفيه  أو راسليه أهتمي بأخباره  و عندها سيعلم  أنك  تهتمين  به حقاً، و ربما عاد إليكم  "
" هل تظنين  هذا؟! "
" بالطبع  الاهتمام  يحسن  العلاقات أي كان مدى سوؤها"
" أبي لا يتحدث معنا منذ ذهب "
" يتعامل مع حزنه لذهابه بالصمت  "
" أمي تظن أنه غاضب منا لذلك و يحملنا مسؤولية ذهابه "
" لا أظن ذلك، العم جاد رجل عاقل لن يفكر بهذه الطريقة "
" و لكن أمي تظن ذلك لأنها من رفض وجوده بالمنزل و جعلت أبي يرسله لمنزل جدتي  "
" عليكِ أنتِ أن تفهميها  لتهدئي الأمور بينهما  و حتى تدعمه و تسانده  في حزنه  "
" و لكنها هى أيضاً تلوم أبي على غضبه  منها و تشعر بالظلم  "
" إذن يفضل أن تعلمي أسبابها  قبل أن تبرري  ابتعاد و صمت  والدك حتى تعلمي كيف ستصلحين  الأمر بينهم "
" ما هذا العقل  الذي هبط  عليكِ يبدو أن ضربتين  الكرة لهم الفضل في هذا  أم صاحب الضربة لاحظت ارتباكك  كلما رايته "
غمزتها  جودي  بخبث  .  تلونت  وجنة نوة  و زجرتها  غاضبة " لا تكوني  حمقاء  بالطبع لن أفكر  فيما يفكر به عقلك الملتوي  "
"  و ماذا يفكر به عقلي  الملتوي  "
" لا يمكن  أن أفكر به  بهذه الطريقة هذا مستحيل  "
صمتت جودي  بحزن  و خرجت  منها تنهيدة حارة قائلة
"أعلم  ذلك  كنت أمزح  معكِ، فكيف تفعلين  هذا و هو ما هو عليه  "
" أدعو له  إن الدعاء يغير الأقدار  "
" سأفعل  و سأفعل ما قلته  أيضاً سأراسله  و أتحدث  معه و أحسن علاقتي به ربما هذا يجعله يرى  الأمور  بشكل أفضل  "
" هذا جيد "
صمتت  الفتاتين  قليلاً تفكر كل منهم  مشتركتين  في صاحب  الأفكار  لتقطع نوة  الصمت  سائلة بجديدة
" أخبريني ماذا فعلت مع ذلك  الأحمق جعفر فمنذ يومين  سمعت  والدته  تتشاجر معه  "
"لقد ذهبت إليها  جدتي  تشكوه  لها ما فعله  معي  و هى وعدتها  أن توقفه  عند حده  "
" ألم  يعلم  والدك  "
" ربما جدتي أخبرته  و لكنه  لا يقول  و لكن منعه لي المجيء لهنا و تحذير والدتي أخبرني  أنه  علم  "
" و ما الذي أتى بكِ يا حمقاء "  سألتها  نوة بحنق
ابتسمت جودي بخجل " هذه المرة فقط،  كنت سأخبرك  أني لن أستطيع  المجيء إليكِ  هنا مرة أخرى ، فقط لم أشأ  أن أنقطع دون تبرير  "
" كنت سأعلم عندما أتي إليكِ أنا  "
" حسنا هذا ما حدث "
" و ماذا قلت  لهم "
" أني ذاهبة لجدتي و لكني لم أكذب فأنا ذاهبة إليها  الأن "
نهضت  جودي تستعد للذهاب  فلم تمنعها نوة  كما كانت تفعل  و تبقيها  قليلاً  كلما أرادت  الرحيل  " حسنا سأتي  أنا إليكِ  "
قبلتها  بحرارة "  لا تتأخري فالإجازة  مملة  بالبقاء في المنزل  وجهى في وجه  دارين  الثرثارة  "
ابتسمت نوة  " حسنا أعدك  سأتي إليكِ  من وقت لأخر و لكني  أنصحك  أن  تتعلمي الإنجليزية  أفضل  من تضيع  وقتك  في الشجار  مع دارين  "
ابتسمت  جودي  و هى تهبط الدرج  " سأفعل  أراكِ  فيما  بعد "
" إن شاء  الله إلى  اللقاء  "
اغلقت  الباب  بعد ذهاب  جودي  لتجد سماء تسألها  بفضول  " هل أخبرتك  أن أخيها  الإنجليزي  سيعود  هنا مرة أخرى "
قالت  نوة  بلامبالاة " لا أعرف  لم لا تسألي خطيبك  أليس  ابن  عمته  "
" ظننتكم  تتحدثان  عنه  "
" و لم نفعل  ذلك  " أجابتها  بضيق  فنبرة شقيقتها  بها بعض الخبث  .  ابتسمت  سماء بسخرية  " لا لشيء  طبيعي أن تفعل فهو أخيها  "
" تتحدث مع عائلتها  لا معي أنا  "
" و لم أنتِ حادة يا فتاة نحن  نتحدث بهدوء لا نتشاجر"
" لنتحدث فيما يخصنا يا أختي  و لا داعي  لنتحدث عن أحد غريب  هذا يسمى غيبة و نميمة "
رفعت سماء حاجبيها  بسخرية  " ما شاء  الله  اللهم  قوي إيمانك  يا أختي  الصغيرة العاقلة  "
تركتها  و عادت لغرفتها زفرت  نوة  بضيق  و شعور بعدم الراحة يتعاظم  داخلها  .. مفكرة أن هذه الإجازة ستكون  الأكثر مللا

سيد مان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن