الحلقة الخمسون

28.2K 1.8K 215
                                    

دلف للبيت بخطى ثقيلة و متعبه ، كل شيء مظلم من حوله ، يدفعه للدخول فى حالة من الإكتئاب و المرض.

لا يعلم إلى أين يتجه ، قدماه هي من تسوقه لعندها يفتح الباب دون إستئذان كعادته و يزيح الغطاء قليلا ليندس فى أحضانها رغما عنها و دون أن يطلب و توافق.

فزت منتفضة من نومتها فبعدما كانت تستعد للغرق في نوم عميق و قد تدثرت بغطائها و طفت الاضواء شعرت بذراع غليظه تسحبها و تلفها حتى أستلقت على ظهرها و دفن رأسه و صدره بأحضانها .

لم تكن بحاجة للتعرف عليه ، تعرف فقط من ملمس جسده على جسدها .

لكنها سألت في تخبط : في ايه يا ماجد .

زاد من دفن رأسه فى صدرها و حاول لف ذراعيه حول صدره و هو يردد: أحضنيني قوي يا فيروز ، أحضنيني .

كانت نبرة صوته أشبه بالتوسل ، توسل لم يتردد في أظهاره أمامها فقط مما جعلها تسأله بقلق شديد : مالك يا ماجد ، ايه الى حصل ؟

أغمض عيناه مرددا: أنا محتاج لك قوي ، مابقاش عندي أي حاجة حلوة غيرك ، مابقاش ليا غيرك أصلاً.

زمت شفتيها بحزن عليه و أكتفت بالصمت ، تعرف تلك الحالة جيداً ، الكلام فيها غير مجدي .

تفضل ترك له المساحة إن اراد التحدث أو آثر الصمت .

لكنه قال : تعالي نمشي يا فيروز ، و لا أهلك و لا أهلي ، نتجوز و مش مهم مين يعرف و مين ما يعرفش ، أنا زهقت ، أنا مابقتش عايز غيرك.

حاولت التحدث فقال: ما ترفضيش ، أنا عارف انك لسه زعلانه.. عارف ، بس عشان خاطري تعالي نبعد ، أنا مش عندي أستعداد أخسرك إنتي كمان.

أغمض عيناه بحزن و قد فطن جوابها المتمثل في الرفض ، لكنه فتح عيناه بصدمه حين قالت : موافقة ، بس هنعمل كده إزاى ؟

انتفض من على الفراش و نظر لها يردد بذهول: إيه ؟ بجد موافقه ؟

هزت رأسها بثبات و قالت بإبتسامة هادئة : أيوه ، بس هتعمل كده إزاى ؟

أبتسم لها بسعادة و الجنون يشع من عيناه يردد: مش مهم هعمل كده ازاى ، المهم إنك موافقه تتجوزيني يا حبيبتي.

نظر لملامحها القريبه منه و قال بجسد مقشعر : أنا بحبك قوي ، قوي يا فيروز .

لم يستطع تمالك حاله و مال عليها يقبلها بجنون وشغف و كأنه نال الفرحه بعد التعب .

صدمت من فعلته كلياً وبدأت تحاول إبعاده عنها لكنها لم يحرر شفتيها من بين شفتيه و لا جسدها من بين ذراعيه بل بدأ بفقد السيطرة على نفسه و آخر ذرة تعقل تأمره بالتراجع .

ليفتح الباب على مصرعيه و تتقدم فريال التي قالت : حلو اوي ، أثبتوا لي على الوضع ده.

شهقت فيروز بصدمه و إلتف ماجد ينظر لها بغضب مرددا : أنتي بتعملي إيه ؟

شط بحر الهوى ( مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن