١٤- يُحِبُها.

1.1K 90 70
                                    

٢٠٠٥ ، الثاني من يونيو ،

" لا اصدق اني سارحل اليوم الى كوريا ، هذا محبط"

انهت ذات العيون الرمادية جملتها ،وهي بكامل ضجرها والملل الذي تجسد في ملامحها ،ابعدت حدقتيها عن كوب العصير تبصر القابعه امامها ببسمتها النقيه حين تكلمت ،

" ألست انتِ اكثر من يحب كوريا بيننا ،ما سبب إحباطك الآن "

أنهت ولا تزال تبتسم ،حين أنزلت بعدَستيها الزرقاء نحَو الكوب المثلج أمامها لترد الأخرى في صوت جسد الحزن والتذمر ،

" حقاا إيمي ، أود ذلك لكني سأشعر بالوحدة من دونك انت والأصحاب ،تباً ليتك تأتي معي فحسب "

" رغبتك مُستحيلة ، أنا لن اترك طوكيو أبداً"

أنهت لتَهم شاربه من عصيرها ، بينما نظرت لها الأخرى بخبثٍ ماكر وفي ثغرها الكثير من الكلام ،

" لا تودين ذلك لأجله صحيح حتى لو وافق أبواك على الأمر أليس كذلك "

تكلمت بصوتها الساخر لتنهي ذلك بضحكة صاخبة ، حين إحمرت الأخرى خَجلاً بينما تنفي ذلك ،

صحوة!

شهقت بذعرٍ حين شعرت بمَلمسٍ قاس عند حافة قدميها ،وحين أبصرت لم يكن سوى غصن شجرة صغيرٍ مس قدمها ، تنهدت وهي تشعر بإختناق شديد لا تزال في مكانها قابعه ،

وحتى حين نظرت للأعلى لم تعد ترى جروها في محله ، زفرت بقوه وقد تلفت أعصابها ،لوهلة شعرت بالغضب والإزعاج الشديد كل شي ليس لصالحها هذه الأيام ،

حيث النزل ،وحيث يقف هانما تحديدا ، كان ينشف شعره بينما يحدق بالصَغير الذي يقفز أمامه ، كونه لا يفهم ما يرمي له بالطبع لم يعطي له إهتماما.

" تُدرك أنك مُزعج أليس كذلك "

تكلم بصوت متعصب نوعا ما ، حين بدأ الحامل لإسمه ينبح بغضب عارم ، وقبل أن يلتفت هانما الى الخلف لمحه يركض بعيداً يستقر بنقطة معينه منتظراً منه القدوم،

" ما خطبك الآن ، أيفترض بي الحاق بك "

أنهى متنهدا ليَتبعه بخطوات هادئة بطيئة كونه يعتقد أن لاشئ مهم ، وسينْدم على تفكيره لاحقاً ، وعلى بعد مسافة من موقعه ابصر أرجاء المكان بحدقتيه الذهبية،

" لاشئ ، يالك من كلب وغد "

أنهى وكان سيرحل حتى سمع المنادي بأسْمه من الخلف ، أيتوهم الآن أم أن صوتها يرافق ذهنه ، تقدم بخطوات حذرة ،كونه تدارك ان الارض زلقه وحتى وصوله الى المنحدر المنشود.

- فِي عَينيك || Hanma✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن