الثاني عشر ♡♡ سيــــــ مان ـــــــد ♡♡ صابرين شعبان

1K 125 11
                                    


الفصل الثاني عشر

منذ عاد إبراهام و تحسنت صحته و عاد يسير باستقامة بعد أن شفيت ساقه و ظهره و كأن دعم العائلة المعنوي قد حسن من حالته النفسية الغاضبة التي كانت تتملكه الفترة الماضية قبل عودته. ذهبت آمال لتراه مع زوجها و طلبت منه الذهاب معهم لمنزلهم و لكنه رفض متحججا برغبته بالبقاء مع جدته . فرحت دارين برؤيته و قالت له معاتبه والدها لعدم أخذه معها و كم كانت ترغب بذلك وعدها أنها ستذهب معه عندما يسافر في المرة المقبلة. وجد والده يعترض بأنه لن يتركه يسافر مرة أخرى لم يجادله إبراهام فهو نفسه لا يعلم ما يخبئه المستقبل . جاءت العائلة للترحيب به و سعد برؤية الجميع عمته سامية و عمته عائشة يحيى و أمير حتى سمراء الخجول لقد اعطته ابتسامة مرحبة خجلة . كان عمر يستعد لزفافه ذهب سويا ليشتريا بذلة العرس و كانت هدية من إبراهام الذي جلب له بذلة زرقاء قاتمة و ربطة عنق زرقاء و قميص أبيض من الحرير رفضه عمر و أخبره أن الرجال لا يرتدون الحرير فأستبدله إبراهام بقميص بلون الكناري أعجب عمر كثيراً كانت أيام مشحونة على العائلة لزفاف عمر فكانت الفتيات قد اتفقن ليذهبوا لشراء ملابس جديدة في اليوم التالي. كان إبراهام قد جاء ليتناول الغداء مع والده و أختيه بعد أن ألح عليه فلم يكن قد جاء منذ عاد. قالت جودي لوالدها و هى تعدد على أصابعها و فمها مملوء بالطعام " ثوب و حجاب و حذاء و حقيبة "
أضافت دارين بدورها " و أنا مثلها "
قالت آمال باعتراض " ثوب مناسب و حذاء لديك حقيبة أيضاً و الكثير من أغطية الرأس مناسبة "
" أمي ليس هناك كل يوم زفاف بالعائلة "
كانت آمال تعلم أن جاد قد أنفق الكثير من مدخراتهم على سفرته لذلك لم تشأ أن تثقل كاهله بنفقات أخرى فقالت تجيب " بل يكفي و إلا سأخبرك أن ترتدي ثوب من أثوابك القديمة. "
ارتسم الضيق على وجهها فسأل إبراهام " لم هى حزينة"
أجابه جاد " تريد ثوب جديد و تريد أن تذهب مع الفتيات غداً و لكني أخبرتها أن لا ذهاب وحدهم دون رجل معهم "
" أنا سأذهب معهم " كان يحاول أن يتعلم العربية فكان يستغل لقائه بعمر ليتعلم بعض الكلمات التي تساعده على التفاهم مع جدته.
ربت جاد على كتفه و قال لجودي بالعربية " سيذهب معكِ أخيك غدا و لتشتري ما تريدينه أنت و دارين و هو معكم "
ثم التفت لابنه و قال باسما بالإنجليزية " و أنت أيضاً لتشتري شيء جديدا مع أخوتك "
" بابا يا سلام شكراً جزيلاً "
صفقت دارين بفرح هاتفة بذلك بحماسة . قال إبراهام بتحفظ رافضاً " شكراً بابا و لكني فعلت و جلبت مع عمر بذلة جديدة "
" ليس لي شأن بما جلبته أنت بنقودك . هذا من والدك مفهوم "
نهض جاد من على الأرض قائلاً بالعربية " الحمد لله. الشاي لغرفتي آمال "
نظر لوالده بحيرة هل غضب منه. ماذا قال . سأل جودي
" هل قلت ما أغضبه "
قالت آمال باسمة " هو يشعر بالحزن كونه لم يشعر أنه اعتني بك كما أخوتك "
" لا أفهم "
قالت جودي بحرارة " لا تشغل عقلك. المهم سنشتري ملابس جديدة هيا معي سنذهب اليوم لنقوم بجولة و نحدد ماذا سنشتري و نعرف الأسعار لنأتي و نأخذ نقود من أبي "
" تحدثي بالإنجليزية "
ردت بملل " هذا كثير عقلي لا يستطيع مجاراتك هيا بنا أمي أخبري أبي أننا ذهبنا لمشاهدة المتاجر "
أمسكت بيد أبراهام لينهض " هيا قم بغسل يدك لحين أبدل ملابسي "
أشارت إليه آمال ليذهب لغرفة والده  قائلة " أخبر والدك قبل ذهابكم " اشارت لغرفتهم فوقف مترددا و لكنها أشارت ليذهب
" هيا أخبره "
طرق الباب بلطف فسمع والده يسمح بالدخول بالعربية ظانا أنه إحدى الفتيات. دخل للغرفة و قال بهدوء " بابا سأخذ جودي و دارين لنرى المتاجر  يردن أن يعرفا ما سيشتريان أولاً  "
" أذهب بني و لكن لا تتأخرا بالعودة "
لم يتحرك إبراهام بالخروج لثواني من ثم التفت ليمسك برتاج الباب ليغلقه بحزم و ينظر لوالده قائلاً " ما الذي حدث هل أنت غاضب مني "
تنهد جاد بحزن و أشار إليه ليجلس على طرف الفراش
" تعالى إبراهيم أجلس "
" لا يصح أبي هذه غرفة نومك "
ابتسم جاد بهدوء " لا بأس تعالى أجلس "
أمتثل لأمر والده و جلس على طرف الفراش بالكاد جسده يلمسه و شعر بالتوتر ربما رأته زوجة والده و غضبت لجلوسه في غرفتها هكذا.. قال جاد بحزن " أعلم أنك رجل كبير إبراهيم . أعلم أنك لم تعد تحتاج إلي. أعلم أنك تستطيع الاعتناء بنفسك دون الحاجة لي و لكن كل ما أريده هو أن لا تخبرني بذلك كلما أردت فعل شيء من أجلك فهذا لن يغير من تصرفاتي معك أو يجعلني أصرف نظر عنك "
" أبى أنا لم أقصد ما فهمته "
" أعلم بني أنا فقط أشعر بالحزن كوني لم أكن في حياتك من قبل أعلم كم هو صعب الاعتناء بطفل و مراهق و رجل أعلم و أحزن كون والدتك تحملت كل هذا وحدها دون عون"
" أبي " إن والده رقيق المشاعر كونه يفكر في شيء كهذا و هو لم يكن له ذنب في جهله بعدم وجوده. قال جاد باسما و هو يزيل دمعه سالت على وجنته " لا تقل لا لشيء أريد إعطائه لك أي كان ما أفعله من أجلك فهو لا شيء من الذي يفترض فعله. نعم أنت رجل كبير و لكنك ابني و لو كنت بالخمسين ستظل ابني و مسؤول مني نحن لا نتخلى عن أولادنا بمجرد بلوغهم سن معين بل يظلوا أولادنا من ضمن مسؤوليتنا حتى نموت  "
" حسنا " قال بصوت متحشرج
" هيا أذهب و لا تعودا في وقت متأخر "
نهض إبراهام و كان سيذهب عندما أنحنى و ضم والده الجالس على الفراش. ضغطه جاد على صدره بقوة يضمه بين ذراعيه " أحبك أبي "
" و أنا أحبك كثيراً بني كثيراً "
قبل رأسه و دفعه ليخرج قائلاً بأمر " هيا أذهب "
خرج من الغرفة و هو يأخذ أنفاسه بقوة مؤكداً أنه سيكون بخير مع والده و عائلته ..

سيد مان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن