الخاتمة (ج2)
كانت مريم تمر بمنزلها بين الغرف تشاهد ما قد جهزته والدتيهم من تجهيزات و أثاث لهم، فقد أخبرهم جاسم بذلك قبل عودته بشهرين و قد فوض والدتيهم لتجهيز المنزل فلم يكن يريد أن تضيع مريم لحظة واحدة بعيدة عنه حتى لو كان من أجل تجهيز منزلهم، كان اختبارهم للأثاث كما تحبه مريم تماما تطلعت لغرفة نومهم بسعادة كانت أكبر غرف المنزل بها حمامها الخاص مستقلة عن باقي الغرف تربطها بهم ردهة صغيرة تقود لباقي المنزل، كان أثاثها يجمع بين اللونين البني و النبي بمسحة من الحمرة سجادة كبيرة بنية تتوسط الغرفة عليها مقعدين و طاولة صغيرة عليها مزهرية ذات ثلاث ورود، سأل جاسم من خلفها و هو متكتف و متكئ على الباب يتطلع عليها بشغف " ما رأيك، هل تريدين تبديل شيء به "
أسرعت لتلقي بنفسها بين ذراعيه قائلة بصدق " أنه رائع، كما تمنيت أن يكون منزلنا معاً "
" هل هذا أفضل من منزلنا هناك "
" لا وجه مقارنة بين مكانة الأرض و لكن بالطبع هناك سيكون بقلبي الأول و الأخير و أفضل مكان بالكون لأنه المكان الذي ولدت به سعادتنا و انتهت به أحزاننا "
عانقها عناق شغوف و هو يؤيد كلامها " كما قلت تماما حبيبتي "
سألته بلهفة " أخبرني متى سندعوا الجميع لزيارة منزلنا الجديد "
" الوقت الذي تريدينه و لكن أفضل أن ننتظر بعض الوقت قبل فعل هذا "
" لماذا حبيبي "
" حبيبتي أريدك لنفسي قليلاً قبل أن تعود حياتنا لوتيرتها الطبيعية بعد عودتي لعملي و أنخراطي به "
تعلقت بعنقه " لا أحد يستطيع أخذ مكانك في حياتي جاسم أنا كلي ملك لك "
" أعلم هذا " قال بغرور مصطنع لتضحك بحرارة و هى تضمه بقوة و بعودتها للعائلة لا تحتاج لشيء أخر بعد..***×
توقف إياد أمام المخفر قائلاً "هل أنت متأكد"
أومأ رأفت بصمت و هو يجلس بجانبه متجمد المشاعر بعد تركه لزوجته شعر كأنه ترك قطعة من روحه، أمسك رتاج الباب ليهبط من السيارة ليأتيه صوت إياد يقول بصدق " أنت تفعل الصواب، و زاد احترامي لك و تصديقي أنك حقاً تريد التكفير عن ذنبك رأفت فلا تضعف و أعدك أن أكون بجانبك و سأعين لك أفضل المحامين لتخفيف العقوبة عنك "
قال و هو يهبط من السيارة "اعتني بتسبيح و أبوي"
أسرع للمخفر كأنه يخشى أن يضعف كما قال إياد و يعود، لذا دخل مسرعا ليتختفي عن أنظار إياد الذي تنهد بحزن و هو يدعوا أن يتحمل عمه و زوجته هذا القرار..***×
" لا تقلقوا سنربح بالتأكيد "
قال عمار هذا بثقة للصبية الذين لم تتجاوز اعمارهم الخامسة عشر، كان عمله في الدار مع وقار جعل لديها متسع من الوقت أصبحت تقضيه بمنزلهم مع ولديهم شاهين و ماهر، كانت قد تركت له صلاحيات العمل بالدار و الشركة و لكنه يترك لها المعاملات المالية و رغم غضبها من حساسيته و لكنها تعلم أن هذا هو زوجها و لن يتغير يكفي أنه قبل العمل معها و مساعدتها، لم يعد يتذمر من الذهاب لمنزل والدها أسبوعهم الخاص بل يتحمس لذلك و هو يقيم مسابقات سباحة في المسبح مع الولدين و التي تنتهي غالبا بفوزهم لتعلم أنه يريد أن يشعرهم من وقت لأخر أنهم يحققون إنجاز ليعود و يربح بضع مرات ليطالبهم بالتحسن و التمرين ليكونوا أفضل، قال للأولاد في غرفة تبديل الملابس " ليكن لديكم الثقة و لا تهتزوا أو تخشوا شيء، أنهم مثلكم و ليسوا أفضل فريق سلة بالعالم، لذا لتلعبوا وثقوا بالفوز "
و كان يوم مرهق و قد تعادل الفريقين ليعيد عمار الأولاد للدار و قد وعدهم بهدية للعبهم الجيد، ألقى حقيبته جانباً و دخل للمنزل منادياً " وقار، يا أولاد "
خرج الولدين يضمان والدهم و كل منهم يلقي الأسئلة بحماسة "هل فزنا"
"هل أخذنا الكأس"
قال عمار يجيبهم بحرارة " لا لم نفوز بل تعادلنا "
"و لا لم نأخذ الكأس لأنه ليست مبارة في كأس بل مبارة ودية"
قالت وقار برقة " أنا واثقة أن المرة القادمة سنحرز الفوز"
" و مع هذا ستجلبين هديا تشجعية للأولاد "
" و أنا أريد هدية أيضاً "
أيده شاهين " و أنا أيضاً "
قالت وقار بمزاح " هدياكم يجلباها لكم والدكم "
"بالطبع سأحضر لكم كل ما تريدونه، هيا لغرفكم فالوقت متأخر عليكم النوم مبكراً حتى تكونون بصحة جيدة "
قبل كلاهم والدهم و ذهبوا للنوم، أحاطت وقار خصره و التصقت بجسده قائلة " تبدو متعب و تحتاج بعض الراحة "
" بل أحتاج بعض الدلال من زوجتي قبل ذلك "
ضحكت " يا لك من مشاغب، جائع؟ "
" لا تناولت الطعام مع الأولاد بالدار قبل مجيئي "
"إذن تحتاج لحمام دافيء و نوم عميق"
أحاط خصرها يتجه لغرفتهم " لن تهربي من ذلك عزيزتي"
"من قال أني أتهرب، بل أنا متلهفة لذلك"
ليتلاشى صوتهم فور دخولهم الغرفة و غلقهم الباب..
أنت تقرأ
حُبَک فَاضحِي ** الجزء 6 من سلسلة العائلة
Chick-Litما استُكمِلت لي فيك أولُ نظرة حتّى علمتُ بأنَّ حبّك فاضِحي أهواهُ حتى العينُ تألفُ سُهدَها فيه و تطربُ بالسقامِ جوارحي #حبّك فاضِحي ♥♥ لم رآني في هواه متيماً عرف الحبيب مقامه فتدللا لك الدلال و أنت بدر كامل و يحق للمحبوب أن يتدللا