الفصل الثالث
" صباح الخير "
لم يجيبه أحد فتمتم بحنق " حسنا فهمت "
توجه ليبدل ملابسه في الداخل ثم عاد و بدأ يشارك في تنظيف المكان بصمت كان يزيد ينظف الموائد بسائل مطهر بينما منار كانت تمسح الأرضيات أسفل الموائد و حولها. كان الطباخين بالداخل يبدؤون بإعداد وجبات الفطور لاستقبال الزبائن بعد قليل فمطعمهم يقدم وجبات فطور سريعة للذاهبين لأشغالهم في الصباح الباكر. حملت منار الدلو للداخل فذهب خلفها عمران تاركا يزيد يكمل عمله. نظر لانصرافه خلفها بسخرية و هو يفكر أنه أحمق عنيد فقط و سيأتي يوم و يندم به على أفعاله هذه مع الفتاة. رن هاتفه فذهب ليأخذه من على أحد الموائد التي نظفها قبل قليل " حبيبة يزيد "
قالت أريج بحرارة " ذهبت قبل أن تلقي تحية الصباح علي "
قال لها باسما " أسف يا قلبي لم أشأ أن أوقظك باكراً و اليوم إجازتك فضلت أن تنالي قسط من الراحة أنت و الصغير "
" بل أفضل رؤيتك قبل ذهابك للعمل "
قال يزيد مؤكدا على عدم تكرار ذلك مجدداً " حسنا يا حبيبتي أعتذر لذلك و لن أكررها كل يوم سأوقظك لأخذ قبلتي الصباحية "
سألت بتردد " يزيد هل أنت بخير الأن "
ابتسم بحزن " أنا بخير أريج لا تقلقي "
" ألن تقول لي ما كان يزعجك أمس "
أجابها بصدق " لا شيء غير أني أحبك كثيراً أريج كل يوم أحبك أكثر من اليوم الذي مر و فقط أشعر بالندم على ذلك الوقت الذي قضيته بعيدا عنكِ "
" يزيد حبيبي نحن معاً الأن و هذا يكفي "
" أعلم ذلك حبيبتي " ثم قال بمزاح " حسنا سيدتي إذا كان لكِ مزاج للثرثرة أفعلي مع ضحى و أتركيني لأكمل عملي "
قالت ضاحكة " حسنا حبيبي أراك في المساء "
أغلق معها و عاد للعمل بصمت و على شفتيه ابتسامة هادئة..
******×
كان يقف متكتف يراقبها و هى تمر بالماء على الأطباق المتسخة لتقوم بشطفها قال لها بهدوء " كل واحد هنا له عمله لم تفعلين ذلك "
قالت بهدوء دون أن تنظر إليه " سارة لن تأتي اليوم فوالدتها مريضة و أمس أتفقنا أني من سأتولى مهامها لليوم "
" حسنا أتركي هذا لأمجد و أنتِ أكملي عملك فقط "
نظرت إليه ببرود " لقد طلبت مني سارة ذلك و ليس من أمجد "
رد بضيق " على راحتك أردت فقط أن أريحك "
" ليس على حساب غيري إذا أردت أن تفعل لتفعل ذلك بنفسك "
أمسك الطبق من يدها ليضعه في الحوض قائلاً " حسنا أتركيه سأفعل بنفسي "
عادت لتمسك بالطبق ببرود " شكراً لك لا أحتاج مساعدتك "
عاد ليمسك الطبق من يدها فتشبثت به تنظر إليه بغضب " قلت أتركيه منار و لا تجادلي "
" لم لا تبتعد عن طريقي فقط عمران إذا احتجت مساعدة سأطلبها بنفسي و لكن ليس منك بالتأكيد "
ظلا ينظران لبعضهما بتحدي و كل منهم يريد من الأخر أن يمتثل لرأيه هو. زفر بحرارة و قال باستسلام " حسنا منار أنا أسف لم قلته أمس "
" أنت الرئيس "
سخرت بمرارة و هى تعود لتكمل غسيل الأطباق. كان ينظر إليها ببؤس غاضب ليعلم أنها لن تمرر ما فعله معها أمس . تركها و خرج فأكملت عملها بألية و لم تبالي باعتذاره البارد الذي لم تصدقه فهو سيعود و يجرحها من جديد عند أول فرصة و هى اللعنة عليها لو سمحت له بفعل ذلك ..
******×
كان الجميع يتناول الطعام بصمت إلا من الحديث الدائر بين زهرة و آدم كان شاهين ينظر لباهر بسخرية لتصرفه الأحمق فإذا كان لا يعرف أن يسيطر على غضبه كلما تشاجر مع زوجته ليترك المنزل و يحدث كل هذه الجلبة و يتعبهم معه لا داعي لأن يتشاجر من الاساس و يريح نفسه و يريحهم معه. " هل ستعود لتظل هنا اليوم أيضاً أم ستعود لمنزلك "
سأله شاهين بلامبالاة. قالت إلهام بلطف حانقة من سؤال زوجها
" إذا أحب فليأتي يا صقري المنزل منزلهم "
قال لها ببرود " منزلهم ملهمتي و لكننا لسنا تحت أمرهم لنا حياتنا أيضاً و لا أحب أن أربط حياتي بأحد أحب أن أكون حرا أن أظل في منزلي وقت أحب أو أن أخذك للعشاء في الخارج أو لنتنزه ليلاً أو حتى نشاهد فيلم سينما "
زم باهر فمه و ترك الطعام قائلاً و هو ينهض " سأعود للعمل بعد إذنكما و لا تقلق أبي إذا كان وجودي يضايقك لن أتي لهنا مرة أخرى "
قالت إلهام بحزم " أجلس باهر أكمل طعامك. و لتأتي وقت تريد حبيبي لا أحد يمنعك "
قال شاهين ببرود " بل أنا أفعل ملهمتي إذا أحب المجيء هنا ليأتي مع زوجته في زيارة عادية و إذا أراد أن يظل ليظل معها هنا غير ذلك لا أريد أحد منهم هنا بغير هذه الطريقة لتفهمي الأخرين ذلك أيضاً "
ثم أضاف بسخرية " رغم أن لا أحد منهم يأتي هنا كلما تشاجر مع زوجته بل يظل بمنزله و يجد لغة حوار يتفاهم بها مع زوجته لا يسرع للخارج و يغضب كالصغار "
كانت سند تراقب تصلب جسد زوجها الغاضب لحديث والده الساخر كانت تعلم أن هذا الحديث يجرحه كما فعلت هى بالأمس تعلم أن العم شاهين يريد فقط أن يصلح بينهم ليعود معها للمنزل و لكن ليس و هو مازال مستاء من حديثها أمس ليكمل والده بهذا الحديث. " لقد أغضبت باهر بشدة عمي هو رأى أن من صالحنا أن يبتعد عن المنزل حتى يهدأ و لكن إذا كان هذا يضايقكم سأفعل أنا و أذهب لمنزل والدي حتى لا نضايقكم و لا يترك هو المنزل "
" هل هذا يعني أنكم لن تكفوا عن التشاجر "
سألت ضحى بسخرية. رمقتها بحنق و قالت بحدة " لم أقصد هذا فقط أجيب عمي و لا شأن لكِ بنا "
قال باهر بخشونة فهو سئم هذا الجدال الفارغ و التدخل من الأخرين و التحدث عنه كأنه لا وجود له " سأذهب للعمل بعد إذنكما "
نهضت تسرع خلفه لتمسك بساعده قبل أن يخرج " ستأتي للمنزل اليوم " سألته برجاء.
أجاب دون أن ينظر لعيناها المترجية و ملامحها البائسة النادمة
" لا أعرف ربما تأخرت بالعمل فلا أعود لا تشغلي عقلك بي و عودي للمنزل "
قبل أن يخرج تمسكت به تمنعه الذهاب " ستأتي لتأخذني من العمل "
" أستقلي سيارة أجرة لا أظن وقتي اليوم سيسمح "
خرج من المنزل تحت نظراتها البائسة كانت تريد أن تمنعه الذهاب و أن تعيده للمنزل ليبقيا وحدهما و يتحدثان حتى يتفاهمان و يذهب سوء الفهم هذا و لكن ماذا تقول عن غبائها و سلاطة لسانها الحاد كالسكين لقد ذبحت حبيبها بقسوة و هى تعلم أن كل ما فعله كان من أجلها هى لأنه يحبها بشدة فهل بعد تصرفها هذا ستعود علاقتهم كالسابق و يسامحها . عادت لتجلس ببؤس فقالت ضحى و هى تضع أمامها بعض الخبز و الجبن " تناولي طعامك إذا كنت تريدين مصالحته ستحتاجين لكامل طاقتك "
رمتها بنظرة قاتلة " لم لا تحتفظي بنصائحك لنفسك "
قالت ضحى بلامبالاة " حسنا لا تأتي لتبكي على كتفي فيما بعد"
كتمت إلهام بسمتها بينما شاهين يستمع بسخرية ها قد حصل وحش التحقيقات على ما يدفع بغروره لعنان السماء و زوجته قتيلة مصالحته و هو يتدلل كالطاووس . قال بلامبالاة " لم تصالحه سند لا أظن أنها أخطأت بشيء أظن أنه يفتعل مشهد درامي فقط لتخبره أنها تهتم به كالماضي أليس كذلك سند "
قالت سند بمرارة "أظن أن هذه المرة نفد صبره معي "
" لا تهتمي سيعود للمنزل أولادي كالقرش الفاسد يدور و يدور و يعود ليظل على قلبك كالكابوس "
" لا حول و لا قوة إلا بالله شاهين كف عن قسوتك على أولادي و نعتهم بما ليسوا عليه أنهم كالملائكة لم يؤذوا أحد في حياتهم و كل الأزواج معرضين للشجار ليسوا وحدهم من يفعل أحياناً بل هم أفضل من غيرهم كثيراً و دليل ذلك تلك الفتاة قريبتك سند ما اسمها دعاء صحيح ألم تعد للمنزل و تريد الطلاق من زوجها لأنه ضربها و لكن أولادي لم يأتي يوم و رفع أحد منهم يده على زوجته "
كانت تنصت بصمت شارد لا تعي ما يقال حقا فعقلها هناك معه تتسأل فيما يفكر و بما يشعر و هل سيعود للمنزل أم سيستمر على غضبه منها ..
*****×
" إلى أين جاسم " سألت بهيرة جاسم الذي كان يستعد للذهاب
قال باسما و هو يضع قدمه بحذائه و يعقد رباطه " سأذهب لرؤية مريم في نادي التدريب أعلم أنها هناك الأن لي عدة أيام لم أراها و اشتقت إليها "
لا تريد أن يفعل ولدها شيء يوتر العلاقة بين عائلتهم و بين عائلتها فربما علم سليمان بذهابه لرؤيتها فيتضايق و يغضب
" حبيبي لما لا تدع هذا الأمر في الوقت الحالي و أترك الفتاة تنهى دراستها و بعد ذلك عُد لطلبها من والدها "
" أمي أهدئي و أطمئني أنا لن أسبب مشكلة بالعائلة من نوع ما فقط سأراها لبعض الوقت و في مكان عام و بين الكثير من الحاضرين بالنادي و شقيقتها معها أيضاً لذا لن أسبب مشكلة "
"لم أعد مرتاحة لهذا الارتباط بني لم لا ترى فتاة أخرى مناسبة لديك زميلات بالعمل ألا واحدة منهم تعجبك و تكون مناسبة"
" و السبب أمي لم لا تكوني صريحة معي فقط "
أمسكت بيده لتجلسه بجانبها على الفراش قائلة بحزم " أنصت إلي جاسم أنا أعرف و والدك عائلة سليمان منذ زمن و علاقتنا جيدة و أصبحنا على صلة طيبة معا أعلم وقت حادث مريم طمأنك والدها أن لا شيء سيء حدث معها غير ما فعله ذلك الأحمق بها و لكن هل أنت متأكد أنه كل شيء ألا تظن رفضها الزواج بك و حلك من قراءة الفاتحة يقول أن هناك شيء كبير سيء تخفيه عنا. حتى والدتها كانت غامضة في الحديث عن ما حصل معها كلما سألتها عن حالها و ما حدث تقول بخير أصبحت بخير نعم نحمد الله أنها عادت و بخير حية ترزق و لكن هذا لا يجيب عن حقيقة تساؤلي "
قال جاسم بصوت مرير " أمي مريم ظلت حبيسة ذلك المكان لأسبوع كامل لكِ أن تتخيلي ما يمكن أن تكون عانته و هى هناك مع ذلك الحقير لقد ظلت لفترة طويلة ترتعب من الخروج من المنزل أو الحديث مع أحد غريب . إن ذهابها للنادي مرة أخرى لهو معجزة "
" بني أنت لا تفهم ما أريد قوله لك "
"بل أفهم أمي أفهم ما تريدين إيصاله لي أفهم و أتفهم موقفك و لكن أريد أن أخبرك أني بالفعل متعلق بمريم منذ رأيتها في خطبة يزيد و أنا تأكدت أنها الفتاة المناسبة لي"
تمتمت بهيرة بجدية " حتى لو كان رعبها من الرجال كما فهمته أنا "
أمسك يدها يقبلها قائلاً بصدق " حتى لو كان رعبها من الرجال بسبب ما فهمته فقلبي لا يفهم غير أنه لا ينبض إلا لهذه الفتاة فقط "
" أنت أحمق و لا تعي ما تقوله جاسم إن الواقع غير هذه النظرة الرومانسية التي تنظر بها لعلاقتك بالفتاة . هل تظن أن بمجرد زواجك بها سيكون نهايته عاشوا بسعادة للأبد "
" لا أريد العيش بسعادة للأبد بل أريد أن أعيش بطبيعية ليس كالحكايات الخيالية أريد أن أمر بما يمر به البعض من مشاكل مصاعب و حتى مشاحنات بجانب السعادة أريد أن أفرح أحزن كل شيء تجود به الحياة أريده حتى لو كان بقدر من الألم "
" الحديث غير التنفيذ جاسم "
" أعلم ذلك أمي و هذا يعد تحدي لي و أنا قبلته "
" حسنا بني هذا الأمر يعود إليك و بالنهاية هى حياتك و أنت من سيعيشها و لكن فكر بني بعد نهاية تمسكك بالفتاة حين تحصل عليها أن لا تسبب بإيذائها "
" أعدك لن أفعل ما يؤذيها . فقط كوني بجانبي أدعميني و أدعو لي فأنا أحتاج لذلك "
ربتت على وجنته قائلة " كل دعمي و دعواتي و حبي لك يا بني "
قبل راحتها بقوة " أحبك يا أمي "
" و أنا لا "
نظر لوالده باسما " بلى أبي أدامكم الله لي "
ربت علم الدين على كتفه " وفقك الله بني. هيا أخبرني لأين ذاهب و أنت بهذه الأناقة "
ضحكت بهيرة بمرح " سيلتقي بالعصفورة. هيا أذهب حتى لا تتأخر و أنا سأخبر والدك عن أي عصفورة أتحدث "
نظر لساعة يده قائلاً بحرارة " معكِ حق لقد تأخرت أراكم في المساء "
خرج من المنزل مسرعا فقال علم الدين باهتمام " ما الأمر لم متعجل "
" سأخبرك " و فعلت و هى تخبره بكل هواجسها و قلقها أيضاً تشاركه كل ما يجيش به صدرها من قلق على مصير والدها ..
*****×
انتظر خروجها و لكنها لم تخرج و قد ذهب الجميع من زملائها في الدريب توجه للصالة يبحث عنها لعلها هناك أسرع الخطى عندما رأي شقيقتها و هى تحمل حقيبتها على ظهرها كمن ينوى الرحيل ..
" أين هى " سأل جاسم سما التي خرجت للتو من صالة التدريب .. أجابته بلامبالاة " في الداخل مازالت تتدرب "
تركته و ذهبت ليدخل هو لمكان خروجها و كانت في الداخل معه رغم تحذيره لها أن لا تفعل و تبقى بعد ذهاب الفتيات اللعنة أنه الوحيد الذي لا ترفض التقارب معه أو تواجدها وحدها معه يتساءل لماذا هو من تشعر بأمان و هى معه هل كونه مدربها و يعلم لما تفعل ذلك و تقاتل لتتعلم باستماته أم هى واثقة به بشدة أنه لن يكون سبب لإيذائها يوماً تبا كم يشعر بالغيرة من ذلك و يريد أن يلكمه على وجهه و يخبره أن يبتعد عنها. يبدوا أن سما سئمت انتظارها فقررت الذهاب . كانت مرتدية بذلتها البيضاء بأكمامها الواسعة متخصرة بحزام أسود يضم بذلتها بإحكام حول خصرها وقعت عيناها عليه لتعدل من وقفتها أمامه متخذة وضع متحدي رافضا لوجوده هكذا هى دوماً في حضوره متحفزة منتبهة واعية لقربه و بعد كل هذا تؤكد على رفضها أسف عزيزتي و لكنك كاذبة فاشلة. رأى عصام قريباً منها يستعد للهجوم لوى شفتيه بضيق و وقف جانبا يراقبها و رفضه لوجودها معه وحدهما تضايقه تحرك عصام مهاجما لتأتي ضربته على كتفها رمقها بتعجب قائلاً
" مريم لأين ذهبت .. أفيقي و انتبهي أغفالك لثانية معناه خسارتك هذا ما يحتاجه خصمك أن يتشتت انتباهك لثانية ليحظى بنصره "
ردت بضيق و عيناها تنظر خلفه بتوتر . فوجوده في المحيط يجعلها تفقد كل تركيزها و هدوئها معه .." أسفة كابتن عصام لن أعيدها"
التفت لينظر خلفه ليجد جاسم يقف متكتفا يراقبهم .. مط شفتيه ساخرا و قال ببرود .. " فهمت "
تحرك ليخرج قائلا" أنتهى التمرين اليوم أراك غدا "
بعد ذهابه أمسكت بمنشفتها الملقاة على الأرض و تحركت لتخرج بدورها وقف جاسم قاطعا عليها طريق الخروج قائلا " لم التعجل للتو كنت مستمرة في المران ما الذي جد .."
قالت مريم ببرود " إذا حضرت الشياطين "
ضحك جاسم بخفة " ذهب ملاكي "
زفرت مريم بضيق و سألته " جاسم ألم تمل طوال تلك السنوات من الدوران حولي و أنت تعرف رائي "
رفع حاجبه بتساؤل مصطنع " عن ماذا "
ردت ببرود " من مطاردتي "
أتسعت عيناه باستنكار مدعي " أطاردك أنا مريوم؟! " يعرف كراهيتها لتدليل أسمها لذلك دوما يتعمد ذلك ليثير حنقها و يخرجها عن هدوئها و برودها .. كانت تقبض على يديها كأنها تمنع نفسها من لكمه .. ارتسمت ابتسامه ساخرة على شفتيها لتجيبه بخبث " نعم مطاردتي . أنت لا تتقبل رفضي لك صحيح . كرامتك تأن مستنكرة كيف يحدث هذا و لسنوات و أنا أفعل "
رد جاسم بهدوء " لو كان رفضك لي أنا شخصيا لتقبلت الأمر و لرحلت . لو تأكدت أن رفضك لي ليس له علاقة بما حدث معك ذلك الوقت لصدقت أنك تكرهين شخصي و ليس ما سوف أمثله لك "
كانت تعرف على ماذا يلمح في حديثه اللعنة عليه لم لا يتركها تنسى ذلك فقط و كأنها ستفعل .. اقترب منها و أضاف بصدق " ما حدث لا يهمني أنا لن أجعل هذا يقف بيني و بينك أذا كنت تظنين "
قالت بغضب و صوت مرتعش " و من قال أنه يهمني . أنا لا أشعر بالنقص مازالت كما أنا "
سألها بهدوء " لم لا تقبلين الزواج بي أذن "
قالت بغضب " أنا حرة ألا تفهم "
قال جاسم بهدوء " بل أنت خائفة "
ردت غاضبة " لا لست "
رد بحزم " بلى تفعلين "
زمجرت غاضبة " قلت لا أفعل "
رد جاسم مؤكدا بثقة" بل تفعلين خاصة مني أنا . لا أراك تفعلين و أنت مع عصام هنا وحدكم إذن أنت خائفة مني أنا من جاسم لم يا ترى .. تعلمين لماذا لأنك تحبيني مريم و هذا ما يرعبك تخشي أن لا أتقبل ما حدث معك
تخشين رؤية الرفض في عيني و هذا لن يحدث أؤكد لكِ لن يحدث هذا لا يهمني لتفهمي أني أحبك أنت مهما حدث و لم تقوليه و تخفينه فلا فارق لدي "
تبا له لم يستمر في الضغط على جرحها لم يظل يذكرها بما كان سوف يكون بينهم لم لا يبتعد عن حياتها فقط لا تريد الزواج به أو باي أحد فلبيتعد عن حياتها ليبتعد تفكر بغضب و تريد أن تخرج غضبها و من سوء حظه أنه المتلقي لهذا الغضب ..
خرجت صرخة غاضبة منها لترتفع قدمها اليمنى متوجهه مباشرة لوجه جاسم في ركلة غاضبة لتجد راحته ترتفع ليوقف لمسها لوجهه و هو يخفضها على الأرض بحزم و قوة مما زاد من غضب مريم التي عاودت مهاجمته بضراوة أكبر و يديها و قدميها ترتفع و تنخفض في ركلات و لكمات سريعة و لكن جاسم كان يصدها بسهولة دون أن يتسبب لها في الأذى مما أثار جنونها أكثر قال بغضب و هو يمسك بقدمها بخفة بيد و بالأخرى قماش بذلتها حتى لا تسقط " توقفي مريم لا أريد التسبب لك بالأذى "
هدرت بما تفكر به و يدور في عقلها " لم لا تبتعد عن حياتي فقط جاسم لا شيء سوف يجعلني أتقبلك "
شدها من بذلتها لتقترب من وجهه و قال بهدوء و عيناه تحتوي وجهها بشغف " هذا ما يقوله عقلك و لكن ما يقوله قلبك هو ما يهمني و قلبك في عيناك مريم يظهر ما يكنه لي في نظراتك التي تخبرني بمدى حبك لي "
تحولت نظراتها من الغضب إلي الحزن و عيناها تدمع ببؤس قائلة " أكذب على نفسك جاسم لن أجادلك تريد أن تصبح أحمق لك ذلك"
شدد على بذلتها و قال هامسا بثقة يقربها خطوة منه
" أنت من يكذب الأن .. تسارع أنفاسك و خفقات قلبك تخبرني صدق حديثي و أنك تحبينني و بجنون "
"أنت واهم و أنا لن أجادلك فلا يهمني ما تقتنع به"
" مريم نحن كنا سنتزوج لقد كان بيننا قراءة فاتحة هل تعلمين معنى هذا أنها تماماً كالعقد و هذا كان بموافقتك و لم يكن الأمر نزوة منك على ما أتذكر " نعم تذكر هذا جيدا حين عاد لطلبها بعد زواج يزيد و والدها طلب ان ينتظر بعد دراستها و لكنه اقنعه فيما بعد أنه لا يمانع الانتظار لذا شاورها بالأمر و هى وافقت رغم أنهم لم يكونا يلتقيا معا أو يتحدثا إلا صدفة أو مناسبة في العائلة حتى حدث ما حدث و فعل ذلك الوغد ما فعله معها لتطلب من والدها أن يخبره أنها لم تعد تريد هذا الارتباط تتذكر جيدا رفضها لرؤيته و الحديث معه كما طلب و ثورتها و جنونها و هى ترفض ذلك حتى سايرها والدها و أنهى الأمر بنفسه و لكنه دوما ما يعود لطلبها
قالت بصوت غاضب " و قد فسخته لذا لا تعود لهذا الحديث مرة أخرى و ابتعد عن طريقي و أبحث فتاة عن أخرى تزوجها و عش حياتك معها "
" و لن تهتمي لو فعلت؟ لن تحزني لذلك ؟ لن تشعري بالغيرة ؟ لن تبكي على وسادتك ليلاً و تفكرين بي مع تلك الأخرى ؟ لن تهتمي بكوني أحب غيرك ألمس غيرك أنظر لغيرك و أهمس لها في ظلمة الليل من بين قبلاتي أحبك " قال هذا بهدوء و هو يحدق بعيناها بتصميم .
كانت أنفاسها تتسارع و حديثه يؤلمها كطعنات السكين كجراح يمسك بالمشرط و يقوم بجراحة دون مخدر تاركا المريض يشعر بكل جرح بكل قطع لجزء من جسده و جاسم كان يفعل ذلك كان يتعمد أن يؤلمها أن ينزع الباقي المتبقي من تماسكها و صلابتها و هذا ألمها أكثر أنه يتعمد أن يوجعها أن يحرق قلبها نظراته إليها كانت هادئة و كأنه لم يذبحها بحديثه للتو " ألن تقولي شيء " سأل بلامبالاة خرج صوتها مختنق و هى تجيب " نعم " و لم تعلم أنها كانت تبكي بصمت حتى دخلت لفمها قطرة ماء مالحة من دموعها السائلة تبعت كلمتها بصرخة غضب أخرى كانت أعلى من سابقتها و أنقضت كإعصار يجتاح كل ما أمامه يكتسح الأخضر و اليابس و ذلك الذي تسارعت ذراعيه في صد ضرباتها و هو يهتف بها بإثارة " ها قد اعترفت بما لم ينطقه لسانك تبا لك يا مريم تزوجيني و أفعلي بي ما تريدين "
رفعت قدمها و ركلته بقوة لتأتي في جانبه هاتفة بحقد " لو أحضرت لي قطعة من القمر لن أقبل "
ابتعد عن ضرباتها يمسك بجانبه و هو يلهث يجيبها بسخرية " من تظنيني حتى أحضر لك قطعة من القمر سوبرمان "
مرت بكم بذلتها على جبينها المتعرق تجففه ثم وقفت متحفزة تحاول الاقتراب لعودة هجومها " لم لا تقبلي بخاتمي و لتعتبريه بطاقة سفرك للقمر سأجعلك ترينه و أنتِ بين ذراعي " هذا الوقح الأحمق كيف يخبرها بحديث كهذا ألا يخجل و هى الغريبة عنه رفعت قدمها تهم بضربه فرفع يده يوقفها و بيده الأخرى أخرج خاتم صغير من جيبه " وقت مستقطع " كان يلهث بشدة و قال و هو يرفع الخاتم بيده تسمرت قدمها في الهواء و قبضتيها مضمومة أمام وجهها في وضع حماية رغم أنها تعلم أنه لن يهاجمها هل جلب لها خاتم حقاً هل يمشي سائرا بخاتم في جيبه ليعطيه لها في أول فرصة
" اخفضي قدمك مريم أنا لن أؤذيك "
نظرت للخاتم الذي يلمع تحت ضوء المصباح بمرارة و هى تعلم أنها لن ترتدي خاتم رجل غيره أو حتى خاتمه اخفضت قدمها على الأرض و قالت بصوت مشروخ
" فقط ابتعد عن طريقي و أحتفظ بخاتمك "
أسرعت تخرج من صالة التدريب و لم يلحق بها جاسم و هو يعلم أنه لن ينال أكثر مما ناله اليوم . تنهد بحزن و هو يعود و يدس الخاتم في جيبه قائلاً " حسنا مريم سأعطيكِ بعض الوقت و لكن لا تحلمي بالمزيد فللصبر حدود "
عدل ملابسه و خرج بدوره و هو يعلم أن حديثه اليوم سيغير الكثير بينهم و هذا ما يريده...
**×*×
قبل جواد وجنتها و أحاط كتفيها بذراعه قائلاً " ألن نعود للمنزل ضحضح "
تلونت وجنتها بحنق فكم مرة أخبرته لا يفعل ذلك أمام والديها . كانت إلهام تحيك قميص لآدم تمزق و هو يلعب مع زهرة قبل ذهابها مع والدتها لمنزلهم ابتسمت إلهام بهدوء و كأنها لم تلاحظ غضب ابنتها " للتو جاءت جواد لم متعجل لعودتها "
" اشتقت لوجودها بالمنزل خالتي و لآدم أيضاً "
قال شاهين باسماً " ظلوا معنا عدة أيام و بعدها عودوا لمنزلكم "
رمقته إلهام بحنق فابتسم بهدوء و قال يؤكد " نعم ظلوا معنا "
رمق جواد ضحى بتساؤل و همس بخفوت " ألا تريدني أن أمكث معك هنا "
ردت بخفوت " لا و لكنها غاضبة كونه قام بطرد أبيه باهر قبل قليل من مجيئك و رفض أن يظل هنا "
" لماذا " همس
قالت إلهام بملل "تريدان الحديث أذهبا لغرفتكم لحين أعد الطعام للغداء"
أمسكت ضحى بيد زوجها لتنهض قائلة " حسنا أمي سأتي لأساعدك بعد قليل " ثم أضافت لجواد " تعالى لترى آدم "
دخل لغرفتهم فقالت إلهام بحنق " لم تعامل أولادي بسوء شاهين "
" أنا لا أفعل ملهمتي أنا فقط أريدهم أن يحافظا على استقرار حياتهم أفضل مما يفعلون لو فتحت منزلي لكل واحد منهم يغضب من زوجته لفعلا عند كل مشكلة صغيرة و كبيرة فهم سيجدون هنا فندق خمس نجوم يمكثون به فلم يهتمون بحل مشاكلهم سيظلون هنا و يريحون رأسهم فقط "
" هم يحبون زوجاتهم شاهين و لن يفعل أي منهم ذلك و لكن إذا احتاجوا مكان للتنفس و التفكير بشكل سوى ليكون هنا بيتهم و بين عائلتهم فلا تحرق قلبي قلقاً عليهم لابتعادهم بجانب حزنهم "
" قلبك هذا لا يحترق إلا على ثيرانك ملهمتي و المسكين بجانبك لا تشفقين على وجع رأسه و هو في أخر أيامه "
رمقته بحنق " شاهين كف عن الهراء و الحديث السمج"
" حتى حديثي لا تتحملينه شكراً لكِ إلهام "
" يا ربي شاهين كف عن الدراما حبا بالله "
ضحك بخفة و مال على وجنتها يقبلها " و لكني لن أغير رائي ملهمتي إياك و مجيء أحد منهم هنا و هو غاضب من زوجته لن أفتح له المنزل و لو ظل على الطريق "
" سأدعو لهم أن لا يحتاجوا للمجيء هنا شاهين حتى لا يجدوا الرفض من والدهم الذي مفترض يكون هو سندهم و داعمهم "
" من الذي يفتعل الدراما الآن "
مطت شفتيها بحنق " أنت "
أومأ باسماً " كما تقولين ملهمتي "
" أخ منك يا صقري دوماً ما تتعب قلبي بتصرفاتك "
" لا أريده أن يتعب ملهمتي أريده أن يحبني لو ربع حبه لثيرانك "
" ها قد عدنا للدراما " قالت بتذمر فضحك بقوة و شدها لصدره لقبل وجنتها برقة. ابتسمت بحب و قالت بحزن " أتمنى أن تتحسن أمور باهر مع زوجته "
قال يجيبها بصدق " ستتحسن ملهمتي فكما قلت هما يحبون زوجاتهم لذا لن يفقدوا طريقهم سيعيدهم هذا الحب "
تنهدت بحرارة " أتمنى ذلك "
" إن شاء الله حبيبتي "
خرج آدم من الغرفة و هو يفرك عيناه بنعاس سائلاً
" نناه هل أعددت الطعام أنا جائع "
أشار شاهين إليه بحنق و كأنه يقول أرايتِ فندق خمس نجوم . ضحكت إلهام بمرح و شدت آدم لصدرها تضمه قائلة " أفضل طعام للسيد دومي هيا معا نجهزه "
نهضت و هى تحمله تتبعها نظرات شاهين المحبة لتلك المخلوقة ذات القلب الرائع و الذي لحسن حظه ملكه هو..
*****×
دخل طه للمنزل لينزع حذائه بجانب الباب كانت بسمة تجلس على الأرض تلعب بعروستها رفعت عيناها عندما سمعت صوت والدها المتسائل " سكرتي ماذا تفعلين "
قالت بحماسة " أصنع ثوب جديد لعروستي الجديد بابي "
" حبيبتي الشاطرة ستكونين مصممة رائعة "
ابتسم الصغيرة و عادت لتكمل ما تفعله و هى تقص القماش الذي يشبه الورق بمقص من البلاستيك " أين ماما "
أشارت دون أن ترفع رأسها. مط شفتيه بسخرية و توجه للمطبخ ليجدها تنحني على الموقد تفتح باب الفرن تنظر داخله . تمتمت بحنق " لا تلفاز و لا مؤقت كيف سأعرف إن كانت ناضجة "
احاط خصرها ليوقفها و هو يضمها لصدره قائلاً بسخرية " بدس شوكة أو سكين يا عزيزتي أو فقط بالنظر لساعة الحائط لتعرفي الوقت "
استدارت بين ذراعيه لتنظر لوجهه الساخر " السكين سيفسدها إذا لم تكن ناضجة و الساعة لا تفيد فدرجة حرارة الفرن ليست ثابتة "
" بل عقلك ليس هو الثابت حتى بعد هذه السنوات لم تتعلمي صناعة الكيك بدون مؤقت أو تلفاز "
" بل أنت هو البخيل لو كنت تهتم لجلبت لي واحد جديد "
ضحك طه بقوة و قربها من جسده " بل من الأسهل أن أقوم بتصليحه "
" ألم أقل بخيل "
مال على شفتيها يقتنص بعض القبلات فأبعدت شفتيها هامسة " طه بسمة بالخارج "
" و نحن بالداخل بعرينك الخاص و هى ممنوع عليها الدخول لهنا "
حاولت أن تبتعد عنه " و إن يكن لا تفعل فربما دخلت و كسرت القاعدة "
" ما زالت تتحججين بأي شيء كلما اقتربت منك و لا تستسلمي إلا بعد قطع أنفاسي ألن تكبري أصبح لدينا طفلة ذاهبة للمدرسة بعد قليل "
" ما زال الوقت مبكراً لذاهبها "
كانت يده تعبث بثوبها القصير لتمر على جلدها الدافئ من حرارة النار أو من حرارة لمساته " هل هذا يعني أني علي أن انتظر لتذهب للمدرسة حتى يلين الحجر "
تنفست بصعوبة " لم أقل هذا فقط قصدت "
قبلها مجددا لينهى هذا الحديث فهي ستجد تبريرات و أحاديث و مواضيع من الشرق و الغرب لتصرف ذهنه بعيدا عما يريد هو تعلم فقط أن ينهى الأمر و يتجاهل كل ما تريد قوله و هذا يثير حنقها منه و لكنه الطريقة الوحيدة حتى يحظى بالقليل من قربها عندما يتاح لهم ذلك ابعدت شفتيها لتتنفس " قلت يكفي طه بسمة مستيقظة "
" يا صغيرة أنتِ لا يفرق معكِ إذا كانت مستيقظة أم نائمة فأنا في كلا الأحوال أعاني معكِ لأنال قربك "
" أنا لست صغيرة "
" أثبتي لي إذن "
لن تفعل لن يجرها لهذا الأن و ابنتهم بالجوار و يمكنها رؤيتهم " لن أثبت شيء و لا أهتم أن فعلت "
ابتعدت عن ذراعيه فمنعها بحدة و نظر لوجهها المحتقن قائلاً بقسوة " عليكِ أن تنضجي رباب بشكل أو بأخر لا تضطريني أن أفعل ذلك بطريقة قاسية "
يا إلهي ليس مجددا ألم يعد نفسه أن يتعامل معها بصبر أو يتقبل أن تكون هذه حياتهم و يقبلها على حالها و لكن صبره ينفد بعض الأحيان فيجر كلاهم لهذه المشاحنة من وقت لأخر و يندم بعدها . زفر بحنق ها قد بدأت شلالاتها بالجريان و ستغرقنا معها بليلة بائسة أخرى لم يجد نفسه إلا أن استدار و خرج من المطبخ ليرتدي حذائه و يخرج من المنزل متوجها لمنزل والده ليقصر الشر فقط ..
******×******×******×******
و عزة جلال الله ما هدفي انكد عليكم بس هى الاحداث كدا 😂😂 استنوا بس نشوف حكايتهم ايه و بعدين نصلح امورهم و كفاية صقري مفرفشنا 😂
أنت تقرأ
حُبَک فَاضحِي ** الجزء 6 من سلسلة العائلة
ChickLitما استُكمِلت لي فيك أولُ نظرة حتّى علمتُ بأنَّ حبّك فاضِحي أهواهُ حتى العينُ تألفُ سُهدَها فيه و تطربُ بالسقامِ جوارحي #حبّك فاضِحي ♥♥ لم رآني في هواه متيماً عرف الحبيب مقامه فتدللا لك الدلال و أنت بدر كامل و يحق للمحبوب أن يتدللا