الفصل الثامن والعشرون
الوقت الحاضر
كان باهر يفحص السيارة بقلب مرتعب و هو يرى بها أثار تصادم فجانبها الأيمن كان قد تبعج لاصطدام شيء صلب به، ربما سيارة أخرى و لكن التصادم لم يكن من النوع الذي يؤدي للموت أو للإصابة ، و لا أثر للدماء بالسيارة لذا تأكد أن شقيقه خرج منها سالما و لكن أين ذهب، سأل الرجل الذي كان يمشط الحقل الذي وجودوا به السيارة
" لم تجد شيء عارف "
رد بنفي و هزة رأس " لا سيدي، لم نجد شيء هناك يدل على مكانه، ربما في أحد المنازل القريبة ذهب ليطلب المساعدة "
" لا أظن ذلك لانتظر على الطريق و أشار لأول سيارة تمر "
" لا أظن أنه ظن أن الطريق هنا يمر عليه السيارات بكثرة، لذلك أظنه لجأ لأحد المنازل القريبة "
أمره باهر قائلاً " حسنا قم بتمشيط المنطقة كاملة و أي أحد رآه أو يعرف مكان وجوده أخبرني "
" و السيارة "
"دعها هنا و ضع أحد ليراقب المكان ربما جاء أو من صدم سيارته يعود"
" أي شيء أخر سيدي "
" لا فقط أخبرني بكل جديد" و تحرك ذاهبا يقطع الحقل و هو عيناه تمشط المكان بحثا عن دليل ربما يقوده لشقيقه يفكر أنه لن يجرؤ أن يخبر والديه عما وجده دون أن يجد شقيقه و يرونه بأنفسهم، يا إلهي ما هذا المأزق فلم ينتهي من مشكلة يزيد ليجد مشكلة أختفاء محمود، يتمنى فقط أن يكون بخير فوالدته لن تتحمل أن يصيبه مكروه، طرق أول منزل وصل إليه لتفتح له امرأة كبيرة ترتدي جلباب طويل أسود و غطاء للرأس مماثل لونه ، قال لها بلطف
" مساء الخير سيدتي "
و أراها صورة لشقيقه على الهاتف راح يسألها عن محمود و إذا كانت قد رأته أو سمعت شيء قريب أو سمعت صوت السيارة و كانت المرأة تخبره بأنها لا تعلم شيء عنه أو رأت ما حدث لسيارته ليجد أنه لم يتوصل لشيء و كان ينتقل من منزل لأخر يستفسر عن شقيقه و إذا رآه أحد، ليتمتم بيأس بعد بحث طويل لم يسفر عن شيء " أين أنت محمود، أين أنت يا أخي "***×
كان المنزل مشعثا و غير مرتب، دخلت غرفة النوم لتجد الفراش غير مرتب و الشرشف ملقى بجانب السرير، بينما ملابسه ملقاة في كل مكان على الأرض، دمعت عيناها و على شفتيها ابتسامة بائسة و هى تجمع الملابس عن الأرض لتضعها في سلة الغسيل، لم يكن زوجها يوماً مرتبا، قامت بترتيب الغرفة و هى تبحث عن شيء يخبرها عن مكانه، رغم أنها لا تعلم عما تبحث خرجت من الغرفة، تذهب للمطبخ لتجده بالكاد غير مرتب لتعلم أنه لم يكن يتناول أي طعام في غيابها، فتحت الثلاجة لتجدها فارغة كما تركتها، و قد نسيت أنها لم تتسوق قبل ذهابها. تركت كل شيء كما هو و خرجت للردهة لتلملم وسائد الأريكة عن الأرض و هى تضعها بترتيب، كانت تتحرك بفتور و بؤس و هى تتساءل عن مكانه و عيناها تقوم بمسح المنزل لعلها تجد دليل على غيابه، توجهت لطاولة الطعام لتزيل الطبق الوحيد عليها و فنجانين قهوة على صينية صغيرة لتجد بجانبهم ورقة مطوية لتعلم أنه تركها لها. أمسكت الورقة بلهفة لتفتحها و عيناها تمر على الأسطر القليلة ( عريني كنت أعلم أن قلبك لن يقسو علي و سيعود إلي، اشتقت إليكِ عريني أسف كوني لست في استقبالك فقد ذهبت إليكِ أراكِ قريباً يا مالكة قلبي) شهقت بقوة و هى تبكي بحرارة " ليتني عدت قبلها، أين أنت محمود، أين أنت حبيبي "
و تملكها شعور باليأس و الخوف و رأت مشاكلها معه هينة و لا تستحق كل ما فعلته، ليتها لا تعيش بحسرة الندم إذا أصاب زوجها بأس، يا الله لا تختبرني به و أعده إلي سالما بكت بحرارة دون توقف و هى ترجو من الله أن يحفظه لها فلن تكفي دموع الكون كله إذا حدث معه شيء.
أنت تقرأ
حُبَک فَاضحِي ** الجزء 6 من سلسلة العائلة
ChickLitما استُكمِلت لي فيك أولُ نظرة حتّى علمتُ بأنَّ حبّك فاضِحي أهواهُ حتى العينُ تألفُ سُهدَها فيه و تطربُ بالسقامِ جوارحي #حبّك فاضِحي ♥♥ لم رآني في هواه متيماً عرف الحبيب مقامه فتدللا لك الدلال و أنت بدر كامل و يحق للمحبوب أن يتدللا