الحلقة السابعة و الأربعون

27.1K 1.5K 229
                                    

تقدم بخطى ثابته مختال بنفسه كثيراً يلتوى شدقه بإبتسامة ساخره

حتى أقترب من ماجد الذى جلس بثبات هو الآخر بل و يضع قدم فوق الأخرى .

رفع فلاديمير إحدى حاجبيه بإعجاب ثم ردد و هو يجلس بأريحيه : عجبانى ثقتك دى يا ماجد ، بس خلى بالك.. اوقات الثقه الزياده بتقتل صاحبها .

و كعادة ماجد ، يخترق صلب المواضيع ، لا يحبذ ابداً اللف أو الدوران ، يقبلها فقط من حبيثه اللئيمة ذات القلب الأسود التى وقع بعشقها ، لكن عداها هى لا يتقبل أو يسمح .

لذا و على الفور اعتدل فى جلسته و ازاح قدمه عن الأخرى و جلس بعدما تقدم برأسه قليلا للأمام دليل على المواجهة و الحسم تحت أعين فلاديمير الذى يراقب كل حركات جسده و يفسرها .

تحدث ماجد بقوة : أنا جاى لك و عايز نتفق ، قولى عاوز توصل لأيه و إلى عايزه مدته أد ايه و تخلص.

أبتسم فلاديمير إبتسامة متهكمه و علق ساخراً : مش بقولك عاجبنى ثقتك فى نفسك ، بس يا عزيزي ما تتكلمش بثقه فى حاجه تفوق قدرتك و تتعدى حدود نفوذك و إلا هتبان أهبل زى ما بتقولوا.

وقف عن كرسيه و ذهب لبار صغير يفتح زجاجة من الخمر و يصب له كأس بينما يكمل : أنت دخلت فى لعبة إسمها لعبة الموت .

وضع كم قطعه من السلم فى كأسه و ظل يقلبها بأصبعه ثم وضعه فى فمه يلعقه و ردد بعدها : و الإسم ده مش جاى من فراغ ، مش هفسر لك كتير عشان فى ناس كده لما بتعرف بتتعب ، و لكن.... يكفى أنى أقولك إنها اتسمت كده لأن إلى بيدخلها مش بيقدر يخرج منها غير بموته ، الموت بس هو الى ممكن يخلصك يا ماجد .

حاول الظهور بمظهر الثابت و سأل : أنا ما دخلتش حاجة ، كل الى كنت عايزه هو شحنة كبيره لدهب و ألماظات ، كنت عايز أهادى بيها أختى .. فيروز .

زم فلاديمير شفتيه و قال : و ما سألتش كل ده هيحصل إزاى ؟

مدد قديمه على الأريكة و قال : أنت طلبت من مختار يعديها لك ، و مختار عمل كده بس إلى ما تعرفوش إن مختار كان راجلنا هنا فى مصر ، ماسك مصر و ليبيا و فى الفترة الأخيرة لعب بديله معانا فى كام صفقة و أخرهم بتاعتك .

أحستى القليل من كأسه ثم قال و هو يشير باصبع السبابة : كل الكلام و التفاصيل دى مش من المفروض خالص أنك تعرفها ... بس انا ليا مزاج اقولها لك ، عارف ليه ؟

ماجد : ليه ؟

وقف فلاديمير و التف حول كرسى ماجد حتى وقف خلفه و وضع يده على كتفه مردداً : لأنى أصطفيتك ، إختارتك من ضمن سبعه و ستين شخص كانوا مرشحين مكانك و كمان مضمونين عنك لأنهم رجالتنا من زمان و أنت لا مننا و لا مضمون و مع ذلك أنا مصمم عليك .

أتسعت أعين ماجد ، الأمور تخرج بعيداً عن حدود سيطرته ، لقد قدم لهنا يريد تسوية الأمور و قد لجاء للتفاوض مدام خصمه عنيد هكذا لكن لم يحسب لقرارات فلاديمير أى حساب.

شط بحر الهوى ( مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن