الفصل الثالث و العشرون
" محمود خذني معك لرؤية يزيد و الاطمئنان عليه "
كانت عرين تهاتف والدته و أريج كل عدة ساعات لتطمئن عليه و لم تجد الوقت لتذهب بعد ذهابهم لضحى و البقاء معها حتى لا تقلق من إنقطاعهم عنها، انتعل محمود حذائه و قال بلامبالاة " عشر دقائق و سأنصرف إن لم تجهزي "
أسرعت بالدخول لغرفتها قائلة " سأتي على الفور "
جلس محمود ينتظرها، لتخرج قبل العشر دقائق المتاحة قالت بحرارة و هى تعدل من حجابها " أنا جاهزة "
رن هاتفه ليجيب بلهفة ظانا أن المتصل أحد أخوته أو والديه يخبره عن يزيد " باهر، هل من جديد "
" مهندس محمود، كيف حالك "
جاء صوتها مهدئ لأعصابه المتوترة و قد أطمئن أن يزيد بخير للأن، قال براحة " سيدة شفق، كيف حالك أنتِ، أنا بخير حال، شكراً لكِ "
أنصتت عرين بضيق لحديثهم و لا تفهم لم تستمر هذه المرأة بطلبه على الهاتف كل فترة، ألم تفهم أنه ترك العمل لديها و لن يعود، سمعته يقول بحرارة " حسنا سأفكر بالأمر أعدك بذلك "
" حسنا في أقرب وقت، إلى اللقاء "
أغلق الهاتف ووضعه في جيبه و فتح باب السيارة ليصعد إليها و يفتح الباب لعرين بجانبه، صعدت عرين بضيق و جلست بجانبه قائلة بعصبية " لم تتصل بك هذه المرأة مرة أخرى، ألم تنتهي من العمل معها "
قال محمود ببرود " تتصل بعمل أيضاً و أنا تركت العمل بملء إرادتي و لو أردت العودة سأعود و لن يمنعني أحد "
" و المعنى " هتفت بغضب
التفت إليها بحدة " لا شأن لكِ بعملي عرين هل فهمتِ "
" ما علاقتك بتلك المرأة لتكون على اتصال بك كلما أرادت و تلح عليك لتعود للعمل "
" كما قلت لا شأن لك بما يخص عملي "
" أنا لا أهتم بعملك و لكن يهمني معرفة علاقتك بها، ماذا بينكما سيد محمود لا تستطيع الابتعاد عنك و تلح عليك لتعود من وقت لأخر رغم رفضك ألا تفهم حضرتها العربية أنك لن تعود "
الأن تشك به، مرة تقول عنه مغرور و الأن تشك أنه يخونها
" ماذا تقصدين ببيننا "
اشاحت بيدها بعصبية و هى تقول " هذا، تتصل بك في أوقات غير مناسبة، تطلب منك العودة و تلح ألا يوجد مهندسين كفؤين غير سيادتك "
" نعم لا يوجد مهندسين كفؤين غير سيادتي هل لديك مشكلة بذلك " فهى تظنه مغرور و متكبر ليثبت لها هذا و يؤكده.
كان صوته بارد غير مبالي بعصبيتها و غضبها كمن يخبرها أن ترتطم رأسها بالحائط و هذا أثار غضبها أكثر " أنت يعجبك اهتمام المرأة بك أليس كذلك "
رمقها ببرود و لم يجيبها مما دفع بالدموع لعينيها فهو منذ ذهاب خليل و علاقتهم سيئة و لم تتحسن لقد ابتعد عنها و لم يفلح معه اعتذارها و لا محاولتها لتصلح الأمور بينهم مما يدفعها للشك بأنه لم يعد يبالي بها و بعلاقتهم و أن هناك أخرى تريد الدخول لحياته و هو لا يمانع و دليل ذلك عدم محاولته لرئب الصدع بينهم " ألا جواب لديك سيد محمود "
" جواب لماذا " سأل ببرود مثير للغيظ
صرخت به " ماذا تريد منك تلك المرأة حتى تختفي و تظهر في حياتك كلما أرادت و كأنها لا تريدك أن تنساها "
" تريد الزواج بي و أنا أفكر بالأمر هل لديكِ مانع "
" ما... ماذا " كانت مصعوقة و لم تصدق أذنيها هل سمعت بشكل صحيح، تلك المرأة تريد أن تتزوجه، تتزوج زوجها، تريد محمود، و هو لا يمانع، يتحدث معها و أيضاً يفكر بالأمر، هى لا ترى شيء أمامها لقد أصبحت الرؤية أمامها عبارة عن صفحة بيضاء بينما عقلها متوقف عند كلمة الزواج عندما طال صمتها التفت إليها بتفحص عاقد الحاجبين كانت شاحبة متجمدة على المقعد تنظر أمامها لا يعرف لم أخبرها بهذا و قد كان قرر عدم البوح بذلك ربما لأنه مغتاظ منها هذه الفترة،لأنه اللعنة عليه يشتاق إليها و يتحرق لقربها و يقاوم قبول دعوتها كل ليلة و هى ترتدي له تلك الملابس الساخنة، و هو ما زال على غضبه منها، لا يريد أن يضعف و يعلمها بسلطتها عليه و أنه رغم جرحها له لم يستطع الابتعاد عنها، هتف بشك " أنت بخير "
هل يسأل، خير؟، من أين يأتي الخير؟، قالت بصوت مهتز تكاد أسنانها تصطك و جسدها بدأ يشعر بالبرد
" تقول أنك تفكر؟ "
" أها "
همهم بحذر، فسألت بنفس النبرة المهتزة " ماذا هداك إليه تفكيرك إذن "
بنفس الحذر أجاب و كأنه يخوض حقل ألغام فكان يتردد قبل أن يخرج الكلمة و لم يكن ينتظر هذا الهدوء و هى تتساءل " لست متأكد بعد "
" أنت فكرت؟ " أنت تفكر؟ "
" ماذا تعنين بهذا السؤال "
التفت إليه بوجه غاضب و قد استعاد بعض اللون من شدة الغضب، صرخت بوجهه " أنت تفكر بالزواج علي، تفكر اللعنة عليك، كيف تفكر في هذا، ماذا فعلت لك جعلك تفكر بدخول أخرى حياتك، هل قصرت في منزلك في الاهتمام بك ألا أدفئ فراشك سيد محمود، أخبرني كيف تجرؤ على التفكير بتركي "
لم تعي أنها هجمت عليه مع صراخها و بدأت تضربه على جسده و تخمش وجهه، توقف جانباً و هو يسب بحدة ليمسك بيديها يبعدها عن وجهه و يمنعها مهاجمته " هل جننت عرين ماذا تفعلين أيتها المجنونة "
" مجنونة؛ أنت لم ترى الجنان الحقيقي سيد محمود "
و عادت لهجومها عليه حتى أنها كانت تريد عضه تحولت لوحش مفترس في لحظات " تتركني من أجل أخرى، هل ظننت سأقبل منك هذا بهدوء "
قال لها بغضب و هو يحاول تحجيم جسدها بضمها إليه
" من قال أني سأتركك من أجلها "
سيبقيها شفقة أم من أجل يزيد لا يظن أنها ستقبل مشاركته مع أخري
" أقتلك و لا أشاركك أيها الوغد المغرور من تظن نفسك سيد الكون "
" عرين، توقفي اللعنة لقد جرحت وجهي "
كانت دمائه تنزف من وجنته من جرح كبير بطول أنشين و كأنه شق بشفرة مما جعلها تتسمر مصدومة، ما الذي تفعله هل أذته بالفعل، من؟، محمود زوجها و سندها و حاميها ابتعدت و هى تخفي وجهها بين راحتيها لتنفجر بالبكاء المرير و هى تقول بصوت متهدج " طلقني محمود لم أعد أريد البقاء معك بعد اليوم "
أنت تقرأ
حُبَک فَاضحِي ** الجزء 6 من سلسلة العائلة
Chick-Litما استُكمِلت لي فيك أولُ نظرة حتّى علمتُ بأنَّ حبّك فاضِحي أهواهُ حتى العينُ تألفُ سُهدَها فيه و تطربُ بالسقامِ جوارحي #حبّك فاضِحي ♥♥ لم رآني في هواه متيماً عرف الحبيب مقامه فتدللا لك الدلال و أنت بدر كامل و يحق للمحبوب أن يتدللا