الثاني ♡ حبك فاضحي ♡ صابرين شعبان

2.4K 171 71
                                    

الفصل الثاني

نهضت إلهام من فراشها على الطرقات الخافتة المترددة كأن صاحبها لا يريد منهم سماعه ليرحل سمعت صوت استغفار زوجها الخافت فعلمت أنه يعلم من القادم . تحمدت داخلها أن ابنها لم يذهب لفندق أو ينام بسيارته على الطريق حتى لا يعود للمنزل. فتحت الباب لتجد باهر بملامح متعبة يكاد يسقط من شدة التعب لتعلم أنه كان يسير لوقت طويل و ليس بالسيارة كما قال والده " هل جئت سيرا "
أومأ بصمت فأمسكت إلهام بيده لتدخله للمنزل و تغلق الباب . " جائع ؟ "
رد بفتور " لا شهية لدي "
كانت تريد أن توبخ سند الأن على مضايقة ابنها المسكين حتى أنها لم تصبر لتجعله يتناول طعامه أولاً و هى تعلم كم يتعب بعمله و يتعرض للضغط اثنائه . أخفضت رأسه لتضعها على كتفها و هى تضمه برفق
" جيد أنك جئت هنا حتى لا أقلق عليك "
لف جسد أمه الرقيق بذراعيه و هو يخرج تنهدات حارة من صدره لا يريد الحديث حتى لا يضايق والدته بمشاكله مع السمراء رغم أنه يحتاج لذلك فقد حرقت قلبه بحديثها اليوم و هى تحمله نتيجة ما حدث و يحدث مع مريم. " أنا متعب أمي "
أبعدته و قبلت جبينه بحنان " غرفتك مشتاقة لك يا قلبي هيا للفراش سأحضر لك كوب حليب قبل أن تنام أذهب و بدل ملابسك "
ابتعد عنها ليجد والده يقف أمام الباب متخصرا " تنالون كل حبها و دلالها و حين يأتي دوري لا أجد شيء تبقى لي "
كان حقاً لا يريد الجدال مع والده المتملك لأمه و يتضايق و يغتاظ من اهتمامها بهم و كأنهم ليسوا أولادهم معا . ضحكة والدته الرقراقة أعلمته أنه سيستمع لمحاضرة في كيفية تعامله كأب مع أولاده خاصة لو كانوا متضايقين مثله الأن .
" أخ منك يا صقري و من غيرتك الزائدة "
" أغار ممن ملهمتي لا أحد منهم منافس لي لأغار منه"
قالت بحرارة " لأنك الأصل و هم الصورة يا صقري "
" تصبحان على خير أمي لا أريد حليب سأغفو على الفور فقد كان يوم متعب "
" تصبح على خير حبيبي نوما هانئ "
ذهب باهر لغرفته و عادت والدته مع والده لغرفتهم قالت بتذمر مصطنع " ألن تكف عن مشاكسة أولادي كلما رأيتهم يا صقري "
أندس بالفراش و قال ببرود " أريد أن اشتاق لرؤيتهم ملهمتي أريد أن أشكوهم لعدم مجيئهم و رؤيتنا أريد أن أوبخهم عندما أشتاق لأحفادي ليحضروهم و لكن ماذا أفعل و لا فرصة لدي لذلك "
تحمدت إلهام قائلة " نحمد الله و نشكره على هذه النعمة لا تتذمر يا صقري فيحرمنا الله من جمعتهم و يلتهون بحياتهم و ينسونا "
" أنا أحمده و شاكرا له كثيراً ملهمتي و لكن كنت أحب أن أجرب هذا الشعور ربما راقني "
" أخ منك ستظل تتعب قلبي بأحاديثك هذه. بعد الشر لا حرمنا الله من أنفاسهم حولنا "
استلقي بملل " آمين ملهمتي إذا احببت ذلك "
" أحب ذلك بالطبع "
وضعت رأسها على صدره قائلة بهدوء " شاهين هل حقاً أخبرك سليمان بأن هذه الحمقاء لا توافق على جاسم "
" هو قال هذا لعلم الدين و لكنه أخبرني أنه يشعر أن الفتاة تريده و لكنها متخوفة بسبب ما حدث لذا لا يريد أن يضغط عليها و لا يريد لجاسم أن يظل منتظرا إلى ما لا نهاية "
تنهدت بحزن " مسكينة مريم و لكن ما مرت به ليس هين "
" معك حق نتمنى أن تشفى في القريب فجاسم شاب جيد لا أريدها أن تخسره "
" كل شيء قسمة و نصيب شاهين لا أحد يعلم ما المقدر في الغد "
" نعم معك حق لا أحد يعلم "
" خير إن شاء الله "
صمتت قليلاً ثم تذكرت قائلة " نسيت أن أخبر سند أنه جاء لهنا "
" أتمنى فقط أن لا تأتي مسرعة في هذا الوقت "
ضحكت بخفة و هى تطلبها لتخبرها بمجيء باهر أنصتت لها سند و هى تطمئنها " هل هو بخير "
سألت باكية. أكدت إلهام " بخير بخير لقد غفى بغرفته و أنت أيضاً عودي للنوم تصبحين على خير "
وضعت الهاتف بجانبها و هى تتنهد براحة و تغمض عيناها و تغفو على الفور و قد اطمأنت على ابنها أنه بخير ..

حُبَک فَاضحِي **  الجزء 6 من سلسلة العائلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن