الحلقة الثالثة و الخمسون

31.5K 1.6K 243
                                    

حاول قدر المستطاع كبت ضحكاته لكنه لم يستطع و انفجر ضاحكاً حتى معت عيناه .

بينما كاظم ينظر له شذراً ثم قال: بتضحك على عمك يا واطي ، طول عمرك واطي أوي.

هارون : بعض مما عندكم يا عمي ، أنا مش مصدق نفسي بجد ، بقا معقول كاظم الصواف زير النسا و منبع المليطة يحصل فيه كده ؟ تبقى دي نهايته ؟ صحيح يا ولاد ، الحجر الداير لابد من لاطه

وقف كاظم مترنحاً و هو يردد : طب حاسب بقا عشان الدور عليك ، أنا حاسس أنهم هيفضلوا ورانا لحد ما يجيبوا أجلنا .

زم هارون شفتيه مستنكراً و سأل: ده على أساس أنها هي إلي كانت بتجري وراك ، يا عمي ... يا عمي قول كلام غير ده ، ده انا إبن اخوك يعني ستر و غطا عليك .

تأوه كاظم متألما ثم قال : طب لعلمك بقا هي عينها مني ، أيوه أسألني أنا ، يتمنعنن و هن الراغبات ، تحب احلف لك

ضحك هارون و قال بينما  إصبعه على كدمات عمه : يا راجل من غير ما تحلف ده حتى باين على وشك .

نظر له كاظم بجانب عينه و قال ساخراً : إلي يشوفك يقول الواد الفيت الي ما فيش منه ، أمال لو ماكنتش مسوياك على الجنبين زي الرنجاية كنت عملت فينا إيه .

أتسعت عينا هارون بصدمه يردد : رنجاية ؟ أنا رنجاية ؟

كاظم : بصراحه أه ، أنا مش عايز اقولك من زمان بس بصراحه بقا هي دي الحقيقة و شكلك بقا وحش أوي ، فين هارون ، الباد بوي إلي لا عنده ذمة و لا مبدأ ، كان يخلص أي حاجة عايزها في مينت ، من ساعة ما قلبك بقا قلب خساية و أنت مش عاجبني خالص .

تحرك كاظم متأوها يصعد الدرج واحده بأخرى حتى وصل لغرفته تاركاً هارون خلفه و قد اخترق الكلام عقله ، بالفعل تلك لم تكن أبدا شخصيته ، لقد تغير كثيراً مع غنوة ، ربما هو مجبر على ذلك ، أجبره عشقه لها .

أنتبه على صوت اشجان و سيل من السباب النابي قادم من اعلى ثم هبوط كاظم الدرج و هو يتأوه بخفوت يردد: الخلوقه المحترمه ، رفضت بكل أدب ، لسانها ده مايعرفش العيبه ، بقولك ايه خلي حد ينضف لي اوضة من الأوض المقفوله .

نظر له هارون بجانب عينه ثم ترك له المكان و دلف لغرفة مكتبه يعيد حساباته من جديد .

____________________

خرجت نور من آخر محاضراتها ، اليوم كان طويل و مرهق إلى حد كبير .

جلست على أول درجة من درجات السلم الرخامي أمام كليتها تنتظر مرور زينب أو يوسف ، أي منهما أولاً ، كان الإجهاد قد تمكن منها علاوة على ألم أسنانها و الذي أصبح شبه يومي فلم تكن بمزاج جيد أو حتى صحه جيده ، لذا التزمت الصمت و جلست بعيداً عن باقى زملائها المجتمعين في حلقة كبيره حول بعضهم .

و اتكئت برأسها على ذراعيها تدفن وجهها بهم من شدة الإرهاق .

ثواني و رفعت رأسها أثر الصوت الصاخب القادم من عندهم كانوا يهللون بسبب شيئ ما .

شط بحر الهوى ( مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن