الفصل الثامن و الثلاثون
كان باهر ينصت لشقيقه باهتمام فقال بهدوء "حسنا أنا سأتي على الفور عمار لا تقلق"
سألته سند بقلق " هل حدث شيء مع وقار أو الولدين "
كان يضع النقود على الطاولة و هو يجيبها قائلاً " لا كلاهم بخير و لكن هناك مشكلة بالدار و عمار يحتاج مساعدتي، هيا بنا حتى لا نتأخر "
لم تكن سترفض الذهاب حتى لو كان موعد كانت تتمنى أن ينتهي بغير ذلك و هى تشتاق لزوجها في الآونة الأخيرة و لكن تأتي العائلة أولاً خاصة باهر و هو يعد الصخرة التي يرتكز عليها الجميع من والديه لإخوته و رغم أن هذا يؤثر عليه و لكنها فرحة بذلك كون زوجها تماماً كالصخرة التي تتمنى أن تزداد صلابة و قوة ، ذهبت معه للدار و حين وصلوا وجدت وقار تبكي بإنهيار و عمار يحاول تهدئتها و طمأنتها قالت سند بلطف " حبيبتي تمالكي نفسك، ماذا حدث وقار "
تركهم باهر و سار مع عمار خارج الغرفة يتحدثا عن ما حدث ، قالت وقار باكية " لدينا طفل مختفي سند لا نعرف لأين ذهب "
" يا إلهي، و كم عمره وقار، هل هو صغير أم واعي و يستطيع التصرف "
" عشر سنوات سند، جاء منذ وقت قصير بعد فقد والديه ليس له عائلة لذا تكفل به الدار "
" و ما سبب اختفائه "
" لا نعرف، لم نعرف السبب لذلك "
" حسنا أهدئي و مؤكد سنعرف عنه شيء في القريب، هيا لنعرف ماذا سنفعل لنساعد بإيجاده "
كان باهر يجلس مع الأولاد الخمسة الذي أشار لهم عمار بأنهم شركائه في الغرفة، كان يسألهم بهدوء " ألم تلاحظوا شيئا غريباً في سلوكه قبل أن يختفي "
هز الصبية جميعهم بالنفي في وقت واحد و كأنهم متفقين على الجواب فيما بينهم، قال باهر بهدوء حازم
" حسنا أسمعوني جيدا لدينا في قانون العقوبات أنه من قام بتضليل العدالة و إخفاء معلومات تساعد على إيجاد شخص هارب فهو يسجن من ستة أشهر لسنتين و هذا لا ينطبق عليكم كونكم أطفال "
ارتسمت الراحة على وجوههم فأضاف باهر بمكر " و لكن من قال أنه ليس هناك سجن للأطفال لدينا واحدا و ستقضون به فترة عقوبتكم هذا إذا كنتم تخفون شيء عن إيجاد زميلكم الهارب فهل تخفون شيء فكروا جيدا قبل الجواب لأنه سيتعلق به مدة عقوبتكم "
قالت وقار بضيق " باهر أنت تخيف الأولاد "
" بل أوضح لهم العواقب وقار ليعلموا أن لا شيء يمر دون عقاب "
عاد لينظر للأولاد قائلاً بجدية " حسنا هل نتحدث بصراحة الأن و تخبروني أين يمكن أن نجد زميلكم و كيف خرج من الدار دون أن يراه الحارس و كيف لم يظهر في كاميرات المراقبة "***
بعد ذلك بساعة، كانت وقار تضم الطفل الصغير و هى تقول بعتاب " هكذا عمرو تقلقني عليك "
نظر باهر للمنزل حوله، كانت شقة بسيطة من ثلاث غرف و ردهة صغيرة بها بعض الأثاث البسيط في كل غرفة و كأن أصحاب المنزل يحبون الحرية في الحركة و عدم تناثر الأثاث حولهم، سأله باهر بهدوء " لماذا فعلت ذلك، هل ضايقك أحد هناك في الدار "
هز الصبي رأسه بحزن و قال " ظننت أني سأجد والدي هنا، ظننت أنهم يكذبون بشأن موتهم كما قالوا لي و أنهم تخلوا عني فقط "
قالت سند بحنان " و هل هناك والدين عاقلين يتخلون عن صبي جميل مثلك و يدعون الموت "
بدأ عمرو يبكي " تمنيت ذلك على الأقل أعلم أنهم بخير "
دمعت عين سند و وقار و الأولى تقول " و من قال أنهم ليسوا بخير لقد ذهبوا للرحمن الرحيم هو من خلقهم و هو من استردهم أدعو لهم أن يكونوا في الجنة و تقابلهم في الأخرة "
" ليتني ذهبت معهم "
قالت وقار بحنان " حبيبي أنها أعمار و هى بيد الله في موعدنا سنذهب "
"كيف سأعيش دون والدي و لا أقارب لي"
" مؤكد لك أقارب و لكنهم لا يعلمون ما حدث بعد إلا ما يظهر أحد منهم يسأل عنك "
قال هذا عمار بلطف للصغير، أكد باهر " و نحن هنا أقاربك، الخالة وقار و الخالة سند و أنا و عمار و أولادنا و من في الدار جميعا عائلتك "
" لم لا يمكنني البقاء هنا و تأتون لزيارتي "
" حبيبي هذا سيظل منزلك ترعاه الدولة لك لحين تكبر و لكن أنت ما زلت صغير و تحتاج للرعاية و الاهتمام و لديك دراسة لن تستطيع العيش وحدك و تهتم بنفسك، لذا وضعناك تحت رعايتنا كل ما نريده منك أن تخبرنا إذا ضايقك شيء أو أحد اتفقنا "
أومأ عمرو بصمت فقال باهر باسما " يمكنني أن أجلبك لهنا كلما اشتقت للمنزل "
" شكراً لك، أظن أني سأهتم بدراستي كما قالت خالتي وقار "
" هذا جيد و الأن هل أنت مستعد للعودة "
وافق الصبي بصمت و خرج معهم من منزل والديه و يعد نفسه أنه لن يتأثر بحديث هؤلاء الأولاد مرة أخرى و يهرب
أنت تقرأ
حُبَک فَاضحِي ** الجزء 6 من سلسلة العائلة
Chick-Litما استُكمِلت لي فيك أولُ نظرة حتّى علمتُ بأنَّ حبّك فاضِحي أهواهُ حتى العينُ تألفُ سُهدَها فيه و تطربُ بالسقامِ جوارحي #حبّك فاضِحي ♥♥ لم رآني في هواه متيماً عرف الحبيب مقامه فتدللا لك الدلال و أنت بدر كامل و يحق للمحبوب أن يتدللا