تقدم بخطى ثابتة يقترب من والدته التى ولته ظهرها و استدارت تختفى تنتظره بالداخل.
اخذ نفس عميق و هو يكمل سيره ناحية الداخل حيث دلف و وجدها تجلس على أحد المقاعد المستديره تنظر له بوجه يابس ممتعض تظهر أمارات عدم الرضا على قسماته.
زم شفتيه و هو يتوقع القادم يسحب نفس عميق و يزفره على مهل ثم اقترب يسحب مقعد له بجوارها ثم يردد بهدوء و تروى مرددا: مالك بس يا ام حسن ؟
ضحكه ساخره صدرت عنها و هى تردد بنزق: يعنى مش عارف يا عين امك؟!قلب عيناه بتعب ثم ردد: أفهم بس انتى معترضه ليه ؟
قلبت رأسها باستنكار تشيح ببصرها عنه ثم عادت تنظر له بغضب مردده : المصيبه و الوكسه الكبيره أنك مش شايف إن فى ١٠٠ سبب و سبب.
صمتت ترمق ملامحه المنتبهه يتنتظر ما تقوله ثم أكملت : عمرك ما سألت أنا مش بطيق البت دى و لا أمها ليه ؟ طب عمرك ما سألت غنوة أمها سابت ابوها ليه ، دى وليه عامله زي السوس لما يعرف طريق خشبه عفيه بينخرها و يفضل يأكل فيها لحد ما يسبها مخوخه و بعدها يروح يشوفله عود خشب تانى ينخر فيه... بلاش تسمع منى أنا، أنا وحشه و كارهه البت و كارهه الجوازه ، روح أسأل غنوة عن أمها هى سيد مين يحكيلك الصدق.
سحب حسن نفس عميق ينظر بتمحيص لأمه ثم قال: طب اصدقك أزاى يا أم حسن و أنتى بنفسك قبل كده فاتحتينى فى موضوع غنوه و قولتى بصريح العباره كده إنك مرحبه.. إيه الى فرق دلوقتي؟!
بلا حاجه لوقت كى تفكر تحدثت سريعا برد جاهز فعلياً لديها تقول: لا فى فرق يا ضنايا.. فرق أن قبل سابق كان الكلام على غنوة ، بنتنا و متربيه وسط بناتنا و ابوها راجل صالح ماعشتش مع أمها و لا توعى عليها يعنى مالحقتش تشرب من طبعها و لو إن قلبى كان متوغوش من إنها تبقى وخداه بالوراثة... بس لاقيتك ميال قولت خلاص يابت بلاش تقفى فى النص ، لكن نبات الليل و نصحى الاقيك بقدرة قادر مغير رأيك و رايح جاى ورا البت الملونه دى أهو ده بقى الى خلى مخى يشت من مكانه.
سقط فى هوة سحيقه من المشاعر و الأفكار حين مست أمه تلك النقطه ، لا يعرف فعلياً ما الذى حدث له منذ رأها ، لقد جاءت و قلبت معها حقا كل الموازين ، يشعر حيالها بأشياء أخرى غير تلك التي يشعر بها ناحية غنوة .
تقريباً على يدها عرف معنى كلمة عشق ، ناحيتها و فور رؤيتها فقط تندلع بداخله نار و براكين ، يفقد السيطرة على نفسه حين الغضب خصوصا حين يغار ، يريد ضمها له و تسول له نفسه فعل أشياء حقا مريبه ، يريدها بجانبه بشكل غير طبيعي، تثير جنونه ، غيرته ، تثيره هو شخصيا ، أما غنوة فشعوره ناحيتها اتضح له ، أتضح أنه مختلف ، شعور إنسانى نبيل و قيم، شعور بالدفئ و الاحتواء و الحمايه أيضاً أما تلك الجنيه الألمانية فشعوره ناحيتها بعيد عن اى نباله او قيم ، عض على شفته السفلى و هو يتخيل فقط.
أنت تقرأ
شط بحر الهوى ( مكتمله)
Художественная прозаالملاك الحنونه البريئه التى لم يمس الهواء طرفها. من تعرفت عليه بالصدفه البحته وحتى حاولت الابتعاد بسبب فرق الظروف الاجتماعية . لكن وراء كل شيء شئ .....التجسيد الحى للمثل القائل"من حفر لأخيه حفرة وقع فيها" قراءه ممتعه للجميع