الفصل الخامس و العشرون
كانت جالسة بجانب جودي تبكي و هى تشعر بالخزي من فعلتها لتظهر لها مدى بشاعتها و كشفها ذلك لوالده دون عن الجميع و هى لا تعرف كيف سيفكر عنها الآن جودي محقة ليتها أخبرته هو و تحلت ببعض المنطق، كانت جودي تحيط كتفيها تهدئها بينما جاد يصرخ عليه بغضب
" كيف فعلت ذلك إبراهيم كيف جرؤت على خيانتنا هكذا و خيانة الرجل الذي استأمنك على ابنته "
" هو زوجني إياها لم يعينني حارس عليها. هى زوجتي و لم أفعل ما أخجل منه " هو غاضب من اخبارها لهم بما كان يحدث بينهم لم هى طفلة هكذا مفترض بها امرأة واعية كبيرة بل كيف اخبرت والده أنهم أتما زواجهم و يغضبه أكثر أنه أحضر لهنا كما المذنب للتحقيق معه و معاقبته على ما أذنب..
راقبت جودي ما يحدث بفضول لمعرفة نتيجة ذلك كان والدها ثائر غاضب بينما أخيها يقف بجسد متصلب لولا بؤس نوة و خوفها و قلقها لانفجرت ضاحكة على ما حدث تلك الحمقاء تخطت معه كل الحدود و تمادت كثيراً غبية لكانت اقنعته بأن يحدد موعد للعرس أفضل من هذا الهراء الذي يحدث و إشراك والدها بالأمر، ماذا ظنت سيجبره، الذي تعرفه أن أخيها أكثر عنادا و بأسا من أبيها و لن يجدي معه نفعا و الضغط لن يوصلهم معه لمكان، نظرت لوالدها تستمع لحديثه الحاد و الذي قال بغضب.
" نحن لا نفعل هذا هنا إبراهيم ليس الأن ليس قبل تحديد العرس و أخذها لبيتك أمام الجميع، ماذا سأقول لوالدها الأن بعد فعلتك هذه "
" لا تقل له شيء هى زوجتي و ستظل زوجتي و ما حدث بيننا ليس مفترضا بكم معرفته لولا أني تزوجت طفلة "
سخر بمرارة و هو يشعر بالقهر من فعلتها ووضعهم بهذا الموقف و لا يفهم لم أخبرته الأن و لهم أشهر معا.
بكت نوة بحرقة أكثر لحديثه مما جعل والده يثور أكثر
" حسنا أنت ستتزوجها الأن ستحدد موعد العرس مع عمك صبري اليوم قبل الغد لننهي هذا الأمر هنا و الآن و أي هراء للتأجيل فلتنسه "
" لن أفعل الأن و هى تعرف السبب ووافقت على هذا و مع ذلك هى زوجتي لم أنكر هذا فما هى مشكلتكم لن أهرب و أتركها فأنا زوجها بالفعل "
" مشكلتنا أيها الغبي أن زوجتك حامل الأن، ماذا ستقول للجميع اذا ظهر حملها الأن و لم تتزوجا بعد ألا تقدر حجم الفضيحة التي ستتركنا جميعا بها، خاصة هى و والديها "
هو صعق حقاً و تجمد جسده و كأنه سحبت منه الدماء فتركته باردا كلوح من الثلج زوجته حامل و لم تخبره بل جاءت لتشكوه لوالده بل جاءت لتستنجد به منه كمظلوم تستجير به من الظالم، نظر إليها بخيبة و عتاب فأمس فقط كانت بين ذراعيه تبثه حبها و تؤكد أنها لن تتركه يوماً و لم تفكر بإخباره بسرها هو أولاً هو دون عن الجميع من أحق بمعرفة ذلك و ليس والده أو أي أحد. دفنت وجهها بين راحتيها تبكي بحرقة تعلم أنها جرحته بهذا التصرف و لكن العم جاد هو الوحيد الذي يستطيع الضغط عليه ليحدد العرس قال بنبرة باردة لا تدل على مشاعره تجاه الخبر: " تهانينا " قالها بالإنجليزية ليضيف بعربية ساخرة " اقصد مبارك لها و لكني لا أستطيع تحديد موعد العرس الأن رغم ذلك الخبر السعيد "
لقد حطمها حديثه و لكن لا تلوم غير نفسها فهي من انساقت لحبها و رغبتها به بجنون الأن ستكون علكة في فم القاصي و الداني فلا تلوم غير نفسها لا تلوم غير نفسها. يا لبشاعة فعلتها، تشعر بالرخص و الهوان
خاصة و والده يقول " إبراهيم ستفعل ذلك غصبا عنك لم يعد لك رأي بهذا بعد فعلتك السوداء "
قال بعناد "لم أخطئ بشيء و لن أفعل، لن أحدد عرسي الأن، و هذا أمر منتهي و لي كامل الحرية بذلك أنا لست صغير أنا رجل كبير بالغ عاقل ناضج "
أمسك والده بقميصه يهزه بغضب " لتتحمل مسؤولياتك إذن و تتصرف كالرجال و أفعل ذلك أيها الوغد"
" لن أفعل و أتزوج الأن " رفض بعناد و لا يعرف لماذا يعاند هكذا و لكنه يعرف أن تصرفها ألم قلبه كان مفترض بها المجيء إليه هو تخبره هو قبل الجميع. الطفل القادم هو طفلهم كلاهم كيف تشارك والده هذا الخبر قبل أن تخبره هو المعني بالأمر لقد تصرفت بطفولية و هستيريا و هو لن يمرر لها هذا و هى تظهره بمظهر الوغد الذي غرر بها و تركها و هرب.
هتف جاد بعنف و صفعه بغضب يأمره " بل ستفعل "
صفعته جعلت جودي تشهق بصدمة بينما نوة تهب واقفة بذعر رافضة " عمي أرجوك "
" قلت لن أفعل الأن " كرر بعناد
صفعه جاد مجددا و قد ثار غاضبا أنها المرة الأولى التي يرفع يده عليه و هذا ألمه بقدر ما ألم ابنه فهو كما قال ليس صغير و تخطى السادسة و الثلاثون وجد نفسه يقول بغضب لم يسيطر عليه " أيها الوقح الحقير كنت أعلم أنك ستعود لسيرتك الأولى و أن الطبع يغلب التطبع و أنك ستفعل شيء يخجلني يوماً ما "
تألم لحديث والده و لكنه يعلم أن معه حق في ظنه بعد رفضه هذا فيبدو أنه يظنه يتهرب منها بالفعل، و لكنه يقسم أن لا يفعل شيء غصبا عنه و هى تعلم مدى خطأ تصرفها، لن يسمح لأحد أن يملي عليه إرادته و لو كان محق
" و مع هذا لن أتزوج فقط لأنفي ظنك هذا "
كان وجه جاد غاضب و عناده اثار جنونه صرخ به
" إبراهيم " و هو يهبط على وجهه صفعا حتى أدمى شفتيه و جرحت و نزف فمه ومع كل صفعة كانت قطعة من قلبه تتمزق حزنا لذلك يشعر بيده كالرصاص و هى تصفعه، فزعت نوة من مظهره المزري ووقوفه بصلابة و جمود أمام والده غير مدافع عن نفسه أمامه، نهضت تقف بينه و بين زوجها و هى تحيط إبراهيم بذراعيها بحماية و ندم تبعده عن صفعات والده قائلة بانهيار.
" حسنا يا عمي أنا أسفة ما كان علي المجيء لأخبرك بهذا فهذا بيني و بين زوجي و لكني اخطأت بذلك أرجوك انسى ما قلته لا أريد الزواج الأن كما يريد إبراهيم لا يهم حقاً لا يهم فهو زوجي كما قال "
كانت تبكي بحرقة ناظره لجاد الغاضب بينما جسدها ملتصق بزوجها بقوة كأنها تحميه من هجوم والده القاسي و الذي كان جسده ينتفض من الموقف فهو يبدو هشا ضعيفا بائسا مثلها خاصة بعد حديث والده المؤلم . راقبتهم جودي بحنق هذه الحمقاء لو كانت أخبرته هو بذلك بدلا من هذه الدراما لأنتهي الأمر و لكنها تصرفت بهلع و دراما و عقدت الامور بمعرفة والدها فهو لن يصمت حتى يزوجهم . ليؤكد والدها على أفكارها قائلاً بعناد " و لكنه سيفعل ذلك غصبا عنه و إلا سأعيد تربيته من جديد و أنسى عمره هذا "
" أرجوك عمي أتركني سأتفاهم معه سنحل هذا الأمر بيننا أرجوك "
خرج جاد من الغرفة غاضبا فقالت نوة برجاء " هيا لنذهب لمنزلنا لنتحدث "
نظر إليها بقسوة و أبعد يدها عن جسده قائلاً بصلابة
" لا حديث بيننا لقد قلت كل شيء هنا على الملأ "
خرجت جودي من الغرفة و اغلقت الباب خلفها مما جعلها تتحدث بألم " كنت خائفة مرتعبة و أحتاج للمساندة ، لذا تصرفت بحماقة بدلا من المجيء إليك جننت هذا كل شيء ، صدقني من الصدمة لم أعرف كيف أتصرف، لأجد نفسي هنا أخبر والدك "
" لقد ذبحتني بتصرفك هذا من منا أقرب إليكِ أنا أم الجميع نوة "
" أنت حبيبي، و لكن الحمل في شهرين لم أكون منتبهة و أنا غارقة معك بجنوني و مؤكد سيولد الطفل مبكراً أي كان موعد زواجنا لذا يجب أن نخبر أبي و أمي و لا يهم إن تزوجنا و لكن ليكون لديهم علم بذلك فقط هذا أقل شيء أفعله من أجلهم بعد فعلتي هذه معك "
" و لكننا متزوجان بالفعل كم مرة أقولها، أنتِ زوجتي "
بكت بشهقات متألمة و قالت ببؤس " حسنا لا بأس موعد العرس أنا لا ألومك فقد أخبرتني و مع هذا استمريت بالمجيء للشقة و رؤيتك "
" أنت زوجتي و هذا واجب كل واحد منا تجاه الآخر نحن لم نفعل شيء خطأ "
" حسنا كما تقول، الأن هل ستأتي معي لنخبر والدي أم ستتركني بهذا وحدي "
" لقد أخبرت أبي فما الفارق مع والدك "
وضعت راحتيها على صدره و التصقت بجسده تقول بألم و هى تعي لبشاعة فعلتها في حق والديها
" الفارق أني شرف و عرض أبي لا أبيك أنت. فإذا لا تمانع من تحمل مسؤولية هذا الطفل أمامهم أكون ممتنة لك "
" بل أنت شرفي و عرضي أنا منذ تزوجنا و أصبحت مسؤوليتي وحدي و هذا الطفل يخصني و لا يهمني إذا وافق أحد على طريقة مجيئه سواء الأن أو فيما بعد معي ورقة تثبت أنك زوجتي و تلزمني بمولد الطفل و أنه طفلي و لا أحتاج لأبرر هذا لأحد أنت امرأة كبيرة و لست قاصر و أنا رجل ناضج لذا لا أحد له حق التدخل بشؤوننا "
كان يتحدث بعنف غير مراعي لحالتها البائسة المرتعبة
" حسنا لن ألوم غير نفسي إذن " قالت هذا بوجع و تخطته بخطوة واحدة فقط و بابتعادها عن صدره تهدم عالمها و أختفي الضوء ليحل الظلام .
أنت تقرأ
سيد مان
Hành độngهو الغاضب و الهادئ و اللامبالي هو البريء و المذنب و المقاتل هو الحذر و الشجاع هو المسالم و المشاكس هو الساخر و الجدي هوايته حل المشاكل هو مجرد أحمق بعضلات نافرة دخل لحياتهم عنوة يأبى أنفه أن يبق بعيدا في نظر البعض هو البطل