٦-أميرة الجليد.

1.4K 114 134
                                    


.
أصوات العصافير تتعالى في أرجاء الحدائق وعلى أغصان أشجار البيوت معلنه عن يوم مشمس في الخامس عشر من فبراير ، عجباً يبدو أن الشتاء لم يبقى له سوى شهر واحِد حتى تستقبل طوكيو ربيعها المزهر ،

هذا أمر جميل لأغلبية البشر ، ولكن ليس بالنسبة لإيمي ، فصلها المفضل هو الشتاء دائما ومنذ الصغر ،
تحب دوما الشعور بالبرد ، بِنسمات الهواء الحاملة برودة تلسع بشرتها الحليبيه ، وما تهواه أكثر هو القطع الثلجية التي تتطاير في الإرجاء ،

إستنشقت الهواء البارد والمُنعش ، حيث يبث الراحة في رأتيها وهو يتسلل اليهما ،

أغلقت نافذتها لتهَم نازلة من أعلى غرفتها بعد أن أرتدت ملابسها التي دوماً تجسد البساطة والتأنق ، فليست ممن يكثر في الزينه وليست ممن يضع الاوان على الوجه ، كانت ملابسها عبارة عن بنطالٍ بلون أسود مع بلوزة بنية، ومعطفاً بلونٍ فُستقي يتماشى مع لون حذائها ،

وأهم ما أرتدته هو وشاح أحمر يحيط رقبتها ،
ربما اليوم دافئ ، لسطوع الشمس القوية ، ولكنها تاخذ إحتيطاتها ، في النهاية هي ستذهب لمكانٍ تأمل
أن يكون الثلج محاطاً به.

خرجت مغلقة الباب خلقها ، وحين أستدارت ابصرته يتكأ على بداية الجدار الذي يحيط منزلها مع ملابسه  الدافئة هو الآخر ،قميص وبنطال ومعطف يدفئ جسده من نسمات الهواء .

حسنا هذه المرة الأولى التي تراه دون قبعه أو شيئ اخر يغطي رأسه ، لقد إكتفى بربط خصلات شعره
الي الخلف كونها تصل لعنقه بالفعل.

لا يهم هذا الآن ، المهم هو مالذي جاء به حالياً ،
تنهدت بخفه لتتقدم نحوه بينما تضع يديها في جيوب معطفها .

" ألا تعتقد أنك تكرر كثيراً من زياراتك المفاجئة " 
هي أردفت ليرد هو ساخراً

" لأني أشتاق لرؤية ملامحك المثلجة ربما"

شخرت بسخرية قبل أن ترفع بصرها نحو عينيه العَسلية رادة عليه.

" وأنا لا أود رؤية ملامِحك الكاذبة أبداً ، خصوصا بعد ذاك اليوم "

أنهت جملتها بحدة وبعض الغيظ ، ذكرى المركز لا تفنى من عقلها مطلقاً ،وبينما هي تحترق هو يضحك على ردود أفعالها ، يسعده كونه يستطيع رؤية جوانب منها ، لم يستطع الأخرين أن يروها.

نعم لا أحد يرى مشاعرها المكبوته تخرج ، من غضب وحزن وسعادة والى آخره ، ولأنها ليست محظوظة أول من رأى دموعها المنهَمرة وضعفها الشخصي وغضبها  شخصاً لا ينفك عن السخرية. 

- فِي عَينيك || Hanma✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن