٢٩ - زائرٌ يَشد الإنتِباه.

766 74 289
                                    

.

.

.

في لحظة صمت استمرت بتبادل النظرات التي حملت في كل ركن من اركان الوانها عواطف مشتعلة ما بين الاشتياق ،العتاب ، الحزن ، السعادة الغامرة ،

التناقض الذي تجسد في تعابير إيمي من عيون سَاهية بملامحه المبتسمة مع دموع أخذت مجراها على وجنتيها وشفاهٍ عابسة وعقل مليئ بالكلام ،

أقترب خطوة ،ثم أخرى ثم أخرى حتى انفصلت المسافة بينهما وما يزال تَحديقه مستمراً في زرقة عيناها حتى أنتقل بصره أسفلاً ، ومع رفع كفاه يحكم إمساك خصرها اقترب فاصلاً كل المسافات بينهما ،

لثم شفاهها يميل برأسه راغبا بنس كل انش من شفتيها بخاصته ، لم تبعده ، لم تبادله ، تَشبثت بمعْطفه وما تزال عيناها مغمضه وتعَابيرها متألمه بالكامل ،

أبتعد حتى شعرت بِجبينه على خاصتها مع نَظراتٍ غزاها الشوق ، وابتسامة مستديمة هادئة حتى همس ناطقاً ،

" افتقدتك كثيراً . . إيمي "

انهى يشدها أكثر نحوها جاعلاً منها سجينة أحضانه الواسعة ، اما عنها فما عساها تفعل وهي ترتعش بالكامل وما تزال لا تدرك ما تفعل ،

أتسمع ما توحي لها حواسها العاطفية تود الإلتجَاء أبداً بين ذراعيه أم تتذكر كم سنة غاب دون التفكير برؤياها ،

هي وأن كانت غاضبة لا يمكنها إنكار مدى جمال حظْنه الدافئ ، عطره الذي تَخلخل في رأتيها ، اشتياقه لها اللذي بدى جليا في معانيه قبل معانيها الباكية ،

لكن هي عليها أن تُعاتبه ، على رحيله المفَاجأ ، وعلى عودته المتأخرة ، و العتاب للحبيب ليس إلا دليلاً على مدى العلاقة الوطيدة التي تجمع بينهما ،

ابتعدت أخيرا جاعلة من ملامحه تتغير لأخرى مستاءة ، لم تحدق بها ولم تحرك جفنيها نحوه ، قد غيرت مدار جسدها بالكامل جانباً تمنع اياه التحديق بملامحها ،

ولكن ليس هانما من يترك الفرص تضيع من بين يديه دون إنتهاز ، قد اقترب يحْظن اياها من الخلف متكلماً ،

" إيمي؟! . . ادرك تماماً ما سبب غضبك لكن ليس الآن ! ، لا تحرمي نفسك ونفسي بسبب سوء ظن قديم !"

أنهى يدس وجهه في عنقها حين صرخت هي مخرجة ما تَكتمه من سنين مضت ،

" أي عذر يمنعك من العودة بعد خروجك هانماا ، قد مضت سنتان على ذلك اين كنت وما كنت تفعل حتى ، ألم تستطع حتى توفير لحظات قليلة من وقتك تجعلني أطمأن بها حتى "

- فِي عَينيك || Hanma✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن