الفصل الثامن والعشرين

31.8K 1.9K 184
                                    

جلس يدقق النظر بصدمه لما يعرض أمامه من ملفات ، يستمع بذهول لكل ما يلقى على مسامعه من حديث مديرة أعماله و مديرى الاقسام .

لقد أستغل ماجد إنشغاله مع غنوة و استحوذ تقريباً على كل الصفقات ، ليت الأمر ينتهى على الاستحواذ برقى، بل لم يصنع ذلك إلا بعدما خفض أسعاره لأخرى تنافسيه اقل من الأسعار التى تقدمت بها شركات الصواف.

لا يصدق حقا ، فقد بدى ماجد أمامه كأنه حوت كبير يرغب فى إلتهام الكل بشراهه حتى صديق عمره، استغل إنشغاله و قرر اللعب بقذراه.

انتبه على صوت مديرة اعماله تردد بمهنيه و إستياء شديد: للأسف مستر هارون ، مستر ماجد كمان لعب من تحت التربيزه و عدى صفقه مهمه جدا علينا دى الى فعلاً كان فيها الخساره الأكبر.

صمتت تزم شفتيها باستياء ثم رددت بأستنكار: الغريب بقا ان الصفقة دى المفروض أن مختار بيه الله يرحمه كان مشاركنا فيها زى معظم شغلنا ، لكن فى حد من عنده بلغنا فى اخر لحظه إن الباشا قرر سحب نسبته ولأن هو مافيش اى ورقه بإسمه فى الصفقه دى فماكنش فى شرط جزائي عليه كلها عقود بالباطن لضمان الحقوق مش أكتر ، الفكره ان مستر ماجد رسى العطا على حد تالت لا إنت و لا هو.

هز رأسه و هو يشعر بالتيه ، كم كبير  من الأحداث و الارقام المتداخله ، مصدوم فى صديق عمره ، فهز رأسه بتيه مرددا باستنكار: و لو مش هياخدها له ،هيعمل كل ده ليه؟!

زمت مديرة أعماله شفتيها تهز يديها و هى تفتحم كعلامة على نتيجة واحدة محسومه له ان يستنتجها وحده لكنها امتنعت عن قولها ، ليأتى الرد من أحد مدراء الاقسام حين قال برزانه: للأسف يا فندم كل دى تصرفات حد عايز يهد الى قدامه ، و بيوقعه.

اخذ هارون يرفرف بأهدابه لا يستطيع الاستيعاب حقاً .. هل خدع فى ماجد؟ أيعقل؟!و طوال كل هذه السنوات؟! ...لا مستحيل .

ظل على وضعه لأكثر من دقيقه هو حقا فى حاجه للوقت كى يستوعب صدمة عمره الكبيرة تلك.

انتبه على انه مازال يجلس والكل مجتمع حوله ، من الضروري ألا يراه أحد بحالته هذه.

لذا تنهد بتعب و تفكير مرهق و بإشاره من يده انهى الإجتماع فانصرف الجميع.

ليجلس على كرسيه و يعود به للخلف قليلا يفكر ، كل شيء بداخله يرفض مستنكراً كل ما قيل حتى لو أثبت كله بالأوراق و المستندات.

تناول هاتفه و تفكيره يرشده لاول شخص يود الحديث معه.. ومن غيرها .. إنها آخر من تبقى له.

دق مره وانتهى الاتصال ولم تجيب... اخرج من صدره تنهيده متعبه و هو يكرر اتصلاته و يردد: ردى بقا يا غنوة.

لكنها لم تجيب.. وضع الهاتف على طوالة الاجتماعات الزجاجيه أمامه يفرد ظهره قليلا.

انتفض مع إرتفاع رنين هاتفه يفتح الهاتف سريعاً دون حتى النظر له كأنه ظمئان و سيرتوى يردد بلهفه واضحه: الو غنوة.....

شط بحر الهوى ( مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن