التاسع عشر ♡♡ حبك فاضحي ♡♡ صابرين شعبان

2K 144 33
                                    

الفصل التاسع عشر

" خذيها معكم أمي "
قال طه هذا برجاء لوالديه عندما علم بسفرهم لرؤية ناهدة و عرين . قالت والدته " كيف و أنت لا تريد المجيء ماذا لو طلبت رؤيتكم و بكت معنا هى متعلقة بوالدتها "
" لتبكي لا تهتمي. و لكن لا تقلقي لن تفعل ستحب رؤية الأولاد هناك"
" ما الذي جد لتطلب هذا طه "
" أبي أريد فقط البقاء مع رباب بعض الوقت دون أن تنشغل بنسمة و تكون حجة تتهرب بها من البقاء معي "
" هل هذه نصيحة الطبيبة " سألته شريفة
" بل نصيحة نفسي لي مللت و أكاد أنفجر أمي "
ضحكت والدته " ماذا ستفعل عندما نأخذها المشكلة ما زالت قائمة بينكم فهى لم تشفى بعد "
" أمي أنا أعمل على اصلاحها و احتاج بعض الوقت وحدنا لأين أرسل نسمة لأحظى بهذه الفرصة، للمريخ "
" لعائلة زوجتك أيها الأحمق . لم أولادي حمقى و لا يفكرون ؟ " تسأل صادق بسخط
نفى بعنف " لا بالطبع ليس هناك. ستذهب ركضا لتحضرها من منزلهم أو تظل تطلب الذهاب لرؤيتها أسدوا لي هذه الخدمة أرجوكم "
قال والده بسخط " حسنا و لكن لو وجدنا صعوبة بالتعامل معها أنت من سيأتي لأخذها "
قال شاكرا بحرارة " حسنا سأذهب لجلبها اليكم مع بعض الملابس "
" الأن "
لم يتوقف ليستمع لسؤال والدته التي نظرت لزوجها بجدية " على الأقل بدأ يهتم "
" نعم معك حق أتمنى أن تسعد الصغيرة بصحبتنا "
" ستفعل عند رؤيتها الصغار و الأن انتهي من تجهيز كل شيء لنلحق بالقطار .. لتفعل شريفة ما طلبه زوجها فهى تتشوق لرؤية بناتها و تطمئن عليهم ..

( الواد طه عايز يخلاله الجو مع الهبلة مراته)

***×
كانت تحمل قطعة قماش نظيفة تلف بها طعام الغداء لوالدها و لها بعد أن أخبرت والدتها أنها ستأكل معه توجهت تسبيح للحوض الشرقي تنادي على والدها
" بابا لقد أتيت بالطعام أسرع قبل أن أكله لوحدي "
دخلت للكوخ الصغير المصنوع من جريد و زعف النخيل و يحتوى على حصيرة كبيرة، وضعت الطعام على الأرض و قامت بفض قطعة القماش لتخرج منها الطعام جبن أبيض و بطاطس محمرة و طماطم و خيار مقطع لشرائح و بذنجان مقلي مع الخل و الليمون و الخبز الطازج المخبوز قبل قليل فوالدتها تعد لهم كل يوم الخبز الطازج و لا تشتري خبز المخابز الذي من رأيها لا يتناوله البشر كونه يتيبس بعد قليل . " تسبيح ألم تأتي بماء بارد "
نظرت لوالدها باسمة و لم تنتبه للواقف خلفه " هذه المرة الأولى التي تطلب بها ماء بارد على ماء أواني الفخار الذي تقول أنه أكثر صحة من ماء الثلاجة " جاء صوت رأفت الهادئ من خلف والدها و الذي نبهها لوجوده " لو كان من أجلي تطلبه فلا بأس عمي أنا أيضاً أحب ماء الفخار " حمدت الله أنها كانت ترتدي حجابها اليوم فمنذ جاء ساكن المزرعة و نبهها والدها أن لا تخرج بشعرها مرة أخرى و هناك غريب بالجوار يمكنه رؤيتها كما حدث من قبل. قالت بضيق " لم أعرف أن معك ضيف أبي لجئت بمزيد من الطعام "
قال صبحي بلامبالاة " ما جلبته يكفي و يفيض هيا رأفت لتجلس و تأكل معنا "
قال رأفت بارتباك " جلبت هذا للتحلية "
نظرت تسبيح للعلبة بتعجب لديه بعض الذوق نسبة لتصرفه معها من قبل: " لم لا أترككم على راحتكم سأعود للمنزل و أتناول الطعام مع أمي و أخوتي "
رد رأفت بنفي " لا أرجوكِ لا تشعريني بأني متطفل و خربت خططك مع والدك سأذهب أنا و أتناول الطعام مرة أخرى مع العم صبحي "
قال صبحي ينهى هذا الحديث " الطعام يكفينا جميعاً و أنت لست متطفل بني فقد دعوتك و تسبيح تأكل معي في الغالب لذا كنت أعلم أنها ستأتي بطعام يكفينا جميعاً و الأن هل نأكل قبل أن يصبح الخبز بارداً "
قالت تسبيح بارتباك " حسنا تفضل أبي أجلس هنا لو علمت لوضعت الطعام على الطاولة الصغيرة في الكوخ الأخر و لجلسنا على المقاعد "
" أنا لست مختلف عنكم آنستي و أستطيع الجلوس على الأرض أيضاً "
أمرها صبحي بحزم " استرحت الآن بأن رأفت يستطيع تناول طعامه بيده و هو جالس على الأرض مثلنا هلا تناولنا الطعام و كففنا عن الثرثرة "
تلونت وجنتها بحنق من حديث والدها خاصة بعد رؤيتها لبسمته المرحة و كأنه فرح بتوبيخها لتجلس بصمت طوال وقت الطعام و لم تشارك الرجلين بالحديث و لكنها كانت تختلس نظرات متفحصة لهذا الرجل الذي هبط عليهم من السماء ليضايقهم في معيشتهم و يحد من تصرفاتهم في المزرعة التي عاشوا بها منذ ولادتهم و لم يكن يعتبرونها سوى منزل لهم أيضاً يبدو شاب كبير ليس بالصغير ربما في أواخر العشرينات شعره أسود قصير ملامحه عادية لا يقال عنه وسيم و لكنه جذاب بلحيته النابته تعطيه مظهر خشن  جسده صلب رغم نحافته و على عنقه وشم صغير لطائر اثار اشمئزازها من مظهره ألا يعلم أن الوشم حرام و أن صاحبه ملعون نفضت عقلها و هى تستغفر بسرها توبخ نفسها على تفحصها له خفية في وجود والدها  . بعد انتهاء تناولهم الطعام قال رأفت بحرارة " سأعد أنا الشاي كيف تتناولينه آنستي "
قال صبحي نيابة عنها " خفيف سكر زيادة "
قال رأفت باسما " أعلم ما هو شايك عم صبحي "
ذهب للكوخ الأخر ليعد الشاي على الموقد الصغير هناك قالت تسبيح فور ذهابه " لو أخبرتني لجلبت طعام أفضل من هذا "
قال صبحي بلامبالاة " هذا أفضل من غيره قولي الحمد لله "
" أنا أفعل أبي لم أقصد شيء فقط لنكرم الضيف ليس إلا"
" و قد أكرمناه يا ابنتي الرجل ليس متكبر رغم فظاظته السابقة "
صمتت عندما أتى بعد قليل بأكواب يتصاعد منها البخار برائحة الشاي المنعشة. و جلس مجددا بعد أن رفعت باقي الطعام عن الأرض. فتح العلبة قائلاً " هذه لم أصنعها بالمنزل لقد اشتريتها من متجر الحلويات القريب من هنا "
" إن الحلويات التي يصنعها لذيذة الطعم "
قال صبحي هذا و هو يأخذ قطعة من الجلاش الغارق بالعسل بينما أخذت تسبيح قطعة من الكيك بالشكولاتة التي تعشقها. تناول رأفت الشاي و على شفتيه ابتسامة هادئة رغم بساطة حياتهم إلا أنه يشعر بالسعادة التي تلف هذه العائلة محبتهم و اهتمامهم يظهر في كل ما يفعلونه لبعضهما اهتمام بناته به و هم يحضرون له الطعام في عمله دليل على هذا الاهتمام فقد كان يجدهم واحدة تلو الأخرى يوصلون له الطعام في مكان عمله كم يفتقد عائلته الأن نهضت تسبيح قائلة " سأعود للمنزل بابا هل تريد شيء قبل ذهابي "
" لا يا ابنتي أذهبي أنتِ "
نظرت لرأفت قائلة بخجل " شكراً لك على الكيك كان رائع"
" و الطعام أيضاً أشكري والدتك نيابة عني "
بعد ذهابها قال صبحي " هل ستعود للمنزل أم ستأتي معي أكمل العمل "
" سأتي معك لأرى ما تفعله هل نسيت أني أريد التعلم "
ابتسم صبحي بلطف " لا لم أنس هيا بنا إذن حتى موعد العصر ستأتي معي للمسجد اتفقنا "
أومأ رأفت بصمت و ذهب معه و هناك شعور لا يفهمه داخله ..
(رأفت يا ولدي  شعورك  بالذنب ليس كافي دون  توبة نصوح و قضاء دينك  لمن ظلمتهم  )

حُبَک فَاضحِي **  الجزء 6 من سلسلة العائلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن