الحلقة الثامنة و الأربعون

27.2K 1.4K 153
                                    

وقفت فى وسط الجمع المحتشد تقسم ألا تمرر ما يحدث .

أما ذلك العجوز ذو الأقدام الذائبة فتقسم إن تسحق عظامه هذا على فرض أنه مازال يمتلك عظام من الأساس.

فهل قدم إليها كى يضعها امام الأمر الواقع يعتقد أنه يستطيع ذلك .

لا و الله فهو لم يعرفها بعد ، ليتحمل إذاً ، هو من جنى على حاله .

تقدمت منه تردد : بقا أنت مفكر نفسك ممكن تعرف تدبسنى ؟! تدبس مين يا روح الروح ، ده أشجان ، مش كنت تسأل عنى قبلا .

غمز له بعينه يردد عابثاً : و النبى إنتى إلى روح الروح يا حتة بوغاشة ، و أنا قتيل الليلة دى هتجوزك يعنى هتجوزك ، من الآخر كده أنا يا قاتل يا مقتول .

شمرت عن ساعديها و هى ترفعهم عالياً : تبقى مقتول ، طلبتها و نولتها ، تعالى لى بقا .

أتسعت عيناه برعب و هو يراها تهم لكى تنقض عليه حرفياً تنوى ضرب جبة رأسه بجبتها ، فتراجع خطوتان و هو مزهول يردد بصراخ : جرى إيه يا رجاله ، هضرب و أنا فى منطقتكم و لا ايه.

فهتف المعلم زناتى بغضب : جرى إيه يا ست أشجان مايصحش كده الراجل فى منطقتنا و عيب يحصل فيه كده .

أشجان: هو مش كان عامل فيها أماثل من شويه؟!  خاف و كش ليه دلوقتي ؟

أشهر كاظم أصبعه فى وجهها و هو يردد : خلى بالك أنا ممكن أسوي الهوايل بس انا إلى إبن بلد و أفهم فى الأصول و عارف إنه مايصحش أمد أيدى على واحده ست و خصوصاً يعنى لو كانت الست بتاعتى .

اهتزت شفتيها من شدة الغيظ و الغضب  سيدة من ؟ هل يرغب في فوران دمها أم إصابتها بشلل رباعى ؟

فتقدمت منه و هى تقول: ست بتاعت مين يا راجل يا ربع كم يا بواقى التصدير يا فرز تالت أنت ، ده أنت و إيمانات المسلمين لو شوفتك ماشى على الحيط بردو مش هوافق عليك.

مسح كاظم على صدره بحيث أصبحت تلك هى حركته المعتادة كلما رأها و قال : طب ليه بس كده ، و النبى شاري .

إلتف ينظر للمعلم زناتى ثم قال له : ما تحضرنا يا معلم ، أنت سكت ليه ، قولها أنى إلى شاري ما نبعهوش و كسف الطبيعة وحش .

تنهد زناتى و هو يهز رأسه ثم ردد: لا حول و لا قوة إلا بالله ، أنا كان بودى أوفق راسين فى الحلال بس زى ما انت عارف كل شيء بالخناق إلا الجواز يالإتفاق و هى لازم و لا بد تكون موافقه.

إلتف إلى أشجان سألها : و أنتى موافقه يا ست أشجان ؟

ردت عليه سريعاً دون الحاجة للتفكير و قالت : لأ، و يالا .. قوله يزوق عجله من هنا مش عايزين قلبت دماغ كل ساعه و التانيه .

إلتف زناتى إلى كاظم الذى تحولت معالم وجهه للحزن الشديد و قال له بأسف : ما علش بقا ، كل شيء قسمه ونصيب.

شط بحر الهوى ( مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن