السابع عشر ♡♡ سيــــ مان ـــــــد ♡♡صابرين شعبان

1.1K 122 13
                                    

الفصل السابع عشر

قالت أسرار  برجاء " أرجوكِ صفية يجب أن تعودي لهناك  لنستطيع أن نعرف  ما يحدث  هناك و ماذا يخطط هذا الرجل "
" لا أستطيع  أسرار  إن هذا  جنون  لقد تحمدت أنه لم يشك بي بعد فعلتي و مساعدتك   أفضل حل هو نشر تلك  الأوراق  لتنكشف حقيقته و  تطالبي بحمايتك من الشرطة منه "
قالت أسرار ببؤس " ليس قبل عودة هيثم  من مهمته  "
قالت صفية  باعتذار " أسفة أسرار  و لكن لا أستطيع  المجازفة بالعودة أخشى على زوجي و أولادي  من ذلك، فلو علم مؤكد سيؤذينا جميعاً "
" لا بأس صفية لا تهتمي أنا لا أريد أن أكون سبباً لإيذائك  أنتِ  أو الأولاد،  يكفي حمايتك لي باخفائي هنا في منزل والدتك "
قالت صفية بمزاح  تهون عليها " لم لا تصعدي للسطح  لتنشق بعض الهواء  لن يراكِ أحد  كتغير روتينك  "
"  ربما فعلت  "
قبلتها  صفية قائلة " حسنا أراكِ  بعد غد "

***×
" إبراهيم  ألن تعود للمنزل  "
سأله جاد بجدية بعد يومين من خطبته  على نوة، فلم يكن يريد الحديث معه في شيء يعكر صفو سعادتهم  بخطبته، قال يجيب والده  بهدوء " أنا بمنزلي هنا "
" إبراهيم  " هتف به بحدة ثم صمت و أخذ عدة أنفاس يهدئ نفسه  ثم عاد يقول بلطف متذكرا حديث والدته أنه يعيد الخطأ في علاقته به مرة أخرى: " بني أريد الحديث معك بشأن جودي "
" لا شيء  نتحدث عنه  كما قلت هى ابنتك  و لا أحد له  حق التدخل فيما يخصها  "
" بل لك الحق  بني فأنت  أخيها الكبير عندما أموت  ستكون  أنت مكاني تهتم بأختيك كأب ثاني "
" لا تقل هذا، لا أحب مثل هذه الأحاديث  "
ابتسم جاد و قال بلطف " أجلس لنتحدث "
امتثل إبراهيم  لحديثه و جلس  فجلس جاد بدوره  قائلاً 
" أعلم أنك  خائف على أختك  و أنك  تريد حمايتها  و أنا أوافقك على ذلك  و لكن ما لا أوافقك عليه هو الطريقة التي تتبعها  في هذه الحماية  "
" و ما بها طريقتي ماذا فعلت  "
يتساءل حقاً  .  قال جاد بهدوء  " أن تتشاجر على الطريق  مع رجل سيتساءل الناس عن السبب و إذا  ذكر اسم أختك  سيدور الكثير من الحديث حولها فلن يعرف أحد الحقيقة و الجميع سيطلق خياله ليخمن  و ربما أحد تلك  الأفكار تسيء  لأختك  و هذا بالتأكيد  سيضر بسمعتها  هنا و أنت لا يرضيك  هذا  فمن سيرتبط بفتاة تلكها الألسن و تربطها باسم رجل أخر  "
"  بالطبع لا يرضيني، و لكن هذا شيء يعاقب عليه القانون هنا فكيف نصمت على ذلك، و لكني أعرف أنك محق فهنا غير بلادي بشأن القوانين و الأعراف  "
زمجر جاد بضيق " هنا بلادك  "
" و هل قلت شيء، أنت محق و أنا فهمت مقصدك  "
" اتفقنا إذن.  كل ما أريده  أن لا تفعل شيء  كما حدث مع جعفر، لو فعل شيء  لها له أم نرجع إليها لتوقفه عند حده  "
" أبي أنه رجل كبير.  ما الذي ستفعله له أمه فهي لن يهمها ما يحدث لأختي و لا إذا كانت سمعتها تتضرر من خلف وقاحة ولدها "
" وقتها  سنفعل نحن و نوقفه عند حده و لكن طالما لم يتعد حدوده  معها ليس لنا أن نهينه  و نضربه أليس  كذلك"
هو لن يصدق كلمة من أنه لا يتعد حدوده  أنه يطاردها .. في بلاده  هذا يعد جريمة و يعاقب عليها القانون  و ليس أمه  من تفعل
" إذا كنت تقول هذا  أبي "
قال جاد بصبر فهو عنيد و لا يحاول أن يخفي أنه لا يقتنع  بحديثه "  هو كذلك  بني هو كذلك  و الأن  هل نتحدث في عودتك  للمنزل  "
دخلت سعيدة قائلة  بسخط " هنا منزله أيضاً  جاد "
" نعم يا أمي لم أقل شيء  و لكن نشتاق إليه  و نريده بيننا بعض الوقت مثلك "
قال إبراهيم  بهدوء  " حسنا أبي سأعود  غداً لأظل معكم  "
ثم التفت لجدته "  ستأتي معي جدتي لهناك  تغير  محيطها لبعض الوقت أليس  كذلك  جدتي  "
" لا أحب ترك  منزلي " قالت برفض
" لن نخطفك من منزلك  يا أمي سنعيدك  إليه و لكن إبراهيم  لا يريد الابتعاد عنك  لهذا يريدك  معه ألا  تجبرين  بخاطره  "
والدته  تشعر بتملك قوي  لإبراهيم   بالكاد تتركه يذهب ليظل معهم  ربما كونه  من يؤنس وحدتها  هنا و تعلقت به فهو لم يتركها لسنوات  إلا قليلاً :  " حسنا و لكن يومين فقط و نعود "
قال جاد بحنق " شكراً  لك يا أمي أفضت علينا بكرمك  "
ضحك إبراهيم  بخفوت فوالده  يتضايق  من تحكم  جدته ببقائه و ذهابه لديهم  و لكنه لا يستطيع قول شيء  يغضبها  رمقه بحنق  ثم قال بسخط " ألن نشرب كوب شاي أم أذهب لمنزلي "
" أذهب لمنزلك  "
قالت سعيدة هذا ببرود  .  ضحك إبراهيم  و نهض قائلاً 
" بل أنا من سيعده لك أبي "
تركهم و خرج  ليعد الشاي  فسأل جاد والدته  "  هل هناك جديد بشأن خطبته  "
" لا شيء  لقد سألته  إذا كان يريد عقد القران  و يرفض ذلك لأجل نوة  فقال أنه أفضل لكلاهم فلا يريد أن يجبرها على ذلك   "
" حسنا على راحته  لا تضغطي عليه "
" مفترض بك أنت أن  تفعل أنه يكبر جاد تخطى الخامسة و الثلاثين متى سيتزوج  و ينجب أولاد في الستين  العمر يمر بني يكفي ما مر منه  "
" حسنا يا أمي ما ترينه صواب أنا أوافقك عليه "
سألته  بحنق " و تلك  الحمقاء متى ستوافق على خاطب ممن يطلبونها  "
" لا أعرف  فهي تظل تقول أنها لا تريد أن تتزوج  لأجل الزواج  فقط "
" ستتزوج  لماذا إذن " سألت ساخرة
قال جاد بضيق  " لا أفهم  هذا الجيل و كيف يفكر "
" سمراء ستتزوج  قريبا  و هى تصغرها  عمرا  و دارين تنتظر أن ينهي خطيبها الشقة و تتزوج  هى فيما تنتظر تلك الحمقاء "
" لا أعرف هى حرة  فلن أصدع رأسي  بها  عندما يأتي نصيبها  ستوافق بالتأكيد  "
دخل إبراهيم  يحمل أكواب الشاي  ليضعها على الطاولة الصغيرة و جلس قائلاً  " هل تظنون  أن والد نوة سيوافق  أن تأتي معي لترى منزلي "
نظر جاد لوالدته  بصدمة لينفجر كلاهم  بالضحك  .  قال بحنق " ماذا قلت و يضحك  "
قالت جدته  بلطف " يا قرة عيني  لا شيء  من هذا يحدث عندنا  ربما إذا عقدتم القران يسمح لها بذلك و يأتي معها حينها  "
" ماذا،  لماذا يأتي معنا ، أليست  خطيبتي الأن  "
" نعم و لكن هذا له حدود و قواعد "
" و ما هي هذه القواعد "
" مثل ما أسمح  به لدارين  أختك  مع أكرم  لا شيء  زيادة أو نقصان  "
دارين تعمل مع أكرم بالمكتب أحيانا يسافر و لكنهم لا يلتقون خارج المكتب و حين يريد رؤيتها خارج المكتب يأتي للمنزل، هل عليه أن يعمل معها ليراها 
" لم لا تخبروني بما هو مسموح  لي "
قالت سعيدة بتفكه " سأخبرك  أنا،  أولا  نحن قرأنا الفاتحة فقط و هذه ليست خطبة و لكنها تعد مثل الخطبة و لذلك  كلاهم  مسموح  بهما بالزيارة في منزل خطيبتك  ربما مرة كل أسبوع  لتراها  و تتحدث معها  "
" وحدنا؟ "
ضحكت بخفة " لا بل مع والدها أو والدتها  "
قال جاد " لا نزهات معا أو ذهاب لمكان و إذا أتت هى زيارة لمنزلنا ستأتي والدتها معها "
" لماذا لقد كانت تأتي لرؤية جودي وحدها  "
" نعم هذا قبل أن تطلبها  الأن الوضع يختلف لا يصح  أن تأتي وحدها و الجميع يعلم أنها خطيبتك  "
" لا أفهم  هذا المنطق فكيف يسمحون  لها بالمجيء لدينا دون  خطبة و الأن بعد أن أصبحت خطيبتي لا تأتي  كيف سنعرف بعضنا إذ لم نتحدث معا "
" هذا شيء  أخر فهي كانت تأتي لرؤية صديقتها  و لم تكن ترتبط بأخيها  و إذا كنت تريد أن تتعرفا فهذا سيكون  في منزلهم  و  تحت عين والديها  "
يا إلهي هذا كثير  ما هذا التعقيد  سمع صوت المؤذن فقال بضيق 
" سأذهب لأتوضأ أفضل من الحديث عن هذا  فلم أعد أريد معرفة شيء أكثر  "
خرج  غاضبا  فقال جاد بتعجب " بعد كل هذا الوقت بيننا و يظن أنه سيكون  استثناء "
ضحكت سعيدة بخفة " لهذا لنعجل بعقد القران أفضل و أسلم  للجميع "
ليشاركها جاد ضحكتها الهادئة..

سيد مان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن