الفصل السابع عشر
قالت أسرار برجاء " أرجوكِ صفية يجب أن تعودي لهناك لنستطيع أن نعرف ما يحدث هناك و ماذا يخطط هذا الرجل "
" لا أستطيع أسرار إن هذا جنون لقد تحمدت أنه لم يشك بي بعد فعلتي و مساعدتك أفضل حل هو نشر تلك الأوراق لتنكشف حقيقته و تطالبي بحمايتك من الشرطة منه "
قالت أسرار ببؤس " ليس قبل عودة هيثم من مهمته "
قالت صفية باعتذار " أسفة أسرار و لكن لا أستطيع المجازفة بالعودة أخشى على زوجي و أولادي من ذلك، فلو علم مؤكد سيؤذينا جميعاً "
" لا بأس صفية لا تهتمي أنا لا أريد أن أكون سبباً لإيذائك أنتِ أو الأولاد، يكفي حمايتك لي باخفائي هنا في منزل والدتك "
قالت صفية بمزاح تهون عليها " لم لا تصعدي للسطح لتنشق بعض الهواء لن يراكِ أحد كتغير روتينك "
" ربما فعلت "
قبلتها صفية قائلة " حسنا أراكِ بعد غد "***×
" إبراهيم ألن تعود للمنزل "
سأله جاد بجدية بعد يومين من خطبته على نوة، فلم يكن يريد الحديث معه في شيء يعكر صفو سعادتهم بخطبته، قال يجيب والده بهدوء " أنا بمنزلي هنا "
" إبراهيم " هتف به بحدة ثم صمت و أخذ عدة أنفاس يهدئ نفسه ثم عاد يقول بلطف متذكرا حديث والدته أنه يعيد الخطأ في علاقته به مرة أخرى: " بني أريد الحديث معك بشأن جودي "
" لا شيء نتحدث عنه كما قلت هى ابنتك و لا أحد له حق التدخل فيما يخصها "
" بل لك الحق بني فأنت أخيها الكبير عندما أموت ستكون أنت مكاني تهتم بأختيك كأب ثاني "
" لا تقل هذا، لا أحب مثل هذه الأحاديث "
ابتسم جاد و قال بلطف " أجلس لنتحدث "
امتثل إبراهيم لحديثه و جلس فجلس جاد بدوره قائلاً
" أعلم أنك خائف على أختك و أنك تريد حمايتها و أنا أوافقك على ذلك و لكن ما لا أوافقك عليه هو الطريقة التي تتبعها في هذه الحماية "
" و ما بها طريقتي ماذا فعلت "
يتساءل حقاً . قال جاد بهدوء " أن تتشاجر على الطريق مع رجل سيتساءل الناس عن السبب و إذا ذكر اسم أختك سيدور الكثير من الحديث حولها فلن يعرف أحد الحقيقة و الجميع سيطلق خياله ليخمن و ربما أحد تلك الأفكار تسيء لأختك و هذا بالتأكيد سيضر بسمعتها هنا و أنت لا يرضيك هذا فمن سيرتبط بفتاة تلكها الألسن و تربطها باسم رجل أخر "
" بالطبع لا يرضيني، و لكن هذا شيء يعاقب عليه القانون هنا فكيف نصمت على ذلك، و لكني أعرف أنك محق فهنا غير بلادي بشأن القوانين و الأعراف "
زمجر جاد بضيق " هنا بلادك "
" و هل قلت شيء، أنت محق و أنا فهمت مقصدك "
" اتفقنا إذن. كل ما أريده أن لا تفعل شيء كما حدث مع جعفر، لو فعل شيء لها له أم نرجع إليها لتوقفه عند حده "
" أبي أنه رجل كبير. ما الذي ستفعله له أمه فهي لن يهمها ما يحدث لأختي و لا إذا كانت سمعتها تتضرر من خلف وقاحة ولدها "
" وقتها سنفعل نحن و نوقفه عند حده و لكن طالما لم يتعد حدوده معها ليس لنا أن نهينه و نضربه أليس كذلك"
هو لن يصدق كلمة من أنه لا يتعد حدوده أنه يطاردها .. في بلاده هذا يعد جريمة و يعاقب عليها القانون و ليس أمه من تفعل
" إذا كنت تقول هذا أبي "
قال جاد بصبر فهو عنيد و لا يحاول أن يخفي أنه لا يقتنع بحديثه " هو كذلك بني هو كذلك و الأن هل نتحدث في عودتك للمنزل "
دخلت سعيدة قائلة بسخط " هنا منزله أيضاً جاد "
" نعم يا أمي لم أقل شيء و لكن نشتاق إليه و نريده بيننا بعض الوقت مثلك "
قال إبراهيم بهدوء " حسنا أبي سأعود غداً لأظل معكم "
ثم التفت لجدته " ستأتي معي جدتي لهناك تغير محيطها لبعض الوقت أليس كذلك جدتي "
" لا أحب ترك منزلي " قالت برفض
" لن نخطفك من منزلك يا أمي سنعيدك إليه و لكن إبراهيم لا يريد الابتعاد عنك لهذا يريدك معه ألا تجبرين بخاطره "
والدته تشعر بتملك قوي لإبراهيم بالكاد تتركه يذهب ليظل معهم ربما كونه من يؤنس وحدتها هنا و تعلقت به فهو لم يتركها لسنوات إلا قليلاً : " حسنا و لكن يومين فقط و نعود "
قال جاد بحنق " شكراً لك يا أمي أفضت علينا بكرمك "
ضحك إبراهيم بخفوت فوالده يتضايق من تحكم جدته ببقائه و ذهابه لديهم و لكنه لا يستطيع قول شيء يغضبها رمقه بحنق ثم قال بسخط " ألن نشرب كوب شاي أم أذهب لمنزلي "
" أذهب لمنزلك "
قالت سعيدة هذا ببرود . ضحك إبراهيم و نهض قائلاً
" بل أنا من سيعده لك أبي "
تركهم و خرج ليعد الشاي فسأل جاد والدته " هل هناك جديد بشأن خطبته "
" لا شيء لقد سألته إذا كان يريد عقد القران و يرفض ذلك لأجل نوة فقال أنه أفضل لكلاهم فلا يريد أن يجبرها على ذلك "
" حسنا على راحته لا تضغطي عليه "
" مفترض بك أنت أن تفعل أنه يكبر جاد تخطى الخامسة و الثلاثين متى سيتزوج و ينجب أولاد في الستين العمر يمر بني يكفي ما مر منه "
" حسنا يا أمي ما ترينه صواب أنا أوافقك عليه "
سألته بحنق " و تلك الحمقاء متى ستوافق على خاطب ممن يطلبونها "
" لا أعرف فهي تظل تقول أنها لا تريد أن تتزوج لأجل الزواج فقط "
" ستتزوج لماذا إذن " سألت ساخرة
قال جاد بضيق " لا أفهم هذا الجيل و كيف يفكر "
" سمراء ستتزوج قريبا و هى تصغرها عمرا و دارين تنتظر أن ينهي خطيبها الشقة و تتزوج هى فيما تنتظر تلك الحمقاء "
" لا أعرف هى حرة فلن أصدع رأسي بها عندما يأتي نصيبها ستوافق بالتأكيد "
دخل إبراهيم يحمل أكواب الشاي ليضعها على الطاولة الصغيرة و جلس قائلاً " هل تظنون أن والد نوة سيوافق أن تأتي معي لترى منزلي "
نظر جاد لوالدته بصدمة لينفجر كلاهم بالضحك . قال بحنق " ماذا قلت و يضحك "
قالت جدته بلطف " يا قرة عيني لا شيء من هذا يحدث عندنا ربما إذا عقدتم القران يسمح لها بذلك و يأتي معها حينها "
" ماذا، لماذا يأتي معنا ، أليست خطيبتي الأن "
" نعم و لكن هذا له حدود و قواعد "
" و ما هي هذه القواعد "
" مثل ما أسمح به لدارين أختك مع أكرم لا شيء زيادة أو نقصان "
دارين تعمل مع أكرم بالمكتب أحيانا يسافر و لكنهم لا يلتقون خارج المكتب و حين يريد رؤيتها خارج المكتب يأتي للمنزل، هل عليه أن يعمل معها ليراها
" لم لا تخبروني بما هو مسموح لي "
قالت سعيدة بتفكه " سأخبرك أنا، أولا نحن قرأنا الفاتحة فقط و هذه ليست خطبة و لكنها تعد مثل الخطبة و لذلك كلاهم مسموح بهما بالزيارة في منزل خطيبتك ربما مرة كل أسبوع لتراها و تتحدث معها "
" وحدنا؟ "
ضحكت بخفة " لا بل مع والدها أو والدتها "
قال جاد " لا نزهات معا أو ذهاب لمكان و إذا أتت هى زيارة لمنزلنا ستأتي والدتها معها "
" لماذا لقد كانت تأتي لرؤية جودي وحدها "
" نعم هذا قبل أن تطلبها الأن الوضع يختلف لا يصح أن تأتي وحدها و الجميع يعلم أنها خطيبتك "
" لا أفهم هذا المنطق فكيف يسمحون لها بالمجيء لدينا دون خطبة و الأن بعد أن أصبحت خطيبتي لا تأتي كيف سنعرف بعضنا إذ لم نتحدث معا "
" هذا شيء أخر فهي كانت تأتي لرؤية صديقتها و لم تكن ترتبط بأخيها و إذا كنت تريد أن تتعرفا فهذا سيكون في منزلهم و تحت عين والديها "
يا إلهي هذا كثير ما هذا التعقيد سمع صوت المؤذن فقال بضيق
" سأذهب لأتوضأ أفضل من الحديث عن هذا فلم أعد أريد معرفة شيء أكثر "
خرج غاضبا فقال جاد بتعجب " بعد كل هذا الوقت بيننا و يظن أنه سيكون استثناء "
ضحكت سعيدة بخفة " لهذا لنعجل بعقد القران أفضل و أسلم للجميع "
ليشاركها جاد ضحكتها الهادئة..
أنت تقرأ
سيد مان
Acciónهو الغاضب و الهادئ و اللامبالي هو البريء و المذنب و المقاتل هو الحذر و الشجاع هو المسالم و المشاكس هو الساخر و الجدي هوايته حل المشاكل هو مجرد أحمق بعضلات نافرة دخل لحياتهم عنوة يأبى أنفه أن يبق بعيدا في نظر البعض هو البطل